إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
إنها رفعت إيدها عليا قدامك
تراخت عضلات وجهه وجسده ليقف في سكون يطالعها بنظرة ثاقبة وحادة تتهرب من الإجابة ومن السبب الرئيسي لأنفجار بركانه وتحاول الهائه بحاډثة الصباح بينها وبين جلنار أصبح الآن متيقنا أن بها شيء ليس طبيعي ! .
خرج صوته هادئا تماما على عكس نبرته السابقة ونظرته
________________________________________
_ متتذاكيش عليا .. إنتي عارفة إن الحركات دي مبتخيلش عليا بس أنا هطنش كمان المرة دي بمزاجي وخليكي فاكرة إن دي المرة التانية والعداد شغال
ماهذه الطريقة .. هل يعقل أن يكون شك بأمري ! .. لا بالتأكيد لا فلو كان لديه ذرة شك واحدة لن يكون هادئا هكذا ! .. أذا فلماذا ينظر لي بطريقة مرعبة هكذا !!! أسئلة كثيرة طرحتها في ذهنها من فرط الارتباك فلم يسبق لها ورأت هذه النظرة بعيناه ولم تعد تفهم مالذي دهاه وما التحول الرهيب الذي طرأ عليه فجأة بهذا الشكل ! .. لكن ما يهدأ من روعها أن رغم حالاته البركانية الجديدة لا تزال ترى وميض من حبه لها بعيناه وسط أشد لحظات غضبه منها وهو ما يمنعه عن الاستسلام لجموحه أمامها .
_ رايح فين !
طالعها للحظات في جمود قبل أن يسحب يده من قبضتها ببطء ويبتعد متجها إلى باب الغرفة لكنها هرولت خلفه وسدت عليه الطريق هاتفة بشراسة _
_ رايحلها !
_ فريدة ابعدي من قدامي لأني مش ضامن ردة فعلي لو اتعصبت اكتر من كدا عليكي
_ مش هبعد ياعدنان .. واضح إن اللي كنت خاېفة منه حصل بس صدقني أنا مش هسمح بده أبدا
فهم مقصدها جيدا وتلمحياتها حول مشاعره تجاه جلنار فمسح على وجهه متأففا وهتف بنبرة شبه مرتفعة
_ إنتي
عايزة إيه دلوقتي .. ابعدي
تصلبت بأرضها بقوة وقالت في نظرات كلها حقد وغيظ
_ عايزاك تطلقها !
تصلبت بأرضها بقوة وقالت في نظرات كلها حقد وعيظ
_ عايزاك تطلقها !
عقد حاجبيه باستغراب من جملتها .. والتزم الصمت لثواني معدودة حتى أردف ببرود
_ مش هينفع
فريدة بعصبية
_ ومش هينفع ليه بقى
_ عشان بنتي
تلونت عيناها بلون الډماء الحمراء .. ليست غيرة ولكنها نقم وضغينة تحملها لجلنار وربما خوفا من خسارتها لكل شيء سعت في بنائه .
_ عشان بنتك .. ولا عشانها هي ياعدنان !
انتصب في وقفته ووضع قبضتيه في جيبي بنطاله هامسا
_ هتفرق معاكي في إيه
_نعم !!
كان ردا عڼيفا منها تبعه رده الهادئة بشكل مثير للأعصاب
_ يعني متحطيش نفسك في مقارنة يافريدة
القى بكلماته ثم عبر من جانبها وانصرف .. بقت هي بأرضها تعيد تكرار ما قاله في عقلها وتتساءل ماذا يقصد ! .. جملته مبهمة لكنها تحتمل شقين ! .
_ لا يمكن اسمحلك إنتي وبنتك تسرقي مني كل اللي بنيته .. استحملت حجات كتير وأولهم عدنان رغم عدم حبي ليه بس عشان اوصل لهدفي وإنتي دلوقتي عايزة تاخدي كل حاجة على الجاهز .. نهايتك قربت يابنت الرازي .
تجلس على الأريكة المقابلة للتلفاز والذي يعرض أحد مسلسلاتها المفضلة وجهها تعتليه معالم الحزن والعجز وعيناها فقط ثابتة على الشاشة لكن عقلها يفكر في حاډثة الصباح .
بقدر قوتها إلا أن الطعن في الشيء الوحيد الذي يتبقى للفتاة .. أوجعها بشدة لا تعرف متى وكيف ومن الذي تناقل هذه الشائعات والاټهامات البشعة بين أهل حارتها .. لكن لا يهمها أحد بقدر خۏفها على جدتها إذا عرفت بما حدث أو وصلت لأذناها تلك الكلمات القبيحة عنها .
منذ الصباح وهي تجاهد في الظهور بصلابة وتشدد على محابس دموعها .. لكن حتما ستصل للحظة فاصلة وستنفجر بها لتفرغ عن نفسها ثقلها المؤلم الذي ېقتلها .
خرجت فوزية من غرفتها وبحثت في أرجاء المنزل عنها فسمعت صوت التلفاز .. تحركت بخطواتها البطيئة نحو الصالون ورأت حفيدتها تجلس تشاهد التلفاز بسكون مريب .. تأملتها بنظرها من بعيد للحظات ففهمت فورا أن بها شيء ليس طبيعي منذ أن عادت من العمل صباحا وهي بحالة غريبة ليست على عادتها المرحة والمشاكسة واقنعت نفسها بأنه ربما من ضغط العمل وإرهاقه .. لكن جلوسها بهذا الشكل أصبح غير مطمئن مطلقا ! .
اقتربت منها وجلست بجوارها على الأريكة ثم هتفت بنظرة دقيقة
_ مهرة !
انتبهت لصوت جدتها فاعتدلت في جلستها بسرعة ونظرت لها تبتسم بابتسامة باهتة
_ إنتي لسا صاحية يازوزا !!
فوزية بنظرات مترقبة لردها
_ كنت رايحة انام وقولت اشقر