رواية لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي
فيروزة كانت نائمة على الفراش نظرت إليها والدتها نازلى الجالسة بجانبها ممسكة بيديها قالت بقلق طمني على بنتى ياأنيس.
أبتعد الأخر عن الفراش بعد ما فحصها ثم قال
أطمنى يا أمى هى بخير.
نازلى بخير أزاى وهى لسه لحد دلوقتى مفقتش.
أنيس متقلقيش عليها هى ساعة أو ساعتين وهتفوق.
تحدث عامر بلهجة أمريلا كل واحد يروح على أوضتة.
عامر ماما حبيبتى أنتى تعبانه ولازم تروحى ترتاحي وكمان متنسيش معاد الدواء بتاعك وكمان أنا ونازلى معاها..عمر خد تيتا ووديها اوضتها يلا.
عمر حاضر يابابا.
بعد خروج الجميع اقترب عامر من فيروزة وجلس بجانبها على الطرف الأخر من الفراش ومسد على شعرها بحنان ثم قبلها من جبينها وقال بأسف
نظرت إليه نازلى بحزن أنا مكنتش أعرف أن وليد بالقذارة دى وبعدين أنت كنت عارف باللى بيعمله وسكت ياعامر.
عامر الموضوع دا عرفت بيه من زمان ولكن هو أقسم بالله انه هيتغير وهيبعد عن الطريق دا وانه بيحب فيروزة وانا كنت رافض بس دموعه وندمه خلانى أديله فرصة تانية ومكنتش أعرف أن الفرصة دى هتدمر بنتي صدقته لما قالى انه مستعد يعمل المستحيل علشانها وأثبتلى دا فى بداية فترة الخطوبة ولكن كنت مخدوع فيه.
عامر بهدوء مټخافيش عليها فيروزة قوية وهتقدر تتخطى كل اللى حصلها وأنا وأنتى عمرنا ما هنتخلى عنها...أنا هقوم أطمن على لارين وهبقى ارجعلك تانى.
هبت نازلى واقفة وقالت استنى هاجى معاك وشوية نبقى نرجع تكون فاقت.
خرجوا من الغرفة وأغلق عامر الباب خلفه.
فى تمام الساعة ٢ ليلا أستيقظت فيروزة من نومتها وأعتدلت فى جلستها ثم أمسكت رأسها التى تؤلمها وأخذت تتذكر ما حدث معها فرت دمعه من عينيها پألم وهى تنظر حولها وتقول
وقفت تسير تخطوا بخطوات ثقيلة لتنظر إلى نفسها فى المرآه فما حدث لها جعلها باهته مطفية بدأت تتحسس أنعكاس صورتها فى المرآه وهى تمسح دموعها المنهمرة من عليها وهى تقول
خلاص متعيطش أمسحي دموعك روزا ...أياكى ټعيطي أوعى ټعيطي ها مفيش حد يستاهل ټعيطي علشانه أهدى كدا خلاص مفيش حاجة حصلت تخليكي ضعيفة بالشكل دا أنتى أقوى من كدا ...متعيطش علشان قلبى بيوجعنى من كتر العياط ومش هعرف اخلى نبضه يبطل ينبض بۏجع...بصى عينيكى بقت وحشة ازاى وحمرا كدا شكلك هيبقى وحش ومحدش هيرضى يبص ليكي تانى.....طب بصي عيطى النهاردة بس لكن أوعديني أنك مش هتعيطي تاني بعد كدا ماشي....
ثم أخذت تبكى وتبكى وتتعالى شهقاتها ويضيق صدرها من الألم ويختنق شريانها إلى أن يذبح فرأت الدنيا بأثرها تدور بها وتتلاشى الأضواء من أمامها رويدا رويدا فأرتمت على سريرها فأصابها الدوار وعينيها لم تكف عن البكاء..تحدثت وهى تنظر إلى سقف غرفتها
أود لو تفيض روحى حتى يهدأ قلبي..أود لو أنتهى بانتهاء بكائي..أو أن أسقط مع سقوط قطرات دموعي..
وأسمع روحي تناديني
فأرد وعيني تقطر دمعا
بلى فقد آن الأوان منذ زمن فى كل ليلة أخبرك بأننا لا ننتمى إلى هذا العالم ليس لنا وجود فى تلك الحياة فلنمت ونستريح وينتهى كل هذا الألم.
دلفت إليها والدتها نازلى وجدتها مڼهارة فألمها قلبها لرؤية أبنتها بهذا الشكل اقتربت منها ووضعت يديها عليها فانتفضت فيروزة وهى تشهق بالبكاء..
نازلى بدمع بنتي روزا أنا..
قاطعتها فيروزة وهى تنظر إليها بعيون منتفخة من كثرة البكاء قائلة
متقوليش بنتي أنا مش بنت حد فيكم أنا ماليش أهل ومعرفش مين هما عيلتي الحقيقة اللى بسببهم دلوقتى أنا موجوعة وبتعرض للأذى من أى حد فمتجيش تقوليلي بنتي علشان أنا مش بنتك يانازلى هانم أنا مجرد بنت يتيمة جاية من الملجأ وبفضلكم عاشت حياة مكنتش بتحلم بيها....عارفة محدش حاسس باللى أنا حاسة بيه.....من وأنا صغيرة بسمع كلام بيتقال من الناس كلام وحش أوى علشان جيت من الملجأ كلام يكسر النفس ومحدش يقدر يستحمله بس كنت بستحمل وأقول عادي مش مهم كفاية عليا وجودكم فى حياتي وفضلكم كبير أوى عليا عمرى ما هنساه ليكم أبدا أنا بشكرك أنتى واللواء عامر على تربيتكم ليا بفضلكم دخلت أحسن المدارس وكلت أحسن الاكل ولبست افضل واجمل الملابس اللى مكنتش بحلم بيها عمرى ماهنسى فضلكم عليا كنت بتمني طول عمرى أنى اكون بنتكم بجد مش مجرد بنت متبنيه من الملجأ .
جلست بجانبها وأمكست وجهها بكفها ثم قالت بدموع
كفاية يافيروزة كفاية يابنتي متقوليش كدا متوجعيش قلب أمك ياحبيبتى ....أنا طول عمرى بعتبرك بنتي اللى ربيتها وولدتها كمان مش اللى اتبناها جوزي أنتى حته من روحي وقلبي...لو أخواتك سمعوكى بتقولى كدا هيزعلوا منك أوى أنتى متعرفيش أنتى بالنسبه لينا ايه يافيروزة دا انا يابنتى لو حصلك أى حاجة ھموت بعدك...علشان خاطرى متزعليش مفيش حد فى الدنيا دي يابنتى يستاهل أنك ټعيطي علشانه ومتخليش كلام أى بنادم على وجه الأرض يأثر عليكى أو يشكك فى حبنا ليكي.. وبعدين أنتى غالية أوى ودموعك أغلى ياعمري .
نظرت إليها فيروزة ودموعها تسيل على خديها بقلب منفطر ثم أرتمت بحضن والدتها التى ضمتها بحنان وسمعتها تقول
ليه الحياة دايما تفرض علينا أشخاص قاسيين مفيش فى قلبهم رحمة ليه!
لقد خذلني العالم يا أمي ..خذلني أكتر شخص حبيته كان ذنبى الوحيد أن حبيت شخص زيه أنا انخدعت فيه ومكنتش متصوره أن هو بالحقارة دي..بسبب اللى عمله مش هقدر أثق فى أى حد بعد كدا أو أنى أجرب الحب تانى.
أخذت نازلى تمسد على شعرها الذهبى ولم تجد أجابة لترد عليها سوى
أن صمتها إليها بقوة.
فى الصباح
كانت فيروزة تهبط من على السلالم ولكن قاطع طريقها وليد وهو يمسكها من معصمها بقوة جعل تلك الأسورة التى ترتديها تنكسر وټجرح يديها فقال بسخرية
أنت واحد مريض نفسيا والله أنصحك تروح تتعالج أحسن ليك.
وليد من رأيى تنصحي نفسك بالنصيحة دي لأنك الفترة الجاية هتحتاجى دكتور نفساني علشان يقدر يساعدك من مرض الحب اللى ابتليتى بيه وكمان فى أنك تنسيني لان اللى أعرفه أنك بتحبينى أوى ومستحيل تقدرى تتخطى الحب دا بالسهولة دى.
أطلقت فيروزة ضحكة عالية مصدر صوت رنة قوية ثم قالت بكل ثقة وقوة لا تعلم من أين أتت بها
تعجبني ثقتك فى نفسك أوى ياوليد اسمعنى كويس وخلى الكلام دا محفور فى الذاكرة بتاعتك وأوعى تنساه يابن عمى....أنا مابقتش فيروزة الهبلة اللى كنت تعرفها واللى كانت بتحبك أكتر من روحها....
امبارح بس لأول مرة أختار نفسي ومختاركش مع أنك كنت أول أولوياتي أنا مش هسالك ليه انت عملت كدا فيا ومحبتنيش....امبارح أخترت نفسي وقصيتك من حياتي ومسحت كل آثارك من على تليفونى وحړقت كل صورنا ونزعتك من داخل قلبى امبارح بليل توقفت عن البكا وحسيت
فجأه بأن كل حاجة أصبحت عادية بالنسبالي وكأني أصبت بالبرود توقفت عن البكاء وتوقفت عن رؤيتك الهدية اللى جتلى ووهبها الله لى .. أمبارح بس تأكدت بأنك مش دا الشخص اللى كنت بدور عليه طول حياتى أنا عايزة أشكرك على أنك أظهرتلى حقيقتك فى الوقت المناسب عارفة أنك چرحتني وخلتنى اتوجع بس مش مهم المهم أنى قادرة على الشفاء من بعد چرح وقاردة على تخطى كل حاجة وحشه بتحصلي وقادرة على الطيبة من بعد شړ ....
فشكرا ليك لأنك تركت قلبي وروحي لمن يستحقهم..
نظرت إليه ثم وضعت يديها على وجهه وقالت بخبث
متنساش ياعسل تبقى تعدى على دكتور العيلة علشان يصلحلك الشخبطة اللى فى وشك دى لأنك بقيت عامل زى بتوع الشوارع...
أبتعدت عنه ومازالت تنظر إليه بتلك النظرات الشامتة فقد بدأ مصډوما
ومندهشا من حديثها وكأنه لم يخذلها بالأمس أخذ يتسأل من أين أتت بهذة القوة التى لم يتعاهدها منها من قبل..غادرت هى المكان وتركته فى صډمته.
الفصل السادس
أطلقت فيروزة ضحكة عالية مصدرة صوت رنة قوية ثم قالت بكل ثقة وقوة لا تعلم من أين أتت بها
تعجبني ثقتك فى نفسك أوى ياوليد اسمعنى كويس وخلى الكلام دا محفور فى الذاكرة بتاعتك وأوعى تنساه يابن عمى....أنا مابقتش فيروزة الهبلة اللى كنت تعرفها واللى كانت بتحبك أكتر من روحها....
امبارح بس لأول مرة أختار نفسي ومختاركش مع أنك كنت أول أولوياتي ومش هسالك أنت ليه عملت كدا فيا ومحبتنيش....امبارح أخترت نفسي وقصيتك من حياتي ومسحت كل آثارك من على تليفونى وحړقت كل صورنا ونزعتك من داخل قلبى امبارح بليل توقفت عن البكا وحسيت فجأه بأن كل حاجة أصبحت عادية بالنسبالي وكأني أصبت بالبرود توقفت عن البكاء وتوقفت عن رؤيتك الهدية اللى جتلى ووهبها الله لى .. أمبارح بس تأكدت بأنك مش دا الشخص اللى كنت بدور عليه طول حياتى أنا عايزة أشكرك على أنك أظهرتلى حقيقتك فى الوقت المناسب عارفة أنك چرحتني وخلتنى اتوجع بس مش مهم المهم أنى قادرة على الشفاء من بعد چرح وقاردة على تخطى كل حاجة وحشه بتحصلي وقادرة على الطيبة من بعد شړ ....
فشكرا ليك لأنك تركت قلبي وروحي لمن يستحقهم..
نظرت إليه ثم وضعت يديها على وجهه وقالت بخبث
متنساش ياعسل تبقى تعدى على دكتور العيلة علشان يصلحلك الشخبطة اللى فى
وشك دى لأنك بقيت عامل زى بتوع الشوارع...
أبتعدت عنه ومازالت تنظر إليه بتلك النظرات الشامتة فقد بدأ مصډوما ومندهشا من حديثها وكأنه لم يخذلها بالأمس أخذ يتسأل من
أين أتت بهذة القوة التى لم يتعاهدها منها من قبل..غادرت هى المكان وتركته فى صډمته.
بعد مرور خمس أشهر..
ملأت نازلى السفرة المستديرة بالافطار الشهي والشاي الساخن فجلس الجميع فى حالة هدوء يتناولن الطعام قبل الاستعداد إلى الذهاب لاعمالهم لاحظ عامر شرود فيروزة التى تعبث بخصلات شعرها ولم تأكل أى شئ وضع كفه على يديها بحنان وقال
مش بتاكلى ليه ياروزا.
نظرت إليه بملامح باهتة وقالت
ماليش نفس للأكل ياحبيبى.
تحدث والدها بعدم رضا
حبيبتى مينفعش كدا كلى لقمة قبل ما تمشي على الشغل.
أردفت بهدوء
مش قادرة يابابا لما أجوع هبقى أطلب أى حاجة فى الشغل وبعدين فين طارق وعمر.
أجابتها نازلى بضيق من هؤلاء المشاغبون
البهوات لسه نايمين ومش عايزين يقوموا وأنا غلبت معاهم.
نهضت من مكانها وأتجهت إلى الأعلى وهى تقول
أنا بقا اللى هاصحيهم بطريقتي.
دلفت إلى غرفة الثنائي فأبتسمت على طريقة نومهم المضحكة ثم تحولت نظرتها إلى نظرات أخرى خبيثة ألتفتت