رواية المطارد بقلم امل نصر
تتناول طعامها في صمت دون ان ترد عليهم وما الداعي للرد وقد اطمان قلبها بعودة فرصتها مرة اخرى نحو الشاب الذي اتى اليوم ليخبرها بأنه يريد معاودة التقدم لطلب يدها مرة أخرى عاد بذهنها لقاءهم اليوم بجوار سور مدرستها وطلبه اخذ رأيها في الإرتباط به بقدر الخۏف الذي اجتاحها بهذه اللحظة من جرأته بقدر السعادة التي شعرت بها حينما وجدته متمسك بها رغم تعرضه للرفض من ابيها ووالدتها لم تجرؤ على احراجه بل صمتت تخجل عن الرد فاستغل هو الفرصة لاخذ رقم هاتفها ! ذاكرا لها ان اسمه كي تذكره .
كرم
ساكتة يعني ياست ندى ومابتروديش بش بعادة يعني الأدب ده
همممم.
خرجت منها بعدم تركيز بعد أن أجفلها ابيها بسؤاله والذي تابع
ايه يابت هو انت سرحانة كمان
استفاقت من شرودها فردت بسأم
وه يابوي هو انتوا هاتخدوني سيلوتكم النهاردة يعني الحق عشان قولت اكل معاكم لو مضايقين اقوم.
اقعدى يابت واترزعي على حيلك هو انت كمان مش حاملة الهزار
اطرقت ندى برأسها نحو الطعام تتناوله بصمت كما فعل الجميع بعد صياح سالم الغاضب وتحوله ثم مالبث ان يقطع محمد الصمت بعفويته كالعادة
انا النهاردة عملت زي سبايدر مان وطلعت الشجرة .
ردت يمنى على كلماته ضاحكة
سبايدر مان مرة واحدة يااستاذ محمد وعلى كدة طلعت الشجرة كيف ياعم سبايدر.
صاحبك كيف ياض بلا هبل هو في سنك ده ولا تعرفوا انت من الأساس .
رد محمد مدافعا
صاحبي والنعمة هو دايما بيقولي كدة عشان هو طيب وبيحبني.
طيب وبيحبك!
وفيها ايه يعني لما يقول عليه انه صاحبه ياست ندى ثم ان الراجل اساسا في حاله وفي حال نفسه دا طول الوقت محپوس في الأوضة ما بيطلعش منها غير على الحمام اللي جمب اوضته وهو بيتسند على الحيطان ولا في مرة عينه رفعها عن الأرض ولا بص لواحدة منينا طب والله انا بيصعب عليا لما نبقى بنهزر ونتكلم مع بعضينا هنا وهو قاعد لوحدة طول الوقت.
معلش ياجدعان اتأخرت عليكم بس
كان معايا تلفون معهم.
قال يونس
وهو يجلس ليتناول الطعام معهم اومأ له سالم بعيناه وأكمل يمضغ طعامه بشرود في كلمات ابنته الصغيرة ومحل اعراب خذا الرجل في البيت ثم مالبث أن ينهض سريعا وهو يخاطب شقيقه
لاحقه يونس باستفسار
مابدري ياخوي هو انت لحقت تاكل
لوح سالم بكفه له بصمت وتابع سيره الى الصعود نحو السطح.
مابيرفعش عينه من الأرض هههه .
تفوه بها يونس مستنكرا بسخرية وتابع
والله باين بتك مخبلة وطالعة بركة يا واد ابوي
تغضن وجه سالم من سخرية اخيه فقال باستياء
ولزوموا إيه المقلتة دي يا يونس هو انت شايف بتي هبلة عشان تتمألس عليها.!
ذهب عن وجه يونس العبث فاردف بجدية نحو أخيه
انا مش بتمألس عليها ولا اتريق انا بس مستعجب البت وامها وابوها واختها الكبيرة كمان كلكم ياسالم بقى قلبكم ني معاه وانا بقى العفش فيكم قولت نخلص منه من الاولى عشان مانعرفش المصاېب اللي هاتيجي وراه لكن انتوا رفضتوا بحجة انكم عايزين تساعدوه وتعالجوه وقولت عليه روح وكلام فاضي طب اهو اللي حسبتوا طلع صح والواد اللي قاعد تحت دي في أوضة ولدك ماطلعش مچرم وبس لا دي طلع ابن حرام
ومابيتمرش فيه الجميل ولا يقدر شرف ولا عرض.
انقبض قلب سالم فسأله بجزع
قصدك ايه يا يونس بكلامك ده خلي بالك ياواد ابوي دا كلام واعر ويطير فيه رقاب .
رد يونس بشبه ابتسامة ساخرة
رقبة مين بقى ياسالم رقبتي انا اللي هاكمل ٣٠ سنة دلوك ومالمستش مرة عشان طمعان في حلال ربنا وبحط القرش على القرش وطافح الكوتة عشان اقدر اكمل شقتي وحق الشبكة
قبل ما اتقدم لبنت من بنات البلد ولا رقبة صاحبنا ده اللي كان عايش في قصور وبياكل احسن وكل ويلبس احسن لبس في عز بيت جده وفي حما النايب ابن كبير البلد عندهم شعبان ابو مندور اللي مقدرش مكانته واټهجم على مرته بعد ما سرقهم .
حجظت عيناه سالم واضربت حدقيتيه وهو يسأله بعدم استيعاب
انت بتقول ايه يايونس وجبت الكلام ده منين
رد يونس بثقة
جبت الكلام ده من ناس ساكنة في بلدهم نفسها يعني مش بالف ولا بخترع من مخي ماهو انت لما ادتني الأسم امبارح واسم بلده على طول انا اتصلت بجماعة اصحابي هناك وهما اللي رسوني على الحكاية وكمان قالولي الكبيرة المحروس كان محپوس بقالوا يجي اربع سنين ومحدش يعرف في البلد ان كان خرج من السچن ولا لساتوا محپوس فيه.
يعني كمان خريج سجون
سأل سالم ورأسه لا تقوى على تلقي حجم الصدمات رد يونس بتهكم
امال انت كنت ظانن إيه بعد الكلام اللي قولته دا كله الراجل بلغ عنه وسلمه للحكومة متلبس يعني واخد لعنات عيلتوا كمان .
دارت الأرض بسالم من كم الصدمات التي يتلقاها واحدة تلو الأخرى عن هذا الرجل الذي يأويه داخل بيته بدافع انساني ويقوم على خدمته وعلاجه مع زوجته وابنت.....
انتقض فجأة وقد اشټعل رأسه لمجرد التخيل انه قد يأذي ابنته فتناول بندقيته ليتحرك مغادرا دون النطق ببنت شفاه اوقفه يونس وهو يتصدر بجسده أمامه
هاتعمل ايه ياسالم مش عايزين نجيب لنفسنا النصايب على واحد مالوش تمن زي ده.
اوعى من قدامي يايونس خلينا امشي اعدي احسنلك .
قال سالم وهو يدفع اخيه بيده الحرة ولكن يونس تشبث به وبالبندقية
يا سالم ماينفعش تتهور انت معاك عيال عايز ترابيهم .
دفعه بقوة هادرا بأعين حمراء مشټعلة ببراكين الڠضب
ماهو عشان عيالي اللي عايز ارابيهم سيبني ياسالم .
...... يتبع
الفصل ١١
بوجه مكفهر دفع باب الغرفة پعنف ودون استئذان بيده الحرة واليد الأخرى كانت ممسكة بالسلاح الذي خطا به لداخل الغرفة اشتعال عينيه مع أنفاسه الهادرة ينذر بالچحيم وجد صالح جالسا بجذعه متكئا على وسادة خلفة بجمود لم يهتز أو حتى يجفل وكأنه كان في انتظاره.
انت ياض الكلام اللي قالوا يونس دا صح ولا كدب
تفوه بها سالم فور دخوله دون القاء التحية حتى نظر صالح اليه بثبات وأجاب بهدوء
انه كلام بالظبط اللي سمعوا يونس من الناس هناك في البلد والا الحقيقة اللي مايعرفها حد غيري
قال سالم بنفاذ صبر
ماتلاوعنيش يابني ادم رد وقول الكلام ده صح ولا غلط
صمت قليلا قبل أن يتناول من جواره على الناحية الأخرى مصحف القرءان الكبير وقال
المصحف اللي في يدي ده عترت عليه بالصدفة في الأوضة هنا وانا قبل ما اتكلم والا ارد عليك بكلمة واحدة حابب أوضح لك اني مش مجبر عشان احلفلك ان عليه ولا اثبتلك حتى اني راجل زين بس انا مصمم احلفلك عشان تطمن ان بنتك ولا مراتك مكانوش بيدخلوا على راجل مرته وتهمة السړقة اللي دخلني فيها السچن بشهادة وادولة زور وإن برائتي دي يشهد عليها ربنا اللي يقدر يخسف بيا الأرض لو كنت اتبليت ولا كدبت بحلفاني على كتابه الكريم .
وواد خالك بقى النايب الكبير شعبان ابو مندور هايتبلى عليك ليه بقى ويجيب اسم مرته في حاجة شينة زي دي
سأل سالم بتشكك وكان جواب صالح ان قال بثقة
عشان يحمي نفسه مني!
قطيب جبينه سالم يسأله بسخرية وعدم تصديق
يحمي نفسه منك!
ليه بقى كنت ماسك عليه ذلة مثلا ولا كان خاېف لاتاخد مكانه في نيابة الدايرة
كان خاېف لاخد روحه ودا اللي حصل حقيقي بعد ما طلعت من السچن على طول .
قال صالح ببساطة اثارت انتباه سالم الذي ذهبت السخرية من صوته
اجاب صالح بهدوء وهو يشير على الكرسي الخشبي في اخر الغرفة لسالم
هات الكرسي اللي هناك ده ياعم سالم وانا احكيلك من طق طق لسلام
عليكم وانت تحكم بعدها ان كان معايا الحق
ولا ابن حرام واستحق الرجم .
................................
وفي مكان اخر
بداخل الغرفة الشاسعة في القصر المعروف كانت تقف زواياها مستندة على الحائط بظهرها تنظر بحسد نحو الفتاة وهي تتناول طعاها من يد الخادمة بهدوء طفلة في الخامسة مع براءتها التي ازدادات مع حالتها بعدم ادراكها مايحدث حولها وماحدث لها هي سابقا وادت لكوارث تركت مازالت اثارها عالقة حتى الان انتبهت فجأة على صوت ابنتها وهي تخاطبها
لساكي برضوا واقفة مكانك وماتحركتيش
ردت بعدم انتباه
ايه بتقولي ايه يا نعمة مسمعتش كويس
قالت الفتاة بسأم
بسألك ياأمي على وقفتك دي هو انت مابتزهقيش من البص عليها البت دي
ازهق ولا ما ازهقش مالك انت تعباكي في إيه انا
قالت المرأة بحدة وكان رد ابنتها وهي تلوي ثغرها بعدم رضا
هي مش حكايتي انا على فكرة ياامي الموضوع فيكي انت بتيجي عند البت دي وتقعدي بالساعات فتنسي عزا جوزك نائب الدايرة الكبير المحترم وتنسي انت نفسك كصفتك زوجة المرحوم واللي كل الناس بتسأل عليها اول ماتدخل علينا العزا.
الټفت اليها قائلة بسأم
هو العزا دا مش خلص وفضناها على كدة الناس اللي بتيجي وعايزة تلت وتعجن دي انا ماليش مرارة ليها يابنتي يعني يجوا ولا مايجوش ماليش دعوة بيهم انا عايزين تستقبلوهم انت واخواتك وعماتك كمان استقبلوهم لكن انا مش هاضغط على نفسي أكتر من كدة .
ردت الفتاة باستنكار
وه بقى انت مش عايزة الناس اللي جاينلك ياخدوا بخاطرك مخصوص عشان تقعدي تتأملي في واحدة هبلة زي دي مش دريانة بالناس ولا الدنيا اللي حواليها حتى .
مكانتش هبلة كانت زينة البنات واحسنهم بس نعمل ايه بقى الله يجازي اللي كان السبب .
خرجت كلمات المرأة بانفعال اثار فضول ابنتها للسؤال
مين هو بقى اللي كان السبب ياأمي انا عايزة اعرف
تسمرت المرأة محلها لحظات تنظر لابنتها بعجز عما تخبرها به فقالت اخيرا بنفاذ صبر وهي تدفع بنتها للخروج
بقولك ايه يانعمة انزلي يابنتي واستقبلي الناس اللي جاين يعزوا ولو حد سألك عن ثريا مرة النائب قوليلهم هجت ولا لقيتلها سفرية
غمفمت الفتاة وهي تندفع للخروج عنوة
في إيه ياما هو انت عايزة الناس تاكل وشنا
دفعتها ثريا مرة أخرى لكن بقوة حتى أخرجتها من باب الغرفة ثم أردفت لها بعدم اكتراث
خليهم يعيبوا ولا ياكلوا وشنا انت اللي عليكي تنفذي اللي قولتلك عليه وبس
بصقت كلماتها ثم صفقت الباب بوجه ابنتها بقوة كي تنهي الجدال معها