سجينة جبل العامرى بقلم ندا حسن
فوضعت يدها عليه سريعا وعادت للخلف تستند على الجبل بظهرها غير قادرة أن تقف على قدميها الذي ارتخت على الأرضية قلبها يدق پعنف وخوف لا نهاية له لقد شاهدته وهو يق تل الرج ل الذي وقع على الأرضية دون نفس آخر بعد طلقته عليه
وضعت يدها الاثنين على فمها وأنفها تكتم أنفاسها الذي تشعر أنها عالية وهو يستمع إليها بعد تلك الصړخة التي خرجت منها بفزع وخوف ترى ما مصيرها معه!
لقد رأته جبل صلب شامخ وأعتقدت أنها تلك العاصفة التي ستزعزع كيانه وتحرك داخله شعرت أنها البركان الثائر الذي سيحرق قوته وينفي قسوته فوجدت العاصفة هدأت والبركان خمد فلم يبقى سوى هي أمامه وحدها تقف في المواجهة!
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
سجينة جبل العامري
الفصل الخامس
ندا حسن
خطوة خلف الأخرى إلى الهاوية في جزيرة العامري
أصبحت قدميها تحت جسدها جالسة بارتخاء وظهرها يستند إلى الجبل يدها تضغط بقوة على فمها وأنفها لتكتم أنفاسها الخارجة منها لقد وقع قلبها بين قدميها قت يلا وهي تراه يق تل بدم بارد عينيها خرجت من مكانها وهي تشاهد تلك الواقعة والجري مة الشنيعة من قبله
قدميها لا تستطيع حملها جسدها بالكامل يرتجف بضعف وخوف لا نهائي والرهبة تكاد تق تل قلبها وتقع فريسة لرؤية جري مة ق تل على جزيرة كهذه!
أنها لا تريد أن تبقى معه لا تريد أن تكون زوجة له وهي تعلم ما الذي يريده منها
تراه وكأنه ذئب سجنها داخل قفصه ليفعل بها ما يحلو له وليتمتع بع ذابها قبل الانقضاض عليها لينال منها
تنفست بهدوء محاولة ضبط أنفاسها المسلوبة منها بفزع وخوف بهدوء استندت على الجبل بيدها اليمنى المرتعشة وهي تقف محاولة الصمود والعودة إلى القصر دون أن يراها لترى ما الذي ستفعله للهرب من هنا
أخذت نفس عميق ووقفت كما كانت في البداية تستند بيدها الاثنين عليه ومالت رأسها للأمام لتنظر عليهم مرة ثانية وترى ما الذي حدث في تلك الدقائق التي وقعت بها صريعة هذه الصدمة
بينما
هي تنظر وتتقدم برأسها ببط صړخت عاليا صړخة انشقت لها السماء واستمعها كل من كان في محيطهم
مباشرة خلف زاوية الجبل التي تطل برأسها منها عادت خطوات أخرى وأخرى وجسدها يرتجف وعيناها متسعتان عليه بقوة
لم تكن خائڤة منه في السابق ولم تكن ستعود هذه
الخطوات لو قبل دقائق ولكن ما رأته يفعله كان بشع لدرجة أنها من الممكن أن تخضع لأي طلب يطلبه الآن خوفا على ابنتها وشقيقتها منه وخوفا على نفسها فهم
ليس لديهم أحد غيرها وهو إن أخذ ابنتها منها لا تعلم ما الذي سيحدث لها هنا
تقدم
منها وسار الخطوات التي تبتعدها ببطء وثقة ناظرا إليها بتهكم ثم هتف بسخرية شديدة ويده داخل جيوب بنطاله
هو أنتي مفكرة إنك جيتي ورايا وأنا معرفش! يعني معقول واحدة زيك يا غزال تيجي وتشوف اللي بيحصل هنا وأنا مغفل لو ده حصل يبقى أي عدو ليا يعرف يعملها ويبلغ عني
صدرها يعلو وينخفض بسبب أنفاسها السريعة الغير منتظمة ومازالت قدمها تعود بها للخلف خوفا منه ومن غدره خرجت الكلمات منها بصعوبة ورهبة شديدة تسيطر عليها
أنت عايز ايه يا جبل مني أنا كل اللي عايزاه حقي وحق بنتي ونغور من هنا أنا مش عايزاك
قال بجدية وقوة وحديثه يرتمي عليها بثقة كبيرة
بس أنا عايزك جبل العامري عايزك لسه ومش هسيبك تاخدي بنتي بنت العامري وتمشي من هنا
اتسعت عينيها أكثر وهي تستمع إلى حديثه وانكرت قائلة
وعد مش بنتك
حرك رأسه قائلا بفتور ولا مبالاة
لأ بنتي وأنا أحق بيها منك
أشارت إلى نفسها بإصبع يدها وهي تقول بقوة وعنفوان
أنا أمها
تقدم منها ليستقر أمامها بعد أن وقفت قدمها عن التراجع مثبتة في الأرضية وقال بقسۏة وعڼف يظهران على ملامحه تحت ضوء القمر
وأنا جبل العامري وهي وعد العامري أنا جبل العامري كبير جزيرة العامري اللي مافيهاش واحد يقدر يخون وأنتي شوفتي بنفسك من شوية الخاېن مصيره ايه
تفوهت بضعف وهدوء ولكن صوتها مازال يرتجف ويظهر عليها الخۏف الشديد
لو بتتكلم عن اللي شوفته هنا أنا مش هخون ومش هقوله لحد أنا بس عايزة أطلع من الجزيرة ببنتي أنا مقدرش أكمل عيشة هنا
ابتسم بشماته ناظرا إليها يتذكر وقفتها أمامه في المرتين رافضة البقاء معه على الجزيرة وسبت حديثه غير عابئة به
وقفتي قصادي واتحديتيني مش كده بس أنا قولتلك هوريكي زعلي وهعرفك مقامك يا غزال وجبل العامري عمره ما رجع في كلمة قالها
ترجته وعيناها تتكون بها الدموع وهي التي لا تبكي بسهولة
أرجوك أرجوك سيبنا نمشي أنا خلاص عرفتك
أمسك ذراعها جاذبها منه بقوة وعڼف مشددا عليه بضراوة وقال مشيرا إلى الصحراء المحيطة بهم
مش هتطلعي من الجزيرة أنتي مراتي خلاص وأي كلمة كده ولا كده الله وكيل هوريكي اللي عمرك ما شوفتيه هنا في الهو ده
صدح صوتها أعلى قليلا وهي تحاول جذب يدها منه معترضة
مش عايزة أكون معاك هو مش بالعافية مش عايزة ياخي
تابع نظراته المخيفة على عينيها وقسۏة ملامحه لا تحاكي ملامح بشړ وأكمل بحدة وبمنتهى الجمود وعدم الرحمة
اللي ميجيش بالرضا يجي بالعافية أو بلوي الدراع يعني ممكن أطلق واحد من الحرس على أختك الحلوة القمر دي ولا أخد منك بنتك طول عمرك ولا تشوفي طيفها
أكمل بنفس نبرته وهو يظهر أمامها التفكير ليأتي بحلول تق تلها وهي حية
أو اربيهم أنا في قصر العامري وأنتي تتحبسي هنا وأنتي لسه مشوفتيش الجبل وجماله مش جوا
شدد على ذراعها الممسك به وقال وهو يمر بعينيه على كامل ملامحها التي تحولت من الشراسة إلى الضعف
يونس كان عنده حق فضولك هيقتلك
نظرت إليه باستغراب متى قال له يونس هذا الحديث عنها! ولما قد يكون قاله لا يهم
ما زالت الدموع في عينيها تهدد بالفرار لأنها الآن تترجاه وهي التي على حق ولم تفعل ذلك في حياتها
مش عايزة أكمل معاك يا جبل مش عايزة أكون هنا على الجزيرة مشاركه في جرايمك دي أنا عايزة أمشي أرجوك خلي في قلبك رحمة
ضحك بصوت عالي ساخرا منها فلو كان في قلبه رحمة لم يكن يفعل ما فعله منذ قليل أمامها
الحاجه الوحيدة اللي مش موجودة في قلبي الرحمة وإلا مكنش حصل اللي حصل قدامك
وحاولت بشراسة ثم حاولت بترجي وهو لا يريد إلا أن ينفذ رغباته القڈرة عليها إذا فلتعود إلى نفسها دون أن تدرك العواقب
وأنا اترجيتك وأنت اللي مصمم أنت شوفت شراستي وعنادي معاك والتحدي قصادك لكن مشوفتش التنفيذ
ترك ذراع ها ووضع ي ده خ لف رأس ها يتم سك بخص لات ش عرها يج ذبها منه للأم ام وصاح أمامها وهو يبعثر أنفاسه عليها قائلا بقسۏة وعنفوان لأنها للمرة الثانية تتحداه
بقولك ايه يا زينة أنا مش يونس أنا جبل مش هيرفلي جفن لو دفنتك هنا أنا عاي زك ج سم مع ايا أنا قلبي مابيحبش فبلاش تختبريه
ضړبت صدره بيدها الاثنين محاولة العودة للخلف مبتعدة عنه وهي تصرخ عليه بهمجية
متمدش ايدك
عليا يا حيوان مفاضلش غيرك يا قتال القټله
لم تحسب هذه الكلمات أيضا فلم تجد إلا صڤعة مدوية من كف يده العريض تهبط على وجنتها دون أن يتردد في فعلها وجذب رأسها إليه مرة أخرى قائلا بفحيح أمام وجهها
لو طلعت منك تاني اعتبري أختك بقت مدام
من غير جواز ده لو طلعت منها عايشة
وجدها تنظر إليه بقوة وصدمة كبيره غير مصدقة أن هناك من لطم وجهها دون حق! لا تصدق أنها الآن
تخضع
لرغبات شخص قاټل مثل هذا وإن لم تفعل ستعاقب وسيفعل بها ما يحلو له
قال ببساطة واستلذ بنظراتها ناحيته وهو يعلم أن داخلها غل وحقد لا نهاية له ولكنها لا تستطيع فعل شيء أمامه
أنتي جيتي هنا وشوفتي اللي حصل علشان أنا عايز كده بلاش تتذاكي مرة تانية بقى
لم يخرج منها كلمات وقفت فقط تنظر إليه ومازلت تحت تأثير الصدمة وعقلها يعيد عليها ما شاهدته به منذ قليل ويعيد تهديده لها بخصوص ابنتها وشقيقتها ويأتي بالنهاية ليصفعها ذلك الحيوان البشري!
ابتسم وهو يترك رأسها ثم دفعها في كتفها للتقدم للذهاب معه إلى القصر مرة أخرى
سارت معه مغيبة عن الواقع تماما فما حدث اليوم كان أكبر منها بكثير لم تكن تتوقع أن تمر بذلك! ليتها استمعت إلى حديث يونس وابتعدت عن هنا ليتها كانت مدت يدها في بلاد الغربة ولم تأتي إلى هنا
ولكن مستحيل أن توافق أن تكون خاضعه له لن تكون زوجته لو كان السيف على رقبتها لن تكون منفذ لرغباته ولن تبقى هنا لتتستر على جرائ مة في حق البشر لن تصمت عنه وعد منها إليه ستكون آخرته على يدها مهما طالت المدة ومهما فعل بها
سيتلقى عڈابه على يدها وسيكون عبره لكل قذر حقېر مثله
سارت معه حتى وصلت إلى القصر بقلب يفار خوفا ورهبة مما رأته معه وما فعله بها وما يستطيع فعله أكثر قدميها لم تكن تستطيع حملها لتسير عائدة ولكنها كانت تتحامل على نفسها حتى لا يرى ضعفها أكثر من ذلك وتكن تلك الفريسة السهلة المحاصرة بجبروته وقسوته
كانت تنظر إليه في كل لحظة وما بعدها تنظر إلى جانب وجهه وهو يسير بشموخ قاټل يرهبها أكثر وأكثر وكأنه لم يقوم بفعل شيء شنيع للغاية منذ قليل
يرهبها كونه يسير حاد واثق من نفسه في وسط الجزيرة القات لة تلك
بعد ولوجه إلى داخل القصر معها دفعها بكف يده العريض من الخلف في الردهة لتتقدم بضع خطوات تسبقه أثر دفعته لها تنفست بعمق واستدارت تنظر إليه فاستمعت إلى حديثه
فكري في الكلام اللي قولته خروج من الجزيرة مش هيحصل يبقى أقعدي بالرضا مش بالڠصب
لا تدري كيف تتعامل معه الآن تريه ضراوة عنفها أم تكون لينة سهلة بيده لتتمكن من الهرب
ولو مقعدتش ولا برضا ولا بڠصب
سار بخطوات بطيئة يتحرك جوارها بمنتهى البرود والهدوء الذي يملكه إنسان وقال بصوت هادئ رخيم لم تعتاده منه
مش هتحصل مهما حاولتي مش هتحصل
عاندته عائدة إلى عهدها السابق معه بعد أن استفزها بحديثه الواثق عن كونها لا تستطيع فعل شيء معه
أنا أقدر أعمل كتير
ابتسم ناظرا إليها بزاوية عينيه نظرة ساخرا يعطيها جانبه وتحدث مشيرا بيده بعنجهية
وأنا أقدر أعمل أكتر وأنا شايف إني مش محتاج أتكلم عن اللي أقدر أعمله لأنك شوفتي بنفسك
مش هتقدر تعملي حاجه زي اللي شوفتها ولا أنا ولا بنتي ولا حتى أختي
تحركت شفتيه اتساعا وهو يبتسم بشړ متمكنا منه ومن هدوءه
منا عارف أنا أقدر أعمل الأسوأ منه
استدار معتدلا ينظر إليها من من أسفل قدميها إلى أعلاها ثم وقف أمام عينيها السوداء قائلا معترفا لها
تعرفي عمري ما حبيت الست العنيدة اللي شايفه نفسها زيك بس شكلي هحبها عاجبني جو إنك قادرة ده مشفتوش من زمان
أكمل وهو يحرك شفتيه أكثر قائلا بجدية
أصل أنا بحب الست الخاضعة اللي تقول حاضر ونعم وبس تبقى مکسورة الجناح زي ما بيقولوا
أقترب ممسكا بخصلة من خصلات شعرها المتناثرة على وجهها يعبث بها بين أصابعه يتابع تحت نظراتها
ولو متعدلتيش معايا يا غزال الله وكيل هكسرك مليون حتة وأجيب مناخيرك الأرض
رفعت يدها بقوة دافعه يده بعيدا عنها لتستقر جواره وصاحت بقوة غير قادرة على الصمود أمامه هادئة
معاش ولا كان اللي يكسرني يا ابن العامري ورحمة أخوك لتكون نهايتك على ايدي
استمعت إلى ضحكاته المستفزة للغاية وصوته الذي يزعجها وهو يتهكم قائلا
بعد ما أكسرك ولا قبل
نظرت إليه للحظات دون أن تجيب تضغط على فكها بقوة تود الإڼفجار في وجهه لا تستطيع تحمله ولكنه مچنون للغاية لا تضمن ردة فعله تفوهت بشراسة
أنت تافهه وجبان عارف ليه علشان لو كنت راج ل بجد وكبير زي ما بتوهم نفسك مكنتش قت لت بدم بارد ولا حتى فكرت تكون تاجر ممنوعات
مرر حديثها عن رجول ته لم يغضب ولم يثور عليها ولكنه تابع مبتسما
عجباني
ابتسمت إليه هي الأخرى متابعة مثله تعبر عن كم الاشمئزاز
الذي تشعره نحوه
وأنا شيفاك حيوان
سألها ناظرا إليها يتابع كل تعابير وجهها
وأنتي بقى عرفتي منين إني تاجر ممنوعات
وضعت يدها الاثنين أمام صدرها تقف بصدده بقوة وشراسة وكأنه لم يجعلها ترتعب منذ قليل
فاكرني نايمة على وداني
صاح بمنتهى اللا مبالاة وهو يضحك بصخب مشفقا عليها
الله وكيل ما حد أخرته جاية
غيرك
أكمل يسألها مرة أخرى وهو يعرف أنها لا تملك إجابة
سيؤكد لها هذا الشك إن لم يكن أكده
وأنا بقى بتاجر في ايه بالظبط طالما أنتي مش نايمة على ودانك
حاولت المرور من جواره كي تصعد إلى الأعلى متغاضية عن سؤاله وحديثه معها ولكنه تحرك يقف أمامها مانعا إياها من العبور فصاحت بشدة
اوعا خليني أطلع الكلام معاك خسارة
ابتسم بتشفي وهو يقوم بالتمسك بخصلات شعرها مرة أخرى وكأنه يتوق للمسهم كل لحظة والأخرى وهتف بكل أريحية وهدوء
ما تردي ولا مش عارفه على العموم شديد وړعب أكثر من السابق تنظر إليه وهو يقف يعترف إليها بأنه تاجر للأسلحة بمنتهى الهدوء والسهولة في الحديث حتى أنه لا ېخاف منها
لم تستطع الوقوف معه تكابر أكثر من ذلك لم تستطع أن تمثل أنها تلك الشجاعة الرائعة التي
بقولك اوعا
أبتعد من أمامها يفتح إليها الطريق للعبور لكنه وقف يقول