رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
اقلعت الطائرة هنا فقدت سيطرتها وانزلقت عبراتها كشلال وهي تمتم
هتحمل غيابك إزاي وأنت من دلوقتي وحشتني أزالت عبراتها متحركة إلى منزله اولا
عند حمزة استيقظ على رنين هاتفه
دا ايه الصباح الحلو دا حبيبي هب فزعا عندما استمع لشهقاتها وهي تتحدث بصوت غير مفهوم متقطع
اعتدل يمسح على وجهه ويرجع خصلاته متسائلا
سحبت نفسا تضع كفيها على فمها وتحدثت
سيلين كلمتني وعمال تصرخ وتقول قټلت يونس وعايزة راكان وراكان تليفونه مقفول وليلى مش عارفة اوصلها هما كلموني من ساعة تقريبا وقالوا هيروحوا
المطار
ممكن راكان يكون في الطيارة بس ليلى تليفونها مقفول معرفش ليه أتصرف ياحمزة واوصل لسيلين انا مش عارفة اتصرف لوحدي
طيب يادرة انا هتصرف أغلق الهاتف سريعا وقام الأتصال على يونس
كانت تجلس بجواره وجسدها يرتعش تضع يديها على جرحه ودموعها تنسدل بقوة وتتمتم
راكان إنت فين تعالى انقذ يونس راكان ظلت تكررها بهدوء ونظراتها في اللاشئ
راكان أنا قټلت يونس قطعت حديثها
عندما استمعت إلى صوت حمزة
انتو فين ياباشمهندسة نظرت حولها پضياع واجابته
في شقته تحرك بسيارته بأقصى سرعة ولم يلاحظ ممن يتحرك خلفه لمراقبته
وصل بعد قليل وطرق على باب الشقة ولكن لا يوجد رد كانت بالداخل تنظر بحدقيتها ولا تشعر بما حوله
سيلين افتحي الباب ظلت تائهة ضائعة تصنم جسدها وشل لسانها وتوقفت حياتها
وصل المسؤل عن المبنى صړخ به حمزة
افتح الباب دا ولا اكسره اعترض الرجل قائلا
مينفعش ياحمزة بيه الدكتور يونس ممكن يطردني
امسكه حمزة يطبق على عنقه هات مفتاح الشقة قالها صارخ بسط الرجل يديه بالمفتاح
اقترب منها وتحدث
باشمهندسة سيلين يونس ظلت كما هي كأنها فقدت الحركة والكلام
جذبها حمزة من ذراعيها بعدما أخذ يونس الذي شعر ببرودة جسده وتخضب شفتيه بالزرقة اهتز جسد حمزة خوفا على صديقه
خلي بالك منها وهرجعلك بسرعة تحرك بسيارته بأقصى سرعة وامسك هاتفه
عند نوح
حاوطها بذراعيه ينظر إلى مقلتيها مقتربا
هتقدري تعيشي بعيد نوح ياأسما قلبك هينبض وتقدري تتنفسي وانت بعيد عن حضڼي
شهقة خرجت من فمها تبعها بكاء مرتفع ودموعها المنسدلة على وجنتيها ټحرقها كلهيب ېحرق احشائها هزت رأسها رافضة
انا مش قادرة يانوح أنا بمۏت قطع حديثها بخاصته التي سحقت كرزيتها
اغمضت جفونها من أثر الرجفة التي أصابت قلبها رفعت ذراعيها تحاوط عنقه تاركة له معركة العشق ولكن قطع وصلة غرامه رنين هاتفه الذي صدح لعدة مرات متتالية ابتسمت مردفة
نوح شوف تليفونك
ارجع خصلاته للخلف متنهدا
مين البارد على الفجر دا أمسك هاتفه ثم زفر پغضب
عريس الغفلة سهران حد قده الليلة اكيد عايز يتسلى
أطلقت ضحكة خاڤتة من بين شفتيها
رد عليه ممكن يكون حاجة مهمة ابتسم وهو يجذبها لأحضانه هرد بس مش عشان أعرف عايز ايه عشان ضحكة حبيبتي اللي اتحرمت منها شهور
نظرت للأسفل وتوردت وجنتيها حتى أصبحت بلون التفاح الذي حان قطفه
اموت في التفاح ياتفاحة حبي
استمع إلى الرنين مرة أخرى أخرج زفرة غاضبة وأجابه
إيه يابني ماترحم امي
نوح اسبقني على مستشفى يونس بسرعة ومش عايز حد يعرف دلوقتي حتى أسما
هب فزعا من صوت حمزة الذي إن دل على شيئا فيدل على فاجعة تحدث بصوت متقطع
راكان حصله حاجة ولا إيه نهضت أسما سريعا تقف بجواره متسائلة
نوح فيه ايه! ايه اللي حصل!
رفع كفيه يشير إليها بالصمت ثم تحرك سريعا يبدل ثيابه
أسما يونس بېموت وحمزة واخده المستشفى بلاش تعرفي ليلى عشان راكان اكيد سافر دلوقتي
شهقة خرجت من فمها تضع كفيه عليه متسائلة
إزاي يعني يونس بېموت وضع قبلة سريعه على وجنتيها قائلا
معرفش هروح وأعرف المهم ليلى متعرفش حمزة مأكد على درة هي كمان
أومات متفهمة ثم تحرك سريعا متجها للخارج
بعد قليل أمام غرفة العمليات يجلس نوح بجواره حمزة نهض يضرب على الحائط
هما اتأخرو ليه جلس حمزة يتطلع إلى الأمام ولم تتحرك عضلة من وجهه استمر بجلوسه الهادئ رغم ناره التي تكمن داخله
خرج الطبيب وصل نوح إليه بخطوة
إيه ياطارق يونس عامل إيه!
هز الطبيب رأسه بأسفا
خسر ډم كتيير والكلية اتأثرت من الطعڼة للأسف
صړخ نوح عندما فقد السيطرة
هو أنت بتنقطني يابني قول هو عامل ايه!
نظر الطبيب إلى الأسفل وتحدث بهدوء
حالته مش مطمنة هنشوف الساعات الجاية وزي ماقولت له كلية اتأثرت وطبعا أنا حاولت أوقف الڼزيف بس
هوى نوح على المقعد عندما شعر بإنسحاب انفاسه جلس واضعا رأسه بين راحتيه
عند ليلى بقصر البنداري
عادت إلى القصر دلفت للداخل تقابلت بزينب عند مصلاها
ليلى حبيبتي إيه اللي جابك دلوقتي راكان قالي انك هتباتي عند باباكي ارتبكت من وجودها
فركت كفيها وتحدثت بتقطع
ماهو انا استأذنت منه اقعد عند بابا لحد مايسافر وهو وافق وجيت عشان اخد هدوم ليا ولأمير
ربتت زينب على كتفها وأردفت
بس متتأخريش عليا بأمير يابنتي أومأت برأسها وتحركت من أمامها سريعا
دلفت إلى غرفتها اولا ووضعت بها بعض الثياب ثم اتجهت إلى غرفته
دلفت بخطوات متعثرة عندما استقبلتها رائحته تحتضن رئتيها تنفست بتثاقل حتى تتمتع برائحته الندية لقلبها اتجهت إلى فراشه تتحسسه بأناملها لأول مرة تجلس عليه
تسطحت تضع رأسها على وسادته تستنشق رائحته العبقةوتضم الوسادة مع هطول عبراتها على وجنتيها وهي
تهمس بأسمه
وضعت كفيها على أحشائها
تفتكر هيكون عندنا ولد النهاردة عندي إحساس كبير هكون حامل خاېفة قوي ياراكان خاېفة من الي جاي يرجعوا يلوموني ويقولوا اخدت الأخين آهة خفيضة خرجت بنيران العشق
رفعت سترته تستنشق رائحته كمدمن
بعشق الريحة دي سحبت كما كبير تملأ رئتيها ثم ضمتها لأحضانه
ظلت لبعض الدقائق بنفس الحالة ثم توقفت تجلس أمام مرآته تحمل عطوره واحدة تلو الأخرى تستنشقها حتى تعبأ رئتيها منهم
ظلت تتجول بغرفته تتمنى أن يخرج من أي ركنا بها حتى وصلت إلى غرفة ثيابه
دلفت بهدوء ونبضات قلبها تتسارع بالنبض
فتحت الخزانة بهدوء تنظر بعينيها على جميع ثيابه وتتلمسهم بأناملها
وصلت عيناها لتلك النوتس الموضوعة بجانب علبة مخملية مزخرفة بنقوش ماسية
حملتهما واتجهت للأريكة تجلس عليها فتحتها بهدوء ورغم هدوء تحرك اناملها إلا أن هناك تدفق بأوردتها وتسارع بنبضاتها
فتحت العلبة اولا وجدت بها كارت به رائحته
ويكتب عليه
ليلى راكان البنداري تاريخه منذ سنتين ونصف
فتحته وقرأت مابداخله
آسف كان لازم أعمل كدا عشان نتقابل
قطبت مابين جبينها بتسائل
يقصد ايه!
وضعت الكارت وقامت بفتح تلك العلبة الصغيرة تحتوي على خاتم ألماسي به فص من الأحجار الكريمة وينقش بداخله أسمها واسمه وتاريخ صناعته
توسعت عيناها حينما وجدت الخاتم ترجع بذاكرتها لذاك اليوم اليوم الذي قبلت به زواجها من سليم
تنهدت مټألمة وانفاسها المرتفعة أطبقت على جفنيها بحزن وهمست
غبية انا واحدة غبية كنت حاسة ورغم كدا كذبت احساسي
فتحت النوتس ونظرت بداخلها
مولاتي بل حبيبتي وزهرة حياتي معرفش هتشوفي كلماتي البسيطة دي ولا لا ولا هنتقابل في يوم يجمعنا ولا لا
سميتك مولاتي لأنك تحكمت في عرش قلبي واخترقت الفوارق
ليلي وسماي بل قمري المنير في دنيا ظلام حياتي
كلماتي ماهي إلا وصف لحالاتي
فأنت الحب والعشق والغرام
بدأت تقرأ كلمات مابين السطور وعبراتها تسبق شفتيها التي تنطق كلماته وكل صفحة بها صورة لخروجها من إحدى الشركات صورة تلو الأخرى بمفترق الأماكن
لمست أناملها صورته التي توضع بآخر صفحاته ويكتب بجوارها
من يطرق باب العشق ويدخله بإرادته ياإما أن يعود طفلا بحبه للحياة او يخرج منه إلى منفى آسيرا للممات
أمسكت صورته تطالعها بعيناها التي انهمرت عبراتها ممزوجة بڼزيف قلبها بظلم قدرها
احترق قلبها من غبائها وتهورها بعدما اتضح كل شيئا أمامها نعم عشقها مثلما عشقته كان خلفها بخطواته وروحه وقلبه النابض ولكن ماذا فعلت هي من أډمت قلبه لېنزف جراح وېحترق
نهضت تجمع الأشياء وتضعها بصندوقها ثم قامت بترتيب الخزانة تاركة لنفسها مساحة لثيابها كانت تلمس كل شيئا بإشتياقا كمغترب يعود لوطنه بعد سنين يتلهفه الشوق والاشتياق
مرت قرابة الساعة ثم اتجهت إلى هاتفها الذي يوضع على الشاحن وفتحته وقامت الإتصال باختها
درة صباح الخير اجابتها درة التي تحمل طفلها وتطعمه
صباح الخير حبيبتي راكان سافر
تنهيدة حارة خرجت من جوفها مع غصة تشكلت به قائلة بعينا مترقرقة
سافر من ساعة ونص وأنا كنت جاية أخد شوية هدوم عشان نقعد كام يوم عند بابا
قاطعتها درة سريعا
ليلى مينفعش تسيبي بيت جوزك في غيابه مهما كانت الظروف وكمان بابا هيسافر بكرة بليل يعني وجودك هنا زي عدمه
ضيقت ليلى عيناها متسائلة
انت بتطرديني يابت ولا إيه ماهو ماما موجودة هقعد معاها
نهضت درة بعدما وضعت الطفل وحاولت ان تتحدث معها لأقناعها
براحتك بس أنا شايفة لازم تفضلي عندك عشان الكل يفهم إنك مراته فعلا مش مجرد أرملة
زفرت ليلى بضيق وهي تشعر بأن هناك شيئا ورغم ذلك نفضت حديث درة واتجهت إلى غرفتها وهي تتحدث
أمير صحي ولا لسة
اجابتها بتنهيدة وهي تنظر إليه وهو يلعب بألعابه
صحي بعد ماراكان كلمني بنص ساعة ماما اخدته غيرتله وعملت اكله وانا اكلته ودلوقتي بيلعب
ارجعت خصلاتها للخلف
آسفة يادرة عارفة تعبتك معايا امبارح بس حقيقي كنت محتاجة افهم حياتي هتكون إزاي
تنفست درة بتثاقل كلما تذكرت ماصار إلى سيلين ثم زفرت الهواء على دفعات وأجابتها
المهم تكوني انبسطي ياليلى ياله تعالي عشان ابنك زهق مني وكمان لازم انزل عندي مشوار مهم
أنهت اتصالها ثم استمعت لطرقات على باب غرفتها
دلفت زينب إليها تنظر بالغرفة ثم اتجهت تجلس بمقابلتها حينما شعرت پألما يخترق قلبها
سيلين مرجعتش لحد دلوقتي كنت مفكرة إنها معاكي وبما إنك هنا يبقى هتكون فين
فغرت شفتيها مصډومة من حديث زينب فتسائلت
يعني سيلين برة من إمبارح لسة مارجعتش !
وضعت زينب رأسها بين راحتيها متنهدة بۏجع قلبها
لسة واتصلت بيونس مبيردش