الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 138 من 251 صفحات

موقع أيام نيوز


ممدش ايدي على واحدة ست فتخيلي بقى مش أي ست لا دا مراتي وحطي تحت مراتي دي مليون خط بس مش معنى كدا مش هعرف أخد حقي 
إنت مغلطيش بس يالولا لا دا إنت اتجاوزتي حدودك جبتي أخرك معايا يا ليلى راكان البنداري افتكري اللقب دا كويس لانه هو اللي بيشفعلك في كل مرة بس احترسي رصيدك خلص بالكامل 
طالعته بأعين مرتجفة وجسد هاوي محاولة استيعاب مدى قسوته واهانته لها 

ورغم أنها في موقف الضعف إلا أنها تحدثت كقطة شرسة 
متخفش اسمك محفوظ بعيد مش حبا فيك ياديستينجويشنج لا بس علشان مش عايزة افتكر اسمي مرتبط بشخص ذيك عايزة أفقد الذاكرة ياسوبر مان 
متخلنيش اوريك المميز والسوبر مان يعمل فيك إيه هنفذ كلامي اللي قولته قبل كدا وخصوصا بحالتك دي 
من نفسها بسبب سيطرته الطاغية لروحها 
لحظات فقط كفيلة لټغرق كل واحدا بجبروت عناده أكمل وعيناه مثبتة بعينيها 
خليني بعيد عنك ياليلى لو سمحت مش عايز أذيكي وترجعي تكرهيني تاني لو سمحت متخرجيش الۏحش اللي جوايا ناحيتك 
اللعڼة على صوته الذي ذبذبها بالكامل وهمسه الهادئ بأسمها ارتجفت شفتيها تحاول الحديث ولكن حروفها قد هربت بالكامل انتشلها من سيطرته الطاغية وأنفاسه القريبة ونظراته التي خدرتها بالكامل طرقات الباب 
اعتدل تاركا إياها محاولا السيطرة على نفسه فخرج صوته متزنا بعض الشئ 
ادخل دلفت العاملة وهي تتحدث بوقار لشخصه 
توفيق باشا والعيلة كلها وصلت يافندم والست زينب بعتتني عشان الست ليلى تنزل أشار بكفيه بإنصرافها فتحركت العاملة سريعا وعيناها تلازم الأرض ثم استدار للتي جلست على الفراش تهرب بنظراتها في كافة الإتجاهات 
مسمعتيش قومي اجهزي عشر دقايق والأقيكي تحت وإياكي تتأخري وقتها هطلعلك وبلاش اكملك 
تحرك خطوتين فتوقف عندما تذكر شيئا
آه بلاش تحتكي بسارة وسلمى نهائيا قالها وهو يغادر بخطواته المهرولة كأنه ينئ بالهروب بعيدا عن عيناها 
أخيرا استطاعت التنفس الذي سحبه بالكامل من حولها وقفت تضع يدها على صدرها وهي تحادث نفسها 
وبعدهالك ياليلى هتفضلي لحد إمتى كدا لازم تخلصي منه ومن كل اللي يربطك بيه وضعت يديها على أحشائها 
وإنت كمان هخلص منك إزاي يارب ساعدني قالتها بقلبا يأن ۏجعا 
بعد قليل هبطت إلى غرفة الطعام التي تضم العائلة بأكملها بهيئتها الخاطفة للقلوب بفستانها الأبيض الذي يصل لكاحلها بنقوشه الزرقاء التي بلون السماء رمقها الجميع بنظرات منها الحنينة ومنها نظرات كره وغيرة كان الجد توفيق يترأس الطاولة وبالمقابل أسعد وبجواره اخواته وزوجاتهم وأولادهم 
صباح الخير قالتها ليلى بهدوء 
صباح النور ياحبيبتي تعالي اقعدي جنب جوزك هزة عڼيفة أصابت جسدها عندما خصتها زينب بزوجته بعدما صار بينهما رمقها الجد بسخرية وأردف 
تعالي اقعدي شوية قبل مامراته الجديدة تستحوز على المكان مع أنه مش ملكك من الأول أخذت جرعة كبيرة من الهواء تحبسه بداخلها علها تهدئ من نيران الڠضب الممزوج بالحزن الذي ظهر على ملامح وجهها وعيناها التي رمقته وهو يتناول طعامه بهدوء وكأنه لم يستمع لحديث جده 
ابتسمت سلمى بحبور وهي تطالع ليلى التي مازالت واقفة وأجابت جدها
قولها ياجدو وعرفها إن نورسين مبتحبش اللي يقرب من ممتلكتها جذبت ليلى المقعد پعنف عندما شعرت بإنهيارها وجلست بجوار سيلين وتحدثت 
لا نورسين ولا غيرها خليها تيجي وتاخد القصر باكمله أنا هنا عشان ابني وبس أومأ الجد برأسه وطالعها بغموض
برافو عليك خليكي دايما متذكرة كدا إنت هنا عشان أمير ولا إيه ياراكان 
استدار راكان لجده 
عارفين الموضوع دا وحفظينه ليه دايما بتحسسنا إننا في حصة وبتسمعلنا الدرس 
غيره ياتوفيق بيه قولي إيه سبب الجمعة الحلوة دي هو مكنش يوم الجمعة ولا أنا غايب بقالي سنين وغيرت النظام 
إذداد ڠضب توفيق واستشاط داخله فرمقه قائلا 
هشام النمساوي اتصل وقال نحدد فرحكم قبل إجتماع مجلس الأدارة وطبعا أنت عارف يقصد أيه إحنا عايزينه شريك للمشروع الكبير 
أنهى طعامه واتجه إلى يونس وتسائل 
هو نوح مش بيحضر الإجتماعات ولا إيه مال النمساوي بإجتماعات الشركات وبعدين حضرتك دخلت يحيى الكومي قبل
كدا ودلوقتي النمساوي ايه ياباشا عايز تاخد اقتصاد البلد كلها 
قوس فمه وأكمل 
على فكرة تفكير غبي لأنك كل مالحاجة تبقى بتعتك لوحدك أحسن من الشركاء وبعدين نسيت انك مريض 
اظلمت أعين توفيق وارتسمت عيناه بنظرة قاسېة 
أنا اللي هوطدت العلاقات بينا وكدا كدا إنت هتتجوز بنته فعادي أنه يحضر غبي ولا غيره انت مش عندك شركاتك مالك ومال شغل العيلة ولا عشان نصيبك الأكبر هتتفرعن على جدك ياحضرة النايب زي كل مرة وبعدين انا متابع مع الدكتور مالكش دعوة بمرضي 
زفر بهدوء محاولا السيطرة على غضبه عندما حثته والدته بعينيها بعدم الڠضب 
تمام ياتوفيق باشا اعمل اللي حضرتك عايزه شغلكم ماليش دعوة بيه والفرح حدد عليه معنديش مانع قالها وهو يرمق تلك التي جلست تتلاعب بطعامها بعينين تقطران الما وملامح يكسوها الحزن الذي تغلغل لروحها 
قاطعهم دلوف نورسين 
جود مورننج جدو جد مورننج للجميع 
اتجهت لراكان 
حبيبي حمدالله على سلامتك وحشتني أوي قالتها عندما قبلته على وجنتيه 
أشار توفيق على المقعد الذي يجاور راكان 
صباح الخير ياحبيبتي اقعدي بنت حلال كنا لسة بنجيب في سيرتك 
طالعت راكان وأردفت 
إيه ياراكي أوعى تكون كنت بتقول لجدو إني وحشتك 
ابتسم بجانب فمه بسخرية فأجابها دون النظر إليها وتحدث 
ايوة طبعا ياحبيبي كنت بقوله نورسين دي مفيش زيها وحشتني لدرجة هنعمل الفرح بعد اسبوع
هنا رفعت ليلى عيناها سريعا إليه فتلاقت بعيناه شيعها بنظرة خبيثة واكمل
كفاية تأجيل إحنا كنا هنتجوز من فترة لولا مۏت سليم الله يرحمه 
رمقت نورسين ليلى فاستطردت قائلة
وياترى ليلى هتفضل معانا فوق سوري لكن من حقي ياجدو مش كدا ولا إيه 
حمحم راكان وطالع ليلى مردفا 
مدام ليلى أصلا مش هتكون موجودة في إسبوع الفرح معنديش مانع لو عايزة تقضي أسبوع الفرح في بيت المزرعة واكيد مش هعرفها الجو هناك بيكون عامل إزاي الأيام دي 
كان واقع كلماته على مسامعها كصدى صوت رعد بليالي الشتاء القاسېة ب عواصفها لم يرحم قلبها فأكمل 
مش عايز الناس يفهموا علاقتنا غلط وجودك هيصير الشك ودا عكس شخصيتي أبين حاجة وأعمل حاجة تانية 
أستقرت كلماته القاسېة وسط قلبها فمزقته لأشلاء حتى شعرت بآلالاما شديدة بأنحاء جسدها مما جعلها تتشبث بيد سيلين بجوارها 
طالعتها سيلين وهمست إليها 
إنت كويسة هزت رأسها وغشاوة من دموعها احتجزت بعينيها منعتها من التحرر ولكن اكمل ماهشم الباقي من كرامتها حينما أردف 
ماما ممكن تنقلي ليلى وأمير للجناح التاني عشان حضرتك عارفة نورسين وغيرتها وأنا مش عايز دوشة حريم 
قبلته نورسين مرة أخرى على وجنتيه أمام الجميع وهمست له 
راكي خلص فطارك بسرعة عندنا فسحة هتغير مود الشغل اللي خطڤك مني بقاله اسبوعين 
رفعت نظرها وعبرة غائرة انسدلت عبر وجنتيها مسحتها سريعا حتى لا يرى ضعفها فأجابته وهي توزع نظراته عليه وعلى نورسين 
أنا اتكلمت مع طنط زينب من فترة كبيرة من بعد مۏت سليم وحضرتك رفضت يعني أنا اللي طلبت من الأول ودلوقتي مستحيل اخرج من جناحي دا بتاع جوزي واللي مش عاجبه ممكن ينقل في مكان تاني ووقت مايجيلي مزاج ياحضرة النايب أنقل هنقل مش هستنى حد يتآمر عليا 
ذهل الجميع من شراسة حديثها بل شعر بصڤعة مدوية فاتجه بنظره لوالدته 
كلامي ينفذ ياماما سليم ماټ ومش موجود بينا ودلوقتي مينفعش قاطعته عندما هبت كالملسوعة توزع نظراتها بين الجميع 
سليم ماټ عندكم بس لكنه لسة عايش جوايا عايش في ابنه دا مش من حق حد فيكم يجبرني على حاجة مش عايزاها أنا اتجبرت مرتين ياحضرة المستشار المرادي لا دا حق ابني احنا هنا اللي لينا الحق الأكبر 
وقف أسعد محاولا هدوئها 
ليلى حبيبتي اقعدي يابنتي هنعمل اللي أنت عايزاه ازاي ياأسعد!!
أردف بها توفيق بقوة هتسمع كلام أرملة أبنك رمقها الجد واردف 
إنت بأي حق تتكلمي كدا نسيتي
نفسك
عايزة تحطي نفسك بنورسين 
إلى هنا وقد طفح الكيل وصړخت كالذي مسها مس جنيا وضړبت على طاولة الطعام 
أنا فعلا مش زي حد وعشان كدا خلي حفيدك المغرور دا يطلقني ويتجوز سليلة الشرف والنسب أنا مش عايزة اعيش هنا ادوني ابني خلوني امشي 
هب كالملسوع ورفع سبابته أمام وجهها قائلا بنبرة آمرة 
مفيش خروج من البيت دا بأمير إلا بأمر مني ومتنسيش حضانة الولد معايا عايزة تمشي اتفضلي الباب مفتوح غير كدا مسمعش صوتك 
تساقطت دموعها بقوة عبر وجنتيها وهي ترمقه بنظرات إحتقارية ثم تحدتث بصوتا مرتجف 
أن شاء الله تتعذب في حياتك ياراكان وتتوجع زي ماوجعتني كدا ضړب الجد بعصاه الأبنوسية على الأرضية 
احترمي نفسك يابنت المحجوب متنسيش نفسك واعرفي إن اللي بتغلطي فيهم دول يبقوا إيه 
ظلت مسلطة بصرها تنظر إليه ببغض شديد استدار لجده والڠضب استحوذ عليه كليا وصاح
متنساش أن دي مراتي ياتوفيق باشا ومش معنى اني ساكت يبقى تهنها اللي يغلط فيها كانه بيغلط فيا 
صفقت ليلى بيديها فلقد فقدت السيطرة بالكامل حينما دعسوا على كبريائها 
لا برافو زادني شرف والله ياحضرة النايب اتجهت إليه تدفعه بيديها 
أنا مش مرات حد واعرف اخد حقي كويس اتجهت بنظراتها لنورسين 
هو على بعضه مايلزمنيش ياحبيبتي ولو فعلا شايفاه راجل
ويستحقك خليه يطلقني 
توقف مجرى الډم بعروقه وتثلجت أوصاله حينما ألقت سهامها وداست على رجولته بكل جبروتها أستدار إليها وجذبها من رسغها 
اقعدي واسمعي آخر الكلام يابنت الناس انا بحاول اتغاضى عن كلامك مش عشان انا مش راجل ابدا 
تنهد واخذ نفسا فأكمل 
علشان اخويا المرحوم اولا وعشان إنت مراتي فبحاول مغضبش عليكي ياليلى مطلعيش الڠضب ال جوايا صدقيني هكرهك في نفسك 
إيه ياراكان مش أنت من شوية كنت بتقولها هعمل واسوي ماترسى على حل يابني قالتها فريال وهي تنظر اليه بسخرية 
نهضت ليلى من مقعدها سريعا تحتضن ابنها الذي بكى من أصواتهم المرتفعة 
صاح راكان پغضب على مربيته 
خدي أمير ضمته ليلى لأحضانها 
لا محدش هياخده مني سحب الطفل منها بقوة وصړخ 
خدي الولد اوضته وبعد كدا ممنوع يبات مع والدته نفذت المربية أمره سريعا 
انتفضت ذعرا تقول بفزع 
متبعدش الولد عني ياراكان لو سمحت 
جلس وكأنه لم يستمع لتوسلاتها 
اتجهت بعيناها تراقب ابنها الذي صدح بكائه بالمكان حتى اختفى ثم استدارت تصلب انظارها تستجديه بعيناها علها تجد بهما رأفة لحالها ولكن كيف وهو الذي أوجع وأبكى قلبها وأدماه
 

137  138  139 

انت في الصفحة 138 من 251 صفحات