الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 152 من 251 صفحات

موقع أيام نيوز


يحصلك حاجة من بعدي ملقتش حد هيخاف عليكي بعدي زي يونس هو هيكون الراجل اللي تقدري تتحامي فيه من بعدي فلو انت مش شايفة انه ميستهلش هخليه يطلقك ولا كأنك سمعتي حاجة هسيبك تفكري وتقرري مع نفسك انت معنتيش الطفلة الصغيرة انت كبيرة وتقدري تاخدي قرارت حياتك براحتك 
خرجت من شرودها عندما دلف أمجد 
سيلين الجميلة يارب تكوني مبسوطة معانا مټخافيش وقت مااخوكي يجبلي ليلى هسيبك صوب نظراته إليها متسائلا

تفتكري المعادلة هتكون صعبة ولا لا 
شعرت بدوار من كلماته وآلمها قلبها على أخيها كيف حاله الآن حاولت أن تفكر علها تصل لحل دون خسارة أخيها اي شيئا 
ابتلعت ريقها بصعوبة وأجابته بهدوء رغم تأجج أوردتها 
انت الخسران للأسف يعني تفتكر لو راكان عرف انك بتساومه هيقولك اتفضل دا لو حتى كان ليلى مش هامها حاليا مساومتك له هيقوى أكتر نهضت وهي تتعمق بنظراتها له بعدما وجدت تغير بملامحه وعقدت ذراعها تقف بمحاذته 
راكان مش الشخص اللي تساومه ويرضخ حتى لو ھيموت وخاصة انا مش أخته زي ماانت لسة قايل ضيقت عيناها متسائلة 
عرفت منين انا مش بنت أسعد البنداري 
جلس يضع ساقا فوق الأخرى وبدأ ينفث سېجاره وهو يطالعها بنظرات تفحصية ثم أردف 
هيفيدك بإيه المهم عرفت بس اللي مش قادر افهمه إزاي واحدة جميلة ومثقفة زيك ترضي بواحد زي يونس اللي مسبش واحدة الا واخدها هج لو شايفة دا حلو في الراجل أنا موجود برضو قالها غامزا بعينيه 
مطت شفتيها للأمام قائلة 
زي ماانت شايف ان ليلى حبيبتك مع انها رمتك واتجوزت مرتين ورغم كدا مش سايبها بس الفرق بينا أنا بعدت عن يونس لما عرفت انه كدا مش فارق معايا حتى اللي بعتلك الفيديو غبي مايعرفش إننا منفصلين من زمان 
نهض وسار نحوها بخطوات متمهلة وأعين متسلطة ثم انحنى يحاوطها بين ذراعيه 
يعني متعرفيش انه متجوزك في السر ومش بس كدا ناوي ياخدك ويهاجر بعد امتحاناتك 
لاحت على ثغرها إبتسامة متلاعبة ثم غرزت عيناها بعينيه القريبة 
هو انت مچنون منين متجوزني وهياجر بيا وكمان من غير مااعرف ومنين هو بيتلاعب في الفيديو مع بنت عمي دا اسمه كلام اهبل ماهو لو زي مابتقول يبقى أنا مهمة في قلبه بقى رفعت اكتافها وأكملت 
بس هو ميهمنيش وياله ابعد كدا متخلنيش أفقد قدرة تحملي على شخص زيك 
لمس خديها وغمز بطرف عينيه 
ماتيجي اهدي أعصابك دفعته بقوة حتى كاد أن يسقط واشارت بسبابتها 
ايدك ھتلمسني هكسرهالك 
عند ليلى بمنزل المزرعة 
صعدت لغرفته بالأعلى وهي تتفحص المنزل برائحته
العبقة بكل مكان تتذكر تلك الليلة التي قضتها هنا دلفت الغرفة شعرت بنسمة محملة برائحته تمر على وجهها مما جعلها تبتسم تسمرت بمكانها وهي ترى غرفته التي كانت بذاك القصر اتجهت بخطوات متمهلة وكأن أحداث تلك الليلة تمر أمام عيناها جلست عليه تتلمسه بإبتسامة ثم تسطحت عليه تستنشق رائحة زوجها به تهمس لنفسها 
ناوي على ايه ياراكان ليه بتسحبني وترجع تغرقني عايز مني ايه 
ظلت تتلمسه وانزلقت عبرة على وجنتيها عندما شعرت بفراقه كضړبة سيف تدق العنق بلا هوادة ظلت للحظات تفكر فيما يفعله أهو يحبها مثلما تشعر بأحضانه ام انه مع كل النساء بتلك الطريقة 
اعتدلت تفرك جبينها عندما شعرت بصداع يفتك بها من كثرة تفكيرها اتجهت إلى هاتفها وهاتفت اختها ولكن الاغرب اجابها حمزة مما جعل قلبها يقذف بنبضاته پعنف 
استاذ حمزة درة فين ومالها مبتدرش ليه
قطب مابين جبينه متسائلا 
ليلى!! انت غيرتي رقمك تسائل بها حمزة 
شعرت بثقل كلماتها مستغربة سؤاله فاردفت 
لأ ليه!
حمحم معتذرا ثم ناول الهاتف لدرة التي تجلس بجواره بمنزلها توقفت عندما وجدت أنظار والديها عليها
أيوة حبيبتي عاملة إيه! 
لفظت الهواء بقوة من رئتيها بعدما استمعت إلى صوت اختها 
درة انت كويسة ومين اللي خطفكم
اطبقت على جفنيها وأجابتها 
معرفش المشكلة سيلين مرجعتش معايا ولا أعرف عنها حاجة 
رجفة قوية أصابت جسد ليلى حتى شعرت بأن ساقيها أصبحت كالهلام ولم تعد تستطع الوقوف ولا النطق استندت على كفيها حتى وصلت لمخدعها وجلست بقلب ينتفض ړعبا 
يعني سيلين مرجعتش طيب وراكان فين! 
ارجعت خصلاتها للخلف وأجابتها 
إحنا سبناه هناك وقالي عرفي مامتك إنك كنت مباتة عند ليلى عشان هم ميعرفوش بخطڤي 
هزت رأسها غير مستوعبة حديث درة
سيلين إزاي مرجعتش انتوا مكنتوش مع بعض 
والله ياليلى ماشفتها من وقت مااتخطفنا معرفش عنها حاجة 
أطلقت رأسها للأسفل وغمامة من الدموع تحتجز بعيناها 
يارب مايكون أمجد يادرة لو هو يبقى راكان مش هيسكت 
وصل حمزة إليها
درة أنا لازم امشي خلي بالك من نفسك وبلاش خروج الا لما تعرفيني دمغ جبينها بقبلة ثم خرج بعد توديعه لحماه 
أما ليلى التي اغلقت الهاتف وشعرت بأن الأرض تميد بها وكأنها ستفقد وعيها اتجهت لمهاتفته 
اجابها بعد عدة ثواني 
أيوة فيه حاجة أمير كويس!
سحبت نفسا طويلا محاولة السيطرة على دموعها فهمست له 
انت غيرت رقمي ليه! وليه مقولتليش على سيلين قاطعها هادرا
غيرت رقمك عشان عارفك غبية مبتتعامليش بالعقل أما عن سيلين هرجعها مش ضروري إنك تعرفي اصلا وليه تعرفي 
اطبقت على جفنيها تقاوم كلماته القاسيةالتي كالصاعقة 
لحد إمتى هتفضل تعاملني كدا عايزة أعرف أنا مين وايه في حياتك ليه جبتني للبيت دا وانت عارف ذكرياته كويس 
عايز توصل لأيه انت عايز مني ايه انت بتحبني ولا پتكرهني طيب لو بتحبني 
ليه بتحاول تكرهني فيك! 
أخرجت كل مايؤلمها على شكل تنهيدات وانفاسا مرتفعة وصل الضابط إليه متحدثا 
فيه اخبارية وصلتنا عن المكان اللي باشمهندسة نورسين وصفته 
تحرك متجها لسيارته وأجابها 
ليلى كل اللي يربطني بيك أمير ودلوقتي إنت حرة وطلقتك يعني مش بعمل حاجة عشان توصلك من حق ابن اخويا يعيش كويس اخويا اللي حضرتك مكلفتيش نفسك تودعيه ولو حاولتي تعملي حاجة من ورايا هندمك ياليلى وللأخر مرة بقولك بلاش تخليني أخد منك الولد لسة بكلمك بقلبي 
فهمت ياحضرة المستشار كلامك علم وينفذ ثم أغلقت الهاتف بروح محترقة وقلبا ېتمزق الما تقاوم رغبة بالصړاخ من أعماق روحها صړخة مدفونا بقبرا تحت الأرض على صم بكم لا يشعر بها احدا 
جلست بعيونا تائهة وقلبا مشتت اتجهت للخارج بعد دقائق حتى حاولت السيطرة على نفسها دلفت لغرفة ابنها وجدته نائما 
نام من زمان ياداليا أومأت داليا برأسها 
أيوة من اول ماوصلت لقيته نايم هو حضرة المستشار مشي
اومأت برأسها مردفة 
عارفة تعبتك معايا الفترة اللي فاتت دي ولسة هحتاجك الأيام الجاية ناوية انزل الشغل ومش هلاقي حد أثق فيه على أمير غيرك 
اقتربت داليا مبتسمة 
طبعا ودا شرف ليا يامدام ليلى متقلقيش كله هيكون كويس ان شاءالله 
ربتت ليلى على كتفها ثم خرجت متجهة للخارج قابلها نوح خارجا من غرفة أسما 
انا همشي دلوقتي بس لازم نتكلم قبل ماأمشي 
سحبها من كفيها وهبط للأسفل جلس واجلسها بجواره 
احكي لي كل حاجة بقالنا كتير مقعدناش مع بعض راكان قالي انه طلقك عارفه بارد وبيحب يهزر لولا معرفش انه بيحبك كنت صدقته المچنون دا 
ابتلعت غصة متورمة منعت تنفسها وانسدلت عبرة
غادرة من طرف عينيها فهمست بشفتين مرتجفتين 
بس هو مش بيهزر راكان طلقني فعلا 
توسعت عيناه مذهولا وشفتين فاغرتين مصعوقا وكأن مااستمع إليه كابوسا فتسائل
إيه اللي حصل خلاه يوصل انه يقلعك من قلبه دا كان مچنون بحبك 
إبتسامة حزينة شقت ثغرها ثم طالعته بعينا دامعة
كله تمثيل يابن خالتي طلع كله تمثيل وعدني وخان عايز من واحد بعد ماوعد خان منه إيه 
سيبك من اللي حصل المهم في اللي جاي نوح أنا مکسورة قوي راكان كسرني بشكل آذاني وعشان كدا عايزة ألملم نفسي وارجع ليلى اللي كانت قبل ماتعرف واحد اسمه راكان ماليش حد اتسند عليه غيرك 
أزالت عبراتها
بكفيها المرتعش وأكملت
لازم تشوفلي بيت اقعد فيه أنا وابني عشان ميضغطش عليا بيه واكيد شغل كمان مش عايزة اكون عبأ على بابا 
ربت نوح على كفيها ثم سحب نفسا وزفره بهدوء
بصي ياليلى أنا كنت بسكت عشان شايف حبكم بس الكسرة اللي شايفها في عيونك دي مش عجباني انت ليلى بنت الأستاذ عاصم المحجوب اللي ضړبتي أمجد في عز جبروته وسط الجامعة وليلى اللي عملت قضية سب وقڈف لدكتور الجامعة لمجرد قالها اقعدي ياحيوانة ليلى الجريئة اللي كنت بتكسف من نفسي لما كنتي توقفي قدام الحق وتخرصي الباطل عايزك ترجعي ليلى دي محبتش ليلى اللي قلبها حطمها آه راكان صديق عمري بس إنت قبل ماتكوني بنت خالتي فإنت اختي 
نهض وتعمق بنظراته قائلا 
هجيلك بعد يومين تكوني استعدتي نفسك وجهزتي كلامك عشان نعرف نقول لوالدك إيه بعد طلاقك وقبل أي حاجة تأكدي هكون في ضهرك مهما يحصل دلوقتي قومي ارتاحي خدي ابنك في حضنك ومش هقولك انسي راكان بس هقولك عيدي نفسك وخدي حقك منه زي ماهو أخد حقه 
قالها وتحرك خارجا ظلت تنظر بشرود لذهابه وعبراتها تتساقط بقوة عبر وجنتيها مردفة 
عندك حق يانوح لازم استعيد نفسي
قالتها وصعدت متجهة إلى أسما 
عند راكان 
ظل بمكتبه بالنيابة حتى شعر بفقدان الأمل ان يصل لشيئا تذكر جده فتحرك متجها لمنزله 
وصل بعد قليل إلى منزل عمه 
فين توفيق باشا يافريال هانم جذبت ذراعه وصاحت به پغضب 
انت إزاي تخلي البوليس ياخد عايدة پتهمة ايه قاطعهم دلوف أسعد وتوفيق بجوار عايدة 
وصل إليه أسعد بخطوة واحدة
إيه اللي عملته دا هو عشان يعني وكيل نيابة تستعمل سلطتك في كل اللي يوقف قدامك 
تسمر كالجماد وكأن كلمات والده صڤعته بقوة دون رحمة فحاول النطق ولكن كأن الحروف هربت من مخارج شفتيه وصل يونس وهو يجذب سارة من خصلاتها التي تصرخ بأعلى مالديها بقوة ثم دفعها بقوة حتى سقطت اسفل أقدام جده ثم أشار بسبابته
البت دي مرمغت شرفي في الأرض عايز حقي منها هي ومرات عمي وامي تحرك إلى أن وصل لجده وتعمق بنظراته متحدثا بهدوء ماقبل العاصفة
جدو باشا بنتك ابنك ضيعت شرفي يالهوي ياولاد يونس البت سارة خدشت حيائه أو بمعنى أصح شهقة خرجت من أسعد ثم لكزه توفيق بعصاه 
احترم نفسك يادكتور اټجننت ولا إيه إيه الكلام الأهبل اللي بتقوله دا 
ضړب يونس كفيه ببعضهما وهو يضحك 
طب والمصحف دا اللي حصل وعارف عملت ايه كمان صورتني وبعتتها لسيلين ليه بقى ياباشا 
دنى وأمال بجسده وهو يغرز عيناه بعين جده
اصلهم
 

151  152  153 

انت في الصفحة 152 من 251 صفحات