الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 13 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

بيدها علي خصلات شعرها المعقودة وتمتمت بضيق 
انا ماليش في الأجواء ديه لاء انا لازم امشي
وكادت ان تلتف فسمعت صوت جاسم وهو يهتف بأسمها ويبدو أنه قادم أتجهها 
وتذكرت نظارتها التي تعطيها عمرا أكبر من عمرها 
وفتحت حقيبتها سريعا لتخرجها ولكن أين النظاره 
وظلت تبحث وتبحث ولكن دون فائده
وزفرت أنفاسها بقوه وهي تعلم هوية من فعل بها ذلك فبالتأكيد ورد هي من أخذتها 
وألتفت بأرتباك لتجد جاسم يقترب منها ويخلع نظارته السوداء ويرتدي قميصا ابيض وبنطال من نفس اللون وحذاء رياضي 
كان يسير وكأنه كعارض الأزياء فيبدو ان للمال مميزات كثيره منها ان تجعلك كالنجم اللامع 
كويس أنك جيتي يامهرة
فأشاحت وجهها نحو البواخر المصفوفه بالمرسي 
ورد السبب هي اللي اقنعتني مرفضش الدعوه 
فأبتسم وهو يطالعها ولم ينتبه لفستانها ولا أنها اليوم لم ترتدي نظارتها
طب كويس ان في حد ليه تأثير عليكي 
وأشار لها نحو الباخره التي سيصعدوا عليها 
اعتبريه يوم ترفيهي 
وسار أمامها لتتبعه في صمت الي ان صعد علي الباخره ليستقبله أحد المستثمرين مرحبا 
ونظر إلي مهرة التي لم تصعد فمد لها يده كي يساعدها للصعود 
لتنظر مهرة حولها وهواء البحر يداعب وجهها وأرادت ان ترفض مساعدته ولكن عندما رأت المسافه الصغيره الفارغه بينها وبين الباخرة جعلتها تمد يدها بأرتباك له 
فأبتسم جاسم خلسة وقد فهم نظراتها ولم يعلق 
وبدأت الباخرة تتحرك وأندهشت
بأن جاسم يجيد الايطاليه ببراعه كانت امرأه واحده غيرها معهم ويبدو أنها رفيقة أحدهم ولعدم فهمها للغتهم لم يتشاركوا الحديث 
أخبرها جاسم بسعادتهم لقبولها الدعوة فهم الي الآن لم ينسوا ضيافتها لهم ولا طبق الكشري الذي اكلوه 
ليندمج جاسم بعدها معهم فمشروعهم قد وضعت اساسياته وجاسم هو المسئول عنه هنا وهم سيعودوا لوطنهم 
وأبتعدت عنهم الي ان يأتي موعد الغداء او العشاء
فالشمس قد قاربت علي الغروب 
كان الجو مشحون بطاقة جميله جعلتها تنسي حنقها من تلك الرحله وتقدمت لحافة الباخرة وتركت لرئتيها حرية التنفس بأستنشاق الهواء وتمتمت براحه 
الجو جميل بشكل ورد كان عندها حق
ونظرت حولها لتتأكد من خلو المكان الا بها في هبطت للجزء السفلي من الباخرة 
وقررت ان تطلق لخصلات شعرها العنان 
واخذت تفرد خصلاتها الطويله المموجه بأيديها 
ولم تدرك بوجود جاسم الذي هبط من أعلي باحثا عنها فاليوم لأول مره يري خصلاتها الطويله ذات اللون البني
فهي دوما تعقد شعرها تخفي طوله عيناه اليوم كانت تري مهرة الأنثي 
وفاق من شروده وهو يجدها تحني جذعها العلوي علي حافة الباخرة وتمد يدها نحو المياه الجارية
الفصل الرابع عشر 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
كانت علي وشك ان تصل كف يدها لملامسة المياه ولكن صوته جعلها تتراجع سريعا متذكرة خصلات شعرها التي قد تركتها حره
المرادي احنا في النيل مش في حمام السباحه
فأرتبكت وهي تلتف نحوه تجمع خصلاتها تطالعه بأعين متوتره 
ليقترب منها جاسم متفحصا هيئتها 
اول مره اشوفك لابسه فستان 
ونظر لعينيها التي تشبه لون خصلاتها 
فين النضاره 
يبدو ان اليوم هو يوم رؤيتها وكأنها ليست هي 
وعقدت شعرها برابطته ثم مسحت عليه ترتبه 
مجرد تغير 
وضيقت عيناها وهي تتذكر فعلة ورد بأمر نظارتها 
اما موضوع النضاره نسيتها 
فأبتسم جاسم وهو يطالعها 
بس باين ان نظرك كويس ميستهلش انك علطوول لبساها 
فأشاحت وجهها بعيدا عنه تنظر إلى مجري المياه 
ممكن نسميها تعود 
وابتسمت وهي تشعر بملمس الهواء يداعب وجنتيها 
الجو جميل اوي 
فخطي خطوه لجانبها متنهدا براحه 
فعلا
وتابع وهو يطالع ما أمامه بأعين ثاقبه 
الجو الجميل والراحه النفسيه بتجدد الطاقه
فزفرت مهرة أنفاسها ببطئ 
حيث كده من واجب صاحب الشركه علي موظفينه رحله كل فتره عشان نجدد طاقتنا 
وألتفت نحوه فوجدته يطالعها وهو يعقد حاجبيه متذكرا يوم ان سألها صديق والده في النادي الرياضي إذا كان ديكتاتورا في عمله ام لا 
للاسف انا ديكتاتور 
علمت من رده الساخر أنه يتذكر نعتها له بذلك فيما مضى 
ياخسارة كلها أحلام موظف غلبان 
فأتسعت أبتسامته وهو يحدق بها 
انتي غلبانه يامهرة اي حد يقول الكلام ده غيرك 
وتابع وهو يتذكر مواقفها
قوانين عمل وبتطبقي اللي يعجبك جدال وبتجادلي معايا انا شخصيا قرارات وأخدتيها 
فكشرت بوجهها بطريقة مضحكه 
هو قرار واحد اللي أخدته وكان صح 
فطالعها جاسم بهدوء وهو يري أصبعها أمامه 
كويس أنك كنتي بتشتغلي حرة نفسك 
وتابع ضاحكا 
انتي مديرة نفسك يامهرة دماغك ديه مينفعش معاها رئيس ومرؤوس 
رغم أنها تعلم ان كلماته لم تكن مدح الا أنها شعرت بفخر 
أوعدك بعد تجربتي العظيمه في شركتك مش هكرر تجربة الشغل مع مدير يؤمر وينفش ريشه عليا ولا كأنه 
وأتسعت عيناها وهي تجد ان كلماتها قد فهمها عليه وحده فهي تتحدث بالمجمل وقد أخذت راحتها في الحديث معه كونهم الأن خارج العمل 
احم هو انت كنت جاي ليه 
ليزفر جاسم أنفاسه بحنق وهو يبتعد عنها صاعدا لأعلي 
انتي لسانك ده محتاج تحجيم 
وتابع دون ان يلتف إليها 
ياريت تحصليني 
لتنظر اليه وهو يصعد لاعلي متمتمه بحنق 
الراجل كان لطيف معايا 
وأتبعته وهي تحادث نفسها
بس ده طلع بيضحك ويبتسم وبيتعامل ببساطه 
وقبل ان تكمل باقي حديثها مع نفسها وجدته يقف أمامها لا يفصل بينهم إلا خطوه واحده ومال نحوها
عدي السهره ديه علي خير وبلاش تحرجيني 
فأتسعت عيناها وهي تجده يكمل سيره 
جلست بأرهاق على فراشها وكادت ان تغمض عيناها 
مهرة انتي هتنامي قبل ماتحكيلي التفاصيل 
فتأوهت مهرة بأرهاق وأخذت تتثاوب 
بكره ياورده هحكيلك كل حاجه مش كفايه يوم الاجازه ضاع 
لتتمتم ورد بألحاح 
عشان خاطري يامهرة 
وازداد ألحاحها الي ان وجدت مهرة تدفعها بيدها عنها
بس خلاص 
وزفرت أنفاسها وقد عادت ذكرى اليوم بكل مافيه 
الباخرة كانت جميله اوي ياورد ولا الأكل تحفه 
فحدقت بها ورد بملل 
أكل يامهرة انا عايزه أسمع تفاصيل مواقف 
وغمزت بعينيها وهي تتنهد 
مثلا الأيطالين كانوا بيتعاملوا ازاي جاسم بيه تعامله معاكي بره الشغل وفي الهواء الطلق كان ازاي
فأبتسمت وهي تتذكر ماحصل بينهم
جاسم بيه والهواء الطلق ورد حببتي جو الأفلام والروايات بتاعتك انسيها
وتابعت وهي تأخذ وسادتها بين ذراعيها وتعطيها ظهرها 
وعشان أريحك انا مجرد لجاسم الشرقاوي حتت موظفه لا راحت ولا جات وهو بالنسبالي بلاء مستنيه أخلص منه وأرجع لحياتي ومكتبي الصغير والقضايا بتاعتي 
وغفت وهي تحلم بأحدي مرافعاتها أمام القاضي وصوتها يزلزل المحكمه 
أرتدت ثيابها الرسميه بسعاده وهي تتأمل هيئتها أمام المرآه لتجد كريم يقف خلفها مبتسما 
مبسوطه 
فحركت رأسها بفرح وأكملت وضع زينتها ثم خرجت من الغرفة 
دون ان تعطي له اي ردة فعل كما ظن 
ولكن كل شئ أصبح في الماضي مرام تبتعد عنه تريد ان تأخذ فقط تعاقبه علي ماأقترفه بحقها رغم أنه ندم
يريد الفتاه التي أحبها ولكن اين هي 
ونفض تلك الأفكار وخرج من الغرفه ليجدها في حجرة صغيريه تقبلهما وتخبر المربية بأمر طعامهم 
فأبتسم وداخله يحادثه
أعذرها وتحمل 
دمعت عيناها وهي تستمع لأشتياق جواد لوالديه 
وضمته إليها وهي تتمتم 
لا تبكي جواد سأبكي وسنغرق المكان
فأبتعد عنها جواد وهو ينظر لعينيها الدامعه ووجنتيها المبتله بدموعها ثم نظر لأرضية المكان متسائلا 
مازالت الأرض نظيفه ورد ولم يغرق شئ
وبعد ان كانت تبكي اڼفجرت ضاحكة وانقضت عليه تقبله وتدغدغه
أريد ان أكلك 
فضحك جواد بشقاوة 
لا تأكليني ورد 
فأكملت دغدغته بطفوله 
يالك من لذيذ همممم
كان كنان يقف يطالعهم مبتسما فقد جاء للتو من جولته من مطالعة أعمال المنتجع ومتابعة المهندسين
حول الفترة المتبقية من أكتمال كل شئ قبل أفتتاح المنتجع 
ولم ينتبهوا لوجوده الا عندما أقترب منهم وقد رأه جواد 
خالو 
وركض نحوه ليحمله كنان بحب وعيناه علي ورد التي وقفت تطالعهم بأرتباك تفرك يديها بتوتر كعادتها
حملت بعض الأوراق من أجل توزيعها علي مدراء الأقسام لتتفاجئ برقية تقف أمامها مبتسمه
صدفه جميله يامهرة
فأبتسمت مهرة لشقاوتها وصافحتها بود رغم انهم لم يلتقوا الا مره واحده 
ازيك يارقيه أكيد كنتي عند أستاذ مسعود
فمالت رقيه نحوها بمشاغبة 
لازم كل فتره اجي أشوف أحواله مع لطيفة 
فضحكت مهرة لتمتعض رقية 
شوفتي اه انتي اخدتي بالك من نظراتها الا هو عامل مش شايف
فهتفت مهرة بتعجب 
انتي موافقه يتجوز 
فحركت رقية رأسها له 
مش عارفه بس انا نفسي اشوفه سعيد 
واقتربت منهم لطيفه بوجه مبتسم وصوت كعب حذائها يطرق الأرض
انتي لسا هنا ياحببتي 
ورمقت مهرة بنظرات ممتعضه لتلتقي عين رقية بمهرة فتبتسم 
وكادت ان نتصرف مهرة بعد ان وجدت ان وجودها ليس له داعي 
مهرة ممكن رقم تليفونك 
وتابعت بود 
عايزه نكون صحاب
تفاجئ كريم من
وجود مشيرة مع شركائه الجدد في الصفقة الضخمه التي ستدخلها شركته
وصافح المدعوين ثم صافحها متعحبا لتبتسم مشيرة له فدخولها في تلك الصفقة ماهو الا للأقتراب منه
وقفت مهرة أمام مكتبه تضع بعض الأوراق پعنف 
لينظر لها ياسر بتعجب ونظر لجاسم الذي أخذ الأوراق مبتسما ببرود
شكرا يامهرة أتفضلي على مكتبك 
فأنصرفت من أمامه بحنق ليتسأل ياسر
أنا حاسس ان في المده اللي سافرت فيها حاجات كتير أتغيرت
فأبتسم جاسم وهو يعود لمطالعة الأوراق التي أمامه 
تقدر تقول أني أتعودت علي تصرفاتها 
وضحك وهو يعلم سبب ضيقها منه 
فعندما علمت بالمصادفة بالأعلان الوظيفي عن طلب موظفه للشئون القانونية ورغبت في التقديم للوظيفه أخبرها أنها ليست مؤهلة لتلك الوظيفه 
جلست علي مكتبها بحنق وهي تزفر أنفاسها بقوه فجاسم الشرقاوي بغرورة وبروده لن يتغير 
وأخذت تلقي الأوراق التي علي مكتبها بعصبيه في درج المكتب 
فرفعت مني عيناها نحوها متسائله 
في ايه تاني 
فنظرت اليها مهرة بجمود ثم تلاشي جمودها وهي تتسأل 
ليه بيقلل من قيمتي يامدام مني 
فلم تفهم مني سؤالها
تقصدي مين 
فتمتمت مهرة بحنق 
السيد
جاسم الموقر
فأبتسمت مني وهي تنظر للملف الذي أمامها 
من ساعه ماأشتغلت معاه مشوفتهوش بيعامل حد كده غيرك انتي 
ونظرت لمهرة التي تهكم وجهها
وشي مثلا بيعفرتوا
فضحكت مني وقد بدأت تتعاطف معها 
مع الأيام اكيد هنكتشف السبب يامهرة 
وأبتسمت وهي تجدها تلوي شفتيها بأمتعاض
السنه تخلص ولا عايزه أكتشف حاجه ولا عايزه أسمع اسمه تاني 
أبتسمت ورد بسعاده وهي تري شقيقها أكرم أمام شقتهم ويحمل معه بعض الأكياس فقد أتت للتو من عملها 
وأشتمت رائحة الطعام متسائلة
هو انا اللي جعانه ولا انا شميته صح
فرفع أكرم الأكياس صوب عيناها 
لاء بتشمي صح 
وتابع ضاحكا 
هفضل واقف علي الباب كده كتير 
فتحركت ورد جانبا وهي ترحب به 
ياخبر البيت بيتك طبعا 
فأبتسم أكرم بحب وتسأل
هي فين مهرة صحيح 
وسمع صوت مهرة خلفه تجر أقدامها بأرهاق 
مهرة جات أهي 
فألتف نحوها أكرم بعد ان أعطي أكياس الطعام لورد 
أتفضل ولا أمشي
فدفعته مهرة بيدها 
ياورد تعالي خدي اخوكي من قدامي انا تعبانه وجعانه 
لتأتي ورد من المطبخ تحمل طبقين بهم صنفين من الأسماك 
أكرم هو اللي جايب أكلة السمك 
فنظرت مهرة للطعام بحماس ونظرت اليهم
عشر دقايق وجايه تقعدوا علي السفرة محترمين 
وفجأه صدح صوت شيكا 
يا أستاذة مهرة ياست الأستاذه عربية البضاعة وصلت
لتحدق مهرة بالطعام فأقترب منها أكرم يربت علي كتفها بحنان 
هنزل انا اشوفه وأستلم بضاعة المحل تكوني غيرتي هدومك 
وأشار إليهم بدعابه
اوعوا تاكلوا من غيري
وانصرف من أمامهم لتهتف ورد بحب
حنين اوي يامهرة 
فحركت مهرة رأسها وهي تسير نحو غرفتها
وشعور جميل داخلها لم تعد وحيده هي و ورد 
ضحكت ورد بسعاده وهي تري جواد يقفز في حمام السباحه المغلق ويسبح بمهارة لم تكن تتوقع انه بارع هكذا 
ألن تقفزي ورد 
فأبتسمت ورد وهي ترتشف من كأس العصير 
ورد لا تعرف كيف تسبح 
لينزل الصغير رأسه أسفل الماء كاتما أنفاسه ثم يصعد ثانية
و ورد تتابع حركاته اما بقلق او أندهاش فيبدو أنه كان يتمرن من وهو رضيع 
وضحكت علي تخيلها لتلك الفكره ونظرت للقاعة المغلقه بأنبهار 
كل حاجه في المنتجع جميله اوي 
وشهقت بفزع وهي تسمع صوت كنان 
يسعدني رأيك بالتأكيد ورد 
وألتفت نحوه بفزع
فزعتني 
فتعجب كنان من الكلمه رغم فهمه وتحدثه بالعربيه الا أنه لا يفهم التعبيرات العامية 
وضحك وهو يري نظراتها الهاربه منه 
أنظري الي ورد 
فنظرت إليه ثم اشاحت وجهها عنه بخجل تنظر لجواد وهو يسبح ويبتسم لهم
جواد بارع في السباحه 
فأبتسم كنان لتهربها منه 
شقيقتي كانت تهتم بتعليمه 
وضاقت عيناه وهو يتذكر شقيقته فطالعته ورد بعد ان علمت من نبرة صوته عن آلمه 
سيد كنان 
فنظر إليها كنان مبتسما 
انا بخير ورد 
وصدح صوت الصغير يهتف 
اريد انا اقول لك شئ خالو أقترب 
فأقترب كنان من المسبح وجاثي علي ركبتيه كي يستمع إليه ولكن جواد جذبه لداخل المسبح بشقاوة
ولحب كنان له الذي يطغي علي أي شئ ضحك وهو يقذف قطرات الماء علي وجهه
و ورد تنظر لهم بأعين لامعه وقلبها يخفق پجنون فكنان رجلا بمتلك جاذبية طاغية تجعل أنفاسها تتسارع فتأملها وهو يبتسم وليته لم يبتسم 
تجلس في مكتبه تدون علي الحاسوب الشخصي بعض الملفات تنظر إلي كل ملف وتري عدد صفحته ثم تكمل عملها بفتور 
كانت في عالم روتيني تبغضه ولكن عليها الصبر العام لن يظل طويلا 
وزفرت أنفاسها بقوه جعلته يرفع وجهه عن الأوراق التي أمامه ودون شعور منه أخذ يتأملها وهي في تلك الحاله وأبتسم عندما رآها تضعط على لوحة المفاتيح الخاصه بالجهاز بقوه 
وأسترخي بجسده علي مقعده وبدأت عيناه تجول في تفاصيل ملامحها المتمرده 
وكاد ان يضحك وهو يري أتساع عيناها نحو الملف الذي امسكته للتو كي تشرع في كتابته علي الحاسوب 
وألتفت نحوه فوجدته يطالعها بنظرات عجيبه لم تفهمها وتنحنحت حرجا فجعلته ينتبه لأمره
جاسم بيه 
فأبتسم جاسم بطريقة ساحرة لم تعتادها منه فيبدو أنه عندما قال لها أنه قد مل من لعبة القط والفأر هذه التي لا تناسب طباعه لم ېكذب 
مافيش مهرب من الشغل الملفات تتكمل للنهايه يامهرة 
وبنبرة حازمة أنهي كل شئ وعاد لعمله فتحولت نظراتها الهادئه الي نظرات حانقة وضعطت علي أسنانها بقوه وهي تقبض علي يديها پغضب
ليرفع عيناه نحوها بعد ان عادت لما كانت تفعله وأبتسم وهو يستمتع برؤية حنقها منه 
لمعت عين مراد وهي يستمع لرقية التي تخبره عن صداقتها بمهرة الي الأن لا يعلم سبب أنجذابه لها ولكن أكثر شئ متأكد منه انه يكن لها مشاعر لم يفسرها قلبه
مراد انت معايا 
فطالعه مراد مبتسما 
معاكي ياستي
ونهض من فوق المقعد الخشبي في الحجرة التي تخصها لرسوماتها 
انا مش عارف ايه اللي شيفاه في شكله عشان تقرري ترسميني
فأبتسمت رقية بعد ان مسحت يدها من الألون
بكره لما اللوحه تخلص هتعرف السر 
فضحك مراد وهو يطالعها بحنان
ماشي يالمضه هانم 
أتسعت عين مهرة وهي تري فتاة كعارضات الأزياء بأعين زرقاء وشعر أشقر ترتدي ملابس علي صيحات الموضه فوقفت مني مرحبة بها 
سيدة رفيف أهلا بحضرتك نورتي مصر
فأبتسمت رفيف لها وهي تطالع مهرة 
ميرسي مني 
وهتفت وهي تتجه نحو غرفة جاسم 
جاسم منتظرني 
فتمتمت مني وهي تطالع مهرة التي تتفحص رفيف 
اكيد يافندم 
ودلفت لغرفة جاسم فأقتربت مهرة من مني متسائله 
مين ديه 
فضحكت مني 
رفيف هانم أخت صديق جاسم بيه 
وتابعت وهي تنظر لمهرة
حلوة مش كده
فحركت مهرة رأسها 
ولا كأنها طالعه من مجله 
فكتمت مني صوت ضحكاتها
مش معقول يامهرة اول مره أشوف ست تقول كده علي ست تانيه من غير ماتغير
فنظرت مهرة لهيئتها وتذكرت هيئة الأخرى 
أغير
ورفعت كتفيها بفخر وأشارت نحو عقلها
الجمال هنا 
لتزداد ضحكات مني وهي تعود لعملها 
رفيف هانم سيدة أعمال ومتخرجه من
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 69 صفحات