الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 8 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

تذكرت تفاصيل زواجها منه وكيف أرغمته على زواجها تستيقظ چروحها 
عادت ورد من عملها تبتسم علي كل أفعالها مع جواد وألتقت عيناها بآخر شخص تتمني رؤيته 
أزيك ياورد
فنظرت إليه ورد طويلا إلي ان وجدت والدته تخرج من منزلها متأنقه 
يلا ياماجد يابني 
وحدقت بورد الواقفه أمام أبنها وأقتربت منها قائله بلؤم 
ازيك ياورد ياحببتي 
وأكملت وهي ترسم أبتسامة واسعة علي شفتيها 
مش تباركي لماجد 
وتابعت وهي تري نظرات ورد نحو أبنها الذي وقف يداعب شعره بيده التي تحمل دبلة زواجه 
مراته حامل 
فقټلت الكلمه أبتسامتها لتجد عين من كانت يوما أم خطيبها تتفرسها بملامح ثاقبه 
مبروك 
تعلثمت في نطق حروف كلمتها كما تعلثمت خطواتها وهي تسير مبتعده عنهم نحو بنايتها ثم ركضت لداخل شقتهم تداري آلامها ودموعها تتساقط 
لتجد مهرة أمامها تحدق بها بفزع ودون كلام فتحت لها ذراعيها 
دلفت مهرة لداخل الشركه وهي تعدل من الكاب الذي ترتديه لتنظر إليها مني ضاحكة 
انتي طالعه رحله ولا ايه يامهرة 
فطالعت مهرة غرفة مكتب جاسم حانقه 
حاجه زي كده 
لتبتسم مني ورن هاتف مكتبها وبعد ان أخذت الأوامر من جاسم أشارت لها بصمت ان تدخل له
فتقدمت مهرة من غرفة مكتبه ودخلت دون ان تطرق الباب 
ليرفع جاسم عيناه عن مطالعة الأوراق التي أمامه 
في حاجه أسمها أستأذن 
لتنظر مهرة حولها ببرود 
أظن أنك طلبتني فمش محتاجه أستأذن
ليحتقن وجه وهو يزفر أنفاسه بحنق 
العربية اللي هتوصلك الفندق جاهزة وهيكون معاكي مترجم واي تصرف يامهرة 
وقبل ان يكمل باقي عباراته 
مبحبش حد يسمعني الكلام مرتين المرة التالته بقي لو قولت تهديدك هعمل اللي أنت خاېف منه
ولمعت عيناها بتحدي ليهتف هو بجمود 
اتفضلي يلا وياريت الناس تتبسط 
فضحكت وهي تلتف بجسدها متجها نحو الخارج 
متقلقش ده انا هبهرك 
لتتسع عين جاسم من كلمتها الاخيره 
أبهرك ربنا يستر 
كانت تتجول وسطهم في شوارع القاهرة
وهي تخبرهم عن كل شئ وشعرت بتخدر قدميها وتمتمت 
هما مبيتعبوش زينا ليه 
ونظرت إلى أعينهم المتحمسه لكل شئ يسمعوه منها 
وجاء أحدهم يسألها عن أحد المساجد الاثرية وذلك بعد ان ترجم لها المترجم محتوي الكلمات فالشركاء الجدد كانوا أيطالين 
لتحدق مهرة بالرجل الذي ينتظر إجابتها ثم المترجم 
ماتقول اي معلومه يااستاذ معتز ولا انت ابيض
وكالعادة رد معتز منذ ان بدئوا الجوله 
الثقافه عندي بعافيه حبتين ياأستاذة مهرة 
لتحدق به مهرة بحنق 
لاء ديه مش بعافية بس ديه ماټت وأدفنت
لينظر إليها معتز متسائلا 
هي مين اللي ماټت 
وضحك وهو يجدها تبعده عن طريقها 
ثقافتك يا أستاذ معتز
وبدء الرجل يسأل مجددا هو ورفقائه الآخرين فقد كان عددهم ثلاثة
يا أستاذه مهرة قولي اي معلومه اكدبي ياستي في معلوماتك التاريخيه 
لتتسع عيناها وهي تفكر في بعض الحكايات التي أتت بها من حصيلتها التاريخيه وبدأت تدمج المعلومات التي لا ترتبط ببعضها وسرحت فيما تقوله ليحدق بها معتز وهو يكاد ينفجر من الضحك 
واعين المستثمرين تلمع بذهول مما يسمعوه وكل ماكان ينطقوه
يالها من حضارة عظيمه 
وأخيرا إنتهت الجولة وكان في نهايتها لابد من حسن الضيافة وحسن الضيافة لا يكون الا بعشاء فاخر كما أخبرها معتز 
ووقف معتز مذهولا من المكان الذي أصطحبتهم اليه 
ايه ده ياأستاذة مهرة هنأكل الإيطالين كشړي 
لتتقدم مهرة من المكان بفخر 
وماله الكشري ياأستاذ معتز 
ونظرت الي المستثمرين وهم يحدقون بالمكان 
قولهم يجوا ورايا وأنت كمان
وحجزت طاولة لهم وهي تحذر صاحب المكان 
دول سياح اوعي تفضحنا يامعلم 
ليقف صاحب المحل مرحبا بهم 
أهلا أهلا لا ياأستاذة ده احنا عنينا لمصر والسياحة 
ونادي علي أحد عماله 
واد يازيكو أحلي كشړي ينزل علي طربيزة الأستاذة وأتوصي بالشطه
لتهتف مهرة بسرعه 
بلاش شطه 
وبدء المستثمرين يأكلون بتلذذ ويتسألون عن مكونات الطبق الذي أمامهم ومعتز يأكل ويجيب عليهم 
ومهرة مندمجة في طبقها 
ورن هاتفها فجأه لتخرجه من حقيبتها الصغيره المعلقه على أحد كتفيها
ونظرت لرقم المتصل الغير مسجل
لديها فتركت هاتفها على المنضدة وأكملت تناول طبقها 
ولكن هاتفها عاد لرنينه مجددا 
لينظر اليها معتز 
خير ياأنسة مهرة 
لتفتح مهرة الخط وهي تشير لمعتز بأن ينتظر لتري من يهاتفها
وأتسعت عيناها وهي تسمع صوت جاسم الغاضب 
انتي فين
ليهتز الهاتف من يدها هاتفه داخلها
حتى التليفون اتفزع من صوتك 
ونظرت أمامها على الطاوله وهي تحدق بالمستثمرين وهم يأكلون 
احنا بنتعشا 
فسألها جاسم بضيق 
وبتتعشوا في أنهي مطعم ياأستاذة
لترفع مهرة عيناها نحو يافتة المحل البسيط 
مطعم كده وخلاص
وتابعت قبل ان تغلق الهاتف بوجهه 
سلام ياجاسم بيه عشان مش فاضيه 
كان معتز يستمع الي المكالمه غير مصدقا بما تفوهت به مع صاحب الشركة 
ووجد معتز فجأه أحد المستثمرين يهتف بأسم مهرة يشكرها بعربية ركيكة على كل شئ وعن سعادتهم بهذا اليوم 
لتسترخي مهرة بجلستها وهي تضع ساق فوق الآخر مبتسمه ببلاهة
ألقي هاتفه پعنف علي الطاولة التي أمامه واعين ياسر تطالعه بفضول 
قالتلك هي فين 
ليزفر جاسم أنفاسه بقوه 
ليلتها سودة بكره معايا انا تقفل في وشي التليفون 
وأخذ يفرك عنقة پغضب ليكتم ياسر صوت ضحكاته بصعوبه 
عادت مهرة من جولتها بأرجل منهمكه وقد خلعت حذائها قبل ان تصعد الدرج
لتجد والدة مرام تخرج من شقتهم و ورد تتبعها 
كويس أنك جيتي يامهرة يلا عشان نتعشا سوا 
لتنظر مهرة لهم بأرهاق 
أتعشيت قبل مااجي ياأبلة صفاء انا دلوقتي بحلم بالسرير 
فضحكت صفاء وهي تربت علي ذراعها بحنان 
ربنا يعينك يابنتي 
لتشفق ورد علي شقيقتها وكادت ان تعتذر من صعودها لأعلي 
روحي انتي ياورد وسلمولي علي أستاذ عادل 
وتابعت مبتسمه 
وحشتني القاعده معاه يوم اجازتي هطلع ألعب معاه طاوله
لتبتسم صفاء وهي تخبرها أنهم ينتظروها في أي وقت 
ودلفت لداخل الشقه راكضة نحو المرحاض
أنهت ورد سهرتها مع والدي مرام وذهبت لغرفة مهرة تطمئن عليها لتجدها غارقة في النوم 
فذهبت لغرفتها ونظرت الي المال الذي أعطاها لها والدها وزوجته اليوم عندما جائوا يسألوا عن مهرة 
فوالدها لم يكلف نفسه ويسأل عنها وكأنها ليست أبنته وأتجهت نحو فراشها تتسطح عليه 
وقد قررت ان تخبر مهرة بمجيئه في الصباح 
نظرت مهرة الي المال الذي تضعه أمامها ورد قبل ان ترحل إلى عملها 
ايه ده ياورد 
لتنظر ورد لشقيقتها وهي تزفر أنفاسها بآلم 
بابا ومراته امبارح كانوا هنا وسألوا عنك وسابوا الفلوس ديه
لتنظر مهرة للمال بأستنكار ثم وضعته بيد شقيقتها 
اشتري بيه لبس ليكي ياحببتي فساتينك قدمة وبقيتي محتاجه لهدوم جديده عشان مظهرك في الشغل 
وكادت ان تهتف ورد
وتخبرها ان هي التي بحاجه لملابس جديده ولكن نظرت مهرة القاتمة جعلتها تصمت 
ذهبت مهرة للعمل بحنق وهي تتذكر المال الذي بالتأكيد مقابل لتضحيتها بسنة من عمرها تعمل وكأنها خادمة لجاسم الشرقاوي 
وتقدمت من مكتبها دون ان تطالع مني او تلقي عليها اي كلمه لتتعجب مني من أحوالها ولكن عادت إلي 
ما كانت تطالعه 
وفجأة وجدت جاسم يخرج من غرفة مكتبه حانقا 
مهرة 
فنظرت إليه بعبوس متمتمه بصوت قد سمعته مني وسمعه هو 
مش وقتك خالص 
ونهضت من فوق مقعدها تتبعه إلي ان وقف في منتصف الغرفة 
بتأكلي المستثمرين كشړي 
أنتهي الصغير من نطق أحد الكلمات بالعربية لتضحك ورد علي طريقة نطقه ليقفز علي أحد الوسائد بفرح وفي تلك اللحظه دخل كنان ونظر إليهم بصمت ثم أتجها لغرفته التي يحتويها الجناح الواسع وكان يبدو عليه الأرهاق 
فنظر جواد الي ورد وهو يضع بيده علي فمه 
سنلعب بعد ان يخرج 
لتضحك ورد هامسة 
فأبتسمت ورد وهي تزيل لعبة الألغاز من أمامها 
اختار انت تلك المرة
فداعب الصغير ذقنه مفكرا
وجدتها 
كانت ورد تجلس أرضا حتي تكون بمستواه وهو يعصب لها عينيها 
سوف اطرقع لكي بأصابعي لتتبعي مكان وجودي أتفقنا
فحركت ورد رأسها ضاحكة وأتبعت طرقعت أصابعه وكلما أقتربت من مصدر الصوت كانت تجد نفسها تحتضن الهواء
وفتح جواد غرفة خاله فوجده مسطحا بالعرض علي الفراش نائما بعمق بسبب أرهاقه وركض نحو الشرفه مختبئا خلف
الستار ومازالت أصابعه تطرقع ولكن بصوت خفيض 
جواد اين انت 
كانت تتقدم بخطواتها داخل الغرفة الي ان وقفت في منتصفها تستمع لصوت الطرقعه حتي تحدد أتجاه خطواتها 
وأصبحت تتقدم بأتجاه الفراش ولا تدري بأن خطواتها اقتربت 
الفصل التاسع 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
ما هذا 
كنا نلعب أسف خالو 
اخد يدور حول نفسه وهو حانق منها لتهتف مهرة ببرود أصبح يستفزه 
وماله الكشري ياجاسم بيه 
وتابعت بتهكم 
هو حضرتك مأكلتهوش قبل كده 
ليرفع جاسم يده مشيرا لها بأن تصمت ولكن 
لاء شكلك مأكلتهوش كده فاتك نص عمرك 
فيزفر أنفاسه پغضب وقد أقتحن وجهه 
انتي ايه راديو وبيشتغل بره يامهرة بره 
لتقطب حاجبيها وهي تطالعه 
يعني ولا كلمة شكر ولا مكافأة 
وترجعت للخلف پخوف من صوته 
مكافأة 
وقبل ان يكمل باقي جملته وجد ياسر يردف إليه مبتسما 
المسثمرين مبسوطين اوي من جولة امبارح 
ونظر إلي مهرة التي علم بوجودها هنا من مني 
وبيشكروا أستاذه مهرة علي اليوم الجميل ده
ثم تابع ضاحكا 
وخصوصا الكشري 
فتتنهد مهرة بزهو ثم ضبطت من وضع نظارتها علي عينيها 
والله الايطالين دول ناس ذوق مش زي ناس 
ليحدق بها جاسم بجمود بعد ان فهم مغزي جملتها 
فأبتسم ياسر قائلا 
بصراحه تستحقي مكافأة ياأستاذة مهرة
لتنظر مهرة لجاسم الذي وقف يطالعها بنظرات محتقنة 
انا قولت كده لشخص ما بس للأسف في ناس عدوة النجاح
وفجأة صدح صوت جاسم غاضبا وقد تفاجأ ياسر من ذلك 
بره علي مكتبك
لتبتسم وهي تنظر لياسر الذي وقف يطالعها بأستمتاع
الخصم يتلغي واظن أستاذ ياسر قال ليا مكافأة وتابعت وهي تخطو نحو الخارج 
وحاسب علي ضغطك وانت بتقول بره ياجاسم بيه
خرجت ورد راكضه من الفندق بأكلمه وطيف ماحدث يمر أمام عينيها لتنظر حولها وهي تتحسس حرارة وجهها 
انا ازاي وصلت لاوضته وسريره 
وقبضت على كفيها بقوة 
غبية ياورد
وسقطت دموعها وهي تسير دون ان تعرف الي اين ذاهبه فمساحة المنتجع ضخمه 
انا كده هطرد بفضيحه
لتعود تتأمل المكان الذي هي فيه وقد كان قريب من الشاطئ 
منظر ساحر أصبح أمامها جعل عيناها تتسع من الأنبهار 
ومرت ساعه وهي وحدها تخشى العودة ورأت رجلان يأتيان من بعيد وعلمت بهوية أحدهم فالأخر بعد ان أشار علي مكان وجودها أنصرف 
لتنهض ورد من جلستها متأملة المكان حولها 
انا محستش بنفسي غير وانا هنا
ليبتسم لها معاذ وهو يشير إليها ان تتقدمه 
سيد كنان مستنيكي في الفندق ولولا ان شنطتك والأمن قالوله انك مخرجتيش من المنتجع 
وتابع ضاحكا 
كان ممكن يبعتنا ندور عليكي بره المنتجع
وابتسم وهو يراها تطرق رأسها أرضا وقد ظن أنه خجلا ولكن شعور أخر كان يقتحم قلبها ولم يكن الا الخۏف فعقلها بدء يصور لها مشهد طردها بعد اهانتها 
وسارت مع معاذ الذي أخذ يثرثر معها بأمور عدة الي ان دخلت الفندق ووجدت جواد يركض نحوها 
اسف ورد
أريد ان اتحدث معكي ورد
وأشار إليها بأن تتبعه لتنظر الي معاذ الذي أبتسم لها مطمئنا ثم جواد الذي أمسك يدها يحثها على السير
لتدخل الي أحد الغرف وقد كانت نفس الغرفة التي تم فيها مقابلتها أثناء تقدمها للوظيفه
ليجلس كنان علي مقعده بأسترخاء 
أجلسي ورد
وفور ان جلست اخذت تشرح له ماحدث دون ان تترك لأنفاسها العنان حتى أنها بدأت تنطق بعض الكلمات بالعربية والبعض الأخر بالتركية 
وأخيرا تنفست 
انا أسفه ولو حضرتك عايزني امشي وأنهي عقد عملي معنديش مشكله انا
غلطانه 
كان كنان يستمع لها ويركز في تفاصيل كل أنش بوجهها سمة شئ عجيب بدء يجذبه إليها 
ونفض أفكاره سريعا ففي النهايه هو المرؤس وهي مجرد عامله لديه وبضعة أشهر وسيعود لوطنه وينتهي عقد عملها 
وتنفس بعمق وهو ينهض ويتأمل جواد الذي جلس يتابعهم دون فهم 
أنسي الأمر ورد جواد أخبرني كل شئ 
لترفع عيناها البريئة نحوه فيشيح وجهه سريعا وهو يهتف 
اذا اردتي الأنصراف باكرا فليس لدي مانع 
تهللت أسارير مهرة وهي تعلم من مني ان أمر الخصم من راتبها قد تم إلغاءه لتبتسم مني علي هيئتها 
طب ركزي في شغلك بقي بدل ماتاخدي خصم تاني
وقبل ان ترد عليها مهرة كان جاسم يخرج من غرفة مكتبه ومعه أحد مدراء الأقسام 
أنسة مهرة 
فوقفت مهرة وهي تتمتم داخلها 
هو انا مبلحقش ارتاح 
وتقدمت منه وهي تخشي ما سوف يتفوه به وحدث ماكنت تخشاه 
هتساعدي سكرتيرة أستاذ مسعود الفترة الجايه 
وتابع وهو ينظر إليها ببرود 
لحد ما المساعده الخاصه بأستاذه لطيفه ترجع من اجازتها
فتمتت بحنق لم يسمعه الا جاسم 
يعني هي تاخد اجازه وانا اتبهدل
ليحدق بها جاسم بجمود 
بتقولي حاجه يا أستاذه مهرة 
فأتجهت نحو مكتبها في صمت تجمع أشيائها وتغلق الحاسوب 
عادت من العمل بصداع يضرب
رأسها بقوة فحياتها أصبحت اما أقدامها تتورم او صداع يفتك رأسها فقد ظنت ان العمل مع السيد مسعود سيكون لطيفا ولكن كما يفعل هو فعل مسعود وسكرتيرته الشمطاء التي لا يعجبها شئ
وضغطت على كفوفها بقوه وهي تتذكر ان السبب في كل ذلك هو جاسم 
وأتجهت نحو محل البقالة لتجد شيكا كالمعتاد ينتظرها كي تستلم منه مفتاح المحل ويذهب هو نحو عمله الأخر 
وجلست علي المقعد الخشبي القابع داخل المحل ومدت ساقيها 
هستريح شويه قبل ما أقفل المحل وأطلع 
وأخفضت عيناها لتسمع صوت رجولي قد ميزته 
كان أكرم يقف يطالعها بحنان أخوي مشفقا عليها 
لتعتدل مهرة في رقدتها تنظر إليها وهي تمسح على وجهها 
خير ياأكرم في مصېبة تانيه هرخجكم منها 
فطأطأ أكرم رأسه بخجل 
لا يامهرة انا جاي عشان اطمن عليكم 
لتتعجب مهرة من قرب أكرم العجيب منهم 
انا أسف يامهرة 
لتضع بيدها علي المقعد الذي جانبها وهي تطالعه بعمق مهنة المحاماه جعلتها تدرك نوايا البشر 
وأكرم شقيقها يبدو وكأنه ليس ابن زوجة أبيها 
فطباعه هادئه طيبه
فأبتسم أكرم وجلس جانبها 
شكلك تعبان
لتهمس بأرهاق 
التعب ده انا متعوده عليه 
وتابعت بأمتنان 
ورد حكتلي علي اللي عملته معاها الفتره اللي فاتت 
فأبتسم أكرم وهو يمسك كفوفها يحتويها بكفوفه 
ده واجبي يامهرة ولا انتي مش شيفاني راجل 
فأبتسمت وقد غزي الآلم قلبها وهي تري أخيها الصغير يخبرها برجولته نحوها هي وشقيقتها 
أغمض كنان عيناه ومازالت صورتها ټقتحم عقله 
طيفها وهي تقع على ذراعيه وتمسد صدره 
وفتح عيناه وهو يزفر أنفاسه ليعتدل في وضع نومته هاتفا بحنق
ما الأمر كنان مجرد فتاة عادية تعمل لديك تجعلك تفكر بها هكذا 
ونهض من فوق الفراش يبحث عن هاتفه لتظهر مهاتفات سيلا الكثيرة التي لا يعيلها اي اهتمام رغم أنه يوم ان قرر الأرتباط بها كان القرار نابع من اختياره هو وحده
وقفت مهرة غير مصدقة ما تسمعه من ثرثرة أهل الحي بأن حسين ابن الحج إسماعيل سيعود قريبا من هولندا حسين جارها الهادئ والوحيد الذي لم يكن يوم يراها كالصبية كما كان يلقبوها أولاد الحي 
لم يعلم حبها الخفي أحد وظلت تنتظره بأمل ان يعود ويعود حلمها في الرجل الوحيد الذي احتل قلبها وقد نست معه كرهها للرجال بسبب والدها 
قرر كنان اليوم ان يشاركهم جلستهم ويعمل جانبهم 
في البداية كانت ورد تشعر بالأرتباك من وجوده ولكن بعد فترة تأقلمت على وجوده 
كان يستمع إلى حوارها مع جواد ويبتسم 
واحيانا ېختلس اليها النظرات دون شعور منه الي ان أقترب منه جواد 
أريد ان اذهب لمدينة الألعاب خالو 
فربت كنان علي وجهه بحب 
لك ماطلبت سيد جواد ولكن ليس اليوم 
ليعقد الصغير ساعديه أمام صدره

انت في الصفحة 8 من 69 صفحات