إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
مش فهماني
_ أحم .. إنتي فاهمة غلط يا أسمهان هانم على فكرة الموضوع مش كدا خالص
كادت أن تجيبها ولكن صوت آدم الذي كان ينزل الدرج جعلها تبتلع جملتها في جوفها حيث كان يهتف بعذوبة
_ إيه ده وزة بنفسها عندنا !
ظلت تحدق بها بهيام وهي مبتسمة وهمست لنفسها بصوت غير مسموع بعدما سمعته يقول لها بنفس الاسم الذي سمعته من خالتها للتو
_ لا إنت تقول اللي عايزه براحتك !
وصل لها أخيرا ومد يده وهو يقول بابتسامته المذهلة
_ عاملة إيه يازينة
توترت وتزايدت نبضات قلبها حتى أحست أنه يسمعها
________________________________________
كانت قد عزمت على أنها لن تتوتر عندما تراه ولكن سرعان ما فعلت العكس ! .
مدت يدها بعد ثواني مرت كالسنين بالنسبة لها وصافحته بخجل مفرط تجيب عليه بصوت متلعثم
_الحمدلله ك..ويسة
قررت أسمهان أن تنقذ ابنة اختها من الوضع المرهق للأعصاب التي هي فيه حيث ثبتت نظرها على ملابس ابنها وسألت
_ إنت خارج ولا إيه يا آدم
قال بإيجاب
_ آه ورايا كام مشوار كدا هخلصهم وبعدين هروح الشركة عند عدنان
_ طيب ياحبيبي خلي بالك من نفسك
اكتفى بابتسامته ثم نظر لزينة مرة أخرى وقال بلطافة مألوفة عليه
كلما يوجه لها الحديث يعود توترها وارتباكها ليصبح الضعف وتسير رعشة في جسدها حتى أن وجنتيها تصعد الحمرة إليهم أبت الرد عليه حتى لا تتفوه بحماقات وسط تعلثمها وخجلها واكتفت بهز رأسها بالنفي وهي ترسم على شفتيها ابتسامة مرتبكة .
_ يعني إيه مطلعتش هيا !!
كانت صيحة عڼيفة انطلقت منه فأجابه الطرف الآخر هاتفيا
_ ياعدنان بيه حصل لبس في الأسماء مش أكتر واختلط علينا الأسم لكن اسم زوجة حضرتك مش موجودة في سجلات المطار نهائي والمعلومات اللي وصلت لحضرتك عن الاسم كان خطأ وتشابه اسماء في الاسم الأول فقط
جذبه من موجة غضبه العاتية طرق الباب ودخول نشأت الرازي طالعه عدنان مبتسم بعدوانية وقال بنظرة مريبة
هتف نشأت بحزم
_ بلاش الاسلوب ده ياعدنان .. أنا جاي اسألك لو عرفت حاجة عن جلنار أنا دورت في كل مكان ومفيش أثر ليها
ضحك عدنان وأجابه باستهزاء وأعين ثاقبة
_ أشك إنك دورت أصلا عليها
استشاط نشأت غيظا وهتف بتحذير
_ متنساش إنها بنتي كمان .. وأكيد هبقى خاېف عليها زيك واكتر
هتف عدنان بوجه جامد خالي من المشاعر وبنبرة غليظة
_ ومين قالك إني خاېف عليها أساسا .. أنا كل اللي يهمني بنتي أما بنتك فحسابها هيكون عسير أوي معايا لما الاقيها
اندفع نحوه نشأت ورفع سبابته في وجهه يقول بنبرة منذرة لأول مرة تكون حقيقية ويرى الڠضب ومشاعر الأبوة الحقيقية في عيناه
_ احنا اتفاقنا كان إنك هتطلق بنتي زي ما هيا عايزة وهتاخد بنتك لكن لو إيدك لمست شعرة واحدة منها هوديك ورا الشمس ياعدنان
خرجت ضحكة عالية من عدنان كانت تحمل السخرية والشړ ثم أجابه من بين ضحكه
_ إيه مشاعر الأبوة الجديدة دي اللي ظهرت عليك مرة واحدة مش هي دي برضوا بنتك اللي ما صدقت تجوزها ليا لما لقيت أن هيكون في مصلحة حلوة ليك من ورا الجوازة دي .. دلوقتي جاي بتهددني وإني مقربش منها .. ثم إن اتفاقنا ده كان قبل ما الهانم بنتك تاخد بنتي وتهرب بيها ونصيحة مني واحد زيك ميحقلهوش أنه يهددني أصلا لأن انا اللي اقدر اوديك ورا الشمس بحركة واحدة مني
لم ينكر نشأت أن شعور الخۏف بداخله بدأ يتفاقم من ټهديد عدنان له بالأخص وهو يعرف أنه يعي تماما ما قاله وأنه بإمكانه بالفعل أن يطيح به إلى الهاوية لكن أبى أن يظهر له مشاعر التوتر التي تملكته واكتفى بنظراته الڼارية له وجملته قبل أن يستدير وينصرف
_ أنا قولت اللي عندي ياعدنان
في أمريكا ....
توقفت سيارته أمام المنزل ثم نظرت جلنار إلى ابنتها النائمة في المقعد الخلفي وظهر الحزن على محياها فشعرت بكف حاتم وهو
يملس على ظهر كفها متمتما بنظرة