الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 46 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز

وحاول أن يفعل المثل ففشل 
حاول أن يقنع بحياته مع سمر 
حاول ان يأخذ من عشقها الغريب له اى طاقة تدفعه لنسيان صوفيا او التسليم لحياته بدونها لتبوء كل محاولاته بالفشل 
فتح المجال لمن صدهن فى الماضي واعطاهن الفرصة ليقتربن من جديد حاول ان يلهي مشاعره بهن ليعيش مجرد حالة حب فقط فعجز 
كل ذرة من مشاعره ترفض ان يزاح عن كاهلها عشق صوفيا حتى وان ذاقت بسببها كل عذابات الدنيا 
سلم لقدره فى النهاية وتوقف عن المحاولة وأيقن انه سيظل يعشقها حتى وان كان من المحال حتى ألا يلمحها مجددا 
حتى وان كان سيظل يتعذب بهذا الحب مابقى له من عمر فليس له الان سوى ان يتعايش مع المه ان لم يكن منه شفاء 
لايصدق انه بالفعل قد استمع الى صوتها منذ أيام حتى وان كان طلبا للمساعدة 
تسللت نبراتها المحببة الى طريقها الذى تعرفه جيدا ولم تضله مهما مرت عليها السنوات الطريق سيظل واضحا
امامها الى عمق قلبه 
تذكر وقتها كل مامر بهما من ذكريات 
بداية من اللقاء الأول 
مرورا بعهدهما الذى نفضت يدها منه ولا يمكنه ان يلومها ابدا على هذا 
ونهاية بالوداع الاخير الذى عرفته فيه على زوجها لتضع نقطة النهاية التى يرفضها قلبه ضاربا كل اعتبارات الدنيا عرض الحائط 
استيقظ من افكاره على واقعه المزعج المتمثل فى ذراعي سمر تطوقان خصره بينما تريح رأسها بين كتفيه قبض على الحلية فى يده وهو يزفر فى ضيق 
سمر مش قادر لو سمحتى 
ارخت ذراعيها على خصره ورفعت رأسها في بطء لتقف الى جواره قائلة فى غيظ حاولت كتمه 
انت مش حكاية مش قادر انت بقالك كام يوم حتى لمسة ايدى مش طايقها 
مسح وجهه بيده دون ان ينظر اليها فماذا بوسعه ان يقول لقد فقد القدرة فى تكذيب ما يراه حقيقة لامفر منها 
واصلت في مرارة وهى تحتضن نفسها 
فيها ايه يا زين مش موجود فيا فيها ايه مخليك مشغول بيها لحد دلوقتى انت عارف انت قربت منى كام مرة طول السنين اللى فاتت 
واضافت وهى تزمر شفتيها وتقول فى الم واضح بينما يتجنب هو النظر اليها 
وكل مرة انا اللى كنت برغمك وبحاول اخليك تقرب بكل طريقة حتى لو كانت الطريقة انك تتخيلنى هيا 
الټفت لها فى حدة لم يحتمل ما قالته ليهتف بها فى ڠضب 
سمر 
ارتمت دون مقدمات بين ذراعيه وهى تتشبث فى ملابسه كأن قدميها لاوجود لهما وتأخذ من وجوده الدعم كى لا تسقط مرغت وجهها فى صدره لتتمتم وهى على شفا الاڼهيار 
زين انا بحبك ارجوك ارجوك لو عرفت بس انا بحبك اد ايه ارحمنى بقا يا زين ارحمني 
اشفق عليها ولكن ما بيده وقد اخبرها من اللحظة الأولى بما تعرفه هى جيدا 
لم يعدها بانه سيحبها يوما وكيف يعد المرء بما ليس له عليه حكم ولا سلطان هو لايملك لها سوى كثير من الشفقة وهي ترتجف بين ذراعيه فهي مثله تماما تتألم بحبها المستحيل 
خلاص يا سمر اهدي 
ازداد ارتجافها وتشبثها به أكثر فحملها ليضعها على الفراش فى رفق وقبل أن ينهض من جوارها امسكت بكفه تتوسله 
ارجوك يا زين ارجوك ما تسيبنيش 
اقتربت منه ببطء وهو لم يرفضها وكعادتها دائما هى من تبدأ وهو اما يستجيب او يتزرع بألف حجة فان استجاب فهو يستدعى كل غريزته كرجل ليستطيع ان يأخذها كزوجة كان حملا ثقيلا على فؤاده يتهرب منه باستمرار ويشعره دوما بالخېانة هذا الشعور الغير منطقى الذى يلازمه وعبثا يحاول ان ينحيه جانبا أغمض عينيه بينما كانت بين يديه وهمس فى حزن اعتادته منه دوما 
صوفيا 
وكأنها لاتهتم أن يتخيلها أخرى 
كأن كرامتها لم تعد ذات قيمة 
حقها التي قاتلت من أجله بحقارة لا تنكر ولكن لم يكن أمامها سبيل غيره وجود زين الدين في حياتها مسألة حياة أو مۏت وهي لاتريد المۏت مطلقا 
زهرة بيضاء شريدة في منتصف حوض مميز في حديقة منزل زياد مرررت الذكرى على ذهنها رغما عنها 
نبرات صوته تسللت الى أذنها مجددا 
سمتها صوفيا جمالها ميحتملش اي اسم تاني 
أغمضت عينيها واقتربت في استسلام تشم عطرها 
فتحت عينيها فجأة وقد قفزت الذكرى الى الزهرة بدورها 
لم ټشتم رائحتها بل شعرت برائحته هو 
ماذا حدث لها بحق الله 
لقد ظنت انها تجاوزت كل شىء 
كيف عادت الى نقطة الصفر بمجرد مكالمة صغيرة استغاثت فيها به لينقذ ايلينا 
العقل والمنطق وكل شىء يخبرها انه لايستحق والقلب يعترض كالدوام غير عابىء بأحد 
حسنا فليعترض كما يحلو له فلم يعد هناك ارادة ستخضع له مطلقا فيكفي جدا ما حدث 
رفعتها وقبلت وجنتها وهي تقول 
ديانا الجميلة 
قطبت الصغيرة حاجبيها في تركيز واشارت باصبعها تجاه الوردة البيضاء 
ايه رأيك لو نسميها ديانا جمالها ميحتملش 
بترت عبارتها بسرعة 
الويل لها هل تردد عبارته دون وعي 
هل بلغ بها الخبل تلك الدرجة 
انزلت الصغيرة لتلتقط كفها وتبتعد بها عن المكان 
اجلستها على ارجوحة صغيرة وبدأت في هزها لتتعالى ضحكاتها في سعادة 
يا بختك ديانا 
انتبهت صوفيا على الصوت لتحيي الفتاة الرقيقة التى عقدت ساعديها تتابعهما 
دارين ازيك 
ابتسمت دارين في رقة 
انا بخير المهم انتي عاملة ايه خلاص اتطمنتي على ايلينا 
هزت صوفيا رأسها وهي تتمتم 
الحمد لله 
عضت دارين شفتها السفلى للحظات وهي تطرقع أصابعها في حيرة 
ضيقت صوفيا عينيها وأنهت ترددها على الفور 
دارين انتي عايزة تقولي حاجة صح 
بصراحة زياد كان عاوز يسألك عن 
توقفت صوفيا عما تفعله لتنظر الى دارين في صرامة 
احنا ناقشنا الموضوع ده كتير دارين وانتو عارفين رأيي كويس فيه فليه كل شوية تضغطو عليا 
اللي هوا ايه رأيك يا صوفيا 
الټفت الاثنتان على صوته وقدومه المفاجىء الذي أربكهما 
اقترب من الصغيرة ورفعها من على الأرجوحة قبل أن يقبل وجنتها ويعطيها لدارين قائلا 
خديها جوة يا دارين لو سمحتي 
ضمت دارين الصغيرة وهي تبدل النظر بين وجهيهما في ترقب ليكرر زياد 
دارين لو سمحتي 
قاطعته وهي تبدأ بالتحرك 
حاضر حاضر 
راقبهما زياد حتى اختفيا ليلتفت الى صوفيا يسألها وهو يضع يديه في جيب سترته 
لحد امتى صوفيا 
كرر سؤاله في لهجة تحمل حزما نوعا ما 
امم مقولتليش صوفيا 
أشاحت بوجهها لحظات عادت فيها اليه تخبره في حسم 
زياد انا مش هبدأ حياة جديدة والقديمة لسة متقفلتش مش هقولك ان الموضوع يخص صحتي لانك دكتور وعارف ان حالتي دلوقتي بقت احسن كتير بعد العلاج انا عاوزة الاقي نفسي يا زياد قبل اي
حاجة تانية انا بدأت طريق ولازم اكمله خلاص بدأ يكون ليا هوية وكيان منفصل بدأت اعرف انا مين انا كنت ضعيفة تايهة ولما في لحظة افتكرت نفسي وصلت تهت اكتر انا مش ههرب تاني
يازياد مش هتجوز الا لو كنت بقلبي وكياني للانسان اللي هتجوزه مش هظلم حد معايا واخليه مجرد تجربة للنسيان الظلم احساس صعب جربته كتييييير وللاسف من الناس اللي بحبهم احساس بېقتل وبيخليك تسأل نفسك طب ليه انا ليه الحب يكون قصاده الۏجع احساس ميتوصفش وانا مش هخلي حد يجربه على ايدي انا ابدا 
بس انتي من حقك يكون عندك حياة يا صوفيا ممكن الحياة الجديدة دي تكون المخرج من كل اللي مريتي بيه جايز لما يكون عندك عيلة واولاد تفكيرك يختلف 
أغمضت عينيها بقوة لتزدرد غصة مؤلمة حشرجت نبرتها 
تعرف اني اوقات كتيرة كنت بغير منك انت وايلينا لما كنا بنتقابل في المناسبات كان كل واحد فيكو وسط ابوه وامه وانا لوحدي بس دلوقتي خلاص مش هيبقى هدفي ادور على حد يشاركني وحدتي ولا حد يرسملي حياتي زي ماهوا عايز انا كبرت خلاص يا زياد كبرت اوي 
لسة بتحبيه 
الاجابة بتوجع الاجابة ظالمة للكل ظالمة ليا وليها وحتى ليه هوا كمان الاجابة مش هتغير حقيقة مهمة حقيقة ان زين لازم يخرج من حساباتي 
مال اليها يسألها في ترقب 
وعشان كدة كدبتي عليه 
فركت كفيها ببعضهما للحظات لتهمس في حسم 
لا انا كدبت عليه عشان قاصدة اوجعه عشان تعبت اني طول الوقت انا اللي بحارب وبواجه وهوا بيستسلم استسلم لوعد ادتهوله وسابني تلات سنين تلات سنين لولا وجودك جنبي فيها انت ودارين كان زماني انتهيت زين سابني عشان الظروف ورجعلي لما الظروف اتحلت انا ولا مرة كنت في حياته الاختيار الاول دايما كنت في الاخر خلاص دلوقتي الوضع اتغير ومن النهاردة انا هكون الاختيار الاول في حياتي 
كلكو تعتبرو نفسكو مرفودين كلكو ماهو انتو مبتاخدوش شوية عشان لما اطلب منكو اعرف مكان حد لحد دلوقتى متعرفوش تجيبولي معلومة واحدة عنها الأرض انشقت وبلعتها ولا ايه وانتو كان لازمتكو ايه قدام المستشفى لبست طاقية الاخفا وهيا خارجة 
هتف يوسف بهذا الكلام فى ڠضب وهو فى غرفه مكتبه يتلقى أنباء فشلهم كالمعتاد في العثور على ايلينا بعد مغادرتها للمشفى دون علمهم حاول احد الرجال الدفاع عن موقفهم 
يا فندم احنا مسبنهاش ولا لحظة اكيد هيا اتنكرت او خرجت من مكان سرى منعرفهوش 
ابتسم يوسف فى تهكم وعلت نبرته الغاضبة أكثر 
ده على اساس انكو بتشتغلو ايه مش المفروض أي مكان بتراقبوه بتعرفو مداخله ومخارجه كويس ولا انتو من الاخر شوية هواة وملكوش فيها وواخدين سمعة على الفاضي 
رد الرجل وهو يحاول كبح غيظه 
حضرتك كلفتنا من الأول بحمايتها مش مراقبتها ودي تفرق عن دي 
كور يوسف قبضته وكز على أسنانه حتى كاد يحطمها حنقا 
وكمان لكو عين تردو والله ل 
وقطع جملته وهو ينظر تجاه الباب الذي فتحه أحدهم ابتسم للشاب الأنيق مفتول العضلات الذى دخل اليهم 
جيت فى وقتك يا فارس باشا 
تقدم فارس اليه
فى بطء ووقف امامه لحظات قبل ان يلكمه فى فكه صارخا فيه پغضب 
عملت ايه فى ايلينا يا يوسف يا بدري 
الفصل الثامن والعشرون 
اخذت ايلينا ترصف الملابس فى الخزانة الخاصة بأخيها فى شقتهما الجديدة التى انتقلا اليها غير آبهة باعتراضاته المعتادة التي لم ينطق بها هذه المرة بل ظل ناكس الرأس لم يتحسس الغرفة كعادته ليتعرف عليها بل جلس على طرف الفراش مطرقا في حزن 
خصام شقيقته كان قاسېا للغاية على قلبه فهي المرة الأولى التي تعاقبه بهذه الطريقة 
تنفس فى عمق وهو يرفع رأسه قليلا 
ايلينا 
ردت وهي تواصل ما تفعله دون أن تنظر اليه 
خير محتاج حاجة 
هز رأسه فى الم وعاد لينكسها من جديد 
التفتت اليه لترى تردده وحزنه ووحدته علي لا يعرف شخص فى هذه الدنيا سواها هي صديقته وأمه وأخته وجل أهله 
خدعه يوسف واستغل برائته وحبه له هو فى النهاية مجرد طفل حتى وان كانت لديه قدرات تفوق من هم في عمره فهذا لا يعني أنه تخطى سنواته الاربعة عشر وأصبح بخبرة كهل يدرك من يستغله ومن يحبه عن حق 
قبضت كفها للحظات يكفي انها صڤعته على وجهه لأول مرة في حياتها 
رفع رأسه من جديد لترى دموعه تنحدر من تحت نظارته وهو يهمس بصوت متهدج 
انا بحبك اوي يا ايلينا وعملت اللي عملته عشان كنت

فاكر انكو ممكن ترجعو لبعض
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 66 صفحات