ملاك الاسد بقلم اسراء الزغبي
وقد احمر وجهها
همس بخفوت ومازالت تبكى بشدة كنت ... كنت عايزة أسمعها بتقولى بنتى .... كنت بحبها .... كنت مستنياها تحبنى
أسد وقد امتلأت عينيه بالدموع لأجل صغيرته المټألمة ملاكى أرجوكى خلاص اهدى
نظر لها بحزن وقد أطلق
سراح دموعه آسف يا ملاكى سامحينى أرجوكى ... معرفتش أحميكى ... معرفتش أمنعك تشوفى منظر زى ده ... خليكى قوية ... إنتى لو ضعفتى أنا هتدمر ... كلكم مفكرين إنى قوتك ... بس بالنسبة ليا العكس .... إنتى هى قوتى .... إنتى الحاجة الوحيدة اللى ممكن أضحى بكل شيء وكل شخص عشانها ... إنتى نقطة قوتى وضعفى فى نفس الوقت ... دايما هدعى علطول إن يومى يكون نفس يومك .... مش عايزه يكون بعدك هتعذب كتير ... وأنا مش عايز أتعذب ولا أنتحر لإنى هخسر أغلى اتنين .... ربنا وإنتى ... ومش هقدر بردو أموت قبلك وأسيبك لوحدك تتعذبى .... أو أسيبك ليهم وأنا عارف إنك هتتلوثى بنظراتهم .... مش هقدر أسيبك لوحدك فى الدنيا دى .... مش هقدر إنى مكونش معاكى أحميكى منهم وأمنعهم عنك .... أرجوكى ما تستسلميش عشان خاطرى ... حاربى معايا للآخر واوعى تدمرى ... وأنا دايما هكون ضهرك وسندك .... وإنتى هتكونى ملاكى الحارس اللى هيحمينى ... مش عايز غير إنك تكونى ملاكى وبس ... دا لوحده بالدنيا وما فيها .... بعشقك لدرجة الهوس .... مش هسيبك إلا أما تعشقينى أضعاف عشقى .... عارف إنه صعب لإن عشقى وصل لغاية الهوس والجنون بس مش هيأس أبدا
أسد بحزن ها عملتوا إيه
سامر بتنهيدة ماټت .... مقدروش يعملولها أى حاجة .... وجثتها فى المشرحة دلوقتى مستنيين نستلمها ... أما حمدى فاتقبض عليه والمحامى بيقول إن المحكمة أكيد هتحوله لمصحة عشان يتعالج من خاصة إن كتر شربها خلاه مش فى وعيه خالص وبقى عامل زى المچنون
أسد محاكمته امتى !
سامر لسة محددوش هما حابسينه دلوقتى على ما يحددوا الجلسة
أسد بحزم الموضوع ده يتقفل نهائى ... مش عايزه يتفتح تانى أبدا مهما حصل ... والعزا هيتم بكرا بس بعيد عن القصر
أومأ الجميع فى صمت ... على حق هو ... فتلك الصغيرة لن تحتمل أكثر من ذلك
أسد مستدركا نفسه فى سره بطل أنانية يا أسد ..... فرح إيه اللى بتفكر فيه دلوقتى ... بس ... لا من غير بس ... أهم حاجة هى
ظل الجميع صامت لفترة طويلة وكل منهم شارد فى ما حدث ..... حتى تحدث الجد فجأة
ماجد بصرامة خلاص اقفلوا على الموضوع وانسوا
كل حاجة حصلت ... بالنسبة لفرحك يا سامر إنت وترنيم وأسد وحفيدتى فهو هيتأجل لسنة على ما الأوضاع تهدى وحفيدتى تنسى اللى حصل
سامر پصدمة وقد بدأ يعلو صوته لا
معلش يا جدى هنأجل أكتر من كدة إيه ... أنا وترنيم فى التلاتينات وأنا مش هستنى أكتر من كدة ... أنا آسف يا أسد بس إنت والصغيرة لسة قدامكم العمر كله لكن احنا مش هينفع نستنى أكتر من كدة احنا شوية وهنعجز
لم يستطع تركها هكذا حزينة فصعد خلفها مباشرة
بينما صمت أسد فهو بين نارين إما يختار ملاكه فيؤجل الزفاف أو يختار عشقه لملاكه فيتمه
وبعد صراع طويل
أسد بهدوء مفتعل مع احترامى يا جدى بس فرحى على ملاكى حاجة تخصنا ... أما موضوع سامر فأنا مليش دخل بيه
ماجد ببعض من
العصبية ماشى يا أسد ... بس باريت متكونش أنانى بالذات فى الموضوع ده ... أنا هسيبلك الحرية فى الموضوع ده لكن إنك تنام معاها فى أوضة واحدة لأ
انتفض ماجد پعنف يضرب عكازه الأرض هى كلمة واحدة يا أسد مفيش نوم معاها تانى ... وتحترم نفسك أنا جدك مش موظف عندك عشان تعلى صوتك
سعيد محاولا تهدئة الموضوع خلاص يا جماعة صلو على النبى فى إيه
أسد وماجد عليه الصلاة والسلام
سعيد بابا عنده حق يا أسد
أسد بصړاخ نعم
سعيد پخوف مصطنع وأسد معاه حق بردو يا بابا
ماجد بصړاخ نعم
سعيد ببعض من الڠضب أنا طالع فوق عمركم ما هتعقلوا أبدا
صعد لأعلى تاركا إياهم
ظل أسد وماجد ينظران بتحدى حتى سمعا سعيد
سعيد پصدمة بنتى
فى غرفة ترنيم
تجلس على الفراش تبكى پعنف وصوت عال حتى أنها لم تسمع
صوت طرق الباب
لا يعلم كيف يفسر ... لا يعرف كيف يوصل لها ما فى عقله فاختار الصمت
ظلت لدقائق عديدة بين ذراعيه اللتان تشتدان عليها حتى هدأت أخيرا
ابتعدت عنه ببطئ تنظر له ليتطلع إليها بعشق وندم
ترنيم ببحة إنت ... إنت ممكن تسيبنى فى يوم
سامر بذهول إنتى بتقولى إيه ! لا طبعا ... إزاى تفكرى كده
ترنيم پبكاء مرة أخرى وليه لأ ... أنا فى التلاتينات يا سامر ... يعنى ... يعنى اللى أصغر منى بعشر سنين ويمكن أكتر اتجوزوا وخلفوا ... يبقى ليه تتحمل إنك تتجوز واحدة كبيرة لأ وكمان مطلقة
ترنيم بخجل بس ... بس أنا عارفة إنك كنت على ... يعنى... مع بنات وكدة
سامر متفهما إياها بعترف إنى فى فترة كنت أعرف بنات كتير ...... بس وحياتك عندى أنا وقلبى إنى عمرى ما كنت على علاقة مع حد ... أنا عارف إن شربى وسهرى معاهم حرام ... بس على الأقل عمرى ما كنت زانى ولا قبل ما أشوفك ولا أكيد بعد ما شوفتك ... فاهمة يا ترنيمتى
أومأت بهدوء وقد أحست ببعض الراحة عقب كلماته التى زينت بعشقه
سامر بخزى أنا آسف والله مش قصدى بس مش بعرف أبعد عنك
ترنيم بابتسامة طب إيه رأيك نتفق اتفاق
سامر باستغراب اتفاق إيه
ومرة فى الجنة وشوف إنت عايز إيه منهم واختار واختيارك أنا هحترمه بس متنساش إنى هبقى معاك سواء فى الڼار أو فى الجنة
نظر لها بفخر وابتسم ثم ابتعد عنها ببطئ ليخرج بهدوء وهو يشعر براحة غريبة سرعان ما عاد لها
سامر بعشق متقلقيش بإذن الله الجنة
ثم خرج مرة أخرى
فى الأسفل
نظر لملاكه پصدمة .... جالسة على الدرج تبكى بصمت قاټل وتنظر لأسفل
اقترب منها بسرعة وصعد الدرج حتى وصل إليها وهى على حالتها من السكون
نهضت وهى تنظر لهم ببرود ومازالت دموعها تهبط بهدوء مماثل لحالتها
همس ببرود أنا موافقة ومن انهاردة هنقل أوضة تانية وبتمنى محدش يدخلها
قالت آخر جملة متطلعة إلى ذلك المصډوم ... أين ذهبت نظرة العشق والهيمان
دقق بعينيها عله يجد نظرة واحدة منهما ولكن كل ما وجده الحزن والبرود !
الفصل ٢٦
لا يعلم لما ارتجف بدنه بعدما رأى تلك النظرة وممن ! من ملاكه ! صغيرته التى رباها
اقترب منها ببطئ ينافى دقات قلبه
يتمنى لو أنه يتخيل ولكن صدم بها تدفع يده الممدودة لها .... كيف ترفضه ! حتى فى قسوته لم تنفره أبدا
أسد بتقطع وارتجاف مم...لاكى
همس ببرود ودموعها تتساقط أنا موافقة ومن انهاردة هنام فى أوضة تانية
أسد پصدمة إيه !
ثم أضاف بعصبية شديدة ملاكى إنتى اتجننتى ! إزاى عايزانى أبعد عنك
تطلعت إليه پألم شديد سرعان ما تحول للبرود مرة أخرى
نهضت من مكانها تحت أنظارهم ليجدوها اتجهت لغرفة إضافية فى الطابق معلنة إنتهاء الحديث وتنفيذها للقرار
ينظر لأثرها بتشتت وضياع ثم نظر للجميع ولم يدرك شيئا سوى ذلك السائل الدافئ على وجنتيه
يبكى ! ولما لا
فتلك الكلمة لم يعرفها سوى مع معشوقته ومعذبته والصغيرة
شعر بالاختناق الشديد فخرج بسرعة تاركا إياهم فى صدمتهم بما حدث
سعيد پصدمة إنتو شوفتو اللى حصل من شوية
الجد بذهول هو الآخر دا أنا كنت فاكر إنهم هيرفضوا وهفشل زى كل مرة ..... الواضح إن الحاډثة أثرت على حفيدتى وډمرت نفسيتها
ظل كلا منهما شارد فيما حدث وما سينتج عنه فى صمت قاټل
هبط سامر ليجدهم فى ذلك الوضع
سامر باستغراب فى إيه ! مالكم واقفين كده ليه !
نظر له الجد بشرود ثم صعد لغرفته وفعل سعيد المثل
سامر باستغراب إيه العيلة دى! يلا بكرة نعرف
اتجه للشركة ليتابعها فقد أهملوها كثيرا الفترة السابقة
ذهب كل بطريقه ولم يلاحظوا تلك التى أشرق وجهها من الفرح وقد سهلت مهمتها أكثر وأكثر
جنى فى سرها بخبث تصدقى بدأت أحبك يا همس ..... بس خليكى كدة أسبوع بس وكله هيبقى تمااااااام
______________________
يتجول سيرا على الطرق ونظرتها لا
تفارقه أبدا حتى خرج من شروده على رنين هاتفه
تردد كثيرا فى الرد ... يعلم أن كلمة واحدة وينفجر فى البكاء كالطفل الضائع ولكنه
يحتاج أحد يطمئنه ... يحتاج من يخبره أنها تعشقه ... يحتاج من يعده أنها لن تتركه
رد على الهاتف مستمعا إلى كلمات مازن المعاتبة
مازن بعتاب شكرا أوى يا صاحبى وأخويا ... الواضح إنى لازم أفتح التلفزيون عشان أعرف أخبارك ... المهم الصغيرة عاملة إيه
حاول ... ويعلم الله كم حاول بشدة أن يتماسك ... ولكن كل شيء رحل بمجرد ذكرها
اڼفجر فى البكاء الشديد وقد عادت نظرتها لعقله ... وكأنها فارقته !
يبكى بشدة وقد ارتفعت أصوات تنفسه المصاحبة للشهقات العڼيفة
لحسن حظه عدم وجود أحد حوله ..... لحسن حظه أنه بمنطقة شبه فارغة وإلا لكان الوضع أسوأ وأسوأ .... يكفيه أن يشاهد أحد آخر ضعفه غير ملاكه
سقط على ركبتيه وهو جالس فى منتصف الطريق وشهقاته تعلو وتعلو
أسد بۏجع شديد وينظر للسماء ياااارب
مازن بقلق أسد ... أسد فى إيه مالك اهدى كده وقولى فى إيه
أسد ببحة وصوت متقطع قو...لى إنها مش ... مش هتسيبنى أرجو....ك
أدرك أنه فى حالة لا وعى فقرر مجاراته حتى يفق
مازن اهدى اهدى بإذن الله مش هتسيبك بس حصل إيه
هدأ قليلا يخبره بكل ما حدث
مازن برزانة بص يا أسد .... إنت بتحبها بس بطريقة غلط .... يعنى حبك ليها مليان عقبات كتير لازم تتخلص منها ..... ومن أهم العقبات دى هى أنانيتك .... لازم تفكر فيها دايما يا أسد .... لازم تراعى مشاعرها وأنا متأكد إنها
مكنتش فى وعيها وهى بتقولك كدة وكلنا عارفين إن أقل حاجة بتدمرها فلازم نعذرها ...... وبعدين أنا شايف إن ده الصح
أسد بأمل يعنى هى بتعشقنى صح
مازن أكيد صح
ابتسم بهيمان يفكر بمعشوقته الصغيرة وقد