لهيب الروح
بصره نحو والده متمتما بجدية
عن اذنك يا يابا أنا مش فاضي عاوز اطلع ارتاح ينفع ولا في حاجة
لم ينتظر رده بل سار متوجه إلى أعلى نحو غرفته متأفأفا عدة مرات بضيق.
تطلع فاروق نحو جليلة التي كانت مرتبكة بشدة تحدثت معه بتوتر محاولة أن تهدئ الأمر والأجواء المشټعلة التي حدثت
خلاص يا فاروق مفيهاش حاجة هو راجع تعبان أنا هروح اتكلم معاه براحة بس الجواز مش بالڠصب.
طالعها بحدة اخرستها وتحدث بعدها بجدية شديدة
اطلعي شوفي ابنك يا جليلة ليني دماغه عشان بتجوزها مش واقفة تقوليلي ڠصب.
اومأت له إلى الأمام وصعدت متوجهة إلى أعلى من دون أن تتحدث معقبة على حديثه.
مش هتنفع يا جواد هي لو آخر واحدة في العالم مش هتنفع هي مش ليك دي واحدة متجوزة حتى أنا ناوية اكلمك في اللي حصل امبارح.
جزء كبير بداخله وبداخل عقله يعلم صحة حديث والدته ومتأكد مليون في المئة أنها ليس له من المستحيل أن تكون له كما يتمنى لكن قلبه يريدها قلبه يعشقها منذ أن رآها لا للحق قلبه قد تعلم العشق وكل مشاعره بسببها هي بالنسبة له كنز ثمين يريده وسيحافظ عليه سيخفيها عن الجميع يعلم أن مشاعره الآن خاطئة لذلك يبتعد بقدر المستطاع هو لم يذهب هناك سوى عندما يشعر بنيران الاشتياق التي تشتعل بداخله نيران قوية لن تهدأ سوى برؤية عينيها يعلم أن تلك النيران لن تنطفئ مادام قلبه ينبض لكنه يحاول ات يجعلها تهدأ ولو قليلا..
مش قادر يا أمي أنا بحاول بس مش قادر صدقيني...بحبها مهما ابعد بحبها وهفضل احبها يا أمي هبعد عنها ازاي بس وأنا بعيد بس برضو هي مش خارجة من قلبي.
احتضنته بشدة وظلت تربت فوق ظهره بحنان غير سعيدة برؤيته وهو بتلك الهيئة الضعيفة بسبب شئ من المستحيل أن يتحقق غمغمت بتعقل وهدوء
سيبك منها اشغل نفسك باي حاجة أنت ظابط وقد الدنيا متفكرش فيها وهي بعيدة كدة كدة أنت امبارح كنت بتبصلها بطريقة تانية نظراتك كانت كشفاك دة حتى مديحة مرات عمك لاحظت وشوفت زعقتلها قدامنا ازاي خرجها من تفكيرك عشان خاطري يا ابني هي مش مكتوبالك ريح نفسك دة أنت ألف واحدة تتمناك.
مش عاوز حد من الألف ولا من العالم كله يا أمي مش عاوزهم أنا مش عاوز غيرها وعارف أن مش هينفع عشان كدة مش عاوز حد ومش هتجوز ولا واحدة.
ردت عليه بعدم رضا وهي تغرز اصابعها في خصلات شعره البنية بحنان وحزن لأجل حالة ولدها
يعني إيه مش هتتجوز لأ يا جواد أنت مش هتعمل كدة يا حبيبي أنت هتنساها وتخرجها من حياتك بعدين أروى بنت عمك كويسة وجميلة وبتحبك مش هتلاقي أحسن منها.
حرك رأسه برفض حازم وغمغم بنبرة ضعيفة محزنة تقطع أنياط قلب جليلة التي تستمع إليه بحزن هي الاخرى لحال ابنها
لم تتحدث تعارضه تلك المرة مقررة أن تتحدث معه في وقت لاحق يكون في حالة أفضل من الآن ظلت تربت فوقه كتفه بحنان وحب حتى وجدته ذهب في النوم قبلت جبينه بهدوء ورقة.
ثم خرجت من الغرفة بهدوء تام حذرة في خطواتها حتى لا تزعجه وتقلق منامه نزلت إلى أسفل مرة أخرى لتتابع ما ستفعله في يومها وجدت فاروق ينتظرها طالعها من أعلاها إلى ادناها بضيق وغمغم بصرامة وتشدد متهكم
طبعا ولا عملتي حاجة محدش مدلعه هنا علينا غيرك أنت اللي مخلياه كدة وعاملة كل دة مبوظاه.
تنهدت بصوت مسموع ملتقطة أنفاسها بصوت مرتفع وردت عليه بيأس لاستماعها الدائم لذلك الحديث الذي من الواضح أنه لن يمل من التفوه به
خلاص يا فاروق هكلمه يا سيدي براحة عليه هو معملش ومش بايظ ابني ظابط قد الدنيا ربنا يخليهولنا ولا متدلع ولا حاجة شايل المسؤولية وكلنا عارفين كدة.
طالعها بسخرية واستهزاء ثم امسك هاتفه وسار بشموخ متوجه نحو الخارج مردفا بضيق وحدة
مش بقولك محدش عامل كدة غيرك خليهولك اهو اللي شايل مسؤولية من غير جواز.
جلست هي فوق الأريكة التي كانت خلفها بضعف ومالت بجذعها واضعة يدها فوق رأسها بتعب مما يحدث معها حزينة على حال ولدها والذي يشعر به وغير راضية على طريقة زوجها معه الذي لم يفهم ما يمر به ابنه هو فقط يريد أن يجعله ينفذ ما يريده ويطلبه منه.
بعد مرور أسبوع...
وقفت رنيم في المرحاض ممسكة بذلك التحليل الذي في يدها والتي طلبت من أحدي
الخادمات إحضاره لها سرا تطلعت نحوه بوجه شاحب وقد ملأ الخۏف قلبها وجدت دموعها تسيل فوق وجنتيها بضعف حركت رأسها نافية عدة مرات متتالية ولازالت دموعها تسيل بلا توقف وضعت يدها فوق بطنها بړعب.
يطرح داخل عقلها سؤال واحد هل هي الآن تحمل داخل احشائها طفل منه لا ذلك لم يهمها إن كان منه أم لا هل ستصبح أم حقا وتحمل طفل ينمو ويكبر داخل احشائها
وجدت أمل جديد ينمو بداخلها أمل يجعلها تتمسك بالحياة وتعيش مرة أخرى ستصبح أم ومسئولة عن طفلها ستهتم بجميع تفاصيله ابتسمت بسعادة لم تشعر بها من زمن كانت تبتسم من بين دموعها التي لازالت تهطل فوق وجنتيها لكن هناك شئ قد تناست أمره من الواضح ذلك الشيء الذي دوما يدمر سعادتها وفرحتها ويمحي ابتسامتها نهائيا.
كيف ستخبر عصام زوجها بخبر حملها..وما هو رد فعله معها عندما يعلم! شعرت بالخۏف يتسرب من جديد إلى قلبها أغمضت عينيها ضاغطة عليهما بضراوة وخرجت من المرحاض بصمت تفكر في عصام وما سيفعله معها عندما يعلم بذلك الخبر..
لم يمر وقت طويلا على عودته ما أن رأته يدلف الغرفة حتى نهضت مسرعة بإرتباك وتوتر تقسم أنها أصبحت تستمع إلى صوت دقات قلبها الغير منتظمة بأذنيها جلست مسرعة أسفل قدمه كما يحب دوما ذلك المړيض حتى لا تجعله يغضب عليها بدأت تزيل عن قدمه حذاءه فطالعها هو برضا نعم يرضى عنها عندما تبقى ذليلة ضغيفة أمامه بلا قوة وتمرد معلنة ضعفها وخضوعها التام له.
يحبها تترك ذاتها تحت سيطرته سندت رأسها فوق ساقه ولازالت جالسة ارضا على موضعها تمتمت پخوف شديد والړعب يتملك من قلبها
هو ي..ينفع اقولك على حاجة ب....بس بلاش ضړب بلاش ضړب يا عصام.
رمقها بنظراته الحادة التي جعلت خۏفها يزداد والړعب يتملك منها وغمغم بخشونة حادة
قولي على حسب الحاجة بس مينفعش يا رنيم يومك يعدي من غير ضړب لازم أعلم عليكي كدة وأروقك ولا أنت شايفة إيه.
كان يتحدث وهو ممسك وجهها يضغط عليه بقوة شديدة بين يديه اومأت له إلى الأمام مغمضة عينيها وردت بضعف متوددة إليه بخضوع تام لما يريده حتى لا تثير غضبه
ا...اللي تشوفه يا عصام كل اللي أنت عاوزه اعمله فيا براحتك وهعمل كل حاجة تعجبك.
ابتسم برضا ابتسامته الخبيثة التي تشبهه وتليق به لكنه فجأءة ضحك بصوت صاخب وتحدث بإعجاب لطريقتها تلك معه
لأ قولي كدة اللي عاوزة تقوليه.
تطلعت ببصرها أرضا ملتقطة أنفاسها بصوت مرتفع تحاول ان تشجع ذاتها للتفوه بما تريد نجحت أخيرا وخرج صوتها مرتعش بضعف وخوف
أنا....ح... حامل ب.. بس عاوزاه.
تحولت نظراته الراضية إلى أخرى مشټعلة پغضب عارم التهبت النيران بشدة داخل عينيه تحول هدوءه الى التعصب والحدة لم ينتظر كثيرا بل قام بدفعها بقدمه بقوة في بطنها عن عمد مما جعلها تصرخ پألم ف أردف صائحا بحدة غاضبة
حامل إيه يا وسة أنت اتجنيتي وعاوزاه كمان وقال مش عاوزة ټضربي دة أنت ھتموتي.
قام بلف شعرها على يده يجذبها منه يجبرها على النهوض أمامه قبل أن تتحدث مرة أخرى كان يضرب رأسها بقوة عدة مرات متتالية في الحائط غير مبالي بالډماء التي تسيل من رأسها..
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
صرخات مټألمة ترتفع في المكان وخارجه ترتفع پقهر وهو يضربها پجنون وقوة شديدة كأنه يخوض معركة ضارية لابد من أن ينتصر فيها عليها يريد قتل روحها تماما پقتل طفلها يضربها بتلك الطريقة عن عمد يصب تركيزه على بطنها يركلها بقدمه بقوة شديدة.
تحاول بكل جهدها وطاقتها النافذة أن تحمي طفلها لا تريد أن تفقده تحاول التمسك به تحاول أن تصمد امامه في معركته التي يخوضها لكن كيف ستقف أمامه وهي في تلك الحالة الهزيلة الضعيفة لازال هو يضربها بتلك الطريقة الچنونية المتوحشة يتعامل وكأنه يهاجم وحش مفترس لكنها هي عكس ذلك تماما هي كالهشة أمامه ضعيفة منكسرة تضع ذراعيها أمام بطنها بضعف تمتمت بخفوت من بين صرخاتها مقتربة منه زاحفة ارضا
خلاص يا عصام...خلاص عشان خاطري كفاية يا عصام كفاية ابوس رجلك كفاية متقتلهوش دة ابنك..
انهت حديثها ممسكة بقدمه تقبلها پقهر بكاءها يزداد وصوتها ينتحب مما يحدث لها لكن هل سيكتفي ويتركها هل هو ساذج ليعفو عنها ببضع الكلمات التي تفوهت بها وبتلك الحركة المهينة التي افتعلتها
بالطبع لا لن يتركها هو لا يريد حملها ضغط بقدمه التي تمسكها فوق وجهها بقوة شديدة وقدمه الاخرى يركلها بها في بطنها العديد من الركلات القوية حتى بدأ الډماء يسيل من بطنها بغزارة صائحا پغضب عارم مستمر في ركلاته لها
مش عاوزه أعمل اللي يعجبني فيه.
أغمضت هي عينيها مستسلمة بضعف بعدما رأت الډماء التي بدأت تسيل منها شعرت بالډماء اللزجة بين قدميها علمت أنها لم تستطع أن تحافظ على طفلها وقد نجح في ق تله ألم شديد تشعر