الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية المطارد بقلم امل نصر

انت في الصفحة 22 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


شايف اننا نبعد عن الشړ ونغنيله صاحبنا ده زين ولا عفش لنفسه بقى احنا ناس بنجري على اكل عيشنا بالضالين انت بيتقطع فرطك النهار كله في شغل الزرع وتيجي الليل تقسمه نص حراسة من الحرامية وساعتين خطڤ نوم وانا واحد شغلتي في سمسرة البهايم يدوب بحوش منها بالعافية لتشطيب الشقة اللي مرضياش تخلص دي عشان اتجوز بقى واريحكم من همي فاحنا مش ناقصين حد من الناس الكبيرة دي يحط علينا دول مرحموش اللي متربي معاهم في بيتهم هايرحمونا احنا 

مسكناه بس بعد ايه بعد مرضغتنا في التراب الله جاها بالطين دي مش عارف انا جابت
الشدة دي منين 
حينما وصلوا الى غرفة يونس وهم ليضع المفتاح ليفتح بابها أجفله سالم سائلا 
بقولك ايه يايونس صح ااه ها ترضى لو طلبت منك تبيت حد معاك في الأوضة
قطب يونس قليلا باستفسار قبل ان يرتخي حاجبيه هاتفا 
لاه يا سالم اياك يكون قصدك .....
قطع جملته مشيرا بسبابته نحو احدى الغرف اأومأ له سالم يهز برأسه بابتسامة 
ايوة يايونس هو اللي اقصده .
فغر يونس فاهه واضعا كفيه على خصره يسأله بغيظ
ليه بقى عايز افهم هو بيتنا يبقى المقر الرسمي بتاعه ماهو مرزوع في اؤضة ولدك الصغير على ما يقوم على رجليه ويروح لحاله بعدها.
رد سالم 
انا معاك في كل كلامك بس بصراحة يعني انا صعب عليا النهاردة لما شفت فرحته لما طلع وقعد بينا واتعشى

صمت يونس حانقا كرر سالم بلهجة مترجية 
ها واد ابوي ايه
رأيك .
..... يتبع
الجزء الرابع بقلم امل نصر
الفصل ١٨
فتح اجفانه مستقيظا على دفعة بقبضة صغيرة لكزته على ذراعه السليمة وصوت يعلمه جيدا يهتف ساخطا 
ماتقوم ياعم انت هاتفضل نايم اليوم كله .
رمش بعيناه قليلا ينظر اليه بتشوش مع ثقل رأسه وهم ليتجاهله مكملا نومه فدفعه الصغير وكرر لكزه بقبضته الصغير عدة مرات يصيح عليه 
قوم ياعم قوم باه هو انا هاقعد اصحي فيك لبكرة على كدة وانت عامل زي المېت
استفاق يرد بصوت متحشرج من اثر النوم 
عايز ايه يامحمد وجاي ليه تصحيني كدة على اول الصبح بس 
أجابه محمد حانقا 
دا مش اول الصبح احنا داخلين عالساعة ٨ ومش انا اللي عايزك ابويا هو اللي عايزك .
اعتدل قليلا يفرك صالح 
خلاص يامحمد باشا متزعلش نفسك انا بس بهزر معاك .
رد محمد باندفاع 
ماتهزرش تاني عشان هزارك بايخ .
رفع له صالح كفيه للأعلى باستسلام قائلا 
خلاص ياباشا انا اسف ومش هكررها تاني بس يعني ممكن أسال هو الوالد فين عشان اشوفه
قوم وتعالى انا هاوديك ليه .
قال محمد وهو يشير اليه بكفه الصغير تحرك صالح قليلا ليجاريه حتى نزلت بأقدامه من على التخت فاكتنفه دوار رأسه المعتاد ليمسك مستندا على قائم السرير سمع قول محمد من خلفه بسأم 
انت هاتدوخ تاني كمان انا قولت عطلان وماحدش صدقني . 
ضحك صالح بخفة وبحذر قبل يرفع رأسه الى محمد متصنعا الجدية 
انت بتتمسخر على العيا يامحمد مش خاېف لربنا يبتليك ولا راسك ټوجعك انت كمان زيي .
كشړ محمد بوجهه قائلا بحدة 
وانت عايز ربنا يبتليني ليه بعد الشړ وراسي توجعني كمان خلص ياعم جر رجليك التقيلة دي عشان اخدك و ادخلك على باب الجنينة خلص.
تفوه محمد كلماته الاخيرة بسأم نحو صالح الذي انتبه على جملته سائلا بدهشة وهو يشير بابهامه للطفل نحو النافذة 
انت قصدك على الجنينة اللي هنا دي يامحمد
ايوه ياعم خلصني يالا وهات يدك عشان ماتوهش مني .
هتف بها محمد وهو يتناول كف صالح الذي استسلم لسحبه رغم دهشته وتعجبه خرج به محمد من الغرفة وقبل ان يصل به الى الباب الخلفي اشار له بيده 
اهو الباب اللي قدامك ده هاتدخل فيه على طول تخش على الجنينة هتلاقي ابويا وعمي يونس قاعدين تحت شجرة الجميز بس كدة بقى انا ماشي.
اوقفه صالح يجذبه من تلابيب قميصه يسأله 
ماشي فين انت هاتخليني ادخل لوحدي هنا وانت بقى طالع وماشي 
نفض ذراعه محمد يحاول نزع نفسه عن صالح قائلا 
وانت هاتخاف ماتخش لوحدك بقولك هتلاقي ابويا وعمي قدامك سيبني بقى خليني اطلع العب كورة مع العيال برة بقولك سيبني باه .
هتف بالاخيرة بعد ان افلت راكضا من صالح الذي انتابه الحرج لا يعلم كيف يدخل او كيف يخرج حتى اجفل على صوتها الرقيق وهي تهتف من خلفه 
واقف ليه مكانك ماتدخل .
التف اليه فوجدها امامه في الناحية الأخرى بوجهه الذي يشبه القمر بصفائه وابتسامتها المشرقة التي تبعث في القلب بهجة بمجرد النظر اليها ترتدي ملابس مهندمة جميلة وبيدها الدفاتر الورقية وعلى كتفها علقت حقيبة سوداء صغيرة تمتم مسرورا امامها دون تفكير
ياصباح الخير و الهنا والسرور كمان
ابتسمت بخجل لكلماته ثم اردفت ببعض الجدية 
ماتتكسفش وادخل على طول ابويا مستنيك فعلا جوا .
تجاهل كلماتها وسئلها بفضول 
رايحة
المعهد ولا المستشفى .
قطبت بابتسامة مستترة 
الاتنين عن اذنك بقى عشان احصل ميعادي وانت ولو احتجت حاجة اطلب من أي حد في االبيت سلام بقى .
اردفت بالاخيرة وتحركت تتخطاه مغادرة نظر هو في اثرها قليلا قبل ان يعود لوضعه ثم خطا ليدلف الى الحديقة بتردد ولكنه تفاجئ بسالم اسفل احدى الشجيرات يرتشف من كوب للشاي خاصته يشير بكفه اليه ليتقدم وفي الناحية الأخرى كان يونس يعزق بفأسه في أحد أحواض الخضرة رمقه بنظرة سريعة ثم تابع عمله .
............................
وفي المدينة وبعد ان ترجلت من سيارة الأجرة الخاصة ببلدتهم انفصلت عن مرافقتها من احدى فتيات البلدة مخالفة السير معها في الطريق المعتاد بحجة التقائها الضروري لإحدى صديقاتها من اهل المدينة لأمر مهم يخص الدراسة وسارت في

الطريق الذي وصفه
لها تقطعه على تخوف وتردد مع رغبة قوية في المغامرة كان الطريق في بداية الصباح تقريبا خاليا من السكان وهي تسير بحرص حتى تفاجأت به يخرج لها من آحدى البنايات 
ندى .
هتف بها مقتضبه بابتسامة انارت وجهه الوسيم يتقدم نحوها بقميص اسود على بنطاله
من الجينز والذي لائم جسده النحيف بخطوات مسرعة نحوها وكأنه لا يصدق رؤيتها اومأ لها لتتحرك بخطواتها فسارت هي للجهة التي يشير اليها حتى وقفت معه في ركن قريب بعيد نسبيا عن الأعين المتلصصة وحركة المشاة في الشارع تحدث قائلا بلهفة 
دا انا مكنتش مصدق انك هاتيجي . 
ردت قائلة بهدوء 
ما انا كنت فعلا مش هاجي بس بصراحة خۏفت لا تزعل وتفتكرني خاېفة منك زي كل مرة وكمان عشان الطريق سهل وهايوصلني لمدرستي مش انت قولت كدة .
اومأ لها بلهفة مشيرا لها بيده قائلا 
ايوة امال ايه شايفة الشارع الصغير اللي قدامك هناك ده هاتدخلي تمشي فيه وفي ظرف عشر دقايق هتلاقي المدرسة في وشك على طول.
اومأت برأسها صامتة فتابع بنظراته المتفحصة وكأنه يلتهم تفاصيل وجهها 
ماتعرفيش انا فرحان ازاي دلوقت انا حاسس قلبي هاوقف مني من ضربه السريع جوا صدري دا انا بحبك قوي ياندى .
قال فجاة مقبضا على كفها جعلها ترتد للخلف مجفلة من فغلته رفع كفيه امامها بتراجع 
اسف سامحيني والنبي انا مش عايزك تخافي مني تاني. .
ردت وهي تنظر نحو كفه قاطبة بدهشة 
انت ايدك بتتنفض .
قال مقررا 
انا جسمي كله بيتنفض مش بقولك حاسس قلبي هايوقف من الفرحة . 
لدرجادي 
سألت غير مصدقة اردف هو 
واكتر من الدرجادي كمان بكرة لما يوصلك الحب اللي في قلبي هاتبقي زيي واكتر كمان .
صمتت وهي لا تستوعب كلماته فتابع هو 
شوفي كدة انا عملتلك ايه ياندى .
قال وهو يخرج لها خلف ظهره ورقة كبيرة تحمل صورتها .
هتفت بسعادة وهي تتفحص الصورة 
دي الصورة اللي انت بعتهالي امبارح على الوتس 
عجبتك الصورة ياندى 
اومأت برأسها فاأخرج لها علبة مخملية من جيب بنطاله قائلا 
طيب وايه رأيك في الهدية دي 
التمعت عيناها بشعاع الفرح لرؤية السلسال الذهبي الذي اخرجه لها والذي تدلي منه قلب ومعه حرف الكاف باللغة الأجنبية قالت متصنعة عدم الفهم 
سلسلة مين دي 
دي سلسلة فيها حرفي ياندى والقلب اللي فيها دا يبقى قلبي انا عايزك تلبسها وماتتقلعش من رقبتك نهائي .
لمسته بيدها بانبهار ولكنها تداركت نفسها ونزعته سريعا 
ايوة بس انا قولتلك ماينفعش اخد حاجة من حد غريب .
ايوة ماانا قولتلك كمان كلمي اهلك عشان تبقى رسمي .
استفاق يدرك حدته في الحديث فخخف من لهجته قائلا .
انا قصدي يعني عشان اعرف اكلمك براحتي وكمان اقدر البسك سلسلتي دي واجيبلك كل اللي بتحلمي بيه من دهب ولبس وجزم كل انت عايزاه ياندى .
ابتعلت ريقها وقد راقها الحديث وانعش داخلها الاحلام التي لطالما راودتها في مواكبة فتيات المدينة هنا تابع يسألها
ها هاتكلمي ابوكي عشان يوافق بالخطوبة .
اومأت برأسها صامتة لتجده امسك بكفها يضع بها السلسال
خليه في ايدك دلوقت عشان قريب قوي هالبسهولك هالبسهولك بإيدي والصورة بقى سيبهالي انا وخليها معايا تصبرني .
ايه ياعم هو احنا مقومينك من سريرك عشان تيجي تنام هنا 
اردف بها سالم ساخرا نحو صالح والذي كان جالسا بجذعه مستندا بظهره على جزع الشجرة مغمض العينان مستمتعا بملمس الهواء لبشرته ورائحة الخضرة المتنوعة وهي تخترق انفه فتح اجفانه اليه مرددا باسترخاء
ماتلومش عليا ياعم سالم دي اول مرة من سنين طويلة اقعد قعدة زي دي ولا احس فيها بهوا يسكر كدة.
وه .
اردف بها سالم وقد ادرك مقصد الاخر ربت بكفه على ركبة صالح مهونا 
معلش ياولدي انا كنت ناسي ومخدتش بالي لكن اطمن بكرة ربنا هايفك كربك وماهترجعش للمدوعق السچن دا تاني أبدا .
تبسم صالح بزاوية فمه ساخرا فجاء الرد من يونس في الجهة الأخرى 
ادعي ياعم الحج وقول امين ماحدش عارف يمكن يحصل .
رد صالح على كلمات يونس 
رغم احساسي انك بتستهزأ بس انا هاقول امين عشان فعلا ماحدش عارف ويمكن يحصل .
تدخلت نجية والتي كانت اتية بصنية كبيرة ممتلئة بالطعام 
مافيش حاجة بعيدة عن ربنا اقرب ياصالح عشان تاكل
معانا وانت يايونس سيب العزيق وتعالى افطر .
رد صالح بإحراج 
نفطر فين ياجماعة لهو انتوا مصحيني عشان كدة
ايوة ياسيدي مصاحينك عشان تفطر معانا هنا في الهوا ااقرب ياللا بسم الله .
ياجماعة ماينفغش هافطر كيف بس 
هدر عليه يونس الذي ترك فأسه ليغسل يداه تحت صنبور المياه الكبير.
ماتقوم ياعم انت محتاج عزومة ولا يكونش كمان مش عاجبك الوكل في الخلا وعلى
الارض تحت الشجرة .
تبسم صالح له وهو يحاول الوقوف مستندا على فرع الشجرة 
مش عاجبني ازاي بس وانا نفسي فيها القعدة دي وبحلم بيها من زمان بس على الأقل اكل وانا نضيف او مغسولة يدي حتى ثواني هادخل اغسل وشي وراجع تاني .
اوقفه سالم يجذبه من كفه 
رايح فين ياصالح ماهي الحنفية اهي ادخل تحتيها واغسل وشك زي يونس ولا هاتتكبر 
انشقت

ابتسامة مرحة على وجه صالح وهو يردف 
والله مامتكبر بس انا هاعملها ازاي دي وانزل بدماغي
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 32 صفحات