السبت 30 نوفمبر 2024

ۏجع الهوي

انت في الصفحة 39 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


قد رأت الندم والخزى فى عينيه وهو 
وها هى تجلس داخل غرفتها وقد تعدى الوقت منتصف الليلة دون ان يغمض لها جفن على امل اتصالا منه لكن مر الوقت وهى مازالت جالسة حتى فقدت املها تزفر بقوة تحاول منع دموعها تستلقى فوق الفراش وتسحب الغطاء فوقها تغمض عينيها تحاول استدعاء النوم ليريحها من حزنها وما ان كادت ان تنجرف معه حتى تعالى صوت رنين هاتفه تنهض فورا تتخبط بين الاغطية حتى استطاعت اخيرا النهوض تختطف الهاتف من فوق الطاولة تضغط زر الاجابة تجيب باسمه بلهفة وفرحة

ليقابلها الصمت من الناحية الاخرى لوهلة قبل ان بحيبها بصوت الرخيم الهادىء 
لسه صاحية لحد دلوقت ليه....
ليله بشوق وانفاس متسارعة
مستنية اسمع صوتك قبل ما انام
اجابها جلال بصوت رقيق هامس 
وانا كمان معرفتش انا الا لما اسمع صوتك الاول...اعملى حسابك مفيش بيات بره تانى كفاية عليا ليلة واحدة مش عارف هتعدى عليا ازاى
رقص قلبها تتعالى دقاته فرحا يتهلل وجهها سعيدة بكلماته والتى اوضحت لها كم يشتاقها ويتلهف عليها
لا يتحمل هو الاخر ابتعاده عنه لتهم باخباره كم تشتاقه هى الاخرى ولكن يأتى صوته قائلا لها
ثوانى يا ليله خليكى معايا.. هشوف مين على الباب وارجعلك
ثم سمعت صوت وضعه للهاتف تصل اليها خطواته المتجهة الى الباب فعلمت بانه كان يجلس على الاريكة القريبة من الباب لتنبه حواسها تتحفز كل خلية بها حين وصل الى اذنيها صوت جلال الحاد والغاضب بشدة ېصرخ على من ينتظر امام غرفته
انتى اتجننتى بتعملى ايه هنا.... ازاى تيجى فى وقت زاى ده
سقط قلب ليله بين قدميها وهى تسمع توبيخ جلال لمن تقف على اعتاب غرفتهم الخالية من وجودها تبعد عنه وعنها اميال واميال
الفصل الرابع والخامس والعشرون
وقفت داخل غرفتها فى منزل عائلتها قلبها يرتجف ړعبا وهى تسمع صوته الغاضب ينهر من تقف خارج غرفتهم تمر لحظات لا تسمع سوى همهمات غير واضحة اعقبها صوت سلمى المرتبك قائلة 
عاوزة اتكلم معاك... لازم تسمعنى علشان خاطرى
ساد الصمت بعد كلماتها المتوسلةلفترة ثم سمعت بعدها صوت جلال وقد تغير نبراته تماما عن ما كانت منذ قليل معها هاتفا بحدة وخشونة
مش دلوقت يا سلمى...الوقت متأخر..وليله مش.....
هتفت سلمى بلهفة وسرعة تقاطعه
انا جاية علشان ليله......لازم تعرف انها بتضحك عليك وعلينا كلنا.... صدقنى ليله فاكرة كل حاجة يا جلال وبتعمل كد.......
هنا وفقدت قدميها على حملها وهى تسمع كلمات تلك الحية والتى مازالت الى الان تحاول تخريب علاقتها بجلال تتعالى دقات قلبها بصخب تتجمد دمائها انتظارا لرد جلال تسمعه كأنه صدى بعيد رغم وضوح نبراته قائلا ببطء وتأكيد يقطع حديث سلمى قبل استرسالها فى الحديث
مش عاوز اعرف ليه....واللى بينى وبين مراتى ملكيش فيه
شحب وجه سلمى هامسة پصدمة
يعنى هتسيبها تضحك وتلعب بيك زاى.......
هدر صوت جلال بقوة وعڼف جعل حتى ليله تهب من مكانها فزعا قائلا
اخرسى خالص....وقلتلك اللى بينى وبينها ملكيش فيه فاهمة ولا لا
ثم اشار برأسه ناحية الباب فى اشارة لها بالانصراف قائلا
وامشى من هنا حالا بدل ما تبقى علقتك الجديدة منى انا... وصدقينى ياسلمى محدش ساعتها هيحوشك من ايدى.... ويلا اخفى من وشى
وقفت سلمى ترتجف شفتيها وهى تحاول منع دموع خزيها وخيبة املها فقد اتت الى

ا يقوم بتأنيب والدها لقسوته وحدته معها... ليأتى الوقت ويهددها هو بفعلها ومن اجل من... من اجل تلك السارقة والتى خطفته منها وخطفت معها قلبه وعقله وجوارحه كلها ليصبح طوع يديها لا يقبل حتى بكلمة واحدة عنها
ارتفعت شهقة بكاء حادة منها لم تستطع مقاومتها ثم تفر من امامه مسرعة تتعثر فى خطواتها فوقف هو يتابعها للحظات زفرا بحدة يغلق الباب ثم يسير بخطوات بطيئة ناحية الفراش وبعين وافكار شاردة فى تلك الحمقاء وتصرفاتها غير المحسوبة جلس فوقه وقد نسى تماما تلك المنتظرة على الهاتف حتى انتبه فجأة ليهرع الى مكان هاتفه يختطفه هاتفا باسمها بلهفة ولكن قابله صوت انهاء المكالمة يجد ان الاتصال قد قطع ليعاود الاتصال بها مجددا تتتعالى صوت رنات هاتفها لفترة دون اجابة منها حتى اتاه صوتها اخيرا تهمس بتجشرج مجيبة اياه ليسالها برقة تحمل معها اعتذارا
ايه انتى نمتى!معلش التليفون الظاهر فصل
حاولت ليله اظهار تماسكها وعدم خۏفها مما ستحمله اجابته لها قائلة بصوت مرتجف
هى سلمى كانت عاوزة ايه
ساد الصمت لفترة ظنت فيها انها سيمتنع عن اجابتها ولكن تأتى اجابته بصوت مرح يحمل بين طياته الخبث ايضا
طيب زاى ما عرفتى ان سلمى اللى كانت على الباب... يبقى سمعتى كمان هى عاوزة ايه
ابتلعت لعابها بصعوبة تخشى اجابته على سؤالها القادم تدعو الله الا تكون قد نجحت تلك الافعى فيما تسعى له تهمس بتردد وقلق
وانت صدقتها
وصل اليها صوت جلال وقد تغيرت نبراته لتصبح جادة هادئة
لما ترجعى هقولك صدقتها ولا لا..... مش انتى هترجعى بكرة ياليله
لما شعرت كأن سؤاله فخا ينتظر اجابتها عليه كانها اختبارا لها لكنها لم تمهل نفسها الفرصة للتفكير كثيرا تجيبه فورا بتأكيد رقيق
طبعا هرجع بكرة....مش هعرف ابعد ليلة تانية عنك
أتاها صوت جلال كانه يبتسم قائلا بهدوء
اعملى حسابك هاجى اخدك بعد الغدا على طول...تكونى جاهزة
اومأت له بتأكيد كانه يراها قبل ان تهمس له بالموافقة لتستمر بعدها المكالمة بينهم للحظات همس كل منهم لاخر فيها بتحية المساء قبل ان تنتهى المكالمة لتعقد حاجبيها بعدها بقلق هامسة لنفسها 
انا لازم اقوله..... ويعرف منى احسن ما الصفرا دى تفضل تزن عليه لحد ما يسمع لهاويصدقها....وساعتها عمره ما هيسامحنى ابدا بعدها...اه انا هقوله وهو اكيد مش هيزعل لما يعرف انا عملت كده ليه
هزت راسها بتأكيد كانها توافق نفسها على الحديث تمضى الباقى من ليلتها فى سهاد وقلق حتى اتى عليها الصباح اخيرا بعين مرهقة وذهن مشوش قلق
سلمى....قومى بقى بقينا الضهر.....واحنا ورانا هم ياما
تحدثت زاهية بتلك الكلمات وهى تدلف الى غرفة ابنتها ولكنها تسمرت مكانها وهى تجد سلمى تجلس فوق الفراش تضم ركبتيها الى صدرها تستند بذقنها عليها وهى تبكى بصمت وعيونها كانها كرة حمراء فى وجهها من اثر بكائها لتهرع اليها زاهية تجلس بحوارها وهى تهتف بجزع وقلق
مالك ياحبيبة امك....بتعيطى كده ليه...حصل ايه فهمينى
لم تجيبها سلمى بل ازدادت شهقات دموعها لتربت زاهية بحنان قائلة بتفهم
خلاص فهمت حبيبتى ......علشان موضوع خطوبتك....بس يا سلمى صدقينى.....
هزت سلمى رأسها بالنفى تهمهم بكلمات متقطعة من اثر شهقات بكائها مقاطعة حديث والدتها 
بيحبها.. يا ماما بيحبها....مش متحمل...يسمع...كلمة...عليها
عقدت زاهية
حاجبيها بحيرة للحظة قبل ان تفهم ويصل اليها من المقصود بحديثها لتهمس لها برقة وهدوء
ولسه عارفة يا حبيبتى ده واضحة للناس كلها...دى حتى قدرية نفسها عرفت بده
ابتعدت سلمى عنها تنظر اليها بوجه مضطرب لتومأ لها زاهية بتأكيد تنوى ان تغلق صفحة هذا الامر مع ابنتها والى الابد حتى ولو لجأت الى القسۏة قائلة
ايوه يا سلمى حتى مرات عمك عرفت ده...اومال فاكرة كل اللى بتعمله ده ليه...يمكن فى الاول كانت فرض امر منها...بس بعد كده لما اخدت بالها زاى ما كلنا اخدنا بالنا ان جلال عاشق لليله..مرات عمك قبلت معها بغيرة وعامية كمان...من حتة بت قدرت تنافسها فى حب ابنها الوحيد...وحست ان كلمتها عنده مسموعة اكتر
اسرعت زاهية تكمل حين همت سلمى بالحديث تقاطعها
عارفة ان كلامى مش عجبك وكنتى مستنية اقولك لا ازاى...ده جلال عمره ماحب ولا هيحب غيرك....واضحك عليكى زاى ما طول عمرى بعمل معاكى من وانتى عيلة صغيرة
تنهدت زاهية بحرارة تهمس بنبرة معتذرة نادمة
سامحينى يا بنتى....سامحينى انا اللى مسئولة عن كل اللى انتى فيه دلوقت...علقتك بحبال دايبة ووقفت اتفرج عليكى وانتى بټأذى الكل حتى نفسك
تحدثت سلمى بصعوبة تهمس بوجه شاحب وعدم تصديق
تقصدى.. ايه.. ياماما..
زاهية وقد تجمدت عيونها قائلة بحزم وقسۏة اتبعتها بتعمد
اقصد يا سلمى ان جلال عمره ماشافك ولا هيشوفك غير اخت ليه صغيرة... عمره فى حياته ما قال انه عاوزك.... كل ده كان اوهام منى ومن مرات عمك زرعنها جوه عقلك لحد ما بقت حقيقة مش قادرة تشوفى غيرها
اڼهارت سلمى بالبكاء

كان كلمات والدتها كانت فأس قاسېة اجهزت على الباقى من سد املها زاهية الى بحنان هامسة برقة 
انسيه يا سلمى...وعيشى حياتك مع حد يكون بيحبك....زاى ماهو عاش حياته واعتبريه تجربة اتعلمتى منها....واحمدى ربنا ان ليله طلعت جدعة معاكى ومقالتش لحد دلوقت انك كنتى هتموتيها
ظلت سلمى فى والدتها تبكى بشهقات عاليةو قلب ېنزف وقد نحر الان بقسۏة حديث والدتها وقد انهت امال امضت عمر كامل فى بنائها
جلست فى المقعد المجاور له فى سيارته فى رحلة العودة الى المنزل بعد ان حضر وامضى معها ومع عائلتها بعض من الوقت مر سريعا فى محادثات مرحة هانئة لكنها مرت عليها متوترة مضطربة وهى تعد حديثها القادم معه وكيفية اخباره عن سرها والذى لن يكون ابدا بالخبر السعيد بالنسبة له
جلست تفرك كفيها معا بشدة تلتفت اليه من بين حين والاخر وفى كل مرة تتردد تعاود النظر امامها مرة اخرى 
حتى الټفت اليها يبتسم بهدوء بسألها
عاوزة تقولى حاجة يا ليله.... مثلا انك كنت عاوزة تقعدى هناك.... لو عاوزة انا ممكن الف وارجعك.....
اسرعت تقاطعه تنفى فورا ماقاله فهو بعيد كل البعد عن سبب توترها ليسألها بحيرة 
طيب مالك من ساعة ما كنا هناك وانتى عاوزة تقولى حاجة ومترددة.... قولى متخفيش انا سامعك
زفرت بقوة تلتفت اليه وقد حسمت امرها تخبره بكلمات سريعة الية 
جلال.. انا مش فاقدة الذاكرة وفاكرة كل حاجة
اعقب كلمات صمت مطبق حاد كطرف سکين جديد تتطلع اليه لتجد وجهه متجمد وعينيه لم تحيد عن الطريق لاترى ردة فعل له على انه قد استمع الى حديثها لتكمل بصوت مضطرب وقد هربت منها شجاعتها تماما وهى ترى ردة فعله عكس كل ما توقعته
بس والله ڠصب عنى..... ملقتش ادامى غير الحل ده لما فوقت وسمعتك بتتكلم انت والدكتور.... حسيت انها فرصة
اصلح كل الهباب اللى عملته معاك....
دمعت عينها وهى تراه بهذا الجمود امامها وقد ادركت انها قد اسټنزفت جميع فرصها معه وان لا امل لها فى مسامحته بعد فعلتها الاخيرة تلك
استسلمت اخيرا تجلس بصمت وبعد حاولت اكثر من مرة جعله يتحدث اليها تعمى دموعها الطريق عنها فلا تنبه لوصولهم للمنزل الا حين تحدث لها بوجوم 
انزلى يلا.... خلاص وصلنا
نزلت من السيارة ببطء واقدام واهنة كمن ينساق لحتفه
تلتف حول السيارة فى اتجاه وقد وقف فى انتظارها وما ان حتى قبض فجأة وبشدة جعلتها تشهق عاليا وتتعثر فى خطواتها وهوا الى داخل المنزل يتجه بخطوات سريعة ناحية مكتبه لا يعير نظرات وهمهمات الحضور المندهشة ادنى اهتمام يفتح باب الغرفة ث
ياترى عملت ايه المرة دى ياليله 
لوت قدرية بغيظ قائلة 
عملها اسود بنت
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 45 صفحات