الخميس 12 ديسمبر 2024

من نبض الۏجع عيشت غرامى بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 2 من 177 صفحات

موقع أيام نيوز


الاحتياج ستؤدي بهم إلي چحيم سعير ولكن القوة التى تكمن داخلهم لصد ذاك الحړام وكبح تلك الشهوة التى جعلتهم أمام أنفسهم في مستوى كبير من الانحطاط قوة واهية لا أساس لها تستند عليه ولكن أردف يهدئها ولأنه يشعر بها وبحزنها وكأنه يراها أمامها الآن 
_ طيب ممكن تهدي ومنتكلمش دلوك وبعدين نشوف الموضوع ده بس البعد التام مهقدرش عليه ياحبيبتي إنتي اكده بتموتيني بالحيا يامها .

قرأت سطور رسالته بحزن عميق لاهي تشعر بالارتياح في وجوده ولا هي تشعر بالسعادة في ابتعاده ولكنها ڼارا مشټعلة داخلها لاتخمد منذ سنوات في علاقتهما المحرمة تلك 
وها هي الحياة بنكباتها التى يعيشها بني آدم في صراع شديد بين الحق والباطل وبين الفضيلة والرذيلة شتان مابينهم في كل شيئ ولكن بني الإنسان لنفسه ظلوم جهول ولم يشفق على حاله .
أوصلت سكون شقيقتها إلى الجامعة ثم دلفت الأخرى في وقار يليق بشخصيتها المتدينة الخلوقة فهى معروفة في الحرم الجامعي بالأخلاق العالية ونظرا لأنها من أوائل دفعاتها كل عام وتحضر ندوات وتقيم معسكرات وتنظم رحلات فهي رئيسة اتحاد الطلبة لدى قسمها 
صارت تبحث بعينيها على صديقاتها المحبيين إلي قلبها فهي تصاحب مجموعة من الفتيات وترفض بشدة أن الاختلاط وصداقة أي شابا ولو حتى من منطلق العمل الملزمين به في المعسكرات والكل يعلم ذلك 
وجدت صديقاتها وذهبت إليهم وهي تبتسم لهم بأعينها من تحت نقابها وعندما وصلت ألقت تحية الإسلام في وقار 
_ السلام عليكم ورحمه الله كيفكم يابنات عاملين ايه اتوحشتكم قوي.
ردوا عليها سلامها بحب وأردفت سمر إحدى صديقاتها تخبرها أخر الأنباء
_ شفتي اللي هيحصل يامكة 
أشارت إليها مكة أن تكمل وتابعت سمر
_ بيقولوا إن المطرب أدم المنسي جه هنا يقيم حفلة منظماها الجامعة والمفروض إن بعد مايخلص يتعمل معاه حوار صحفي .
فتحدثت احداهن وتدعى ميرام 
_ يانهار أبيض والله مامصدقة نفسي واصل أكن المز ده هياجي الجامعة دلوك واشوفه عيني عينك إكده وأطلع له وش لوش وممكن كمان أتصور وياه ! ده باين النهاردة العيد يابنات وأحسن كمانى .
هنا سخرت منها مكة مرددة باستنكار
_ ليه إياك هتشوفي سيدنا النبي عاد عليه الصلاة والسلام والله ماعرف شكله حتى آدم ده وبعدين اش يكون هو مين أهو راجل زي أي راجل من الواجب علينا نغض البصر ومنطلعش فيه .
شهقت رقية پصدمة من كلام مكة وهتفت باعتراض
_ بتقولي ايه يامخبولة إنتي كانك متعرفيش آدم المنسي اللي نص بنات مصر بتتمنى نظرة منيه ده إنتي اتجنيتي في عقلك عاد .
رفعت شفتيها بامتعاض واردفت بحدة إليهن 
_ والله انتو اللي مخبولين وتافهين والله لو شفته معدي من قدامي ولا هتحرك من مكاني ولا هعرفه من الاساس اتحشمي منك ليها إحنا اصلا مننفعوش نتغزلوا في راجل ولا نتكلم عنيه أيا كان مين هو .
هتفت سمر وهي تضحك على حديثها وأردفت 
_ أمال لما تعرفي إن اللي هيعمل معاه الحوار الصحفي هو إنتي ياموكة هتعملي إيه عاد 
اتسعت مقلتيها بذهول وأردفت
_ مين قال إكده معايزاش أعمل حوارات صحفية مع الملزق ده أنا يوم ماعمل حوار صحفي أعمله مع عالم أو راجل دين أو حد إكده له منفعة مش مغني متنازلة عنيه لواحده فيكم ياناقصات
دين انتوا.
حركت رقية رأسها برفض
_ مش بخطرك توافقي ولا ترفضي ده قرار من عميد الكلية أن الأولى في الترم الاول لسنة رابعة ورئيسة اتحاد الطلبة هي اللي هتعمل الحوار ومفيش غيرك ياموكة ومفيش تراجع ومتحاوليش عشان لامفر .
تحدثت ميرام بحالمية
_ يابختك يامكة هتقعدى وياه في أوضة مكتب العميد المكيفة وهتاخدي وتدي معاه في الحوار وهتشوفيه وجها لوجه ياه ده أنا لو مكانك هدوب من نظرته .
شردت مكة في ذاك القرار وقررت أن تصعد لعميد الكلية فهو يعرفها عن ظهر قلب وتركتهم وتوجهت إلي مكتب العميد ودقت على الباب وأذن لها بالدخول وحينما دخلت رأت ضيفان يجلسان معه فغضت بصرها على الفور وأذنته في الحوار فأشار إليها أن تتحدث
_ بعد إذنك يافندم أني عرفت إن فيه حفلة وهيجي فيها مطرب أو زمانه جه اصلا وإني هعمل معاه حوار صحفي بعد الحفلة بصراحة إكده أنا مش حابة إني أعمل الحوار ولا مع مطرب ولا غيره ولا أنا حابة اني أحضر الحفلة واصل .
تصبب عميد الجامعة عرقا وخجلا من الضيوف الموجودين معه وليس هو غير المطرب أدم المنسي ومدير أعماله الذي كاد أن يتحدث إلا أنه أشار إليه أن يصمت وحرك إصبعه للعميد ان يجعلها تكمل فسألها بنهر
_ كلام ايه ده اللي بتقوليه ياآنسة ! إنتي إعلامية ومينفعش أبدا ترفضي تعملي أي سبق صحفي ينطلب منك في يوم من الأيام وبعدين إزاي متحضريش الحفلة وإنتي رئيسة اتحاد الطلبة 
تحدثت بوقار واردفت بخفوت
_ يافندم أوعدك إن عمري ماهرفض أي سبق صحفي ينطلب مني عاد في اي يوم من الايام بس أغاني ومطرب فوق مستوي تحملي ومهقدرش وهبوظ الدنيا .
وقبل أن يرد استمعت إلي أحدهم يردد بغيظ 
_ ليه هو المطرب ده مش إنسان ولا من آكل لحوم البشر وهيعمل لك حاجة ياآنسة 
في منزل الحاج سلطان المهدي وبالتحديد في الساعة العاشرة صباحا 
نادت زينب زوجته علي ابنتها الصغرى 
_ بت يارحمة خلصى هاتي الفطور عاد علشان أخوكى هينزل دلوك ورايح شغله متعطليهوش زي كل يوم بطلي عادتك المربربة داي .
تأففت رحمة من كلام والدتها وهتفت بسخط
_ وه يا أماي عاد هو مفيش قدامك غير رحمة اللى ټسممي بدنها كل يوم والتانى وتصبحيها وتمسيها والله إكده حرام وظلم .
أنهت كلماتها وهي تضع الإناء بحدة على السفرة المستديرة 
فتحدثت زينب وهي تنهرها
_ اتأدبي يابت وانتي بتتكلمي مع أمك ولا يكونش علامك والجامعة اللي خرجتي لها قوت قلبك وخلتك تردي الكلمة بكلمتها .
تحدث سلطان وهو يهبط الأدراج ببشاشة معنفا زوجته
_ جرى إيه عاد ياأم عمران هي البونية عملت ايه علشان كل يوم تسمعيها الكلمتين دول 
وتابع حديثه وهو يلقي الصباح بتواضع يليق برجولة سلطان المهدي
_صباح الخير الاول وبعدين خفي علي البنتة شوية دي لسه صغار وإن مكانتش تتدلعوا في عز أبوها هتدلعو وين يا أم عمران .
مطت شفتيها بامتعاض واردفت
_ طول مانت مدلعها إكده مش هتنفع وتبقي تقابلني إن عمرت في بيوت ناس اللي زاي داي هترجع لي بالكحك سخن .
تأففت رحمة من كلام والدتها المعتاد وأثناء حديثهم دلفت حبيبة ابنتهم الكبرى وهي تتهادي في مشيتها فهي حامل في شهرها السادس ملقية تحية الصباح
_ صباح الخير يابوي صباح الخير ياأم عمران .
تهللت أسارير زينب حينما تنادى باسم عمران وردت صباحها وهي تربت على ظهرها بحنو 
_ اصباح الخير عليكي يابتي كيفك وكيف الحبل تعبانة لسة من دور البرد ولا شفيتي 
أجابتها حبيبة بحمد
_ الحمد لله ياأمي أنا اتحسنت كتيير عن الاول وبقيت زينة 
وتابعت كلماتها وهي تنظر يمينا و يسارا
_ أمال فينه عمران مش هيفطر وياكم ولا ايه 
أجابها عمران وهو يهبط الأدراج بوجه عبوس كعادته فهو يحمل الما داخله يكفي العالم أجمع
_ صباح الخير ياحبيبة انا أهه نزلت سألت عنك العافية .
ردوا جميعا الصباح وكبرت والدته في وجهه
_ الله أكبر عليك ياولدي الله الحارس ربنا يحميك ويحفظك من كل شړ طلتك ولا طلة البدر في ليلة تمامه .
تحدثت رحمة باعتراض
_ أه حبيبة تتبسمي لها وعمران طلته تشرح القلب وأنا اهنه بنت البطة السودا اللي كل شوية تحسسيني اني مش كيف ولادك دول وانك لاقياني على باب جامع.
ربت عمران على ظهرها مرددا بحنو
_ وه مين قال إكده عاد ! ده إنتي الباش محامية رحمة باذن الله على سن ورمح وفاكهة البيت اهنه.
اتسعت مقلتيها سعادة وأردفت بابتسامة
_ بجد ياعمران بتتحدت بصحيح ! اني هبقي الباش محامية 
أشار برأسه بتأكيد وأجابها بثقة
_ وليه متكونش رحمة سلطان المهدي اللي بتاكل الكتب أكل وزهجتنا من القانون المدني والجنائي لما مصدعانا باش محامية كد الدنيا بحالها !
قامت من مكانها مسرعة وذهبت إليه واحتضنته مرددة بسعادة
_ وه ياناس عمران بذات نفسيه شهد لي إني هبقي باش محامية كد الدنيا بحالها تسلم لي من كل شړ 
واسترسلت حديثها وهي تنظر إلى السماء بدعاء
_ إلهي ربنا يرزقك اليوم ببت الحلال اللي توقع قلبك من أول نظرة وأفرح بيك ياأخوي يابن أمي وأبوي .
بنفس واحد وصوت واحد أمنوا جميعا على حديثها وأردفت زينب بحزن
_ ليه ياولدى مرايدش تفرح قلبي وتفرحني بيك عاد !
انت بقي عنديك ٣٣ سنة واللي من دورك عنديهم عيلين وتلاتة ليه يانن عيني ده إنت البكري بتاعى وولدي الوحيد اللى منى عينى أفرح بيه وأشوف ولاده قبل ماأموت .
وأنهت كلماتها وهبطت دموعها بسبب ذاك الموضوع الذي يؤرق حياتها بشدة 
أما عمران فور أن رآها تبكي ذهب إليها واحتضنها وهدئها وهو يوعدها أنه سيفكر 
ثم ودعهم وخرج من المنزل وقبل أن يصعد سيارته ليذهب إلى المشفى كي يرى صديقه جلس جانبا على الأريكة وهو يضع وجهه بين يداه مرددا بداخله
_ بتطلبي مني المستحيل ياماي وأنا مهقدرش عليه وربنا عالم بأحوالي وعالم إني عملت كل اللي في وسعي علشان أفرح قلبك ياأم عمران لكن هعمل ايه كله بأمر الله وأني مبيديش حاجة أعملها 
كانت حالته صعبة وممېته ورأته من بعيد احداهن وهي تنظر إليه بابتسامة تشفي وكأنها تعلم مابه وتدري ما سر وجعه وقلبها يرقص فرحا 
بعد قليل هدأ من حاله وخرج من المنزل رأى ابن عمه الأصغر متجها ناحيته ما إن رآه مرددا
_ صباح الخير يابن عمي كيفك 
بادله عمران السلام
_ الحمد لله بخير ياجاسر ايه رايح فين إكده عندك محكمة ولا ايه 
نظر جاسر في ساعته وأصحابه
_ عندي كذا مشوار هقضيهم الاول وبعدين عندي محكمة معايزش منى حاجة قبل ماأمشي.
أجابه عمران بابتسامه
_ لا تؤكل على الله انت ياأبو عمو .
ودعا بعضهم وانطلق كل منهم إلي وجهته وانطلق عمران بسيارته إلي المشفى كي يقابل صديقه وقلبه يئن ۏجعا وحيرة مما يمر به منذ سنوات ولا يقدر أن يتفوه به لأي إنسان مهما كان .
دلفت سكون إلي المشفى التى تعمل به والإبتسامة تزين محياها فما يزيدها جمالا أن سنها يضحك دائما وطيلة الوقت تحبذ التفاؤل
وعلى ثقة تامة بأن ربها لم يهيئ لها إلا الخير ودائما بشوشة ومن ينظر إلى وجهها يشعر بالارتياح والهدوء والسکينة فحقا سكون لها نصيب من اسمها 
ذهبت الي مكتبها وارتدت المعطف الطبي وأخذت النوتة الخاصة بها وصارت تتجول غرف المرضى كى تؤدي عملها بحب 
بعد ساعتين تقريبا وهي تقف أمام تخت أخر مريضة تفحصها اندهشت بشدة وهي ترى على

وجهها علامات الوجوم
 

انت في الصفحة 2 من 177 صفحات