الجزء الأول رواية جديدة بقلم ميمي عوالي
ليضغط على مفتاح الدور الأخير وعندما وصل المصعد وفتح لها الباب ودعاها للخروج وجدت نفسها فى ممر فخم للغاية يحتوى على صالة فسيحة بها بعض اطقم الصالونات الفخمة وغرفة زجاجية تجلس بها سيدة وقورة يبدو أنها مديرة مكتب حاتم وباب ضخم يبدو أنه لقاعة اجتماعات ثم باب واحد اخر فى الجهه المقابلة ويبدو أنه مكتب حاتم الخاص ووجدت حاتم قد اتجه إلى هذا الباب وكان كما توقعت مكتبه الخاص ودعاها للدخول فدخلت وهى مترددة بعض الشئ ولكن حاتم قال بمرح انا مش فاهم انتى متنشنة كده ليه هو انا هاكلك ولو حبيت أكلك تفتكرى هاكلك كده قدام الناس دى كلها اقعدى يانيللى اقعدى والله حرام عليكى أن دى تبقى اول مرة تدخلى فيها مكتبى
حاتم ها ...تشربى ايه بقى
نيللى بخجل ولا حاجة. .. هو الانترفيو هيبتدى امتى
حاتم بابتسامة ماهو ابتدى
نيللى باستغراب ازاى يعنى مش فاهمة
حاتم ممكن اسالك سؤال
نيللى متهيألى انا هنا عشان حد يسألنى
حاتم لا .. مش ده قصدى انا عاوز أسألك سؤال يخصنى انا مش الشغل
حاتم ببعض المرح هو انتى احلويتى كده امتى وازاى وكنتى مخبية نفسك عننا ليه
نيللى وقد بدأ على وجهها التوتر ااايه اللى انت بتقوله ده
حاتم اوعى تزعلى أو تضايقى من كلامى بس انا عاوز اعرف انتى ليه بتتعمدى تهربى من قدامى كل مابحاول اتكلم معاكى وليه بتتجنبينى هو انا صدر منى حاجة ضايقتك
حاتم وهو يستدير حول المكتب حتى وقف أمامها مالك انا اه قلتلك انى هخلى حد تانى يعملك الانترفيو بس انتى مش محتاجة انترفيو اولا انا عجبنى جدا اللوحة اللى رسمتيها فى الجنينة وكمان لما شفت الملحق بتاع الفيلا وعرفت أن انتى اللى مصممة الديكور بتاعه عجبنى جدا يعنى خلاص مش محتاج اى كلام تانى ممكن يتقال
نيللى وهى تتعمد الهروب من عينيه انا مش زعلانة منك مين اللى قاللك الكلام ده
حاتم تصرفاتك
نيللى بجدية شديدة انا مش شايفة أن حصل بينا حاجة تستدعى أن يتعلق عليها بالحلو أو بالۏحش
حاتم وهو يقف أمامها لما تبقى بنت خالى وكمان هتبقى زميلتى فى الشغل وبتتعمدى انك ماتبصليش وانا بتكلم معاكى ...ده تسميه ايه
حاتم يعنى ايه
نيللى بسخرية يعنى مش المفروض أن كل ما اتكلم مع حد أقف اسبل له
حاتم بحدة تسبلي . ايه الهبل ده
لتنتفض نيللى شاهقة خوفا من نبرة صوته العالية لتجده يكمل كلامه بحزم وبعملية شديدة انا مابسمحش لأى موظفة عندى أنها تتعامل بالاسلوب ده مع اى حد فأكيد مش هيكون ده الاسلوب اللى حابب انك تتعاملى بيه
على كرسيه ويمد يده لها بملف يحتوى على بعض الأوراق قائلا الملف ده فى أوراق تعيينك فى الشركة فلو سمحتى تقعدى تراجعيها وتمضيها
نيللى بعناد مش لما اقراها الاول مش يمكن ماتناسبنيش ويكون نظام الشركة التانية مناسب ليا اكتر
حاتم بتحدى الانترفيو بتاع الشركة التانية اتلغى انا لغيته لاننا .
نيللى پغضب مين ادالك الحق انك تقرر عنى
حاتم بنفاذ صبر انا قررت عن الشركة التانية..مش عنك
نيللى بعدم فهم يعنى ايه بقى ..مش فاهمة
حاتم يعنى شركتنا والشركة التانية يعتبروا فى وضع شراكة فى الفترة الحالية حسب مهام كل شركة فى المشروع الحالى شركتنا هى اللى مسئولة عن القسم التنفيذى من الداخل يعنى احنا اللى هنبقى مسئولين عن الديكورات واللى هى تخصصك يعنى معانا احنا ...فهمتى
نيللى وقد خفت حدة ڠضبها بس كان المفروض حد يبلغنى بالكلام ده
حاتم بجمود وادينى بلغتك
لتجلس نيللى وهى تتناول الملف لتبدأ فى قراءته بتمعن شديد تحت مراقبة حاتم لها بشغف لم يعتاده من قبل سوى مع أمانة ولكن شغفه بأمانة كان لسبب آخر تماما وهو التزامها الشديد وأخلاقها العالية أما نيللى فكان شغفا من نوع اخر فكان يراقب ملامح وجهها التى كانت تتغير مع انفعالاتها كان كلما تجول بين
حاتم بمزاح ده انتى خلصتيهم وانتى مش واحدة بالك
نيللى بامتعاض فى بند هنا مش عاجبني
حاتم بند ايه ده
نيللى وهى تشير على إحدى بنود العقد البند الخامس اللى بيحددلى سنة قبل ما اقدر اقدم استقالتى
حاتم بدهشة وانتى ناوية تستقيلى
نيللى مش يمكن ما استريحش
حاتم البند ده عشان الناس تحس ان فى التزام لكن انتى صاحبة مكان يعنى ممكن تشتغلى من غير عقد اصلا لكن انتى اللى حابة تتعاملى زى الغريب
نيللى وهى تسحب قلم وتوقع على العقد انا حابة كده مابحبش الواسطة ولا المحاباة
حاتم مبروك علينا وجودك معانا واتمنى انك تلاقى نفسك معانا ولو لاقدر الله واجهتك اى مشكلة تقوليلى على طول
نيللى شكرا انا دلوقتى هيبقى مكتبى أو المكان اللى هشتغل فيه فين ومين اللى هيسلمنى شغلى
حاتم وهو ينهض من مكانه تعالى معايا انا هوصلك بنفسى ..اتفضلى
..
فى مكتب أمانة
تجلس أمانة وهى تراجع بعض الرسومات لتسمع طرقا على الباب وتجد نوح أمامها
نوح السلام عليكم
أمانة بدهشة وعليكم السلام فى حاجة واللا ايه
نوح ابدا ...بس صدر قرار أن الإدارة الهندسية عندنا وعندكم هينضموا فى الشغل لغاية القرية ماتخلص وتتسلم والباشمهندس حاتم قرر انى ابقى موجود معاكى فى مكتبك لو ماتتضايقيش
أمانة بارتباك لا ..وهتضايق ليه ده شئ انا متعودة عليه فى المشاريع اللى بيبقى فيه دمج من شركات تانية
كانت أمانة تتحدث ونوح يقف أمام إحدى تصاميمها وهو يدرسه بعينيه ليقول بحنان كبرتى يا أمانة عمرى ماكنت اتصور ان انا وانتى نشتغل فى مكتب واحد
ظنت أمانة أنه يستهزئ بها لتقول پألم لو حاسس ان ده هيقلل منك ممكن اطلب منهم يجهزولك مكتب تانى
نظر لها نوح بامتعاض قائلا حسن الظن من حسن الفطن على فكرة بعدين المفروض انى ضيف عندك فين حسن الضيافة
أمانة بحرج تشرب ايه
نوح بمزاح مش عاوز منك حاجة ياختى هطلب لروحى اللى انا عاوزه
أمانة عموما نورت ياباشمهندس واتمنى تنبسط معانا ويبقى تعاون مثمر أن شاء الله
نوح أن شاء الله .. انا مبدأيا عاوز اتعرف على طقم المهندسين وعن كل جزئية فى الشغل مسئولية مين
أمانة تمام بس لو سمحت انا فى الشغل المهندسة أمانة وانت المهندس نووووح
نوح تعرفى أن دى اول مرة تطلعيه على لسانك
أمانة باستغراب هو ايه ده
نوح أسمى رغم انى اعتذرتلك وطلبت منك ننسى كل اللى فات بس انتى لسه مصممة تندهينى بصفتى مش باسمى
أمانة معلش هو بس بيبقى فى حاجات مابتتنسيش بسهولة
نوح بفضول ايه اكتر حاجة زعلتك منى يا أمانة اللى عملته زمان ...واللا اللى عملته اول امبارح
أمانة وهى تدعى الجهل وانت عملت ايه اول امبارح
نوح عملت اهبل
أمانة پصدمة نعم
نوح اوعى تفكرى انها سهله انى اعمل روحى ماشفتش مراتى بالمنظر اللى شفناه بس صدقينى عندى سبب وسبب قوى كمان بس أن شاء الله قريب قوى الغمة دى تنزاح
أمانة انا مش فاهمة اى حاجة
نوح كل اللى اقدر اقوله لك انى حاليا متكتف لكن اول ما الاقى حل للتكتيفة دى هتصرف التصرف اللى يليق بيا صدقينى
لتنظر له أمانة وهى تحاول استيعاب مايدور بذهنه وعندما تشعر بفشلها تومئ برأسها قائلة ربنا ييسر لك كل خير
..
يدخل نوح إلى شقته ليلقى السلام على امه ويقبل رأسها ثم يميل على سهر ليقبل وجنتها لتشعر سهر بالدهشة فهو يتعامل معها كالاغراب منذ مايقرب العام ونصف وعندما نظرت إليه وجدته يقول اعملوا حسابكم أن احمد وغادة هيتعشوا معانا بكرة أن شاء الله
عاوزك تتعرفى على غادة وتصاحبيها يا سهر هى واحمد يعتبروا أصحابى الوحيدين ماليش صحاب غيرهم
احنا اصحاب من ايام الجامعة انا كنت فى هندسة وأحمد وغادة فى حقوق
سهر باستغراب اومال اتلميتوا على بعض ازاى
نوح خناقة فى الجامعة ولد كان بيعاكس غادة بكلام مايصحش وانا معدى من جنبهم بالصدفة فاتخانقت مع الولد وضربنا بعض وايدى انكسرت فيها
ومن هنا اتعرفت عليهم احمد يبقى ابن خالة غادة وكان خطيبها كمان وقتها سألوا على عنوانى وجم زارونى وماسيبناش بعض من وقتها
نعمة طول عمرهم ولاد حلال وماسابونيش طول سفرك كانوا دايما بيسالوا عليا انا وأمانة
نوح وهو يتجه لغرفته وابقى قولى لأمانة يا ماما عشان تبقى موجودة
سهر بامتعاض وهى أمانة تبقى موجودة مع صحابك بمناسبة ايه
نوح عاوزين يعرضوا عليها مشروع كبير اوى عاوزين يعملوه
سهر بفضول مشروع ايه ده واشمعنى يعنى أمانة ليه مش انت
نوح احكيلك كل حاجة بعدين .وبالتفصيل
فى غرفة نوح
سهر ها ...سامعاك ايه بقى حكاية المشروع اللى بتقول عليه ده
نوح بعدم اهتمام ابدا ..احمد وغادة كان ليهم خال غنى جدا وماكانش عنده ولاد ولما ماټ ورثوه وكان من ضمن نصيبهم فى الميراث حتة ارض مساحتها كبيرة جدا فى الساحل وعاوزين يعملوها قرية سياحية
سهر وعينيها بريق الطمع واشمعنى أمانة يعنى اللى عاوزينها
نوح هم قالوا عاوزين شركة مقاولات تتبنى المشروع ويشاركوهم احمد وغادة بالارض
والشركة بالتكاليف فرشحتلهم شركة عبد الراضى
سهر وليه مش شركتنا
نوح لان شركة عبد الراضى معروفة بالمشاريع اللى زى دى وكمان مش طماعين اوى فى شروطهم زى عندنا
سهر بامتعاض وعاوزين أمانة ليه
نوح عشان هى اللى هتعرفهم طبعا على حاتم عبد الراضى
سهر بخبث ااه طبعا ماهى حبيبة القلب
نوح پغضب سهر ...ألزمى حدودك
سهر ببرود أنهى حدود دى ماهى مامتك اللى قالت قدامنا أنه ھيموت عليها وهى اللى مش معبراه
نوح وهو يعطيها ظهره وبعض على نواجزه برضة
مايخصكيش انا كل اللى عاوزه منك انك تقابليهم كويس وترحبى بيهم
فى اليوم التالى يفتح نوح الباب وهو يستقبل احمد وغادة بترحاب شديد
نوح اهلا يا ابو حميد نورتنى ياحبيبى اهلا ياغادة نورتى ...الله ! اومال فين الولاد
غادة ياعم الله يباركلك ...ولاد ايه انا النهاردة إجازة
احمد بضحك ماصدقت خالتى قالتها ..ماتسيبى معايا الولاد على ماترجعوا ...راحت جارية وسيباهم لها
غادة بمرح المصالح بتتصالح يا أخ
نوح ضاحكا لأ واضح أن شغل المحاكم جايب
نتيجة هايلة
احمد
وغادة فى نفس الوقت اومااال ...طبعا
لتأتى نعمة ضاحكة وهى تفتح ذراعيها لغادة قائلة بقى كدة يابت ياغادة ...شهرين ماشوفكيش
لتبادلها غادة الاحضان بصدق وهى تقول الا إذا كان انا ذات نفسى ماشفتنيش من ييجى سنة
نوح ده اللى هو ازاى بقى
غادة يعنى وحياتك ساعات بيعدى بالاسبوع من غير ماببص فى المراية حتى شعرى بسرحه