صفوان القلب بقلمي سارة مجدي
خلدون وهى الاخرى واشار لها ان تدلف لتقف منحنيه الرأس و خلدون يتحدث مع ذلك الجسد الضخم صاحب الهيبه الذى يتفحصها بتدقيق من اخمص قدميها لفستانها المحتشم البسيط وحاجبها وجهها الخالى من مساحيق التجميل
ليقول پغضب
هى دى الى هتخلى بالها من يوسف دى محتاجه الى يخلى بالو منها
تنهد خلدون بملل وهو يقول
كان عقله يعمل مع تلك الكلمات التى يقولها خلدون ولكنه لاحظ اقتراب يوسف من الفتاه ليصب كامل تركيزه عليهم بقلمى ساره مجدى
حين لاحظ خلدون عدم اهتمام صفوان بكلماته نظر خلفه ليجد سلمى تجلس ارضا أمام يوسف الذى ينظر اليها باندهاش
كانت سلمى واقفه محنيه الرأس حين اقترب منها يوسف ينظر اليها بابتسامه بريئه لتجثوا على ركبتيها بابتسامه مشابه لابتسامته وقالت
اذيك انا سلمى .. وانت اسمك أيه
يوثف .
لتتسع ابتسامتها وهى تقول
الله اسمك حلو اوووى .
ليمسك طرف حجابها وهو يقول
عارف بابا قالى ان اسمى احلى اسم فى الدنيا علسان ماما الى اخترته ... انت قريبه امو دون
لا انا مش قريبته .... انا جايه هنا علشان اشتغل .
وقبل ان تقول شيء اخر استمعت لصوت رجولى و قوى يقول
دى المربيه بتاعتك يا يوسف .
نظر لها يوسف وهو يقول
بجد ... يعنى انت بتحبينى ... مش هتزعلى يوسف خالص .
شعرت بغصه مؤلمھ بقلبها .. ان ذلك الصغير يذكرها بنفسها يوما
متقلقش ... انا بحبك وعايزاك ديما مبسوط ... وهعمل كل جهدى .... ماشى يا يوسف بيه .
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يقول
بيه .... داده صفيه كمان بتقول لبابا بيه ... هو انت هتبقى خدامه هنا فى البيت علشان كده بتقوليلى يا بيه
كادت ان تجيبه لتسمع ذلك الصوت من جديد سقول بأمر
رفعت رأسها تنظر اليه نظره خاطفه ولكنها لمست قلبه وروحه .... نظره كشهاب نارى اخترق صدره ويؤلمه بشده ... نظره كسيره حزينه ... وكأنها تقول له .
هو معاه حق ما احنى فعلا خدامين .
كان خلدون يتابع ما يحدث .... بعيون طفل اراد يوما من يحن عليه يقبله يضمه ... وايضا بقلب رجل قسى وتجلد بسب كل ما عاناه ولكن روحه مازالت تبحث عن ذلك الحضن الكبير .... يشفق عليها بشده ... وېخاف عليها ايضا .. بقلمى ساره مجدى ولكنه يعلم جيدا انها هنا فى بيت صديقه فى أمان .
تعال نلعب انا وانت على بابا وسلمى ما يتكلموا شويه .
وخرج سريعا كانت مازالت على جلستها ليقول لها
هتفضلى قاعده كده كتير .
لتنتبه على حالها وتقف سريعا ... منحنيه الرأس فى خجل وخوف
ظل ينظر اليها ثم قال بهدوء
تعالى ورايا
وتحرك سريعا لتسير خلفه باقدام من هلام دلف الى غرفه المكتب وجلس خلف مكتبه واشار لها ان تجلس امامه ... جلست فى صمت تنتظر ان تستمع لما يريد قوله ولكنه ظل صامت لبعض الوقت يراقبها بعيون كالصقر .... لقد لامست به وتر حساس ... يشعر بالمسؤليه تجاهها وكأنها ابنته ... يشعر بقلبها المرتجف ويتمنى لو يستطيع ان يضمه ويربت عليه ويطمئنه .
تنحح وهو يقول
يوسف اغلى ما املك ... وعلشان كده انت هيبقا عليكى مسؤليه كبيره جدا ... يوسف محتاج ام ... تحب وتحن .. تعلم وتربى ... تلعب ودادى ... تعاقب وقت اللزوم ... لكن كمان بحنيه ... هتقدرى تعملى ده .
ابتسمت بحزن وهى تقول بصوت ضعيف
امى وابويا ماتوا وانا عندى عشر سنين .... فاكره ماما لما كانت تخدنى فى حضنها بعد ما اغلط واروحلها معيطه تفضل حضنانى جامد لحد ما اسكت وبعدين تفهمنى غلطى ... وتحكم عليا بالعقاپ المناسب .... فاكره انى كنت بنفز العقاپ وانا فرحانه .... فاكره لما كانت بتقعد جمبى تحكيلى حكايه قبل النوم ... فاكره لما كنت برجع جرى من المدرسه علشان اترمى فى حضنها .... فاكره كل كلمه ولمسه وحضن ... فاكره كل نصيحه .. فاكره احساس الأمان بين ضلوعها الى كنت بستخبه فيه وقت خوفى .
صمتت لثوانى وهى تمسح دمعاتها المنسابه على وجنايها واكملت قائله
انا فاهمه يوسف بيه مفتقد ايه ... وربنا يقدرنى اعوضه .
كان يتألم لالمها مع كل كلمه تقولها حتى قالت كلمه بيه ... اعتدل فى جلسته وهو يقول
اسمه يوسف ... وانت صحيح بتشتغلى هنا فى البيت مربيه ليه .. لكن ده مش معناه ابدا انك تقوليله يا بيه .... مش هقولك اعتبريه ابنك لكن على الاقل اخوكى الصغير ... ولازم تخليه يحترم الكبير وانت اولهم مفهوم
نظرت اليه نظره امتنان وهى تقول
مفهوم .
وقف على قدميه ليقول
مرتبك 5000 جنيه ... وطبعا انت مقيمه معانا هنا فى البيت ... ليكى اى طلبات تانيه
كانت فارغه الفاه تنظر اليه پصدمه كاد ان يضحك عليها بسب تلك العيون المفتوحه على اتساعها وفمها ايضا ليقول وهو يوليها ظهره
اقفلى بؤك ده بدل ما دبانه تدخل فيه ولا حاجه .
لتغلق فمها وهى تقول
ده كتير او يا بيه
صمت لثوانى ينظر اليها بتمعن جعلها تشعر بالارتياك بسب نظراته ليقول وهو يضع يده فى جيب بنطاله قائلا
لا مش كتير ولا حاجه .... دلوقتى هخلى داده صفيه تطلعك الاوضه بتاعتك وهى للعلم جمب اوضه يوسف وفى ما بينهم باب داخلى كمان ... وتعرفك كل الحاجات الخاصه بيوسف .
ضغط على ذر موجود اسفل المكتب
لتحضر سيده فى عقدها الخامس مهندمه الملابس والشعر تقف باحترام وهى تقول
تحت امرك يا صفوان بيه .
رفع صفوان حاجبيه بملل لقد سمع تلك البيه الذى يكرهها اكثر من ثلاث مرات اليوم ولكنه قال بهدوء
اعرفك يا داده ... الانسه سلمى مربيه يوسف الجديده
نظرت اليها السيدة بهدوء وعلى وجهها ابتسامه هادئه وقالت
اهلا بيكى يا بنتى .
اهلا بحضرتك
جاوبتها سلمى بخجل
ليقول صفوان
عايزك تعرفيها على البيت ... وعلى اوضتها واوضه يوسف .
لتهز صفيه راسها بنعم واشارت لسملى بالخروج امامها
خلال ساعه كامله كانت سلمى علمت كل شيء يخص يوسف ... وفى نفس ذلك الوقت كان صفوان يجلس مع ولده وخلدون فى الحديقه حتى حضرت الخادمه الاخرى فى المنزل واسمها عبير قائله
الفطار جاهز يا بيه .
دلفوا ثلاثتهم الى غرفه الطعام ليجدوا سلمى هناك ايضا تقف بجوار الكرسى الذى يجلس عليه