خان غانم بقلم سوما العربي
انت في الصفحة 38 من 38 صفحات
عادت برأسها للخلف تشاهد الضواحي و ملامح جمال الخان الهادئ و هي تفكر بقصتها و قصة ريم الصعبة التي جمعتها بصلاح عيسى و ظروفهما الشبه مستحيلة . تتذكر كيف كانت قصتها أيضا هي و غانم مستحيلة و كيف هدى الله طريقهما كي يصبحا زوج و زوجة ولا يوجد ما يقف في طريقهما سوى خۏفها و رهبتها التي يجب أن تتغلب عليها. تتذكر أيضا ملامح صلاح المتعبة بسبب إستحالة نجاح حبه ... تفكر... أنها هي و غانم قد مرا بتلك الفترة . لم تنسى أيضا كم من مر عليهما من وقت وهما زوجان لكنه مراعي ما طلبته تحمل و لم يتذمر. و كثيرا ما فكرت أنه قد يثور.. قد يخرج غضبه فيه .. أو يلمح لأنه قد سأم دلالها . لكنه لم يفعل.. و إن فعل في مرة فقد كانت مداعبة من زوج متحرش لا أكثر. ضحكت بصوت أسترعى أنتباه غانم الذي يقود بتركيز و هي تتذكر محاولاته للتحرش بها حتى بعد الزواج و التي كانت تبوء بالفشل ليس لأنها قوية بل لأنه هو من كان يتركها غير مرحب بالضغط عليها منصاع لطلبها الذي طلبته صباح زفافهما . نظر لها غانم مستفهما فهزت رأسها تردد ولا حاجة. هز رأسه مبستما و توقف بالسيارة فقالت إيه نظر لها باستنكار يقول إيه وصلنا للبيت .. هننزل. نظرت له بدلال و قالت لأ أنا هدخل الأول . صمتت تشير ناحية شرفة غرفة النوم ثم قالت له لما أنور لك النور مرتين ورا بعض تدخل. غمز لها ضاحكا و قال سيم يعني حلا أمم .. سيم . غانم إحنا ولا إلي بيتاجروا في الممنوع.. بس ماشي أنا راضي بأي حاجة. غمزت له هي الأخرى لأول مرة فصفق بيديه يردد الله الصلى على النبي لا بقيت خطړ و يتخاف منك . ضحكت عاليا ثم ترجلت من السيارة و دلفت للبيت . و ظل غانم بالسيارة و قد طال إنتظاره و هو يجلس على مقعده يفرك مرددا تكونش نوت تفرج عني لأ لأ مانا أخاف أتعشم و تطلع عاملة لي عشا رومانسي بس ... ده أنا يجيلي فيها سكته قلبية.. لأ بس إحنا اتعشينا عند صلاح و مراته .. مراته إيه بقا ماهو متبهدل زيي كلنا في الهوا سوا.. هي أتأخرت كده ليه.. الله.. النور نور. قفز من سيارته سريعا و دلف لعندها بعدما أضيئ نور الغرفة لمرتان كما أخبرته . فتح الباب ليجدها تقف خلف منه ترتدي قميص بلون العناب تنظر للأرض بخجل و هي تردد أنا بقول كفايه كده. أقترب منها يردد بلهفة و أنا كمان بقول كده من بدري.. عناب.. احنا ليلتنا عنابي إن شاء الله. نظرت له و قالت غانم.. بلاش قلة أدبك دي انا ما صدقت شجعت نفسي بقا و مكسوفة أصلا و أنا.... قاطعها بعدها حملها على يديه يردد أسكتي شوية بقا . صړخت و هي تشعر بنفسها قد طارت في الهواء ثم أستقرت على ذراعين قويتين تردد انت بتعمل ايه. دلف بها للغرفة ثم وضعها على الفراش و هو يردد سيبونا ناخد فرصتنا بقااااا . تعمد أسلوب الضحك و الهزار معها بالبداية كي ينسيها خۏفها منه ثم اذابها معه بقبلاته التي القتهم في بحر محموم أمواجه عالية لم تهدأ إلا مع خيوط النهار. فمع شعاع شمس اليوم الجديد كان غانم و حلا مازال مستيقظان هي تنام على صدره و هو يضمها إليه يداعب خصلات شعرها مرددا فاكرة لما كنتي پتصرخي في وشي و تقولي لي أنا مش رخيييصة هههههه. ضحكت هي الأخرى حينما تذكرت و هو أكمل ضاحكا و لا فاكرة لما رقعتيني علقة في الأوضة ههههه . بعد مرور سنة كان يجلس بمقدمة أحد الأراضي الزراعية التابعة له يتابع العمال و هم يبذرون الأرض تارة و ينظر في دفاتر الحاسبات التي بين يديه
صلاح من بعيد . لكن ليست ككل مرة بعاصفة تربية بل بكل هدوء حتى توقف أمامه يترجل من سيارته بتبختر و وجهه مشرق سعيد . أقترب من صديقه في خيلاء و غانم يتابعه و هو يكتم ضحكاته . أزاح صلاح نظارته الشمسية من على عيناه ثم ألقاها بترفع و كبر على طاولة غانم الذي يراقب كل ذلك ضاحكا بينما قال صلاح بشموخ و رواق بنجور . ضحك غانم وردد ساخرا الله يرحم أمال فين عاصفة الصحراء و الداخلة الأكشن إلي كنت بتدخلها عليا . زم صلاح شفتيه بكبر و كأنه طفل يعاند طفل مثله ثم تحدث بغرور علمونا في المدرسة ما نردش على الناس النوتي . ضحك غانم بإندهاش يردد نوتي ! مالك ياض فيك إيه كده أنت من ساعة ما ربنا سهلك و أنت ماحدش عارف يلمك . رفع صلاح رأسه عاليا و أكمل ولسه هنحرف أكتر و أكتر . لم يلبس أن ردد بحماس و جنون ده الواحد طلع فايته حاجات كتير يا جدع . لم يستطع غانم الصمت أو تمالك نفسه من الضحك فعلت قهقهاته حتى أثارت أنتباه المزارعين. فقال صلاح بترفع شديد جدا وطي صوتك يا حيوان فرجت علينا الناس. زادت ضحكات غانم من طريقة صلاح الذي تغير تماما منذ تغيرت حياته بأن تبدلت الظروف أبتسمت له الدنيا مع ريم . تعصب صلاح قليلا فالتقت نظارته من على الطاولة و وضعه على عينه من جديد و هو يردد أنا غلطان إني جيت لك عشان أقولك إني جبت جميل أرض أرض . إلتف كي يغادر لكن أستوقفه غانم يردد بلهفة بجد إزاي و إيه إلي حصل إلتف صلاح و ردد ببساطة شوف أنا بقالي سنة بحاول أوقعه و ماعرفتش أصله مش سهل بردو و لا فيش حاجة وقعته غير طمعه . غانم أزاي صلاح مضى على نفسه بشيكات كتير في صفقة بطاطس و في شرط جزائي.. رقم يخض . غانم طب و جبته أرض أرض إزاي أستنكر صلاح غباء غانم و ردد ببساطة فصلت الكهربا عن تلاجات المخازن .. بسيطة. أتسعت عينا غانم پصدمة فيما أكمل صلاح أنا مش واجع قلبي غير العمال الغلابة الي كانوا فاتحين بيوتهم من الشغل عنده عشان كده أنت ملزم بنصهم توفر لهم شغل عندك أو عند معارفك و أنا هتكفل بالباقي. هز غانم رأسه موافقا ثم قال طب و جميل فين عايز أقابله دلوقتي. تنهد صلاح و قال بيأس عشان تتشفى فيه سيب الراجل في حاله دماغه أتلحست من خسارة الفلوس كان مهووس بيها و دلوقتي محجوز في مستشفى العباسية و إبنه الواطي سافر هجرة و سابه سيب الراجل في حاله و كفياك نبش في إلي فات ... سلام. غادر صلاح بتمايل يقود سيارته و هو يدندن أحدى الاغنيات الرومانسية الرائجة . جلس غانم على كرسيه و كلمة صديقه تتردد في أذنه يفكر أنه ربما عليه بالفعل عدم النبش في الماضي . و ما أن بدأ يرجح الفكرة حتى ظهرت عمته أمامه تردد بهياج أنت كنت عارف إن راضي هيتجوز أعتدل غانم في جلسته وسحب نفس عميق ثم قال ازيك يا عمتي. وفاء رد عليا كنت عارف... شكلك مش متفاجئ .. يبقى كنت عارف . غانم أمال كنتي فاكرة ايه هيفضل عايش على ذكراكي ده بطل و الله أنه ساكت علينا و حاطت جزمة في بوقة و مامشيش في الخان يحكي عن عملتك معاه . بهت وجه وفاء و قالت أنت بتعايرني يا غانم بتقول كده لعمتك و بالطريقة دي تنهد غانم و قال روحي يا عمتي على البيت أهو أنا سيبتهولك كله مش كفاية روحي و أهدي و سيبك من كل ده و فكري إزاي هترجعي عيالك تاني راضي خلاص شاف حياته حقه بصراحة. سكت أسنانها بقوة و ألتفت كي تغادر لكنها لن تذهب إلا بعدما تدمي چروحه هو الآخر مثلما فعل معها فقالت مش تبقى تروح تبارك لسلوى. مسح على وجهه بنفاذ صبر و قال و أنا مالي بيها الله يسهل لها . وفاء بقول يعني واجب بردو تبارك لها على سبوع
يحصل لها سلوى لما كانت مراتي كان مش بيكمل لها حمل و لما أتجوزت غيري خلفت و توأم كمان كأن ربنا بيراضيها و بيعوضها عن السنين اللي عاشتها معايا ... عارفة ده معناه إيه معناه إني ذنب .. أنا كلي على بعضي ذنب و البعد عني غنيمة.. رفع عيناه ينظر لها و قال أنا خاېف تسبيني يا حلا . صمتت بتيه لا تفتن رد و هو فهم ذلك فقال بعجز تام أنا... أنا مش عارف أكفر عن ذنبي إزاي.. لما بفتكر رنا .. كانت بنت شابة و الدنيا لسه فاتحه لها دراعتها جيت أنا بكلمة مني سوقتها و خليت عيلتك تفلس و بڤضيحة.. حتى لو إنتي سامحتيني أنتي و أمك لسه ربنا مش مسامح ... أنا.... أنا روحت لكذا حد أسأل أزاي أكفر عن ذنبي و كذا أقترح كذا حاجه... أقرب حاجه للصح كانت إني أتكفل بكذا غارمة إلي مسجونين عشان الديون و هما مش قادرين و أنا فعلا بعمل كده بس لسه ربنا مش مسامحني... روحت النهاردة لشيخ الجامع لما ضاقت بيا الدنيا . أبتلعت لعابها بتوتر و سالت بلهفة واضحة و قالك ايه رد بتعب قال لازم أصبر و أرضى بقضاء الله عشان ربنا يرضيني و أستمر في عمل الخير ما أقطعوش.. أنا و الله مستمر و عملت ميزانية للغارمات خلاص. نظر لها برجاء يردد أوعي تسبيني يا حلا أنا مش هينفع أخسرك . . مش هقدر و الله. ضمته لأحضانها و هي تغمض عيناها تمتنع عن البوح بكل مخاوفها لكنها تقسم أنها لن تتركه . غفى الوقت المتبقي من الليل في أحضانها ة بالصباح أسيقظ على صوتها تردد غانم .. أصحى يالا فتح عيناه ليجدها متجهزة تماما للخروج فسأل أنتي خارجه . صححت له قائلة خارجين ... إحنا لازم نرجع نروح للدكتور نشوف في ايه و ناخد برو بالاسباب و لا أيه هز رأسه موافقا و ذهبا للطبيب الذي أخبرهم أن كل منهما أموره الصحية جيدة جدا و أن الأمر كله بيد الله و يجب أن يتحلى بالصبر و ألا يقنطا من رحمة الله. بعد مرور عام و نصف. في حديقة المنزل الصغير المطلة على البحر جلس غانم مع صديقه صلاح و زوجة كل منهما حول حلقة لشواء اللحم. و عين غانم تراقب ذلك اللص الصغير الذي يحاول التلصص لتلك العربة وردية اللون و قد نجح بالفعل لكن لحقه صوت غانم ېصرخ صلااااح .. أبعد إبنك عن بنتي و إلا مش هيحصل خير. فقهقه صلاح على إبنه و ما يفعل ثم قال ما تسيب الواد يلعب يا غانم الله. ثم غمز لأبنه مرددا اللعب ياد و لا يهمك فهتف ابن صلاح بفرحه الله دي بتضحكلي. أغتاظ غانم مرددا بتضحك لك إزاي يعني هي لسه صغيرة مش بتضحك. فأقسم الصبي يردد و الله بتضحك لي تقدم غانم و حلا عند أبنتهما ليروها بالفعل تضحك لأول مرة في مهدها فنظرا للصبي بغيرة و شړ ثم نظروا لبعض و قال غانم لحلا دي ضحكت له قبلنا حلا يبقى نطردهم . غانم صح . حلا و لا بلاش نبقا قللات الذوق هما ما عملوش حاجة ابنهم إلي عمل. حلا صح . حاول غانم مدارات غيرته على ابنته حتى رحل صلاح و أسرته و هو دلف للبيت مع حلا و أبنتهم يتفرد بدفئ عائلته الصغيرة بعد عناء
بدأت بالعزف على ألحان الزفاف. فخرجت صفية وسهر على الصوت مهرولين والكل مصډوم بما يحدث إلا صلاح الذي أرغمها على تأبط كتفه عنوة و سار لجوارها بزهو هدفه الأساسي فقع مرارة كل من زينات وجليلة. وأخذ يصعد درجات السلم الخارجي للبيت كي تقودة لفناء البيت من الداخل . وكانت ريم مضطرة للسير بحذاه متسيبة كروس الماريونت تماما والكل من خلفها بشعور واحد مختلف العلة.. مصډومين مقهورين. صفية وسهر مقهورين بفعلته فعلى ما يبدو أنه قد تزوجها فعليا. وزينات و جليلة مقهورين كذلك فقد تمكن من غيظهم وقهرهم وهما قليلي الحيلة أمامه الآن. لكن صړخت جليلة توقف تلك الفوضى بسس خلاااص. توقفت المزيكا على الفور فقال صلاح أنتي بأي حق توقفيها خلاص بقا خلصنا .مش عملت النمرة وأرتاحت. قولت لك ماخلصناش .. ده إلي جاي سواد
فوق روسكم كلكم. صړخت فيه ريم پغضب خلاص بقا كفاية... انت ايه...مش بتفكر في أي حد خالص أيوة... أصل أنا راجل ژبالة ... إيه رأيك..أعجب هزت رأسها بتعب لا تعلم إلى أين وكيف سينتهي المطاف فيما تحدثت صفية متسائلة بغل وجنون ايه إلي بيحصل ده يا صلاح... إنت أتجوزت البت دي رد عليها يبتسم ببلاهة وإنسجام أيوة. ثم أشار على والدتها وجدتها و ردد وهسوي الوليتين دول على الجانبين زي الفراخ في الشواية. لم تتحمل كل من صفية وزينات وهجمن عليه يضربنه..فأشتبك معم بالأيدي كعراك السيدات في الشوارع حتى تراجت كل واحدة منهم للخلف. خلع معطف بذلته وألقاه أرضا يردد أنا هربيكوا يا عيلة واطية . ھجما عليه من جديد فتبادل معهم الضړب غير معتبر لكونه رجل وهن سيدات... كان يضربهما بغل حقيقي . إلى أن صړخت فيه ريم بس حرام عليك... دول أد أمك. أم مين دول فيهم صحى عني.. وديني لعلمكم الإدب. ثم نظر للكل وقال أه.. نسيت أقولكم... أنا هرد سهر ...ست البيت وأم الولاد...وهنعيش مع بعض كده كلنا عيشة هارون الرشيد. صدح صوت زينات وجليلة في نفس واحد نعم نعم يالدلعدي! زي ما سمعتوا.... دقي يا مزيكاااااا.. دقت الفرقة موسيقاها من جديد وبدأ صلاح يصعد الدرج ساحبا ريم معه عنوة وهو يهتز متراقصا و أتمخطري طري طري يا عروسة وأتشجلع لع لع يا صلاااااااااح.