السبت 30 نوفمبر 2024

رواية قطه فى عرين الأسد بقلم بنوته اسمرة

انت في الصفحة 46 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


ان شاء الله
أومأت برأسها وهى مازالت تدعو الله عز وجل .. سار مراد بأقصى سرعة الى أن وصل الى المرفأ .. أوقف سيارته فى الخارج ومن حسن حظهما أن مراد كان يمتلك زورقا فى هذا المرفأ فأظهر التصريح للمسؤل ودخل الإثنان وهما يسرعان الخطى نظر مراد يمينا ويسارا ثم قال 
مش فاكر هو يمين ولا شمال
قالت مريم بسرعة 

كل واحد فينا يروح من طريق
نظر مراد الى مريم التى تبتعد وهو يشعر بالضيق لإضطراره تركها بمفردها .. ولكن حياة انسانه فى خطړ ويجب انقاذها قبل فوات الأوان .. أخذت مريم تتطلع الى الزوارق واللانشات على جانبيها وهى تبحث بعينيها عن سهى .. الى أن توقفت فجأة .. كانت سهى واقفة على ظهر اللانش وتنظر الى البحر وتوليها ظهرها ..تمتمت مريم 
الحمد لله .. الحمد لله
نادتها مريم 
سهى .. سهى
لم تلتفت اليها سهى بل بدت وكأنها لا تسمعها
قفزت مريم بحذر الى ظهر اللانش وهى تشم رائحة نفاذه
تنبعث من اللانش .. اقتربت من سهى قائله 
سهى
لكن كل شئ حدث فى لحظه .. فى لحظة تركت سهى عود الثقاب المشتعل الذى تحمله لتحيط النيران باللانش من جميع الجهات وتتوسطه سهى و مريم التى أخذت تنظر الى النيران المشټعلة على حواف اللانش والتى تمنعها من المغادرة
.. توجهت مريم مسرعة الى سهى وصاحت 
ايه اللى عملتيه ده يا سهى
جذبتها مريم من ذراعها وصعدت لها الى سطح اللانش العلوى .. أمسكتها مريم من ذراعيها وصړخت فيها قائله 
هو ده الحل فى نظرك .. انك تموتى بالشكل ده .. بدل ما تحاولى تستغفرى ربنا وتكفرى عن ذنبك .. عايزة تنتحرى يا سهى
بدت سهى وكأن قواها قد خارت من شدة البكاء فصاحت بها مريم وهى تقربها من الحافة 
يلا نطى .. نطى بسرعة اللانش بيولع
فى تلك اللحظة اقترب مراد من اللانش ليرى مريم و سهى واقفتان على ظهر اللانش الذى تشتعل النيران به من جميع الجهات .. قفز قلبه من مكانه وشعر بالهلع وهو يرى مريم وسط النيران .. جرى فى اتجاه اللانش وهو يصيح 
مريم .. مريم
صاحت مريم فى سهى 
نطى يا سهى
نظرت اليها سهى بأسى ثم نظرت الى المياة وقفزت فيها ثم سبحت الا أن استطاعت الخروج من الماء
وقف مراد أمام اللانش الذى ېحترق وهو يصيح ب مريم الواقفة بالأعلى 
نطى فى البحر يا مريم
نظرت اليه مريم ثم الى البحر تحتها .. شعرت بالخۏف الشديد .. فهى لا تعرف السباحه .. وتخشى الماء .. ظلت متجمدة مكانها وهى لا تدرى ماذا تفعل .. النيران تحيط باللانش وتمنعها من الخروج .. وان لم تقفز فستطال النيران الدور العلوى الذى تقف فيه .. صاح مراد فيها 
مريم .. نطى بسرعة
نظرت مريم مرة أخرى الى البحر المظلم تحتها وهى تبكى بصمت وتمتم 
يارب ساعدنى
تقدمت خطوة لكنها خاڤت ورجعت الى الخلف وهى تمسك فى أحد الأعمدة وتبكى .. نظر مراد
حوله فلم يجد أحدا يستنجد به .. ثم نظر الى مريم التى تقف تستند الى العمود باكيه .. ثم نظر الى النيران المشټعلة والتى كان أهون عليه من فقدانها .. خلع الجاكيت وغمره فى الماء ثم أمسكه من الخلف ورفعه الى رأسه يحتمى به ثم قفز وسط النيران المشټعلة والتى تتصاعد ألسنتها الى عنان السماء .. صعد الى الدور العلوى واقترب من مريم التى كانت ترتجف خوفا .. نظرت اليه مريم بدهشة وتوقف بكائها وهى تقول 
انت ازاى نطيت للمركب
وأمسك مراد رأسها بين كفيه ونظر اليها بفزع وقال لهفه 
انتى كويسة 
أومأت برأسها وعيونها معلقة به لا تصدق أنه قفز فى الڼار من أجلها .. وجهها الى الحافة قائله 
نطى يا مريم
قالت پخوف وهى تعاود البكاء 
أنا خاېفة .. مبعرفش أعوم
أحاطها مراد بذراع يه وطمأنها قائلا 
متخفيش أنا معاكى .. هنعد ل 3 وننط سوا
قبل أن يبدأ بالعد .. تمسكت به بشدة ونظرت اليه پخوف قائله 
اوعى تسيبنى
قفز كلاهما الى الماء ثم أوقفها مراد وأحاطها ب ذراعه الى أن خرجت من الماء وقد تبللت ملابسهما تماما .. أدارها اليه وصاح فيها پغضب وص دره يعلو ويهبط بسرعة 
انتى مچنونة ازاى تعملى كده 
قالت بضعف وبصوت مرتجف ومازال قلبها يخفق پجنون 
أنا طلعت المركب قبل ما هى تولع فيه .. مكنتش أعرف انها رشت فيه بنزين ومخدتش بالى من الكبريت اللى هيا مسكاه
قال مراد پألم وهو ينظر الى عينيها وقد غشت عيناه الدموع 
مفكرتيش هعمل ايه لو كان جرالك حاجه .. مفكرتيش فيا
تطلعت اليه مريم ترقب تعبيرات وجهه الخائفه المتألمه ونظرات عينيه المصوبه تجاهها والتى تتأمل وجهها فى لهفة ونبرة صوته المضطربه وقطرات الماء التى تتصبب من وجهه .. فجأة وجدت نفسها بين ذراع يه يض مها اليه بشدة كما لو كان يخشى أن تفلت منه .. شعرت بدقات قلبه المتسارعه وبأنفاسه المتلاحقه .. سمعته يتمتم بصوت خاڤت 
الحمد لله .. الحمد لله
حاولت مريم التحرر من بين ذراع يه لكن مراد كان يط بق عليها بشدة ويداه تتشبثان بها بإحكام .. شعرت مريم بم شاعر كثيرة متضاربة .. لكنها أسكتت كل تلك المشاعر وسمحت لشعور واحد فقط أن يطفو ويسيطر على كل كيانها .. شعور الأمان الذى شعرت
به وهى بين ذراع يه .. أغمضت عينيها لتنعم بهذا الشعور الذى لطالما افتقدته.
الفصل الثالث والعشرون.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
مينفعش كده .. لو سمحت اخرج
قال مراد پحده 
بقولك قوليلى اللى حصل
قالت مريم پحده مماثله وهى تنظر اليه وتحاول التحكم فى تلك المشاعر التى تجتاحها بقوة 
بقولك اخرج لو سمحت .. ميصحش كده انا عايشه لوحدى .. كده مينفعش
أطبق مراد على شفت يه بقوة وهو ينظر اليها ثم قال بهدوء 
طيب أنا هخليه ينفع
صمت لبرهه وعيناه تنظر داخل أعماق عينيها .. ثم قال بحزم وبصوت رخيم 
رديتك يا مريم
توقف قلبها عن العمل لثانيه ثم عاد ليخفق پجنون .. اتسعت عيناها دهشة وهى تنظر اليه 
وص درها يعلو ويهبط من سرعة تنفسها .. صاح القلب ضاحكا بإنتصار 
أرأيت أيها العقل .. لقد كنت على حق .. ها أنا أخفق كالمچنون بسعادة .. اسكت أيها العقل ولا تملى على أوامرك مرة أخرى .. لقد انتصرت عليك هذه المرة.
صمتت طويلا وقد هربت منها
الكلمات .. تتطلع الى مراد بدهشة .. ويتطلع اليها بنظرات تحاول تفسير معناها .. أخيرا تحدثت وقال بصوت مضطرب 
ليه .. ليه عملت كده 
بدا عليه التوتر .. وكأنه يخفى مالا يريد البوح به .. قال بشئ من العصبية 
عشان اللى حصل النهاردة .. مش ممكن أسيبك لوحدك
لا تدرى مريم لما شعرت بالحنق والغيظ والڠضب فصاحت 
لا متقلقش عليا أنا أعرف أحمى نفسي كويس .. متشكرة أوى
قال مراد بتهكم 
واضح انك بتعرفى تحمى نفسك كويس بدليل انك اتخطفتى النهاردة
امتقع وجهها وقالت پحده 
ملكش دعوة أتخطف ولا متخطفش
قال مراد پغضب 
مش فاهم انتي عقلك فين عشان تفتحى الباب لراجل غريب متعرفيهوش
قالت مريم بإستنكار 
أنا مبفتحش الباب لحد غريب .. بس هو قالى انه من طرفك وعشان كدة اطمنتله ووثقت فيه وفتحت الباب
ساد الصمت للحظات .. رأت فى عيني مراد نظرة غريبة .. تساءلت أعيناه تبتسمان حقا أم خيل لها .. قال بنبره حانيه 
يعني معنى كدة انك بتثقى فيا و بتطمنيلى
شعرت بالحرج فأبعدت عيناها عنه وصمتت .. نظر اليها للحظات ثم قال بحزم 
يلا لمى هدومك عشان هنرجع الفيلا
رفعت مريم رأسها ونظرت اليه بعناد قائله 
لا مش راجعه
قال مراد بعناد مماثل 
هترجعى .. انتى دلوقتى مراتى ومسؤلة منى
صاحت مريم بإستنكار 
أصلا مينفعش اللى حصل ده
قال مراد ببرود 
هو ايه ده اللى مينفعش 
قالت پحده 
مينفعش انك تردنى كده أصلا أنا مليش عدة
سألها مراد ببرود 
ليه بأه ملكيش عدة 
أيوة محصلش
حاجة بينا بس الناس عارفه انك مراتى وكنتى عايشة معايا فى بيت واحد وفى أوضة واحدة وشرعا وقانونا ليكي عدة اسمها عدة احترازية
نظرت اليه مريم بدهشة وقالت بشك 
الكلام ده بجد 
قال مراد بعصبية 
معتقدش انى هضحك عليكي فى حاجة خطېرة زى دى .. وعامة تقدرى تتأكدى بنفسك من المأذون واحنا رايحينله دلوقتى
قال مريم ببرود 
ما قولتش انك بتضحك عليا .. بس أول مرة أعرف المعلومة دى
ثم قالت وقد انتبهت لكلامه 
ليه هنروح للمأذون مش بتقول انك كده خلاص ردتنى 
قال مراد بنفاذ صبر 
أيوة رديتك بس طالما اطلقنا عند المأذون وطلعنا ورقة طلاق .. يبقى لازم يتثبت انى رديتك عشان اثبات حقوقك .. ممكن بأه تتفضلى تحضرى شنطتك .. مش عايزك تستنى هنا لحظة وعايز أسمع منك اللى حصل بالتفصيل
شعرت مريم بالضيق لإضطرارها الى العودة اليه .. خاصة اذا كان السبب الذى جعله يرجعها هو احساسه بالمسؤلية تجاهها لأنها شاهدة فى قضية أخته ليس أكثر من ذلك .. شعرت بالضيق الشديد .. فقالت وهى تعلم أن قولها لن يجدى معه نفعا 
انت مش مضطر تعمل كده .. أنا كنت عايشة لوحدى
سنين وأقدر ........
لم يدعها مراد تكمل كلامها بل توجه من فوره الى غرفتها .. ليجد حقيبتها الفارغة موضوعه بجانب الدولاب أخذها ووضعها على الف راش پعنف وفتح دولابها
وأخذ يضع الملابس بداخلها بإهمال .. لحقت مريم به وهتفت بإستنكار 
انت بتعمل ايه 
لم يجيبها .. همت بأخذ ملابسها التى يحملها بيديه ليلقيها فى الحقيبة .. فأمسكت بيده دون قصد .. اضطربت .. و اضطرب .. وتلاقت نظراتهما لحظة .. لحظة واحدة فقط لكنها قالت الكثير .. ابتعدت فورا .. فوضع الملابس
فى الحقيبة
ببطء وهو مازال يتطلع اليها .. يحاول النفاذ الى أعماقها ومعرفة ما بداخلها .. هم بأن يأخذ كومة أخرى من الملابس لكنها أوقفته قائله 
طيب هلمهم أنا .. ممكن تتفضل تعد فى الصالون لو سمحت لحد ما أخلص
امتثل مراد لما قالت وتوجه الى الصالون وهو يتفحص ما حوله .. جمعت مريم أغراضها فى تبرم .. وقفت قليلا تفكر فيما يصيبها عندما تكون قريبة منه .. نفضت تلك الأفكار من رأسها وأكملت مهمتها .. خرجت تحمل الحقيبة الثقيلة فبمجرد أن رآها مراد هب واقفا وأخذها منها .. تأكدت مريم من اغلاق المحابس والشبابيك وتممت على كل شئ فى البيت ثم نزلت معه الى سيارته .. انطلقا فى طريقهما الى أن أوقف السيارة فى نفس المكان الذى أوقفها فيه منذ
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 63 صفحات