بقلم أم فاطمة "مكة
أصاب النعاس جفنيها فجاءها زائر ما فى منامها يستغيث بها بعد أن وقع فى وحل من الطين ولم يستطع النهوض .
فمد لها يديه لكى تنشله من هذا الوحل فمدت له مكة يدها فأخرجته فتشبث بيديها ولم يتركها .
ثم أفاقت مكة من نومها على صوت آذان صلاة العشاء مبتسمة أن أكرمها الله بإنقاذ أحدهم
فمن يا ترى هو
أدت مكة فرضها وعندما توجهت لفراشها للنوم تخلل لأذنها صوت مشادة بين والداتها وزوجها.
هتجوزه يعنى هتجوزه وأنا خلاص اتفقت مع الراجل ولا عايزة تطلعينى عيل قصاده
قضبت حكمت جبينها وهمست برجاءيا راجل حرام عليك ده قد ابوها ومجوز بدل الوحدة اتنين .
عباس..مليش فيه .
هو راجل مقتدر وهيعشها فى نعيم وإحنا هينوبنا من الحب جانب .
حكمت أنت عايزنى أبيع بنتى عشان الفلوس .
المهم هتجوزه يعنى هتجوزه .
وهو جى بكرة إن شاءالله نقرء الفاتحة ونحدد معاد الخطوبة وكتب الكتاب وبعدها الډخلة على طول عشان المعلم حنفى الجزار مستعجل .
حكمت بنفاذ صبر حرام عليك يا راجل والله اللى بتعمله فيا أنا وبنتى ده هتروح من ربنا فين
عباس پغضب أنت بتدعى عليه يا وليه حرمت عليك عشتك أنت وهى .
وفهمى بنتك لو موفقتش ملهاش قاعد تانى فى البيت ده .
سمعت مكة الحوار ولكنها لم تجرؤ على مناقشته أو الرفض فهى لا حيلة لها سوى رحمة الله .
فتكورت مكة على نفسها فى فراشها حيث وتسللت العبرات من عينيها على وسادتها وتمتمت پقهر حسبى الله ونعم الوكيل .
وفى أحد الأقسام .
ركان بصوت جهورى عالى ..أنت يا زفت يا شاويش منصور دخل المتهم خميس .
منصور برهبة..حاضر يا باشا .
فدفع منصور المتهم خميس دفع إلى ركان مسددا لها الضړب على مؤخرة رأسه بضربات متتالية .
خميس بذل..الرحمه يا باشا الله يخليك .
فوقف ركان أمامه والڠضب يمتلكه وقد برزت العروق فى رقبته قائلادلوقتى بتقول الرحمة وكانت فين الرحمة لما قټلت صاحبك وعشرة عمرك عشان مية جنى كنت سلفهم منه ومردتش تردهم .
فصفعه ركان صڤعة قوية على وجهه قائلا بزمجرة..قالوا للحرامى أحلف .
أنت هتستهبل يلا أنت بصماتك على السکينة اللى غرزته بيها لما خدته على خوانه وهو ماشى بضهره .
فاعترف من سكات يا حيلتها وإلا ما هتطلع من هنا إلا على نقاله .
ذعر خميس و انهار وانهمرت الدموع من عينيه وعلم إنه لا مفر من الأعتراف بجريمته فاعترف بقوله .. .كانت لحظة شيطان يا باشا صدقنى ومكنش فى بالى أعمل حاجة زى دى خالص .
فخۏفت قصاد صحابى فأول مجه يمشى وعطانى ضهره راحت غارز فيه السکينة راح مستحملش وطب ساكت وأنا كنت قاصد بس أخوفه .
ضحك ركان بسخرية والله كنت خاېف من ڤضيحة صغيرة أديك بعقلك ده أتفضحت قدام الخلق كلهم .
ثم أخذ ركان يسدد له الركلات وحدة تلو الأخرى والرجل ېصرخ .
فولج إليه فى تلك اللحظة أخيه رياض
فانزعج من ضړب ركان قائلا..كفاية يا ركان وخلى القانون ياخد
مجراه أفضل من الضړب ده .
فانظر له ركان بحدة ثم أشار إلى الشاويش منصور لأخذ خميس إلى الحبس .
وبعد أن غادر سخر ركان من رياض قائلاهتفضل طول عمرك قلبك رهيف كده قانون إيه وبتاع ايه اللى بتكلم عنه
الناس دى ميجيش معاهم غير كده عشان ينطقوا ويعترفوا .
رياض..مش لازم بالضړب أقيد الخناق عليهم وواجهم بالأدله وهما هيعترفوا .
ركان..ايوه يا حنين المهم حضرتك سايب شغلك وجى ليه
رياض بضحك عشان الست الوالدة مشددة عليه أشوفك كل شوية وأطمن
إنك موجود عشان متزوغش كده ولا كده عشان معاد العروسة .
قضب ركان جبينه وزفر بضيق قائلايادى العروسة والجوازة اللى شكلها هم دى من أولها .
رياض مش عايزها أنا فى الخدمة وعايز أتاهل من دلوقتى .
ركان ..ياريت اشربها أنت مبروك عليك بنت المحافظ .
رياض بتهكم مالها بس
البت على حسب علمى حلوة ومركز ووظيفة قيمة فمالك مزربن كده
وياريت كان ينفع بس حضرتك الكبير ولازم أنت تخوض المسيرة ونحن من ورائك .
ركان مش حابب أجوز بالطريقة دى ولا حابب فكرة الجواز أصلا.
إلا لو لقيت فعلا بنت احبها من قلبى واتمنى تكون من نصيبى غير كده فحياة الحرية أفضل .
رياض عندك حق هو الحب إحساس جميل بس تقريبا دلوقتى بقه مقتصر على الأفلام والروايات غير الواقع تماما فخلينا يا سيدى فى الواقع والله اعلم يمكن تحبها .
ركان بتنهيدة حارة..لما نشوف الهانم اللى عشان خاطرها ضيعت سهرة النهاردة .
رياض بغمز ..يا سهراتك يا عمنا متخدنى معاك مرة .
ركان بسخرية لا السهرات دى للكبار .
فنكزه رياض بغيظ ليه شايفينى عيل قصادك ولا إيه
طيب قدامى وحلال فيك شاهى بنت المحافظ .
ركانكده امرى لله يلا بينا .
زوجة المعلم حنفى الجزار الأولى وتدعى إجلال ذهبت لزيارة زوجته الأخرى تهانى على حين غرة .
فطرقت إجلال الباب بطرقات متتالية وسريعة تنم عن الڠضب .
سمعت تهانى صوت الطرقات فزفرت بضيق ..ايوه يلى بتخبط مالك مسروع كده
ما براحة شوية على الباب هيتخلع فى إيدك .
ثم توجهت لفتح الباب لتفاجىء بضرتها إجلال .
تهانى بعبوس ست إجلال !
ده إيه اللى رماك علينا النهاردة مش بعاده يعنى .
إجلال وهى تدفعها برفق أمامها ثم تغلق الباب .اللى جابنى هو المر اللى عايشه فيه يا تهانى .
وأهو أنت كمان هتدوقيه زى مدوقته قبلك .
مهو كاس وداير .
تهانى بإستغراب بس متزوقيش كده.
وهو إيه يا حبيبتى ده اللى ادوقه
أنت شكلك جاية تجرى شكل على الصبح .
وبنظرة تكبر وثقة وهى تضع يديها فى جمبيها تابعت
ومش قادرة لغاية دلوقتى تستوعبى إن المعلم إجوزنى عليك.
إجلال بسخرية حيلك حيلك يا ست تهانى مش اوى كده .
ومتخديش فى نفسك قلم وياستى اللى خدته القرعة تحده أم الشعور .
تهانى بغيظ..بقولك إيه يا ست أنت إصطبحى وقولى يا صبح وأدخلى فى الموضوع على طول عشان مش فاضية ثم حاولت أن تدب فى قلبها الغيرة بقولها .أصلو رايحه أعمل للمعلم شوربة الكوارع اللى بيحبها من إيديه .
إجلال محركة شفتيها يمينا ويسارا قائلة بسخرية..وماله يا أختى أعمليله مهو عريس جديد برده ومحتاج تقويه .
ثم ضحكت بإستهزاء .
تهانى بنفاذ صبر قصدك إيه وعريس إيه
متدخلى فى الموضوع على طول .
إجلالقصدى إن المعلم ناوى يعملها لتالت مرة يعنى هيجوز عليك أنت كمان يا حلوة وتدوقى نفس الكأس اللى دوقته من قهر وذل .
إرتجفت تهانى واهتز فأستندت على الحائط وقالت بصوت متحشرج..لا لا أنت أكيد كدابة وبتقولى كده عشان غيرانة منى عشان أحلى وأصبا منك .
إجلال بتهكم مهو برده منقى حتة كده صغيرة لسه .
بس عادية زى عود القصب بس لسانها يتلف فى حرير وممكن تاخد الليلة كلها مننا .
ولو مش مصدقانى أسئليه بنفسك وهو هيقولك أصل المعلم حنفى صريح فى الحجات دى بذات .
تغير لون تهانى وتطاير الشړ من عينيها قائله ..هى مين دى اللى ما تسمى وأنا أروح أولع فيها
إجلال ..البت المسهوكة مكة بنت حكمت .
معرفش عجبه فيها إيه المقشفة دى .
بس صراحة كل رجالة وستات الحته بيحبوها عشان بت جدعة ولسانها حلو وفى حالها .
ا بإحدى كفيها صاړخه .يا مصيبتى بقه المعلم يبص للبت دى عليه أنا .
دى ولا ريحه ولا طعم ومتسماش وحده ست فى سوق الحريم .
إجلالوالله أسئليه أنت بنفسك إيه اللى عجبه فيها
تهانى بغيظوأنا لسه هسئل أنا هروح أجبها من شعرها هى ولى يشددلها .
المهم جاية معايا ولا جاية تغظينى بس
إجلال معاك طبعا بس تفتكرى نعملها دلوقتى ولا نستنى لما تكون معاه فى الكوشة ونديها العلقة التمام عشان متفكرش وحدة تانية تبص للمعلم بتاعنا
سهام والدة ركان فى إستقبال ضيوفها شاهيناز ووالدها اللواء ومحافظ البلدة وزوجته حنان .
سهام بإبتسامة .أهلا اهلا شرفتونا بزيارتكم .
حنان..أهلا بيك الشرف لينا .
سهام . ماشاءالله على بنتنا شاهى زى القمر .
شاهيناز بخجل .ميرسى .
سهام أتفضلوا فى
الصالون
وصليهم يا ريم .
ريم بأبتسامة صفراء .أتفضلوا .
ثم ولجت سهام لغرفة ركان لتخبره أن عروسه قد حضرت فوجدته نائم .
فأمسكت الوسادة بغيظ شديد ثم ألقتها فى وجهه فقام مڤزوعا مخرجا الميرى من أسفل وسادته وسدده إليها بدون شعور سهام پغضبأنت أتجننت يا ولد فترفع سلاحک فى وشى .
فرك ركان عينيه متثائبا بنعاسمعلش يا امى كنت بحلم إنى فى عملية للقبض على عصابة.
سهام بغيظوحضرتك ده وقت نوم كنت بعتقد إنك بتنهى لبسك عشان تطلع تقابل الضيوف .
ركان بتثاؤب..ضيوف مين
سهام لا أنت زودتها عن اللازم ثم أمسكت بكوب الماء الذى على المنضده بجانبه ثم سكبته على وجهه ليستفيق .
فڠضب ركان
وأعتدل من جلسته قائلا ليه يعنى كل ده
منا قعدت ساعة استناهم وحضراتهم أتأخروا فعينى غفلت ڠصب عنى من إجهاد الشغل .
سهام بتوعد شديد ..قدامك خمس دقايق مفيش غيرهم يا سيادة النقيب عقبال ما نحضر السفرة للعشا وألاقيك قدامى بره .
فاهم
ركان بنفاذ صبر .فاهم .
غادرت سهام وتركته يتخبط لا يدرى ما يرتدى فى تلك الدقائق القليلة .
فسحب سريعا بنطال باللون البيچ وتيشريت بأكمام طويلة كاجول باللون الزهرى .
ثم صفف شعره بإحترافية ونثر عطله المفضلة.
فولج إليه رياض فصفر بفمه قائلا..إش إش يا حضرة النقيب مز جامد أنت والعروسة برده مزه شعر أصفر وعنين زرقة وأعتقد سنانها بيضه .
مش متأكد .
مش باينه اوى من صباع الروچ اللى وكلاه .
ركان بضحك يخربيت كده إهدى يا حضرة الملازم .
ربما يكون الجمال ده جمال صينى مضړوب مش أصلى .
رياض مداعبا خصلات شعره اه اتصور طب والعمل نوصى البت ريم عليها وهى هتعرف تجيب قرراها وتوقعها ركان أسكت بلاش أنا هعرف لوحدى أنا واخد على الأشكال دى وأعرف الطبيعى من الصناعى.
رياض..يا لعبك يا عم خلاص لما يجى الدور عليه هاخدك معايا تعاين البضاعة .
واتفضل يلا عشان أمك بتغلى بره وبتقرمشلك .
ركان حد قالها عايز أجوز تشرب بقه .
رياض بمداعبة .. .معلش هدى الدور وأزمة وتعدى يا اخويا متعملش فى نفسك كده .
ركان بضحك هتموتنى وأنا لسه عايز أشوف الدنيا اللى بره .
رياض