بقلم أم فاطمة "مكة
كالڠضب والتكبر وإهانة كل من يتعرض له .
فحدث نفسه ركان.. إيه مالك مش على بعضك
لا إثبت كده كويس دى وحدة ولا راحت ولا جت وتلاقيها حفظلها درس وبتجربه فيك مفروض أنت قوى ومش بيأثر فيك حاجة .
فأثبت ورد عليها إياك تضعف .
فاعتدل ركان وثبت واقفا وتجهمت ملامحه ولكن صوته تحشرج بعض الشىء فهمهم ..أنت بتقولى إيه يا أنسه فكرانى تلميذ فى حصة دين
لكن لو كان وقت غير كده كنت عرفت إزاى أعرفكم مين ركان الزيات .
فتمتمت عنان الحمد لله إنك مش فاضى زوق عجلك يا اخويا ألا وقعت قلبى .
ركان بصوت غاضببتقولى إيه يا زباله أنت
إرتجفت عنان قائلةلا مبقولش بقول طريق السلامة يا باشا .
ولكن مكة تقدمت لتقف أمامه قائلة بكل ثقة .
اتسعت عين ركان من الإندهاش بقوة تلك الفتاة رغم ضعف ا ولم يجد ما يقوله لها ففضل الإنسحاب حتى لا تشعر بضعفه وهو من هو
مرددا على مسامعه ما قالت .
وحاول أن يتجاهل صوتها الذى يرن فى أذنيه .
ولكنه لم يستطع .
حتى إنه وضع يده على أذنه كأنه يحاول صم أذنه عن كلماتها ولكن بلا فائدة .
تخشبت عنان فى مكانها محدقة بعينيها بصديقتها مكة غير مصدقة إنها إستطاعت وقف هذا البركان عن إحراقهما .
متفوقى مشى خلاص متخفيش .
عنان بإندهاش .أنا مش عارفه منين جتلك القدرة تكلمى معاه كده
إذ كان أنا بيقولوا عليه بسبع ألسان ومعرفتش أرد عليه .
وأنت اللى بتكسفى من خيالك كنت وقفاله ولا هركليز أنت تحولتى كده إزاى
مكة بضحك .هركليز إيه بس ده أنا لو حد زقنى أقع وربنا.
جوايا بتطلع لما بشوف اى حد بيتعدى حدوده مع ربنا .
عنان بتصفير بس براوة عليك يا بت يا مكة كان عامل زى الفار المبلول بس بيقاوح .
لغاية مهرب .
فضحكت مكة .ألفاظك دى هتودينا فى داهية .
عنان..اضحكى اضحكى هو الواحد فى الدنيا دى بيملك إيه غير ضحكه حلوه كده من القلب .
ادينى رايحه للغلب من تانى والمعلم حنفى فى إنتظارى .
عناناه صحيح معلش يا حبيبتى يمكن اللى تخافى منه ميجيش أحسن منه .
بس لو الموضوع سلك كده ومشى كويس متنسيش أختك حبيبتك فى اللحمة.
مكة بضحك صحيح زى مبيقولوا هم يبكى وهم يضحك .
يلا بينا وزى متيجى تيجى وكل اللى ربنا كتبه حلو .
وصلت مكة إلى الحارة فاستوقفها حمادة النمس فتوة الحارة.
حمادة بغمز الجميل عامل ايه مش ناوى يحن عليه بكلمة ولا بنظرة
ولا لازم أغنيله زى عبد الحليم قولى حاجة اى حاجة قول بحبك قول كرهتك
بس قولى اى حاجة يا حبيبى .
مكة پغضبعلى فكرة عيب اوى اللى بتعمله ده مع بنت حتتك .
إزاى توقفنى كده وتسمعنى كلمتين ملهمش لزمة
وقال إيه بيسموك راجل وفتوة الحتة وأنت بتتعرض لبنت حتتك .
اوعى كده من طريقى وإلا ولى خلق الخلق هخلى اللى ميشترى يتفرج عليك يا فتوة الحارة .
ارتسمت ملامح الڠضب على وجه حمادة قائلا ما براحه عليه شوية يا مدمزال مش كده الكلام .
الكلام اخد وعطى وأنا معملتش غلط .
وأنت على العين والراس لا مؤاخذة .
وأنا طلبك فى الحلال يعنى مغلطتش فها إيه قولك بقه
إرتبكت مكة وحاولت التفوه ولكن وجدت من يمسك تلابيب ملابس حمادة من الخلف پعنف قائلا بصوته الجهورى الغاضب ..أنت إيه موقفك مع خطيبتى يا عرة الرجاله مش فتوة الرجاله .
عشان أنت بس فتوه على العيال الصغيرة والناس الضعيفه .
فكلمنى يا حيلتها دلوقتى راجل لراجل وورينى الجدعنه .
انتفض حماده من صوت المعلم حنفى وصدم عند سماعه كلمة خطيبته فنظر لمكة پقهر وحزن ثم همس .بجد الكلام ده يا مكة .
فدمعت عين مكة على حالها ما بين رجل فى عمر والدها وبين شاب وضع مكان عقله عضلاته فأصبح لا يفقه شىء ثم أسرعت من أمامهم راكضة للأعلى .
حنفى بتهكمعجبك كده
لازم تكسفها يعنى
ثم تابع بثقة ..
ايوه خطيبتى وقرى فتحتى عليها النهارده ثم أشار إلى زوج والدتها ليأتى فأتى عباس .
حنفى وهو ينظر لحمادة بتشفى مش يلا بينا يا عباس أهى عروستى جت .
فيلا نبل الشربات ونكيد الأعادى .
عباس وقد أبتسم من فرط سعادته من الخير الذى سيأتى من وراء تلك الزيجة ..اه طبعا يا معلم يلا بينا ده إحنا حصلتلنا البركة والله .
فدفع حنفى حماده حتى كاد أن يسقط أرضا ولكنه تمالك نفسه ثم ركض إلى منزله باكيا حتى لا يرى دموعه أحد وهو فتوة الحارة .
وصدق من قال
ومن الحب ما يجعل أقوى الرجال كالخرقة الباليه .
صعدت مكة والدتها باكية .
حكمت بغصة مريرةيا عينى عليك يا بنتى ياريت كان بإيدى حاجه منك لله يا عباس .
مكة پبكاء..أدعيلى بس يا أمى بالصبر والرضا .
حكمت ربنا يصبر قلبك يا ضنايا ويقويك على اللى أنت فيه.
مكة يارب يا أمى تصورى أنا دلوقتى كنت محتاجة بابا اوى يمكن لو كان لسه عايش مكناش
أتبهدلنا كده .
فدمعت عين حكمت قائلةايوه يا بنتى هو فيه زى ابوك الله يرحمه كانت الناس كلها بتشهد بأخلاقه ورجولته وكان هو كل حاجة فى حياتى .
مكة كنت بتحبيه يا امى
حكمت..ياه كلمة بحبه دى متكفيش ده كان حب عمرى كله .
ومكنتش أتخيل أبدا إنى أجوز من بعده حتى رفضت عمك لما طلبنى للجواز مع إنى كنت متأكدة إنه بيحبنى .
ولولا الپهدلة اللى اتبهدلتها بعد مصاحب البيت اخد الشقة أنا مكنتش أبدا أجوزت بس خۏفت عليك من الناس وكلاب الشوارع .
فاضطريت أجوز اللى مايسمى عباس .
لم تتم حكمت كلماتها حتى
سمعت صوت أقدام عباس والمعلم حنفى على الدرج .
كما تخلل لأذنهم صوت ضحكاتهم المستفزة فانقبض قلب مكة ثم أسرعت لغرفتها تنعى حالها .
ولج عباس والمعلم حنفى للداخل.
عباس لحكمتقومى فزى يا وليه .
خدى من المعلم حنفى الشربات ده وبليه .
وشوحى حتتين لحمه كده لزوم العشا .
وكمان بسم الله ماشاءالله جايب بتاع اسمه باكت شاى .
يعنى يدوبك تسخنى ماية وتحطى البتاع فيها يبقى شاى .
حاجة كده ألاجه وأنضف من التفل اللى بيعمله الواد حمامه بتاع القهوه .
حكمت بتنهيدة حزينة امرك يا اخويا .
عباس طيب أسرعى يختى وخفى كده بدل ما أنت عاملة زى برميل الطرشى .
ونادى المحروسه بنتك عشان تقعد تكلم مع عريسها وتتفاهم معاه عقبال متخلصى ونقرا الفاتحة
.
حكمت بنظرة غل له ..حاضر هناديها .
ولجت حكمت لإبنتها فوجدتها قد تلطخ وجهها بسواد الكحل من عينيها بفعل الدموع .
حكمت بإبتسامة مصطنعة تخفى بها حزن قلبها .يلا يا عروسة
عريسك بره مستنيك وجايب معاه الخير كله .
يلا يا بنتى وأديك هتخلصى من الفقر والجوع وتعب الشغل .
فمعلش قومى عشان خاطر أمك حبيبتك أغسلى وشك واطلعيله عشان المخفى عباس ما يسمش بدنا فى الكلام .
نظرت مكة لوالدتها نظرة إستعطفاف لعلها تنهى تلك المأساة قبل أن تبدء ولكن والدتها تهربت من نظراتها وأسرعت للخارج قائلة همى يا بنتى الله يسيئك .
فاعتدلت مكة واقفة ورفعت أكف الضراعه لله تناجيه يا كاشف الهم والبلوى فرج عن أمتك الضعيفه فليس لى سواك .
وتوجهت المرحاض تغسل وجهها ثم نظرت للمرآه وتحسست بيديها وجهها قائلة..هو أنا صحيح ملامحى عاديه ومش جميله اوى امال ليه المعلم ده مصمم يجوزنى وكمان حماده عينيه بتقول إنه بيحبنى
يعنى ارضى بالمكتوب بدال مفيش فرص قدامى أحسن
وهو الجمال كان مقياس لفرص لجواز أحسن ولا هو نصيب وقدر .
ثم جال أمامها صورة النقيب ركان فوجدت على ثغرها ابتسامة لا تعلم لها سبب .
ولكنها سرعان ما عاد وجهها للعبوس ثم تنهدت بمرارة واستعدت
للولوج إلى عريسها المنتظر المعلم حنفى .
توجه ركان لقسم المنتزة فى محاولة منه لإخراج فتاة الليل كرميلا صديقة دلال .
قابله من فى القسم بترحيب ووتعظيم فهو ابن اللواء مجدى الزيات هذا بجانب طالته التى تفرض على الجميع إحترامه ومهابته .
الرائد محمد بترحيب .اهلا وسهلا نقيب ركان نورتنا بالزيارة والله .
ركانتسلم يا محمد والله ده نورك وياريت متكسفنيش فى الطلب اللى هطلبه منك دلوقتى .
محمد أنت تؤمر يا ركان واحنا ننفذ .
ركان ..كلك ذوق يا حبيبى .
بقولك بس فيه بت جابوها النهاردة عندكم أداب اسمها كرميلا.
بت عيله كده لسه وأول مره تعملها .
وصراحه حد من أهلها أتوسطلى عشان سمعة العيلة وكده .
ووعدونى إنهم هيمسكوها عندهم ومش هيخرجوها أبدا عشان تتعلم الأدب .
فأنا يعنى طمعان فيك يا سيادة الرائد تقفل المحضر وتكتب إنها أتقبض عليها عن طريق الخطأ وتخليها تطلع معايا بهدوء .
اتسعت عين محمد بذهول محدثا نفسه ركان بذات نفسه جى عشان يشفع لبنت زى دى .
وأداب كمان حاسس الأمر وراه حكاية بس مقدرش أرفضله طلب عشان مصلحتى النهاردة عنده بكره عندى .
فابتسم ابتسامة مصطنعة قائلا..اوى اوى عشان خاطر عيونك يا باشا بس مشفهاش تانى هنا .
ركان ..لا متقلقش أول وأخر مرة .
محمد للعسكرى هات البت كرميلا من الحجز .
العسكرى امرك يا باشا.
فأتى بها العسكرى ليراها ركان فيجدها فتاة فى عمر الزهور لا يتخطى عمرها سبعة عشر سنة.
ملامحها الأنثوية مازالت صغيرة ولكنها تحمل من الهم فى وجهها ما يقال إنها تعدت الستين عاما.
رق لها قلب ركان القاسى لأول مرة وتسائل ما دفع تلك الطفلة للسقوط فى بئر الهاوية مبكرا هكذا
ركان..أنت كرميلا
كرميلا بحزن ايوه أنا يا باشا .
الرائد محمد پغضب..حبى بوسى إيد سيادة الرقيب ركان .
عشان لولاه كنت زمانك بكره هتترحلى النيابة.
ويتعملك قضية أداب معتبرة بس هو عشان خاطره هطلعك منها معاه دلوقتى عشان أهلك بس الغلابة الطيبين دول .
اتسعت عين كرميلا قائلة بإندهاش أهلى
ثم تابع محمد بس عارفة لو شوفت وشك هنا تانى هعمل فيك إيه مش هرحمك ومش هقبل أى حد يدخلك تانى .
فبكت كرميلا وبصوت منبوح من البكاء خلاص يا باشا حرمت أخر نوبه والله .
ثم ركان .
ركان وهو خلاص ويلا قدامى عشان مش فاضى لأمثالك .
فذهبت معه إلى