الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 132 من 251 صفحات

موقع أيام نيوز


بينهم بلاش يعرف مننا يابنتي خليها هي اللي تقوله ويحلوا مشاكلهم مع بعض 
بعد قليل دلف راكان إليها بأمير كانت تغط بنومها بسبب المهدئ وضع أمير الغافي بجوارها ثم تسطح بجوارهما
مرت الساعة رمشت جفنيها عدة مرات نظرت لكفيها المتشابك بكفيه وذراعه الآخر الذي يحاوطهما أطبقت على جفنيها ثم تذكرت ماصار فكت كفيهاوحاولت أبعاد ذراعيه وشهقات خرجت من جوفها وهي تهمس 

بابا بابا ماټ فتح جفنيه على صوت بكائها وهي تحاول نزع المحلول استدار إليها سريعا 
ليلى بتعملي أيه هتعوري نفسك لم تهتم لحديثه ونزعت الكانولا وانزلت بساقيها المرتعشة من فوق الفراش 
بابا بابا حبيبي عايزة أشوفه 
اهدي ح
ظل لبعض الوقت بجوارها حتى ذهبت مرة أخرى بنومها جلس يتأمل ملامحها التي بهتت بالكامل مسح على وجهه پعنف كلما تذكر حديثها اعتدل ثم تحرك للخارج يبحث عن حمزة اتجه حيث جلوسه وأشار بعينيه وتحرك لخارج المشفى أشعل تبغه وهو ينفثه پغضب 
وصل حمزة إليه متسائلا 
إيه اللي بيحصل ياراكان! استدار له وكأن سؤال حمزة أخرجه من شروده فتحدث 
اللي هو إيه مش فاهم!
اقترب حمزة واقفا بجواره ينظر للأمام ثم اتجه إليه 
إيه اللي حصل وخلاك محضرتش العملية! 
لفظ الهواء المعبأ بدخان تبغه بقوة من رئتيه ثم تحدث
شوية شغل المهم عايزك تفهمني إيه اللي حصل يوم ماكنتوا مسافرين أنا مفهمتش منك حاجة 
رفع اكتافه للأعلى 
ولا أنا فاهم حاجة كل اللي حصل وقفوا العربية وحجزونا ساعتين وبعد كدا وصلونا المطار 
تجمد بمكانه محاولا ربط الأحداث ببعضها 
الكلام دا قبل سفركم بساعتين يعني الساعة اتناشر كدا 
أومأ حمزة برأسه وقال بنبرة مشككة 
انا من يوم ماجيت بحاول استنتج مين دول وليه بيعملوا كدا حتى مهتمش اقولك حاجة الا لما انت سألت 
أخذ راكان يتذكر ذاك اليوم عندما هاتفته ليلى 
راكان إنت وحشتني قوي ياريت ترجع دلوقتي محتاجاك قوي ثم أغلقت الهاتف 
أطبق على جفنيه مكور معصمه ثم اتجه إلى حمزة 
دا مش موضوع يتخبى عليا ياحمزة قولتلك مليون مرة لازم تقولي كل حاجة حتى لو بسيطة 
اقترب حمزة يمسكه من عضده
تقصد ايه ياراكان هو فيه حاجة حصلت 
تحرك راكان متجها إلى غرفتها دلف يبحث عنها فيبدو انها استيقظت للتو
خرجت من المرحاض متجهة لأداء فريضة الصلاة توقفت عندما وجدته أمامها 
احاطها من أكتافها 
ليلى جدي هددك بإيه لأخر مرة هسألك 
أنزلت ذراعيه بهدوء 
ولا حاجة عايزة اصلي ممكن تسبني اصلي ولا دا ممنوع 
ضم وجهها ينظر إلى مقلتيها 
ليلى ليه مضتي على ورق الطلاق جدي كان خاطف والدك صح وضغط عليكي عشان تمضي صح هزها پعنف عندما وجد سكوتها 
مش بتردي ليه ليلى لو سمحت رفعت نظرها إليه وظهرت غيمة من دموعها 
خلاص مش هيفيد أنا حاولت اتكلم معاك وانت رفضت مهما أقول دلوقتي مش هيغير حاجة 
حدجها بهدوء قائلا 
انا كنت متأكد ان فيه حاجة بس متوقعتش انك تعملي فيا كدا 
تحركت بعيدا عن مرمى نظراته 
راكان الكلام معدش هيفدنا لو سمحت مش عايزة اتكلم لأنك مهما تعمل مش هتعالج قلبي اللي اندبح ومهما أعمل مش هتنسى 
جذبها پعنف ونظر إليها بعيون منتفضة غاضبة 
مش إنت اللي تقولي انتهى ولا لأ واتأكدي ياليلى لو اللي في دماغي صح صدقيني مش هتلومي غير نفسك قالها ثم تحرك خارج لشركته 
بعد إنهاء صلاتها خرجت متجهة لرؤية والدها توقفت أمام العناية بجوار كريم 
بابا عامل ايه دلوقتي! 
حاوط ذراعيها وأجابها 
كويس الحمد لله أنا خۏفت قوي ياليلى أو مرة أحس إني طفل ومحتاج له 
انسدلت عبراتها على وجنتيها 
أنا كمان حاسة إني ضعيفة قوي من غيره ربنا يرجعهولنا بالسلامة 
مرت عدة أيام وأفاق عاصم من غيبوبته جلس الجميع يتناولون وجبة الغداء بإحدى المطاعم المشهورة ببرلين جلست بجواره تطعم ابنها كان يطالعها بإشتياق فلم يرى ابتسامتها منذ عدة أيام 
وضع الطعام أمامها قائلا 
شايفك متغيرة اليومين دول وبقيتي ترجعي كتير لسة موضوع البرد 
نظرت درة منتظرة إجابتها فهربت من انظاره واجابته 
تغيير الجو من هنا لهناك ثم وضعت بعض الجبن تلوكها
بهدوء 
اتجه بانظاره إلى سمية 
إحنا هنسافر بكرة ان شاءالله عندي أشغال كتيرة متعطلة بما أن الأستاذ عاصم بقى كويس وحمزة هيرجع بالليل وهيفضل معاكم لحد ماترجعوا بالسلامة 
اومأت برأسها متفهمة 
شغلناكم يابني ربنا يبارك فيكم 
مسح فمه ورفع رأسه قائلا 
متقوليش كدا حضرتك والأستاذ عاصم غالين علينا واحنا في مقام ولادكم مش كدا ولا إيه يالولا 
رفعت حاجبها وتحدثت بسخرية
كدا ياحبيبي ماهم بيقولوا جوز البنت بيكون ابن 
كتم ضحكته وهي ترمقه بنظرات ڼارية فكلما تذكرت مافعله بصباح اليوم تود لو تطبق على عنقه اتجهت بانظارها إلى والدة نوح 
وحضرتك هتسافري معانا ياخالتو ولا هتستني ماما 
اجابتها والدة نوح
لا ياحبيبتي نوح هو اللي هيسافر معاكم انا هستنى ارجع مع ماما ڼصب عوده متجها للخارج وهو ينظر إلى نوح 
هروح اخلص شوية شغل واروح على البيت وانتوا تعالو مع نوح وكفاية كريم يكون مع والده لحد مايرجع حمزة 
نهضت متحركة خلفه أسرعت قبل دلوفه لسيارته 
استنى توقف وهو يواليها
ظهره وانتظر حديثها اتجهت حتى وصلت إليه 
ممكن اعرف هرجع معاك ليه أنا عايزة افضل مع ماما لحد مانرجع ببابا مش عايزة يربطني بيك مكان واحد ولا عايزة اشوفك إيه هتاخدني ڠصب عنيإحنا اتفقنا على الطلاق ليه هرجع البيت معاك
اندفعت الډماء إلى اوردته وسرت كالنيران الذي شعر بها ټحرق احشاؤه فأمسكها من عضدها يضغط عليها بقوة 
عايزة تقعدي اقعدي إنما أمير لا ويكون في علمك اول شرط في طلاقنا تتنازلي عن امير وعن كل حاجة كتبها سليم قالها ثم دفعها بعيدا عنه بقوة واستقل سيارته وتحرك سريعا
بالقاهرة صباح اليوم الذي عاد به راكان وليلى 
خرجت أسما تستنشق بعض الهواء فمنذ أكثر من أسبوع لم تخرج من منزلها اعتلت حصانه وبدأت تتجول به بين الحقول لبعض الوقت ثم عادت إلى الأسطبل وجدت أسيا تجلس بجوار المهرة التي ستقوم بولادتها 
هي هتولد ولا إيه ياأسيا! 
أومات أسيا مبتسمة
ايوة شكلنا هنرحب بيها قبل وصول نوح استمعت أسما لرنين هاتفها نظرت إليه مستغربة 
دي ماما ياترى بتتصل ليه ياخوفي ليكون جوزها بيضربها زي كل مرة 
أيوة ياماما على الجانب الآخر 
أسما الحقيني أختك وقعت من السلم ومش عارفة اعمل ايه وابوها مبيردش 
تحركت سريعا متجهة لسيارة زوجها وقادتها متجهة للخارج دون حديث حتى مع أسيا 
خرجت بسرعة وهي تتحدث مع والدتها 
انا في الطريق ياحبيبتي خلاص هخرج على الطريق العام أهو 
تحركت لبعض الكيلومترات حتى قطعت طريقها سيارتين وبها بعض الخارجين عن القانون فتحوا عليها باب السيارة وبسرعة كالبرق قاموا بحقنها ووضوعها بسيارتهم وتحركوا سريعا 
بعيادة يونس 
جلس مغمض العينين يشعر پألما يكاد يفتك بجنبه دلفت الممرضة 
دكتور يونس أقبل كشف النهاردة ولا ألغي زي كل يوم 
أشار بيديه بالرفض 
لا مش قادر ممكن تمشي إنت وانا شوية وهروح 
أومات برأسها وتحركت للخارج ظل كما هو محاولا السيطرة على آلامه وضع يديه يضغط على جنبه مټألما استمع إلى صوتها واستنشق رائحتها 
يونس ممكن نتكلم لو فاضي فتح جفنيه سريعا واعتدل جالسا 
تعالي ياحبيبي 
شعر بأن الكون يدور به فزاغت نظراته محاولا السيطرة على نفسه حتى لا يغشى عليه 
جلست سيلين بمقابلته طالعته پألما وشعرت بۏجع حاد بصدرها بعدما أحست بألمه 
عايزة أعرف إيه اللي حصل في الليلة إياها وفعلا إنت لمستني زي مابتقول 
أشار بيديه عندما فقد القدرة على الكلام 
نهضت متجهة إليه تقف أمام مقعده 
إنت تعبان جذب كفيها وأجلسها على ساقيه وحاوطها بذراعيه يضع رأسه بخصلاتها وانفاسه ټضرب عنقها حتى شعرت برجفة بجسدها فهمست بإسمه 
يونس لو سمحت مينفعش كدا وجاوب على سؤالي مش تضطرني اروح لدكتور نسا 
رفع نظره إليها ينظر لموج عيناها 
طيب ماأنا دكتور ماتيجي اكشف عليكي وهو زيتنا في دقيقنا 
لکمته بصدره حتى تأوه
يخربيتك ايدك تقيلة يامفترية حاولت النهوض ولكن كان المتحكم نظر لعيناها الساحرة وأردف
كل اللي عايزك تفهميه انك ملكي وهتفضلي ملكي لحد مااموت عايزة تتحرري مني موتيني زي ماكنتي عايزة وهترتاحي 
ابتلعت ريقها بصعوبة وقفلت جفونها بشدة تحاول السيطرة على مشاعرها التي اجتاحتها من نبرته الشجية 
يونس مالك ايه اللي حصل! قالتها سيلين بقلب ينتفض خوفا من حالته 
صاحت على المسعفين بمشفاه ضغط على كفيها قائلا 
أنا كويس أنا مأخدتش العلاج بس
انسدلت عبراتها وهي تهز رأسها بعدما وجدت شحوب ملامحه قائلة پبكاء 
انا السبب ياريتني مۏت
وريحتك مني 
يونس حبيبي افتح عيونك يونس عشان خاطري افتح عيونك رمش بجفنيه مبتسما 
أنا كدا لو مت هكون مرتاح أخيرا سمعت حبيبي صاحت به غاضبة 
خليك معايا بس اهم وصلو افتح عيونك ووعد مني مش هسيبك أغمض جفنيه بعدما شعر بغمامة سوداء 
بقصر البنداري 
وصل راكان بمرافقة ليلى صعدت لغرفتها بعدما أخذت زينب أمير لأشتياقها له دفعت الباب هروبا منه فكلما تذكرت حديثه تكاد تجن 
دفع الباب ودلف للداخل 
انا مش بكلمك مبترديش ليه كانت تشعر بأنياب حادة تنهش بصدرها ونيران ټحرق قلبها دنت منه وبدأت تلكمه بصدره بقوة 
هموتك لو قربت مني سمعتني وهطلقني ڠصب عنك وهاخد ابني وامشي بعيد عن البيت المقرف دا 
جذبها حتى ارتطدم ظهرها بصدره فهمس بجوار اذنها بصوتا كفحيح أفعى قائلا 
مفيش طلاق إلا بشروطي هتقبليها تمام مش هتقبليها هخليكي عايشة طول حياتك هنا ومش بس كدا هكرهك في اليوم اللي اتولدتي فيه 
فاق الألم بداخل صدرها من كلماته التي اخترقت جدار روحها ټطعنه بخناجر مسمۏمة وللحظة احست بأن الأرض أصبحت كفوهة بركانية تحت قدمها فتحدثت بصوتا كادت أن يكون قويا
وانا مستحيل أوافق على كدا حتى لو وصل بيا الحال اتنازل عن أمير ولا إني اجيب منك ولاد 
ابتلع مرارة الإهانة وجاهد في إخفاء اعتصار اضلعه أمامها ولكن كيف وأصبح ألمه
فاق الحد فكلماتها نزلت على عنقه كنصل سکين بارد ذبحته على مهلا حتى فاق الألم حدود الوصف 
فتراجع عدة خطوات وهو يستدار ليغادر الغرفة قائلا 
تمام عندي سفر تلات ايام هرجع ونخلص إجراءات الطلاق بس هتتنازلي عن امير 
قالها وخرج سريعا وكأنه مطارد من عدوه 
خرج بروح محترقة وقلبا ېتمزق الما خطوات رغم سرعتها الا وكأنه سيخطو على لهيب من جهنم 
وصل إلى مكتب جده بفيلا خالد دفعه بقوة حتى كاد الباب ان يتحطم 
نهض
 

131  132  133 

انت في الصفحة 132 من 251 صفحات