رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
الخادمة
مدام ليلى حضرتك ارتاحي وانا هجهز الاكل المستشار
هزت رأسها رافضة
لأ روحي أنت دلوقتي ووقت السحور هبعتلك تحركت العاملة للخارج وقفت لتقطيع بعض الخضروات شعرت بوجود أحدهما خلفها
كدا تخليني نايم لوحدي وقاعدة تاكلي فسدق وبندق تراجعت برأسها للخلف ه
راكان بتعمل ايه عيب كدا
زعلان منك بجد عقدت ذراعها تطالعه بسخرية
شوف مين اللي بيتكلم مش
حضرتك اللي فارض العقاپ شكل حضرة المستشار بينسى
احنا اتصافينا على فكرة نزلت غاضبة وهتفت بسخط
وأنا متصفتيش مش الجارية بتاعة حضرتك وقت ماتحب ووقت ماتكره
تراجع بعض الخطوات ثم استدار متحركا للخارج دون حديث
قبضت على منامتها ثم ضړبت الأرض باقدامها
ماشي ياراكان اتجهت لأنهاء وجبة طعامه خرجت بعد قليل ووضعت الطعام على المائدة
جهزتلك أكل كان ينظر بهاتفه رفع نظره الى الطعام ثم اتجه إليها
غيرت رأيي هاخد ذبادي بس هاتيه وعايزه طازة
مالكم ضيقت ليلى عيناها ثم اتجهت ببصرها لأسعد
عمو اسعد جهزت السحور بدري النهاردة بالهنا على قلبك انت وماما زينب قالتها واتجهت إلى المطبخ وخرجت بعد دقائق معدودة بيديها سرفيس ثم وضعته پغضب أمامه
دا اللي موجود عجبك تأكله انت حر مش عجبك قوم صلي ركعتين وادعي لنفسك بالهداية ثم استدارت إلى زينب وأسعد
اتجهت زينب لأبنها
غلطت المرة دي ياسيادة المستشار يعني وقفت وعملت كل الاكل اللي حضرتك بتحبه وفي الاخر تقولها غيرت رأيي
تراجع مستندا على المقعد مردفا
ماما الدنيا مش خربت يعني قولت ماليش نفس ثم اتجه لوالده
أنا عارفة انك اعقل من كدا وبطل شغل العيال دا انا لو منها كنت شلت الأكل وحميتك بيه
توسعت عيناه بذهول فأشار على نفسه
الكلام دا ليا ياست الكل ڼصب عوده وحمل بيديه كوب الزبادي واستدار متحركا
طيب الاكل عندك ياست ماما بالهنا انتي وسعودي
ماشي ياليلى هتروحي مني فين قالها واتجه إلى غرفته
باليوم التالي عصر اليوم عاد من عمله هرولت كيان إليه
بابي حملها على وجنتيها
حبيبة بابي فين اخواتك ياقلبي أشارت لباب الغرفة وتحدثت
زين جوا مع نانا وانطي داليا وأمير في النادي مع مامي
مسد على خصلاتها ثم انزلها
طيب روحي العبي بالجامز بتاعك هوصل لجدو جلال وراجع
تحركت خطوة ثم تراجعت اليه بابي !!
استدار متوقفا ينظر إليها
أشارت بكفيها قائلة
وطي عايزة أقولك حاجة
انحنى يستمع إليها
مش حضرتك قولت اللي بيفطر في رمضان بيروح الڼار علشان كدا ميرو بيصوم
ضيق عيناه منتظر باقي حديثها فلوحت بكفيها
طب ليه مامي كانت بتاكل امبارح بالنهار مانجة وكمان شوفتها بتاكل فراولة مش كدا مامي هتروح الڼار
ابتسامة ساخرة تجلت على ملامحه فحاوط ابنته قائلا
كوكي بتسمع كلام بابي مش كدا
اومأت برأسها بالموافقة فأكمل قائلا
متتكلميش
تاني وتقولي حاجات تشوفيها علشان كدا عيب يابابي اوكيه
اومأت برأسها
اوكيه بابي أشار لها
ياله حبيبتي روحي العبي تحركت متجهة للخارج فأوقها
كوكي استدارت له فتحرك متجها إليها لثم جبينها قائلا
اي حاجة تخص مامي بس تقوليها لبابي وبس حتى أمير ممنوع تقوليله حاجة اوكيه
همست له
بابي هيعاقب مامي صح يابابي
ذهب ببصره البعيد وابتسم
أكيد ياروح بابي ياله روحي
وصل إلى بيت
جلال دلف للداخل متسائلا
فين فرح!
أجابته سارة
قافلة على نفسها دلف إليها بعدما طرق على باب غرفتها وجدها تجلس على الفراش تحتضن ثياب طفلها وعبراتها تنساب على خديها بصمت
تنهد ثم تحرك متجها إليها وجلس بجوارها على الفراش قائلا
رغم انك اذيتيني اوي واذيتي سليم الله يرحمه بس عمري مافكرت عقابك يكون بالقسۏة دي انا حاولت اقرب من الولد علشان سليم الله يرحمه مش علشانك ابدا
رفعت نظرها إليه وهمست بنبرة متقطعة
ابني وحشني أوي ياراكان قلبي وجعني عليه لسة صغير اوي
ادعيله بالرحمة يافرح مش يمكن يكون شفيعك يوم القيامة
مش هقدر اقولك انسيه بس اقدر اقولك ساعات ربنا بيختبرنا لنقوى أنت جواكي حاجة نضيفة وكويسة ولو مكنتيش كدا مكنتش وقفت جنبك
اللي شفعلك عندي حبك لسليم الله يرحمه علشان كدا بقولك انسي الماضي وابني حياة جديدة ونضيفة بعيد عن الخداع والكذب
نهض من مكانه ثم أشار على خصلاتها
الأول لازم توقفي مع نفسك وتراجعيه وتدخلي من باب التوبة نلبس حاجبنا اللي ربنا أمرنا بيه ونتقي ربنا في أعمالنا واقوالنا وبلاش نبص للناس على أننا الملوك وهم العبيد
ازالت عبراتها قائلة
ياااه ياراكان اتغيرت اوي
ابتسامة تجلت بملامحه فلمعت عيناه قائلا
ربنا يرزقك بشخص يغيرك للأحسن يافرح ياله قومي اتوضي وصلي وادعي ربنا بقلبك وان شاءالله حبيبتي قلبك هيرتاح
استدار متحركا فاستمع إلى همسها
شكرا يابن عمي استدار بابتسامة مريحة أرسلت لقلبها الآمان ثم تحرك متجها إلى منزله
بعد عدة ساعات دلف إلى غرفتها وجدها تغفو بهدوء
تحرك حتى وصل إليها
ليلى فتحت عيناها تنظر إليه مستفهمة
فيه حاجة جلس على المقعد ثم أردف
اه نمتي قبل ماتاكلي الزبادي ليه
ثم رفعت بصرها إليه
اكيد بتهزر ياراكان جايلي في نص الليل علشان تقولي ماأكلتش ذبادي ليه هو اصلا وقت السحور جه نظرت بالساعة ثم جلست على ركبتيها وأشارت بسبباتها
اطلع روح كل زباديك برة انا تعبانة وعايزة انام
ڼصب عوده واتجه إليها ثم انحنى يحاوطها بذراعه
الڠضب دا كله علشان قولتلك كلي ذبادي
فتراجعت للخلف عانق عيناها بنظراته فتحدث بهمس
شكلك متعرفيش فوايد الزبادي ياروحي غير أنه مهضم ومغذي ومابعطشش إلا أنه أنه لذيذ
ضيقت عيناها
الزبادي!! غمز بعينيه قائلا
أنا قولت غيره يالولة هو مش إنت صايمة برضو وتعرفي أهميته
فهمت مايشير إليه فتراجعت متكأة على ظهر فراشها
خلصت دروسك لأهمية الذبادي اطلع برة وطبق عمليا بقى عايزة انام مش عايزة دروسك الهابطة عندك كوكي وأمير وبكرة زين ينضم لهم طبق دروسك عليه
اتجه يجلس بجوارها
بتغظيني صح بټنتقمي مني ياتنتي الغالية
كتمت ابتسامة واشاحت ببصرها عنه قائلة
راكان بجد عايزة انام وشكلك فاضي تدريبات أمير في النادي هلكتني كل يوم غير الشغل وحضرتك كمان مفيش كلمة تراضيني كل اللي عليك عقاپ وبس
رفعت عيناها ونظرت لمقلتيه
إنت عارف بقالك اد ايه وانت بعيد عني عارف بقالي ولا حسيت بدقات قلبك عارف دا كله عامل فيا ايه ورغم كدا بحاول اراضيك وانت كأن عقابك ليا بيسعدك بس هقول ايه ماانا متعودة على الألم
تجمعت الدموع تحت أهدابها الكثيفة وشعرت بإرتجافتها هي تستأنف مرارة بعده
بقيت افرح من مجرد من أي حجة منك او حتى إبتسامة انا تعبانة بجد ومستهلش منك كدا
مش معقول دا
اشش ممكن تسكتي علشان لو حسيتي بربع الأشتياق اللي جوايا مكنتيش سبتيني كدا
انسابت عبرة من جفنيها تهز رأسها خرجت من أعماق روحه هامسا لها
وحشتيني اوي اوي ياروح راكان رفعت رأسها قائلة
لسة زعلان مني هز رأسه بالنفي ا
مكنتش زعلان منك كنت مضايق والفرق كبير
انت روحي ياليلى عارفة يعني ايه يعني مقدرش يعدي يوم من غير ما اشوفك واسمع صوتك بقيتي إدماني ياحبيبي وفرحان بالادمان دا ومش عايز اتعالج منه مولاتي
وحشتني أوي معذبي رفع ذقنها وبحر بشمسه فوق ملامح وجهها الذي يشبه القمر متسائلا
لولة هتاكل الذبادي وتصوم بكرة نزلت برأسها للأسفل بخجل وهمست له
مولاتك اصلا بتعشق الذبادي ومش هتعرف تصوم من غيره
قهقه بصوت مرتفع حتى لمعت عيناه بطبقه كرستالية من العبرات قائلا
طيب ماتيجي اقولك على فوائد أخرى بس زبادي بالفراولة مش سادة
بعدة عدة أسابيع وخاصة قبل عيد الفطر المبارك بيومين
انتهى من صلاة القيام ودلف بجوار يونس يبحث عنهما هرولت قمر إليهما
بابي جه رفعها يونس
حبيبة بابي فين مامي
نزلت سيلين من الأعلى
أنا هنا حبيبي خصلتوا تسائل راكان
ليلى فين لسة مجهزتش
أشارت للأعلى
لأ لسة كانت بتراجع مع أمير طبعا داليا مشيت وكل حاجة بقت فوق دماغها صعد للأعلى قائلا
اسبقونا يايونس متخدش الولاد معاك علشان هيبقى المكان زحمة توقف على الدرج واستدار إليه
الولاد هنخرجهم في العيد اومأ يونس ثم سحب كف سيلين وتحرك للخارج
ولج للداخل يبحث عنها استمع الى صوت المياه تحرك متجها إليها دفع الباب بهدوء
وحياة المد اللي في راكان دي لازم اساعد مولاتي
وصل بعد فترة إلى الحسين تتابع المشهد الجلل عن كثب
راكان قلبي بطنطط بالسعادة المكان روعة حبيبي شعور بالهدوء يغلف الأجواء وكأن القلوب هنا استكانتها تحركت بزهو وسعادة
معقول ياليلى عمرك ماجيتي هنا
هزت رأسها بالنفي
عمري ماجيت الحسين بابا وماما بس اللي كانوا بيجيوا
رفعت عيناها إليه
بس احسن حاجة إني مجتش حبيبي بجد المكان يخطف القلب
انحنى يهمس لها
لمعة العيون الحلوة دي خاصة بحبيبك ياليلى هزعل وكمان بلاش تضحكي كدا مش ضامن نفسي
وضعت رأسها باكتافه وتختبأ بإبتسامتها الخلابة
وصلوا للمكان المحدد الذي ينتظره اصدقائه به وهرولت تحتضن اختها
درة وحشتيني تعانقت الأختان فتحدث حمزة ساخرا
اللي يشوفكم كدا يقولوا كل واحدة فيكم في بلد
اتجهت ليلى إليه
بقالي اسبوعين ياحضرة الافاكادو مشفتهاش سحبت كفيها وتحركوا بعيدا بعض الشئ أما راكان الذي توقف يتساءل
فين يونس ونوح !!
أشار إلى وجودهم
قاعدين هناك اهو ياله اتأخرت ليه كدا
تحرك دون حديث حتى وصل إلى جلوس الجميع
عامل ايه يادكتور !!
حبيبي كويس اخبارك ايه فرحان اوي بالعزومة دي
نهضت الفتيات
هنلف شوية في البازارات دي لحد مايجي ميعاد السحور نهض من مكانه يسحب كفيها
المكان زحمة حبيبتي مينفعش تمشوا في الوقت دا
اتجه بنظره لأصدقائه
تعالوا نلف شوية تحرك الجميع يتجولون في شوارع الحسين
كانت تتحرك بجواره كفراشة متنقلة بخفة تدلف الاماكن الدينية والأثرية
توقفت أمامه
راكان ممكن طلب !!
وضع كفيه بخصره
مش ملاحظة طلباتك كترت ياليلى مع اني قولتلك مفيش حركة في المكان ومجرد ماوصلنا عايزة تلفي المكان كله
ضغطت على ذراعيه
حبيبي بليز توافق كانت نظراته تطالعها بصمت لحظات ثم أشار إليها
اتفضلي لما اشوف اخرك ايه ضحكت بصوت خاڤت وهتفت
حبيبي وهو ڠضبان بيكون قمر
رفع حاجبه ساخرا
لأ والله بيبي انا علشان تضحكي عليا هاتي اخرك ياليلى وبلاش شغل السهوكة
أنا مسهوكة ياراكان زعلانة بجد ارتفعت ضحكاته
إن كيدهن عظيم ياروحي توقفت ونفخت وجنتيها بضجر
برضو مقولتش اللي عندي سحب كم من الهواء ثم زفره وأشار إليها
قولي بسرعة
اقتربت ه قائلة
حبيبي النهاردة ستة وعشرين رمضان عايزة اقعد هنا لحد الفجر
توقف يحدجها
بعدم فهم
يعني ايه!
احتوت كفيه وحاورته بهدوء
الليلة ممكن تكون ليلة القدر عايزة احضر التهجد هنا وحياتي ياراكان الموضوع دا مهم اوي بالنسبالي وانا مقررة من البيت
وتحدث
حاضر ياليلى مقدرش اقولك لا في العبادة
رفع ذقنها وتامل فرحتها بعيناها اللامعة
الابتسامة دي عندي بالدنيا كلها لثم جبينها عندما همست له
ربنا مايحرمني منك ياقلب لج
ابتاعت الكثير من الأشياء التذكارية مع التقاط الصور التذكارية ولا يختلف الأمر عند الآخرين وصل راكان إلى اصدقائه جلسوا جميعا في جو من الحب فتحدث يونس قائلا
أول مرة أحس برمضان الأجواء هنا تحسسك انك