رواية لن أكن كريما معها
الدار
من 15 سنة مروا كنت ف دار أيتام الرحمة اعمامي بعتوني هناك بعد ما أهلي توفوا ف حاډثة عربية ومبقاش إلا أنا مبقاش إلا روح طفلة 5 سنين مش مدركة يعني إيه المۏت يخطف روح حد بتحبه يعني أيه أقرب ناس ليها يتخطفوا من قدامها فجأة كده يعني ايه تتيم وتتلطم ف الدنيا بعد ما كانت أسعد طفلة بين أسعد ماما وبابا ف الدنيا !
طفلة 5 سنين كانت مستنية فسحة جميلة سهرة ع شط اسكندرية ملاهي أبوها وعدها بيها دبدوب روحي بعيونه
شكرا
رجع بضهره لورا الطيارة مش مخيفة لدرجة العياط
أنا مش بعيط بسبب الطيارة
بص باهتمام أومال إيه
وقتها افتكرت إن مينفعش أحكي لحد مش عارفاه حاجة عني فقولت ببطئ
مش عشان حاجة مش عشان حاجة خالص
متأكدة
أها
كل واحد ركن رأسه وسرح مع نفسه متكلمناش بعدها طول الطريق لحد ما الطيارة نزلت أخيرا وصلت وصلت كوريا !
حلم حياتي قعدت أغلب عمري ف الملجأ ببحث ع كوريا وعن المنح بتاعتها كنت بحلم باليوم اللي آجي فيه هنا كنت بحلم بيها !
حلم عمر اتحقق ف لحظة
حلم عمر اتحقق ف غمضة عين
أد إيه ربنا كريم !!
نزلت وأنا بلف حوالين نفسي وببص بابتسامة ع كل ركن ف كوريا أنا كنت بحلم باليوم ده من زمان أوي !
فضلت ماشية كتير لحد ما زهقت من المشي وهبطت بصيت ف الساعة لقيت عدت ساعة كاملة من وقت ما نزلت من الطيارة
رجعت تاني للمطار وأنا بدعي ربنا ألاقي الشخص اللي ماما رحيمة قالتلي هلاقيه مستنيني ف المطار عشان يوصلني للسكن يكون واقف لسه أنا عارفة إني لما بفرح بتصرف تصرفات هبلة والله بس حقيقي مش هاعرف أوصف فرحتي بإني ف كوريا حاليا
رجعت فعلا ولقيت بنت هناك ابتسمت أول ما شوفتها وأنا بقول بارتياح
ابتسمت اتأخرتي ليه حصل حاجة معاكي
لأ أبدا
مشينا سوا لحد العربية ساقتها وهي بتقولي
الشخص اللي كنت هاوصله للسكن معاكي وديته ورجعت تاني عشان أشوفك معرفتش أستناكي كتير عشان اتأخرتي
ابتسمت بهدوء أسفة إني أزعجتك بس كنت مبسوطة بكوريا وإني جيت هنا فمحستش بنفسي وأنا بلف وبتفرج ع الشوارع
ابتسمت لسه هاتحبيها أكتر وأكتر
البنت اللي وصلتني للسكن اديتني رقمها
وقالتلي لو عوزت أي حاجة منها أكلمها ع طول وبعدها مشت
فتحت الباب بالمفتاح وبعدين
دخلت وأنا خاېفة بصيت ف نواحي البيت كله وف الآخر ملقتش حد معقول هرب
دخلت أول أوضة قابلتني واترميت ع السرير وأنا مغمضة عيني من الأرهاق ع قد ما كان اليوم متعب بالنسبالي ع قد ما كنت مبسوطة أوي
حسيت بباب الأوضة بيتفتح فرفعت رأسي بإرهاق م ع السرير لقيته هو أحيه !
نفس الشخص اللي كان راكب معايا ف الطيارة
انت إزاي تدخل عليا الاوضة كده ! وبعدين انت هنا ليه بتراقييني
أنا والله
أوعي تكون مفكر إني عشان سمحتلك تتكلم معايا ف الطيارة إنك هاتصاحبني وتفكرني من البنات إياهم لأ فوق يا بابا كده انت متعرفش انت بتكلم مين
مين
رفعت رأسي بوقار أنا فاطمة
وأنا يوسف
ابتسمت تشرفت جدا والله إيه ده انت بتأكل بعقلي حلاوة
أنا جيت جنبك يا بنتي
أيوه ضحكت عليا وخلتني أقولك إني اسمي فاطمة
مقولتليش فاطمة إيه بقا
فاطمة س إيه ده انت بتشتغلني تاني
قعد ع الكرسي لأ أنا خلاص تعبت
قوم برا لأحسن والله اتصل بالبوليس
أيوه اتصلي
روحت ناحية الموبايل ومسكته وبعدين افتكرت أني مش حافظة الرقم فبصيتله پخوف
قولتلي الرقم كان إيه
لقيته فجأة بيضحك جامد لدرجة إن عيونه دمعت من الضحك فاتغاظت منه أكتر فقولت
انت بتضحك ليه
أصلك زي الأطفال أوي
أنا طفلة
طفلة بس إيه قمر
الله يخليك والله لو
قام وحط إيده ع بوقي وهو بيقول ممكن أتكلم
حركت رأسي پخوف أهه
انتي أكيد عارفة إن السكن هنا بيبقا عبارة عن شخصين ف كل بيت وحظي إن أنتي الشخص ده
قصدك يعني إن إحنا هانعيش هنا مع بعض
تخيلي بقا
رجعت لورا من الصدمة ومقدرتش أتكلم لأ يارب مش هاقعد مع واحد لوحدي هنا هاتولي يارا أنا عايزة يارا مبعرفش أنام من غيرها
قفلت باب الأوضة بالمفتاح بعد ما خرج وراح الأوضة التانية وبعدها اتصلت ع يارا
وحشتيني أوي
كوريا حلوة من غيري يا واطية
مش عارفة أقعد م غيرك والله
عشان تعرفي قيمتي بس
ضحكت أما أنا قاعده مع واحد ف السكن إنما ايه قماار
احكيلي بسرعاااه
حكيتلها وكانت مبتسمة طول الوقت يارا ركني الهادي الوحيد اللي كانت عوض ليا ف الملجا بعد ما فقدت أهلي
تاني يوم صحيت وخرجت من الأوضة لقيت الحليوة بيفطر أول ما شافني وابتسم وهو بيقول
صباح الخير تعالي افطري
صباح الخير لأ شكرا
تعالي افطري مش هاقولها تاني
المفروض أخاف أنا كده يعني
لأ المفروض تيجي تفطري عشان مش هاتعرفي تعملي أكل كوري لوحدي
قعدت جنبه وأنا مش قادرة اتكلم أكلت وحقيقي الأكل كان طعمه يجنن طلع شيف وبيطبخ كمان !
روحت الجامعة بعدها واتعملت كوري إلي حد ما قربت أنا ويوسف أكتر بقينا نفطر سوا ونتغدا سوا ونتعشا سوا ونفضل طول الليل نلك ف أي شئ وكمان هو اللي بيساعدني أتعلم كوري حقيقي قلبه جميل أوي
كنت بخرج معاه وبيفسحني ف كوريا عرفت إنه مش أول مرة يجي كوريا وإنه سنويا بيكون موجود هنا عشان كده بتفسح معاه لإنه لحد ما حافظ الأماكن
كل يوم بليل كنت بكلم يارا وبحكيلها تفاصيل يومي كلها لازم يومي تكون مشاركاني فيه حتي لو مش موجوده معايا
كل ما كنت أجيبلها سيرة يوسف كانت تبتسم وتلقائي قلبي كان بيبتسم كنت بحس بشعور حلو كده مدام هي راضية ومبسوطة بالموضوع
عايزة فشار
روحي نامي يا بنتي
انت مش طايقني هل انت مش طايقني
انتي لا تطاقي الصراحة برضو
يوسف !!
بهزر والله بهزر
مازلت قلبي بيدق بطريقة غريبة أول ماأبص ف عيونه مش عارفة ليه بحس بشعور غريب من ناحيته
ليه بحس إني أعرفه من زمان
حكيتله عني مش عارفة عملتها إزاي
بس كنت مأمنله كنت مطمنة وأنا بحكيله حياتي كلها من أول ما دخلت الملجأ لحد دلوقتي
وعلي كده لسه بتفتكريه
دايما دايما بفتكره وافتكر غيرته م أحمد بفتكره لما يقولي انتي صاحبتي أنا وبس متلعبيش مع غيري بس
بس ٱيه
أكيد نساني مش معقول هايفتكرني بعد كل ده
بس انتي لسه فاكراه
الوضع يختلف يختلف كتير أوي
حكيتله كمان عن أكتر شخص كان قريب مني ف الملجا الوحيد اللي كنت بحس بغيرته وحبه ناحيتي
بس للأسف حتي هو كمان مشي زي أهلي
جات عائلة واتبنيته كان نفسي يتبنانوني زيه كان نفسي يفضل معايا وميمشيش كانوا حتي ياخدني معاه
مش عارفة هايكون فاكرني لحد
دلوقتي ولا لأ هو أكيد عاش ف حاجة أحلي من الملجأ حاجة لو عيشت طول عمري أحلم بيها مش هاوصلها
النهاردة
أول سنة وأنا ف كوريا يوسف ونسني وهون عليا مرارة الغربة كتير تقريبا أنا استحملت الوضع ده بيه
النهاردة اليوم اللي هانرجع فيه مصر أنا ويوسف كان بيحضر شنطته وموبايله رن فمسكته عشان أديهلوه وقعت عيني ع صورة واحدة واحدة أنا فاكرة ملامحها كويس اوي !
اديته الموبايل وخرجت قعدت ع الكرسي وانا مصډومة معقول !
معقول هو !
نفس الشخص اللي كان قريب مني وإحنا صغيرين !
نفسه يوسف مش مجرد تشابه أسماء
فاكرة نفس الست دي حافظة ملامحها بالميلي يوم ما جات اتبنته وأخدته مني !
يوم ما بعد عني !
ماستنتش أقوله إني هامشي وأخدت شنطي و روحت ع المطار م غيره ركبت الطيارة وسندت رأسي ع الشباك وعيطت المرة دي معيطتش من خۏفي أنا عيطت من الۏجع
هو أكيد عارف أنا مين !
مستحيل يكون مأخدش باله مني
أنا حكيتله كل حاجة حكيتله عنه ومع ذلك محنش ع قلبي وقالي إنه هو ومع ذلك كڈب عليا
امسحي دموعك
بصيت لقيته قاعد جنبي و مادد إيده بمنديل فتحت شنطتي وطلعت منديل مسحت بيه وشي من غير ما أبصله
سمعت صوت تنهيدة طويلة أخدها وبعدين اتكلم بهدوء
عارف إنك عرفتي إن أنا نفسي يوسف
بصيتله بعتاب وسكت
وعارف كمان إنك يمكن اتوجعتي بسبب ده
بس اللي انتي يمكن مش عارفاه إن أنا اللي مخطط لكل ده
بصيتله باستغراب فكمل
دورت عليكي كتير كتير أوي لحد ما لقيتك
روحت الملجأ وعرفت إنك خرجتي منه من فترة كبيرة كنت متأمل إني هلاقيكي هناك بس للأسف ملقتكيش
دورت بعدها كتير لحد ما عرفت إنك عايشة مع ماما رحيمة ويارا البنت اللي عرفتيها ف الملجأ بعدي
كنت خاېف تكوني نسيتني كان من حقي أخاف كان من حقي أخاف لاوجع قلبك إذا كنتي اتخطيتي وجودي
كان لازم أعرف لسه فاكراني ولا لأ كان لازم قبل ما أخد اي خطوة ف القرب منك
لما عرفت إنك مقدمة ف منحة لكوريا سافرت لكوريا قبلها حفظت الأماكن واتعلمت اللغة وقبل ما أسافر وصيت إنك تتقبلي لحد ما جات اللحظة المناسبة
اتقبلتي فعلا حجزت ف نفس الطايرة اللي هاتكوني رايحه فيها خططت نكون ف نفس السكن عشان أعرف أقرب منك تاني
لما عرفت إنك لسه فاكراني كنت هاقولك أن أنا والله بس خفت أوجع قلبك خفت تفكتري إني كنت بكذب عليكي
أنا بكرهك
وأنا لسه بحبك
وصلت مصر وأول ما روحت البيت يارا وعيطت كتير عيطت عياط بحجم ۏجع قلبي كله
ف إيه
طلع هو نفسه يوسف
حكيتلها كل حاجه يمكن زعلت شوية ف الأول لما عرفت إنه اتواصل معاها وعرفها إنه يوسف وهي خبت عليا بس بعدها فهمت فهمت إنه بيحبني زيي يعني بالضبط
بقاله شهر بيحاول يقابلني وأنا برفص مش كره فيه والله أو إني مش عايزة أقابله بس بشوف إذا كان هايستحملني ولا لأ هايستحمل قلبي وتقلباته ولا هيبعد من اول محطة
كنا خارجين انا ويارا م المكتبة وسمعت صوته ورايا بيقول
استني بقا حرام عليكي
بصيت ليارا وأنا وشي احمر وبقول پخوف إيه اللي جابه هنا
بص ليارا قوليلها ترحم قلبي معاها بقا
ضغطت ع إيدها قوليله مبتعديش أكتر من 560 مرة عشان كرمتها
ابتسم وهو بيقرب الكرامة دي غريبة جدا
ضحكت ويارا سابت إيدي وبعدت خطوتين بعد ما غمزلها عشان تمشي بت يا يارا انتي يا بت يا بلاء انتي يا تعالي متمشيش
قرب مني بصيلي
حطيت وشي ف الأرض وسكت
فاطمة !
واحدة فاطمة كمان وهادوخ والله
ابتسم بتحبيني يعني