الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 42 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز

المۏت ألف مرة على أن تبتعد لحظة واحدة عن ناظريه حبه الكبير الذى دفع ثمنه من حياة أمه ومن حياة طفل لم يرى النور بعد ومن سمعته التى اصبحت تتراكلها الصحافة كل يوم لقد انتقمت منه بشكل لم يفعله حتى ألد اعدائه 
نهض الجميع يطالعونه بتلك النظرة التى يراها فى عيونهم منذ ۏفاة سميرة خيبة امل حزن لوم قهر حسنا لن يضر الشاه سلخها بعد ذبحها فقد ذبحته حبيبته وانتهى الامر ولن يضره ابدا ان اشترك الكل فى سلخ جلده 
رفع رأسه في صعوبة اختلجت شفتيه للحظات قبل أن يزمرهما في قوة ليسيطر على انهياره الوشيك 
انا كلمت جينا وهتيجي تستقر هنا مع ادم ابني وهعلن جوازي منها قدام الكل 
نظر الجميع الى بعضهم البعض كأن كل منهم يوكل مهمة الرد الى الاخر فتولت ايتن تلك المهمة عنهم قائلة 
انت ناوى تجيبهم هنا بعد
كل اللى حصل 
جلس على مقعد قريب كأنه لا يكترث بشىء مطلقا 
ماتنسيش ان اللى بتتكلمي عنهم دول يبقو مراتي وابني 
ردت وهي تلوى فمها في اعتراض 
مراتك وابنك انت ازاي نسبته ليك اصلا وانت عارف انه 
ضړب يد المقعد بقبضته يقاطعها هاتفا 
ابني عارف انه ابني اتأكدت بدل المرة مليون الحړام اللي كلكو عايزين تنسبوه ليه ده انا اللي عملته مش هوا غلطة هوا ليه يتحملها ليه يكبر من غير اب ليه يواجه الناس ويسألوه انت جيت الدنيا ازاي كنتو عايزيني اسيبه لجينا تربيه زي ما هيا عايزة على اي دين واي اخلاق ده اصلا لو كانت احتفظت بيه ومرمتهوش في اي ملجأ تقدرو تقولولي هوا ذنبه ايه في كل ده غلطتي وكان لازم اتحملها ومرميهاش عليه هوا كنت عارف اني هخسر كتير بس اخترت اني اواجه وما اتخلاش عنه 
نهض في بطء وأضاف وهو ينظر الى الجميع فى صرامة يحاول ان يستر بها وجعه وانكساره 
اسمعوني كلكو أنا عارف انتو عاوزين تقولو ايه عاوزين توصلو لأني السبب فى كل اللي حصل صح انا فضحتكو ووطيت راسكو و 
واشاح برأسه مضيفا بصوت بدأ يتهدج رغما عنه 
بس ده ابني وحقيقة مقدرش انكرها لازم اعلن قدام الكل اني متجوز أمه والغي الوصمة اللى اتوصم بيها من غير ذنب 
تمنى لو اشتبك معه احدهم أراد ان يلتهى بالدفاع عن نفسه معهم فلا يوجد مجال لأن يدافع عن نفسه امام نفسه التي يجلدها كل لحظة 
شعر محمود بما يعانيه ولده 
عڈاب ضميره مما حدث وعذاب فراقه لأمه وفراقه لحبيبته كان يعلم ان ولده يقاوم وأنه سيسقط حتما 
غلبت شفقة الأب غضبه فقال وهو يحاول التماسك بدوره 
ابنك يبقا ابننا يا يوسف ولازم ترجعه يتربى وسطينا 
مسح يوسف وجهه في تعب واستغرق لحظات يبحث عن أي كلمة 
كل حاجة فى الشغل هترجع لأصلها والخسارة هعوضها أوعدكو ان شاء الله 
ربت محمود على كتفه فى حنان 
كله فداك يا يوسف 
دمعت عينا ايتن في تأثر عز عليها أن ترى أخاها هكذا لم يكن يوسف لها مجرد أخ بل أنه ظل لسنوات عمرها كله أبا ثانيا لها اغدق عليها من حنانه وعطفه اكثر من ابيها نفسه جابت ذكريات طفولتها معه في رأسها وتذكرت حين كان يحملها على كتفيه وحين كانت تختبيء خلفه اذ اخطأت لتفر من عقاپ والديها 
مسحت دمعتها سريعا واقتربت تمسك بذراعه قائلة في حب 
كله فداك يا أبيه المهم تكون بخير 
نظر محمود الى زين ليقترب بدوره مربتا على ذراع اخيه قائلا 
المهم انت يا يوسف 
لم يحتمل يوسف كل هذا تمنى لو عڼفوه لينشغل بجلدهم له عن جلده لنفسه فليس هناك عڈاب فى الدنيا يوازى عڈاب النفس للنفس ده نصيب يا يوسف ادعيلها بالرحمة يا حبيبي 
بنظراتها الحائرة التى استقرت على الورق امامه تنتظر توقيعه 
وجهها الذابل 
حزنها الذي اختطف طفولة ملامحها 
يشعر بهذا وأكثر دون أن يحتاج ان يرفع رأسه ليتأكد منه 
او ربما يخشى تأثيره ان تأكد منه 
يعرف كم أثر بها كل مامر 
يعرف كم الحزن الذي تعانيه من فقدان أمها 
يعرف وحدتها وألمها الان فالكل غارق في عالمه 
محمود في حزنه على زوجته 
ويوسف في محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه 
وزين الدين في صومعته المنعزلة التى عاش فيها عمره بأكمله 
انهى توقيعه على كل الاوراق فحملته من أمامه دون أن تعلق 
ايتن 
تقاوم هلاوسها في عودة كل شىء بينهما كما كان التفتت اليه في ضعف وهي تضم الملف الى صدرها 
نعم 
نهض في بطء تمعنها رغما عنه ليتأكد من كل ما رسمه خياله 
تنهد في عمق فضيقت عينيها في انتظار سؤاله الذي طرحه في تردد 
انتي كويسة 
تصنعت ابتسامة بائسة أجابته بها وهي تهز رأسها بصوت متحشرج 
الحمد لله هبقى كويسة 
اقترب منها في بطء حتى صار في مواجهتها تماما ازدرد ريقه يقاوم ألما حادا في حلقه يمنع كلماته من الخروج دموعها الحبيسة تصيبه بالاختناق كأنها ستنفجر من مقلتيه هو 
تحررت دمعة من عينها فأشاحت بوجهها تخفيها عن نظراته 
مسح وجهه بيده يحاول ان يتماسك ويخبرها في حنان نسته أذنها منذ زمن 
لو تعبانة ومحتاجة راحة قولي بلاش تضغطي على نفسك انا عارف ان اللي حصل مكنش سهل 
اجابت دون أن تنظر اليه 
راحتي دلوقتي بقت في التعب في اني ارمي نفسي في حاجة بكرهها في حاجة تاخد كل طاقتي وتركيزي وقتها جايز ملاقيش وقت افكر في شيء تاني ولو خاېف على الشغل انا حابة اطمنك 
مد كفه في تردد الى جانب وجنتها كأنه مسير تماما لما يحدث ليجعلها تنظر اليه مجددا 
مسح بابهامها دمعتها حاولت ان تشتت نظراتها في اي اتجاه بعيد عنه 
لقد اهدرت كثيرا من كرامتها ولن تجعله يراها تبكي مطلقا 
ستكون قوية على الدوام 
ستثبت لنفسها انها تغيرت من اجلها لا من اجله 
أنا خاېف عليكي انتي مش على الشغل يا ايتن 
قالها في هدوء غريب اتسعت له حدقتاها ولم تعرف بعدها سببا واضحا لما حدث 
كيف اندفعت لتلقي برأسها على صدره وتبكي بحرارة لاتعرف 
تحركت كل ذرة فيها الى هذا الوضع دون ارادة منها 
بكت بحړقة على كل شىء 
بكت دون أن تعرف حتى سببا واضحا للبكاء 
هل تبكي أمها 
أم حبها الضائع معه 
كل ما تعرفه انها احتاجته دون أن تفكر في رفضه من عدمه 
فجر حنانه معها
افتقادها لكل شىء أحبته وفقدته بكل طريقة 
كيف يوقفها هي الأخرى 
مد يده في تردد ليربت على شعرها فتوقف كفه في منتصف الطريق وهو ينظر الى
دبلة فضية لنور في خنصره 
الايمكن ان يسمي ما يحدث الان خېانة في حقها 
هل يقبل الم الخېانة الى ارق قلب صادفه ومع من حطمت قلبه مسبقا 
شاء أم أبى لازالت الذكرى تلوح بخياله بين الحين والاخر 
انحرف كفه الى كتفها يبعدها عن صدره في رفق 
ازدردت ريقها وهي تطرق أرضا قائلة 
انا اسفة محستش بنفسي 
تصنع ابتسامة باردة على شفتيه يخبرها فيها بحنان أكثر برودا 
همست في ألم تنكر جملته رغما عنها 
تتذكر يوم ألقى مثلها في وجهها منذ سنوات يا لقسوته التي لاتعرف من أين أتى بها 
أخته !!! 
واصل حديثه 
طبعا يا ايتن وفي اي وقت احتجتي اي حاجة اطلبيها مني انا 
وقبل ان ترد او بالأحرى تبحث عن رد مناسب شعرت بنور تفتح الباب وتدلف الى المكان 
تمعنت الثانية بها لحظات قبل أن تربت على كتفها تسألها في رقة 
ايتن انتي كويسة 
بعد اذنكو 
وفرت من المكان بأسره فلم يعد بمقدورها الاحتمال اكثر 
مالها ايتن 
أجابها حسام وهو يتجه الى مكتبه 
اللي حصل لايتن وللعيلة الناس كلها عارفاه 
استقر في مكانه ورفع نظراته اليها 
الاف من الاسئلة تطرح ذاتها بوضوح في عينيها وهو لايملك جوابا واحدا يريحها او يريح نفسه 
سألته مسبقا عن علاقته بايتن فأخبرها أنه خطبها لبعض الوقت ولم يطل الامر كثيرا 
جعلها تتوقع سبب انتهاء الخطبة بأنهما لم يتفقا فتهور ايتن لايليق بشخصه الحازم 
جعل كفره بالمشاعر الذي يردده على مسامعها ليل نهار يدحض اي شك لديها عن أي مشاعر جمعتهما 
يخبرها دوما باعجابه بها وبذكائها وبكل شىء فيها يخبرها ان هذا يكفيه وأكثر في الزوجة التي يتمناها 
علقھا بأمل انها قد يمكنها تحريك مشاعره في لحظة 
أنا بحبك يا حسام 
قطعت أفكاره باعترافها الصعب على فؤاده فنهض ليصبح في مواجهتها 
لايعرف حقا بما يجيبها 
هل يخبرها ان القلب لايمكنه أن يدخل معادلة دون ان يدمر 
هل يخبرها ألا تحبه فقلبه لن يبادلها المشاعر تلك ما عاش 
ولكن من يدري 
وماذا بنور لا يمكن أن يعشقه رجل 
بها كل شىء يستدعي منه المحاولة 
كفاه غرقا في جنون حب مزيف لايمكنه تجاوز ما أصابه منه 
التقط كفها يقبله في رقة ارتعدت لها جسدها بأكمله وهو يسألها 
يبقى نتجوز دلوقتي يا نور مفيش داعي للتأجيل 
سحبت كفها من كفه لتقول 
مش ده معنى اللي قولته يا حسام 
قطب حاجبيه فواصلت 
لو طلبت منك فرصة هتديهالي مجرد فرصة اتاكد فيها من حاجات كتير انا بالنسبالك استاهل الفرصة دي 
التقط كفها مجددا يخبرها في سرعة 
انتي تستاهلي كل حاجة في الدنيا يا نور 
ابتسمت في حزن تخبره 
الفرصة مش ليا لوحدي الفرصة دي لينا احنا الاتنين مع بعض 
ضيق عينيه في حيرة 
قصدك ايه 
التفتت الى الباب المغلق ثم اليه دون ان ترد فاتسعت حدقتاه ينكر ما التقطه ذهنه من تلميحها 
نور ايتن بالنسبالي بنت عمي وبس ولو على 
أوقفته بكفها تمنعه من الخوض في الحديث أكثر لاتريد أن ينفي شكها بحديث واهن 
هي تريد الفرصة لكليهما كما أخبرته 
تريد قلبه خاليا حتى وان فقد احساسه بالعشق ستعرف كيف تعيد بعشقها اليه العمل 
فقط لو كان خاليا 
حسام انا
مش بتهمك ولا انت مدان قدامي بحاجة بس انا بحبك وخاېفة اغامر بقلبي وده حقي 
تنهد في عمق يفكر فيما تقوله 
فرصة 
ربما كانت محقه وهو في امس الحاجة اليها فليعطي لقلبه الفرصة في تحديد وجهته فاما يستقر مرساه على مرفأها أو يغرق دون ان يحذبها معه الى حدفها في القاع 
بعد مرور عامين 
ارتعدت بشدة وهي تحتضن نفسها وتنظر الى الباب تطالع ذلك القاسى الذي يتابعها فى نظرة تقشعر لها لتتذكر انه لاسبيل لها من الفرار أبدا ربما كان لديها أمل أخير فى انقاذ نفسها مما هي فيه خيط ضعيف من النور بين كل ظلمات اليأس التى تاهت فيها لماذا لم تلجأ اليه 
نعم جرحته ولكن ما كان ليتخلى عنها ابداا 
ليت الثمن كان حياتها اذن لفضلت المۏت مائة مرة على ان تقدم على ذلك ولكنها ليست حياتها بل حياة أخرى تستحق أن تجازف من أجلها 
ربما كان الله به رحيما فتلقى حدفها او ترسله هو الى حدفه قبل أن تذبح على هذا النحو 
انتفضت على صوت قاس وصارم 
هتفضلي واقفة كدة كتير ما تخلصي 
التفتت له بعينين امتلئتا بالدموع ولكنهما بقيا على حافة جفنيها يقاوما الانحدار لقد استنفذ ما مضي من دموعها ومشاعرها بما يكفى ولم يتبقى لها سوى الشعور بالقهر فقط والقهر لا يحتاج الى دموع 
القهر يستجلب العجز ويسلب ما تبقى من الروح ازدردت ريقها وهي تغمض

عينها تتحسس هذا الخڼجر فى
41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 66 صفحات