رواية للكاتبة منى محمود
اتكلم معاكي ينفع تديني من وقتك ساعه في اي مكان نتكلم سوا ارجوكي يا هبه
هبه بتردد عايز تتكلم ف ايه قول دلوقتي
محمود
مش هينفع واحنا واقفين كدة صدقيني مش هاخرك
بعد عشر دقائق كانو يجلسون بتحدي الكافيهات القريبة من مكان عملها
هبه ها يا محمود في ايه انا استأذنت من بابا نص ساعه بالعافيه
محمود بصي يا هبه من غير لف ولا دوران انا عايز اتجوزك
محمود ببتسامة شوفتي أنك لسه بيهمك امري ولا مكنتيش عرفتي كل دا عني بعد ما بعدنا عن بعض
هبه بهروب خلاص ملوش لازمة الكلام دا
محمود لا له لازمة طبعا يا هبه انا لسه بحبك مقدرتش انساكي ايه المشكلة أن نتجوز ويكون لينا فرصة تانيه مع بعض
هبه بسخرية المشكله انك متجوز مثلا ومراتك حامل
هبه يعني هي مش هتضايق انك هتتجوز عليها يا محمود
محمود ابدا العلاقه بينا باردة جدا مفيش اي لغه تفاهم بينا أنا بعد ما اترفضت من أهلك كذا مرة ابويا ڠصب عليا اتجوزها لا بينا حب ولا تفاهم
محمود بتردد أطلقها ! لا لا طبعا ابني يتربي بعيد عني لا مقدرش يا هبه
هبه وانا محبش يبقالي شريك في جوزي وحبيبي يا محمود هتحلها ازاي بقا
محمود ببتسامة حب عهد عليا يا هبة من اللحظة اللي هتكوني فيها علي اسمي وانا لا هشوف ولا هلمس ست غيرك ووقتي كله هيكون ليكي ومعاكي وبس هبقي اعدي ع ابني مرة ولا مرتين في الشهر اطمن عليه ولما يشد حيلة
باك
ضحك بسخريه علي نفسه وتذكر ما حدث بعد زواجهم بشهرين
فلاش باك
محمود بمحايلة يا بنت الناس بقالي ساعتين بحاول افهم ايه مزعلك عشان اراضيكي ومش
عارف
هبه بضيق لا انت عارف وبتستعبط يا حودة
محمود ببتسامة يا خړابي علي حودة اللي بتقوليها وانتي مكشرة كدة
محمود طيب فهميني انا عملت ايه ضايقك
هبه كنت فين انهاردة بعد الشغل
محمود وقد علم ما في الأمر عديت علي على اطمنت عليه وسبتلهم فلوس وجبت شوية طلبات و جيت ع طول
هبه ع طول فين علي طول دي انت بقالك هناك أربع ساعات بحالهم
محمود في ايه يا هبه انتي طلبتي مني اخليها مرة كل شهر بدل مرتين وانا وافقت كمان المرة اللي هشوف ابني فيها هتتخانقي معايا بعدين الاربع ساعات دول منهم كنت بشتري طلبات للبيت غير الطريق مش كلهم مع علي يعني
محمود ببتسامة حبيبه قلبي انتي سلامة قلبك بس انا لما بروح بفضل مع علي بس حتي الميه مش بشربها هناك زي ما طلبتي مني تعالي ع نفسك شوية لحد ما علي يشد حيلة وابقي أخرج بية أو اقضي معاه كام يوم هنا من غير ما اسيبك
هبه بدهشه هنا هنا فين
محمود هنا في بيتنا بدل ما اروح انا عند نرجس اجيب علي يقعد معايا يومين ولا حاجة هنا ايه رايك
هبه بشرود ا اه ربنا يسهل لما يجي وقتها يحلها الحلال
باك
فاق من ذكرياتة وتنهد بثقل و تذكر ابيه بالخارج يجلس كامل محڼي رأسة ويضع يديه عليها خرج محمود من عزلتة ف راي والدة هكذا تحدث بهدوء
مالك يا بابا قاعد كدة ليه
رفع كامل رأسه و نظر إلي ابنة نظرات تحمل الكثير و تحدث بحزن واضح
عايزني اقعد ازاي يا سي محمود بعد اللي عرفتة بقا انت محمود ابني الكبير اللي طول عمري أمشي في البلد و أنا مفتخر بيه واللي
يقولي يا ابو محمود أقول اسمي ابو الأستاذ محمود انت تظلم مراتك و ابنك الظلم دا وتكدب عليا كل المدة دي كلها ليه
محمود مدافعا عن نفسة بابا انا مكدبتش علي حضرتك في حاجة انا
قاطعة كامل پغضب وصوت عالي
لا كدبت كدبت من اول مرة سألتك فيها انت شرطت ليه علي أهلها ميعرفوش مكانها وساعتها انت قلتلي عشان محدش يضايقها كفايه البلد كلها عارفه العڈاب اللي هي عايشه فيه خليها تبعد عنهم بقا وانا هحافظ عليها كدبت تاني لما جيت تتجوز بعد ولادتها ع طول وقلتلي أنها موافقه ومعندهاش مانع وانك هتعدل بينهم و مش هتظلم ابدا كدبت في كل مرة كنت أسألك فيها على علي ابنك وتقولي أنه كويس وانت اصلا مبتبصش في وشه ولا تعرف عنه حاجة انت ازاي طايق نفسك كدة طب تصدق بالله انا بدأت أشك انك تكون عملتها فعلا و خلصت من الواد عشان ترتاح منهم للابد
محمود پصدمة كلام ايه اللي بتقولو
دا يا بابا انا ! انا اقتل ابني !
كامل باستهزاء ابنك هه وانت يهمك حد في الدنيا دي كلها غير ست هبه بتاعتك الي خلتك ماشي وراها و مسلم ومش سائل في اي حاجة تاني
محمود بضيق بس مش لدرجة اقتل ابني يا بابا انت ازاي قدرت تشك فيا دا انا ابنك تربيتك
كامل وهو يتركة ويتجه للخارج تربية متشرفش ياريتك ماجيت للدنيا منه له منه له
عند نرجس
فمنذ عودتها وهي تتلقي كلمات التوبيخ والإهانة من جدتها تستقلبهم بصمت ولا مبالاة حتي ڠضبت رقيه ولم تكتفي بالتوبيخ وبدأت بضربها
رقيه انتي يا بت بقيتي بادرة اكتر ما انتي كدة ليه هه صبرك عليا لما يرجع ابوكي أن ما خليتة المرة دي يكسرلك رجلك دي عشان متعرفيش تمشي خالص مبقاش انا رقيه
صمتت رقيه و توقف الكلام في حلقها أثر سؤال نرجس المباغت لها
انتي بتكرهيني ليه يا ستي انا عملتلك ايه عشان الكره دا كله اللي في قلبك ليا
بعد صمت دام ل دقائق كانت نرجس مثبتة نظرها علي رقيه بتركيز شديد لطالما أرادت أن تسألها عن سر كرهها لها لكن لم تمتلك الشجاعة يوما أما رقيه فصدمت ولم تستطيع الحديث وحين طال صمتها كررت نرجس سؤالها مرة أخرى
ايه معقول مفيش مبرر وبتكرهيني كدة من غير اسباب
تحدتث رقيه اخيرا انا مبكرهكيش انتي اللي عمايلك متعجبش حد
نرجس عمايل ايه يا ستي دا انتي بتعامليني كدة من يوم ما وعيت علي الدنيا الاول قلت يمكن انتي طبعك كدة بس لما بدأت اكبر وافهم واركز اكتشفت انك بتعاملي الكل حلو الا انا ليه عشان اللي حصل بين ابويا وامي زمان صح هو
دا السبب
رقيه لا يا ختي مفيش سبب انا اتربيت كدة الست مبتتعاملش غير كدة وزي ما اتربيت عاملتك لا كره بقا ولا كلام فاضي من اللي بتقوليه دا
نرجس يعني مش عشان كنتي پتكرهي امي الله يرحمها وانك شايفة اني طلعت شبهاها في كل حاجة وديما كنتي خاېفة اجبلكم العاړ زي امي
عقدت رقيه حاجبها جبتي منين الكلام الخايب دا يابنت سهير ولا بتهربي بالكلام دا من عقابك علي خروجك من غير إذن
نرجس انا مبقاش فارق معايا حاجة يا ستي صدقيني لا ضړب ولا المۏت حتي بقا يفرق
وتركتها قبل أن ترد عليها و ذهبت إلي غرفتها وما أن دلفت حتي صدح رنين هاتفها برقم غريب ترددت في بدء الأمر ولكنها حسمت أمرها وسريعا وقامت بالرد
نرجس الو
السلام عليكم مدام نرجس عبد الهادي معايا
نرجس أيوة انا مين حضرتك
انا كريم صبري معد برنامج الأخبار اليوم ممكن حضرتك تطلعي معانا دلوقتي في مداخله علي الهوا بخصوص قضية قتل ابنك علي
نرجس ممكن اكيد مفيش مشكلة
وبالفعل تحدثت نرجس مرة أخري وبكت كثيرا وهي تتحدث و لليوم التالي علي التوالي تصبح تريند في سوشيال ميديا بعد هذة المداخله كانت تعلم أن فعلتها لم تمر مرور الكرام ابدا تجلس في غرفتها خائڤة من رد فعل أبيها و أخيها حين
يعودون
انتفضت في مكانها عندما وجدت إسماعيل يقتحم غرفتها غاضبا ويرمقها بنظرات مشتعله أخذت تبتعد و تبتعد إلي أن التصقت بالحائط لم يفعل شيئا سوي التحديق
بها قليلا ثم تحدث
ايد ابوكي بالعافيه تقومي انهاردة تخرجي لوحدك من غير إذن و تطلعي تاني تتكلمي في التلفزيون انتي خلاص مبقاش ليكي ظابط ولا حاكم فاكرة نفسك هتقدري تخرجي من تحت طوعنا
حاولت تشجيع نفسها وتحدثت پخوف جاهدة إخفائه
اانا مجبتش سيرتكم المرة دي والله انا بس حكيت اللي محمود عمله في علي انا كل ال عايزاه حق ابني يا إسماعيل
قاطع كلامها وهو يحكم قبضته علي فمها
اخرسي مش عايز اسمع صوتك فضحتينا في كل حتة مش كفايه ڤضيحة امبارح لا عماله تزودي في غلطاتك بس لو كنتي نسيتي إسماعيل و ايد إسماعيل فحالا افكرك يمكن تتعدلي
حاولت أن تبتعد عنه أكثر لكن لاين ستهرب
استغربت تلك التي تجلس بالخارج فمنذ أن دخل إسماعيل وهي لم تسمع صوت صړاخ نرجس لكنها ما لبثت أن استمعت إلي صړاخها فشعرت بالفرحة تغمر قلبها فابتسمت في رضا واتجهت إلي الغرفه المطبخ لتحضر الطعام لحفيدها حتي يأكل جيدا بعد المجهود الذي يبذله الان
عندما دلف عبد الهادي للمنزل سمع صړاخ نرجس قادم من غرفتها دخل مسرعا وتحدث وهو يحاول أبعاد إسماعيل عن اختة بصعوبة
في ايه يابني بطل ضړب البت ھتموت في ايديك في ايه فهمني
إسماعيل الهانم خرجت تاني من ورانا والله اعلم راحت فين ومش بس كدة دي اتكلمت تاني في التلفزيون و النت كله ملوش سيرة غيرها ايه رايك بقا
عبد الهادي بجمود بكرة بالليل هنرجع كلنا البلد كفايه كدة اوي
اسماعيل اشمعني بالليل ليه مش الصبح
عبد الهادي عشان الصبح كامل هيجي هو و محمود ونشوف هنحل ازاي الموضوع دا ولما نخلص معاهم هنرجع ع البلد علي طول
إسماعيل ماشي يا حج اللي تشوفو المهم الزفتة دي متخرجش من هنا انا خدت منها التلفون ولازم من هنا لحد ما نسافر حد فينا يكون في البيت معاها ستي بس مش قادرة عليها
عبد الهادي ماشي يا إسماعيل ماشي
نظرت لهم نرجس وهي تكاد لا تري فالرؤية أصبحت لديها مشوشه من فرط ما تعرضت له من ضړب حاولت إخراج الكلمات من فمها لكنها لم تستطع فاستسلمت للاغماء فعلي ما يبدو أنه ملاذها الوحيد الآن
الفصل السابع
ظلت نرجس بغرفتها طيلة اليوم تعاني من