رواية للكاتبة منى محمود
آلام قلبها قبل آلام جسدها فقط تدخل رقيه والإبتسامة لم تفارق وجهها لتضع لها طعامها الذي لم تقربه نرجس منذ اختفاء صغيرها ثم تخرج مرة أخرى وقع نظر نرجس على زجاجة عطر اتي بها أخيها لاستعمالها حين يذهب لقضاء أعماله شردت بفكرها الى يوما من اصعب ايام حياتها
فلاش باك
محمود فرحا بينما كانت هي ترتب ملابسه في الحقائب إستعدادا لترتيبات زفافه الذي يقام غدا
لتترك هي ما تفعله و تجلس علي الفراش وتنظر له جيدا وتقول
انت مش قلتلي أنك هتيجي هنا ديما واخد كل هدومك و حاجتك ليه يا محمود
محمود بهدوء
عادي يعني وبعدين ما انا قايلك اني أغلب الوقت هكون مع هبه فطبيعي كل حاجاتي تكون هناك
حاول أن ينهي الحديث متهربا من نظراتها
نرجس
حاضر يا محمود هخلص
بسرعه اهو بس لو سمحت متخلفش وعدك معايا لو مش عشاني ف علي الاقل عشان خاطر ابنك
محمود
اللي وعدتك بيه هنفذة يا نرجس متقلقيش
نرجس
ممكن اسألك سؤال
محمود مترقبا
سؤال ايه
نرجس
انت ازاي قادر توريني فرحتك بجوازك من واحدة تانيه اوي كدة ازاي مش فارق معاك مشاعري للدرجة دي
لا طبعا اكيد فارق معايا مشاعرك بس بس انا راجل صريح شوية ومبعرفش اداري اللي جوايا
نرجس
بجد مبتعرفش تداري اللي جواك طب يا تري ايه اللي جواك ناحيتي
محمود
انت مراتي يا نرجس واظن أن من يوم ما اتجوزتك وانا رحمتك من الحياة الصعبه اللي كنتي عيشاها مع أهلك ولا مرة مديت ايدي عليكي ولا مرة رفعت صوتي عليكي لكن القلوب وما فيها دي مش بأيدينا يا
تركها وغادر الشقة بأكملها أخذت تبكي تحسرا على حالها فهي منذ ولادتها لصغيرها و رؤية السعادة واضحة علي وجه محمود ظنت أن وضعها سيتحسن وستعيش الباقي من عمرها في سلام ولكن على ما يبدو أن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن
عادت إلي واقعها الأليم واقع مهما حاولت الهرب منة ترجع إليه مرة أخري اقتحم الغرفه إسماعيل وهي ما أن راتة حتي أنكمشت في نفسها تضم ساقيها ببعضهما و تحيطهما بذراعيها نظرت له پخوف ولم تستطيع الحديث فبادر هو كاسرا الصمت بينهم
محمود اجل المعاد لبكرة عشان السكر عند عم كامل مش مظبوط والراجل مصمم يحضر القاعدة دي اعرفي أن اللي الرجاله هتتفق عليه هو اللي هيتم مهما كان علي هواكي ولا لا مفهوم
أما بالخارج كانو يجلسون يتشاورن كيف يسيطرو علي هذة الڤضيحة قبل أن تكبر أكثر
اسماعيل
انا مش فاهم بصراحة يا حج انت ليه مستجعل اوي كدة ع سفر نرجس للبلد
عبد الهادي
وانت
عجبك قعدتها هنا والفضائح اللي عملهالنا
جاء اسماعيل ل يرد علي والده قاطعة صوت رقيه
رقيه بتكشيرة
ايه دا !!!
عبد الهادي بهدوء
ايه ياما في ايه
رقيه
معقول مش شاميين الريحة دي دي ريحة وحشه اوي يا ساتر ايه دا
اسماعيل
بص بنتكلم في ايه وستي في ايه
رقيه
الله يعني عجباك القعدة في الريحة دي
عبد الهادي منهيا الحديث
تلاقيها بس ياما قطة مېتة ولا فار مېت ابقي دوري كويس في الشقة ثم وجهه حديثة الي اسماعيل اقولك انا مستعجل ليه
مر اليوم بدون أحداث تذكر
محمود يتجنب الحديث مع والده و يحاول الحديث مع هبه التي ما أن ذهبت إلي بيت والدها قامت بغلق هاتفها نهائيا
نرجس حبيسة غرفتها تهرب من واقعها وكلما سمعت صوت أخيها أو أبيها ينتابها الخۏف الشديد وكأن كل القوة التي ظنت يوما أنها اكتسبتها قد تبخرت و زالت
مؤمن لا يعلم كيف يساعدها حاول محادثتها اكثر من مرة للاطمئنان عليها وفي كل مرة الاجابه واحدة الهاتف مغلق بدء القلق يتسرب إلي قلبه وعزم امره أن يذهب غدا بنفسه للاطمئنان عليها فلا يستطيع الانتظار أكثر من ذلك ليس بعد ما سمعه منها عن معامله أهلها لها وعند تذكره جلوس أهلها معها بالمنزل ذاد القلق بداخله وحاول التماسك قدر المستطاع ل يوم غد فاخد يلهو نفسه في العمل حتي يمر الوقت بسرعه
وفي اليوم الرابع استيقظ جميع من في منزل نرجس علي الرائحة الغريبة والكريهه والتي كانت لا تحتمل ظلت رقيه تدور بالمنزل لمعرفة مصدر الرائحة ولكنها فشلت كذلك عبد الهادي الذي كاد يجن فقد بحثو في كل مكان دون فائدة
وعند الظهيرة آتي محمود وكامل وكان في استقبالهم اسماعيل و عبد الهادي جلس الجميع في صمت في جو مشحون بالتوتر حتي بادر عبد الهادي قائلا
اول هام لازم تعرفوا إني هاخد بتي معايا وانا راجع مش هسيبها هنا تاني ثاني هام انا عايز اسمع منك يا محمود ايه اللي حصل بالظبط وقول الحق احنا دلوقتي قاعدين قاعدة رجاله من غير محاضر ولا بوليس ولا سجن متقلقش
محمود مرتبكا
صدقني يا عمي انا ولا كلمتها ولا جيت الشقة هنا أساسا من شهر تقريبا أنا واثق أن علي تاه منها وكل اللي إحنا بنعملة دا تضيع وقت علي الفاضي مفروض نشوف تاه منها فين ونحاول نرجعه والمصېبة الأكبر يكون اتخطف انا حاسس اني في دوامة ومش عارف اتصرف ازاي
كامل هازئا
وانت ما شاء الله بتحس اوي
محمود منفعلا
ارجوك يا بابا كفايه كدة انا معملتش حاجة غلط
كله كان بعلمها و رضاها كفايه تقطيم فيا بقا دا مش وقتة
قطع كلامهم خروج رقيه من
المطبخ بالمشروبات للمضايفة وتحدثت بضيق
اتفضلو يا جماعة ولا مؤاخذه بقا علي الريحة الوحشه دي والله قلبنا الشقة من امبارح ومش عارفين جايه منين
وقبل أن يرد عليها أحد رن جرس المنزل فتوجة اسماعيل وفتح الباب وما أن راي أمامة مؤمن حتي ارتسمت معالم القلق والضيق علي وجهه تجاهل الاخير ذلك و سأل في نبرة حازمة
السلام عليكم ممكن اتكلم مع نرجس شوية
رد اسماعيل بضيق واضح
خير يا حضرة الظابط في حاجة جديدة ظهرت
مؤمن رافعا حاجبة
اعتبره في واتفضل عديني ادخل اكيد مش هكلمها علي الباب كدة وروح اندهلي اختك ثم رفع صوتة يلاااا
ابتعد إسماعيل عن الباب فورا وسمح ل مؤمن بالدخول
وهو يسب ويلعن بداخله فهو وأبيه كانو يأملون أن يحل الموضوع بطريقة وديه حتي إذا كان كلام نرجس حقيقي و محمود في لحظة ڠضب منه فقد علي لن يستفادو شيئا من حپسه سوي المزيد من الفضائح والقيل والقال
دلف مؤمن إلي الداخل ف فوجيء بوجود محمود و كامل وما أن رأوه جميعا فهبو واقفين وكان شعورهم نفس شعور اسماعيل التوتر والضيق الشديد أما هو فشعر بأن هناك مكروه أصاب نرجس فتحدث بقوة
ما شاء الله دا الحبايب كلها متجمعة الټفت إلي إسماعيل الواقف مكانة دون حراك بس ناقصكم نرجس امال هي فين
اسماعيل
ثواني هنده عليها
لفت نظر مؤمن تلك الرائحة الكريهة التي يعرفها جيدا عن ظهر قلب بحكم عملة كظابط شرطة فتحدث بحذرا
ايه الريحة دي معقول مش شامينها !
اجابت رقيه
لا طبعا شامين وقلبنا الشقة كمان بس مش عارفين بقا جايه منين يمكن من عند الجيران و داخله من المنور بتاع الصاله
مؤمن
يا سلام جيران ايه اللي جاية من عندهم دا من هنا في الشقة
عبد الهادي
قلنا لحضرتك قلبنا الشقة يمكن قطة ولا فار مېت بس ملقناش حاجة المهم خير حضرتك جاي ليه
مؤمن بتهرب
هقولكم اكيد علي ما نرجس تطلع هنزل بس اجيب تلفوني من العربيه لاني نسيتة واعمل مكالمة واطلع عن ازنكم
انصرف سريعا تحت أنظارهم المصوبه نحوة في حيرة لماذا اتي ولما انصرف هكذا
خرج اسماعيل و خلفة نرجس التي كانت الكدمات تملأ وجهها شاحبة هزيلة منكسة الرأس صدم كامل و محمود من هيئتها
كامل
ايه دا ايه اللي عمل فيكي
كدة
رقيه
ابوها وأخوها كانو بيربوها
كامل بضيق
حرام عليكم يا عالم اتقوا الله هي في ايه ولا في ايه بس
عبد الهادي بضيق
الكلام دا تقولو ليها اللي دايرة علي قنوات التلفزيون تفضح في اهلها من غير خشي ولا حيا
محمود بحزن
بس مش كدة يا عمي بالهداوة
اسماعيل
ياريت نخلينا في المتجمعين عشانة عشان نفض الليلة دي قبل ما الظابط دا يطب علينا تاني
كامل
نرجس مرات محمود ومحدش له صالح بالحكايه دي هما هيصتفو مع بعض
عبد الهادي
كلام ايه دا انا خبرتك في التلفون يا حج أن نرجس خلاص راجعة البلد معايا
كامل
وانا بعد ما جيت وشفت اللي عملتوا فيها بقولك نرجس مش هتروح في حتة ومكان ما جوزها يكون هي هتكون
محمود ونظرة مثبت علي نرجس
بعد ازنكم ممكن تسيبونا لوحدنا شوية عايز اتكلم مع مراتي
كاد عبد الهادي أن يعترض ولكن أوقفتة قبضة اسماعيل حين وقال له بعض الكلمات بصوت منخفض فقام عبد الهادي بالخروج من الغرفه وهو علي وجهه علامات الڠضب من حديث كامل وخلفه اسماعيل ورقيه نظر كامل الي نرجس التي لم ترفع راسها منذ خروجها من غرفتها ولا مرة ثم انتقل بنظرة الي ابنة وتحدث بصرامة اخافت محمود لأول مرة هكذا من أبيه
كامل
لو قلتلها كلمة واحدة تضايقها لا انت ابني ولا اعرفك واعرف ان حسابك لسه ماجاش اوانه نلاقي بس علي وبعدين يجي وقت حسابك
خرج كامل من الغرفه وترك محمود و نرجس بمفردهم ظلت نرجس كما هي الي أن تحدث محمود بهدوء
محمود
لية يا نرجس لية قولتي اني قټلت علي
رفعت نرجس رأسها ونظرت إليه بحزن شديد
نرجس
قلت اللي
حصل يا محمود قلت اللي حصل ايه كنت عايز تعمل عملتك وتعيش حياتك عادي وراحو احنا ولا ايه
محمود
عمله ايه يا مچنونة انتي نرجس فين الواد انا لحد دلوقتي بتعامل معاكي بعقل ومش
راضي اتغابي عليكي
كادت نرجس أن ترد ولكن قاطعهم صوت خبط شديد علي باب المنزل
رقيه
يا ساتر يا رب مين بيخبط كدة
اسماعيل وهو يتجه الي الباب
طيب طيب يلي بتخبط مش واقفين ورا الباب احنا الصبر
صدم اسماعيل و والجميع خلفة حينما راو مؤمن و معه عدد كبير من العساكر و بعض الأفراد بملابس بيضاء كالاتي يرتديها الدكاترة
مؤمن
ايه اتاخرت عليكم مش كدة معلش بقا علي ما القوة والطب الشرعي وصلو
محمود
في ايه يا حضرة الظابط
مؤمن
بقي مش
عارف في ايه مش عارف انتم متجمعين ليه