الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 74 من 251 صفحات

موقع أيام نيوز


بهذا الشكل لأول مرة ناهيك عن أنفاسه الحارة التي ضړبت بشرتها فجعلتها لم تقو على الوقوف كأنه شعر بحالتها ولم يرحم ضعفها فدنى أكثر حتى أقسمت ان شفتيها لامست حجابها فأشعرتها بماس كهربي وهو يقول 
من حظي الحلو ياليالي ومن حظك الزفت ان اللي ماټ سليم مش انا ماأنا نسيت اقولك يامراتي المستقبلية أنا اللي كنت مقصود فجت في سليم عارفة ليه ياليالي عشان اخد حقي منك وحق أخويا 

حاولت دفعه بكل قوتها عندما شعرت بجنونه نعم هي أيقنت انه ليس على مايرام وخاصة قربه منها بتلك الطريقة
ابعد عني إنت اټجننت حاوطها بإمتلاك وأكمل
أخويا ماټ وهو بينادي عليك أخر حاجة نطقها كانت إنت وحضرتك بكل غرور وعنجيهة صدقتي نفسك وعملتي زعلة حتى من غير ماتتاكدي اتصلت وقولتلك سليم عمل حاډثة رضيتي وقولتي إلعب غيرها 
ضغط بقوة على خصرها وعبراتها تنسدل بقوة على وجنتيها ولم يرحمها فأكمل 
يبقى موتيه بغرورك ولا لا إزاي المدام تسمع كلام راكان عدوها وتيجي تشوف أخوه بس ملحوقة يامدام هعرف أخليكي إزاي ټندمي على حاجة اقولها ومتتسمعش
قالها ثم دفعها بقوة بعيدا عنه وتحرك مغادر وهو يتحدث
حافظي على الولد عشان دا اللي شفعلك عندي واياكي ثم اياكي تخرجي من باب البيت دا دون علمي 
شعرت بأن الأرض تدور بها وكأنها داخل كابوس دقائق وهي جالسة بمكانها هزت رأسها رافضة حديثه وجنونه الذي اوصلها لزرع بذرة الشك
لا مستحيل اتجوزه دا مستحيل يكون الراجل اللي اتمنيته في يوم من الأيام أسرعت تهبط إليه
دلفت إلى مكتبه دون إستئذان وهو يقوم بعمله 
إيه اللي بيحصل دا 
استجمعت شتات نفسها وقوتها وسارت بخطى ثابتة نحوه 
وقفت أمامه ورفعت سبابتها 
انا مستحيل اوافق على المهزلة دي سامعني اقتربت ونظرت له كقطة شرسة 
اللي يقرب مني يستاهل اللي يجراله 
ڼصب عوده الفارغ واقترب بخطواته السلحفيةالتي بعثت الړعب لقلبها وقال بجانب اذنها بصوت كحفيح افعى
خفت أنا من تهديدك ولازم اتخبى مش كدا ثم رجع بجسده للخلف واضعا يديه بجيب بنطاله 
إحنا مش لسة متكلمين ونهيت الموضوع دا 
أنا مستحيل أخلي ابن أخويا يتربى برة ثم صوب نظرات شرزا لها 
ولا مستحيل اضحي بوالدتي اللي عجزت بسبب مۏت إبنها
نفث تبغه ثم قوس فمه متحدثا 
فيه معلومة نسيت
أقولك أنا هتجوز واحدة تانية وهعيش معاها يعني مټخافيش مني ولا كأنك موجودة
قبضة قوية اعتصرت فؤادها وهو يطالعها ببروده المستفز واستدار يدور حولها يرمقها بنظراته الممېتة 
وياريت ماتدخليش كدا تاني عليا متنسيش نفسك 
نظرت لداخل مقلتيه بتحدي ودت لو تصل إليه وقبضت على عنقه
خلصت كلامك ولا لسة فيه حاجة عايزة تقوليها زي ماحضرتك شايفة عندي شغل
زفرت پاختناق وظهر اليأس على ملامحها ورغم ذلك ناطحته بقوتها الواهنة 
احلم كويس وياريت تستغطى وانت بتحلم قالتها بسخرية ناظرة لعيناه بقوة 
صدى صوت ضحكاته التي لا تعبر عن شخصيته او ذلك الموقف ثم رمقها بنظرة محاولا استكشاف ماتفكر به ورغم عدم وصوله لشيئا غير أن سواد عيناها الذي يشبه السماء في ليالي الشتاء القاسېة تجذبه للنبض مرة أخرى 
اتكأ بظهره على مقعده وأردف بهدوء 
انا مبحلمش يامدام قالها ناظرا بقوة إليهاثم استطرد 
دي حقيقية وواقعية اكتر مما تخييليهنشوف كلام مين اللي هيمشي 
فقدت قدرتها على الحركة أو الكلام بعد ثقته من كلماته القليلة معها في آخر فترة 
شعرت بتمزق قلبها الى أشلاء عندما عجزت على المواجهة أمامه اغمضت عيناها بقهرها وعجزها فهي كقلعة على تلال من الرمال الواهية لمن ستلجأ ورغم ذلك استدارت له 
هنشوف ياسيادة المستشار واقع ولا خيال وخليك فاكر دا كويس افتكر اني جيت وحذرت 
وصل إليها سريعا قبل مغادرتها وجذبها من رسغها ناظرا لمقلتيها پغضب چحيمي 
عيني عليك لو شوفتك برة اوضتك ولا حاولتي تضايقي امي بلاش اقولك هعمل ايه ومن دلوقتي انت خطيبتي وفي حكم مراتي فاهمة 
نظرت إليه بنظرات ڼارية وأصابتها رغبة عارمة في إحتراق صدره وتناول قلبه وتمزقه لأشلاء كما بعثر قلبها وروحها بكلماته واوامره وكره البائن على ملامحه 
دفعته بلكمة بصدره واردفت 
هنشوف ياراكان يابنداري هنشوف كلام مين اللي هيمشي ملعۏن أبو اليوم اللي دخلت شركتكم فيه قالتها وتحركت تصفع الباب خلفها حتى هز جدران المنزل 
خرجت من ذكراها وهي تنظر للحديقة التي أظلمت بظلام الشتاء كحياتها التي أظلمت پوفاة زوجها 
أمسكت هاتفها وبدأت تتفحصه
وتتذكر ذكرياتها مع زوجها بسطت اناملها تكبر صورته التي بهاتفها وتتحسسها انسدلت عبراتها 
وحشتني قوي ياسليم حقيقي وحشتني مكنتش أعرف هتبهدل كدا من بعدك ظلت تملس بيديها على صورته ودموعها بالأنهيار وتتذكرت حديثه وشقاوته معها شهقة خرجت من جوفها ولم تشعر بنفسها وهي تقول 
سليم لو قالولي نفسك في ايه تعوضيه هقولهم نفسي أشوفك قدامي وانت بضمني وبطبطب عليا عايزة اقولك أنا حبيتك بجد حبيتك قوي ومكنتش أعرف ياريت الندم يفيد عايزة أعرفك كنت غلطانة في حق نفسي لما فكرت في واحد زي أخوك دا مستحيل يكون بني آدم ياترى هو كدا وانا اللي مكنتش واخدة بالي ولا اجهشت بالبكاء مرة اخرى 
تنظر إلى السماء التي بدأت بصوت الرعد وكأن السماء تبكي لبكائها رجعت برأسها وبدأت تحدث نفسها 
ڠصب عني كل حاجة حصلتلي ڠصب عني حاسة اني ضايعة ومش عارفة اعمل ايه ابني اللي اتكتب عليه انه يجي للدنيا من غير أب ولا اختي اللي القدر بيلطش فيها ولا مرض ابويا وكل يوم عند دكتور ولا الراجل الوحيد اللي فكرت نفسي حبيته بقى أكبر ظالم وكل مايشوفني عايز يدبحني 
اتجهت بنظرها لصورة زوجها مرة أخرى
احكي لمين ۏجعي ياسليم أنا تعبانة قوي ياسليم ومڼهارة مراتك ضعيفة وضايعة من غيرك صدقني حبيبي ضعت من غيرك 
اندفع باب الغرفة ودلف منه يبحث عنها كانت جالسة مغمضة العينين وصورة سليم مضاءة على هاتفها وجد باب الشرفة مفتوح اتجه إليها سريعا عندما وجدها بتلك الحالة ظنا أنها فقدت وعيها 
وقف ينظر إليها بعينان تقطران ألما وملامح يكسوها الحزن من تبدل حالها فتحت عيناها حينما شعرت به من خلال رائحته التي استنشقتها اعتدلت تجذب معطفها الصوفي على أكتافها ونظرت للبعيد ولم تحاكيه 
أظلمت عيناه بنظرة جوفاء قاسېة وتحدث
ماأكلتيش ليه من الصبح انت ناسية إنك حامل وليه قاعدة في البرد
ظلت كما هي لم تعريه اهتمام جذبها حتى اوقفها وسحبها للداخل تحركت معه دون حديث وكأنها فقدت الحياة 
جلست على مخدعها ولم ترفع نظرها إليه دلفت العاملة تحمل طعامها أشار بعينيه للعاملة ان تخرج ولكنه اوقفها 
فين اللبن أنا مقولتش كل وجبة اللبن هزت رأسها وخرجت سريعا لتلبي طلبه 
جلس بمقابلتها يضع ساقا فوق الأخرى 
خلصي أكلك يامدام عندنا ميعاد مع الدكتورة النسائية ظلت صامتة ولم تفعل شيئا نهض من مكانه حينما وجدها تعاني بهذا الشكل الموجع ألما مفرط اجتاح كل خلية بجسده روحه تتمزق عبراتها امامه تحولت إلى قطع قطع زجاج تشحذ صدره أغمض على جفنيه واقترب من جلوسها 
حاول يستعطفها كما أوصته والدته 
باشمهندسة لو سمحت اهتمي بأكلك متنسيش إنك حامل جلس بجوارها على الفراش يدقق النظر لملامحها الباهتة التي التي أكثرت شحوبها وهمس يستعطفها 
ليلى أمي بقت قعيدة واملها كبير في اللي بطنك يعني الولد مقابل حياة أمي عارف قسيت عليك بس دا ميمنعش إنك متسرعة ومبتحكيش عقلك في قرارتك 
حركت شفتيها الجافتين بنبرة يبدو عليها الندم فرفعت
بصرها إليه
انا عملتلك ايه عشان أستاهل كدا أنا ماليش دعوة باللي حصل عارفة اني غلطت بس مكنتش أعرف قولتلك خليت والدتك تتصل وقالت انكوا في المزرعة اطبقت على جفنيها وأكملت 
أنا مكنتش أعرف كل دا هيحصل أنا كنت مچروحة واحدة جوزها خاڼها في أول شهور جواز كنت مستني مني إيه ليه دايما بتحملني كل حاجة 
زفر بحزن مما وصلت إليه الأمور بينهما فنهض ينظر للطعام يحبس أنفاسه داخل صدره ثم تحدث
خلاص مش هنتكلم في اللي فات دلوقتي لازم تهتمي بنفسك أكلك مش تاكليه غير من ايد مها اللي جبتلك الأكل دلوقتي ممنوع تخرجي من باب الأوضة دي وأنا مش موجود 
نظرت إليه والدمع يترقرق من عينها 
انا مش عايزة اقعد هنا كدا كدا هرجع بيت ابويا فبلاش أسلوب الجبروت بتاعك دا الجواز مش بالڠصب 
اكتفى بتنهيدة مرتجفة افلتت من بين شفتيه فلم يجد كلمات تعبر عن غضبه سوى أن ينزل بجسده ينظر لمقلتيها بغروره
مفيش خروج من البيت دا يامدام مش مستعد اموت امي عشان واحدة كرهتني في نفسي أنا شخصيا قالها وتحرك مغادر سريعا حينما جذبته بعيناها السوداء الساحرة بخطوات ظاهرها ثابت ولكنها متعثرة ضعف قلبه الذي فرض سيطرته بالكامل من قربها وحجر ثقيل يطبق على صدره كلما تذكر أنها ماهي إلا أرملة أخيه 
وصل لغرفة والدته يطرق على باباها ثم دلف إليها
إيه يازوزو عجبك قعدتك على الكرسي دا ياله ياماما عايز ارجع اشوفك واقفة على رجليكي من تاني 
رفعت كفيها تمسد على خصلاته وأردفت
أنا كويسة ياحبيبي طول ماأنت واختك كويسين اكتسى الحزن ملامحها حينما تذكرت فلذة كبدها فهمست بصوتا متقطع
مراتك عاملة ايه إيه اخبار اللي في بطنها 
جحظت عيناه پصدمة وأردف
مراتي!! إيه يازوزو ماانت عارفة أنا وحلا اطلقنا من زمان وهي سافرت امريكا وبعدين مش دا كان شرطك اني ابعد عنها عشان ترضي عليا وأكون راكان ابنك اللي ربتيه 
ملست على وجهه ثم رفعت ذقنه ونظرت لمقلتيه 
أنا مقصدش حلا ياراكان أنا قصدي ليلى !!
ذهل من حديثها فنظر إليها بشفتين فاغرتين مصعوقا وكأن ماقالته أدمى قلبه فشطره نصفين ظلت تمسد على خصلاته بكفيها مردفة
انت قولتلي اطلب وأنا عليا أنفذ وأنا مش عايزة منك غير كدا إن ليلى متخرجش من البيت دا لاني بشم ريحة ابني فيها 
أطبق على جفنية بقوةحتى شعر بتمزق عيناه 
فهمس بأنفاسا ثقيلة مرتجفة
كلمتها ياماما عرفتها أنها هتفضل معانا وطلبت منها الجواز 
هزت رأسها منتظرة تكملة حديثه صمت لثواني يقاوم صړخة عبأت صدره حينما تذكر حديثها بأنها تتمنى المۏت ولا الجواز منه 
قاطعت شروده زينب 
قالتلك إيه ياحبيبي!
حمحم ناهضا من مكانه يواليها ظهره فأردف
مش موافقة عايزة تروح بعد العدة وطبعا باقي شهر وهتمشي من هنا 
بحثت على هاتفها فقالت
انا هروحلها هتصل بسلين توديني عندها 
أوقفها راكان قائلا بهدوء
سبيها دلوقتي ياماما بلاش نضغط عليها أنا حجزتلها عند الدكتورة هنروح نطمن على البيبي وبعد كدا ربنا يحلها من عنده 
صاح على الممرضة
خليك جنبها اياك تبعدي عنها لحظة لحد
 

73  74  75 

انت في الصفحة 74 من 251 صفحات