الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

امراءه العقاپ ندي محمود

انت في الصفحة 16 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


القوة أمام الجميع 
داخل مقر شركة أل الشافعي تحديدا بمكتب عدنان 
يجلس على الأريكة الصغيرة المتوسطة في منتصف الغرفة وأمامه على منضدة قصيرة مجموعة من الملفات والأوراق الخاصة بالعمل منشغلا بها ومنكبا عليها منذ أن جاء يرتدي نظارته الطبية الخاصة بالقراءة ويمسك بيده قلم فخم يعمل به في تركيز انفتح الباب بهدوء بسيط وحرص من السكرتيرة الخاصة به التي كانت تحمل كوب قهوة له واقتربت منه دون أن تتفوه ببنت شفة بعدما أخذت التعليمات بعدم مقاطعته بتاتا أثناء العمل حتى لا تنل من بطشه نصيبا انحنت جزعة للأمام ووضعت الكوب بجواره على المنضدة ثم انتصبت في وقفتها وهمت بالاستدارة والرحيل لولا صوته الغليظ وهو يسأل دون أن يرفع نظره عن الأوراق 

آدم وصل ولا لسا 
ردت عليه برسمية شديدة وارتباك خصوصا أنها الأيام الأولى لها بالعمل 
لا يافندم لسا موصلش 
انتبه لنبرة الصوت المختلفة والغير مألوفة عليه فرفع نظره لها وحدقها بنظرة دقيقة
وقوية ثم تمتم بخشونة 
إنتي مريم مش كدا 
هزت رأسها بإيجاب في اضطراب واضح فالتقط أحد الملفات التي أمامه ومده لها وهو يهتف بنبرة صارمة وجدية يجيب عليها 
طيب وصلي الملف ده لمستر نادر وقوليله يخلصه خلال ساعة ويبعتهولي فورا 
التقطت منه الملف وتمتمت بالموافقة وهي تهز رأسها 
حاضر يافندم 
ثم استدارت واتجهت نحو الباب وانصرفت بينما هو فعاد يستأنف عمله لكن محفظة نقوده الخاصة الصغيرة سقطت من فوق المنضدة فانحنى ليتلقطها ولكنه رأى صورة تجمعه مع ابنته وجلنار كان محتفظ بها وسقطت من حافظته على الأرض وضع المحفظة على المنضدة والتقط الصورة ثم اعتدل في جلسته وتأمل في ملامح وجه صغيرته الذي يحملها على ذراعيه وهي تضحك بسعادة وشعرها القصير يتطاير من حولها بفعل الهواء أما جلنار فكانت ترتدي فستان طويل أبيض اللون وتضع فوق شعرها قبعة دائرية من اللون النبي حتى تحجب أشعة الشمس عن رأسها وتقف بجانبه وعيناها متعلقة على ابنتهم تنظر لها وتضحك معها بحب أما هو فما يتذكره أنه نظر لها وابتسم على ضحهكم ومن الواضح أن المصور قد استغل الفرصة وقام بالتقاط الصورة في هذا الوضع العائلي الدافيء 
كانت هذه الصورة منذ سنة ونصف تقريبا عندما ذهبوا لأول مرة في رحلة قصيرة لأحد المدن الساحلية مرسى مطروح وقضوا أكثر من أسبوع بها كانت إجازة ممتعة ولطيفة وسط زيارتهم لكل مكان في المدينة وحتى تسوقهم لمحلات الملابس والمحلات النسائية لم ينساها حيث حرص على أن تقوم بشراء كل ما تشتهيه مصرحا لها أن الاسبوع كان لها هي وصغيرته فقط في كل شيء وكل ما تطلبه هو أمر وينفذ وقاموا بالتقاط هذه الصورة أمام الشاطيء عندما كانوا يسيرون في الصباح أمام البحر ووجدوا بالصدفة شابا يحمل كاميرا
ويقوم بالتصوير لكل من يرغب ويتذكر حينها إن هنا أصرت على أن يلتقطوا صورة فلم يتمكن من رد طلبها كالعادة 
غاب عن الواقع للحظات يتذكر جزء من ذلك الموقف أثناء سيره معها على الشاطيء 
كانوا يسيران على شاطيء البحر والماء ترتطم بقدميهم بفعل المد والجذر بينما هنا فكانت تركض أمامهم وتلعب بالماء بقدميها الصغيرتين كان يسير واضعا كفيه في جيبي بنطاله وهي تتنقل بعيناها بين البحر تارة وبين ابنتها تارة أخرى تتابع فرط سعادتها وهي تضحك باللعب في الماء فقالت بتلقائية محدثة إياه وهي تبتسم بعاطفة أمومية جميلة
واضح إن هنا مبسوطة جدا من دي 
عدنان بابتسامة جانبية وهو ينظر لها بتعجب 
هي هنا بس اللي انبسطت يعني ! 
طالعته بابتسامة هادئة وقالت في خفوت ورقة 
لا وأنا كمان ياعدنان خصوصا إن دي أول مرة احس باهتمامك بيا
ومش هتكون آخر مرة يارمانتي كل ما يكون معايا وقت فاضي من الشغل
هختلس يومين ونطلع في إجازة لطيفة زي دي تاني
رمقته بنظرة جانبية وهي تبتسم على وصفه الدائم لها بالرمانة فهم مقصد نظرتها
معايا رمانة ټخطف العقل من جمالها
خجلت ربما لأنها ليست معتادة على سماع مثل تلك الكلمات منه بل لا تتذكر أنه قام بمغازلتها منذ زواجهم سوى مرتين أو ثلاثة وهذه قد تكون الرابعة ! 
عاد إلى الواقع مرة أخرى متنهدا بقوة كانت هذه هي آخر اللحظات اللطيفة بينهم وما كان بعدها حتى الآن ماهو إلا شجار وجفاء مستمر عندما بدأت فجأة في التذمر من غيابه الدائم وإهماله وشجار بآخر أوضحت عن رغبتها الصريحة في الطلاق وأصرت عليه فساءت العلاقة بينهم أكثر فجأة بشكل غريب وانتهى المطاف بهروبها بابنته بعدما وافق على الطلاق بسبب الحاحها ولكن كانت شروطه واضحة حول بقاء صغيرته معه فلجأت للهروب كطريق للفرار من الاتفاق الدنيء كما وصفته ! 
ارتفع صوت رنين هاتفه الصاخب فجذبه وأجاب على المتصل 
الو 
أيوة ياعدنان بيه كاميرات بوابة القصر اللي عطلت انتهى إصلاح التلف اللي فيها كله دلوقتي 
هتف عدنان بصوت رجولي قوي 
العطل ده حصل لوحده ولا في حد عمل كدا 
للأسف العطل كان واضح جدا إن في حد كان قاصد يتلف الكاميرا ويوقفها 
عدنان بصوت يحمل بعض الزمجرة 
طيب اقفل وابعتلي آخر التسجيلات كلها اللي كانت عليها قبل العطل
انهى معه الاتصال فورا ثم جذب حاسوبه المتنقل الخاص به وفتحه وانتظر لدقائق حتى وصلت له رسائل بالفيديوهات الأخيرة لتسجيلات الكاميرا قام بمشاهدتها جميعها ولم يكن بها شيء سوى إنه لاحظ خروج فريدة كل يوم بموعد مختلف وعودتها بعد ساعات ليست بقليلة وآخر تسجيل كان في مساء الأمس للحارس الخاص بالمنزل وهو يتحدث
مع رجل ملامحه ليست واضحة جيدا ثم بدأت الصورة تهتز حتى انقطت تماما 
اعاد التسجيل الأخير لأكثر من مرة وقام بالتقريب على وجه الرجل في محاولة لرؤية ملامحه المبهمة ولكن دون فائدة ! 
اغلق الحاسوب وهو يحك ذقنه الكثيفة في عينان حمراء من فرط الڠضب من جهة خروج زوجته المتكرر بشكل يثير الريبة متجاهلة تعليماته في عدم الخروج دون إذنه ومن جهة ظهور ذلك الرجل الغريب وتوقف الكاميرا فجأة كيف توقفت ! هناك شيء مبهم وغير مفهوم بهذا الأمر ولن يطول كثيرا إلى أن يعرف كل شيء وهوية ذلك الرجل وماذا يريد !
في مساء ذلك اليوم 
توقفت سيارته أمام بوابة المنزل ونزل ثم قاد خطواته إلى الداخل وكان الهدوء يملأ القصر بأكمله تحرك باتجاه الدرج وصعد درجاته في خطا قوية ثم اتجه إلى غرفته وعند وصوله وقف أمام الباب للحظة يحاول تهدئة نفسه الثائرة منذ صباح اليوم فهو يعلم جيدا أنه سيجدها مستيقظة بانتظاره 
مد يده وفتح الباب ثم دخل وأغلقه خلفه ببطء مريب وكانت هي تجلس على المقعد الخاص بها المقابل للمرآة تابعته وهو يدخل وينزع عنه سترته ليعلقها في حاملة الملابس الخشبية بينما فريدة فظلت تتابعه بعيناها الڼارية والمغتاظة فخرج صوتها ساخرا وملتهب 
كنت عندها أكيد ! 
يتجاهلها عمدا فإذا حرر الۏحش الذي ېصرخ في أعماقه حتى يخرج فستحدث كوارث منذ أن رأى تسجيلات الكاميرا بالصباح وهو عبارة عن جمرة من النيران الملتهبة وتنتظر الفرصة لتمسك بأى أحد 
هبت واقفة واقتربت منه تهتف پغضب 
أنا بكلمك ياعدنان 
رمقها بنظرة قذفت الړعب في أوصالها ثم وقف على قدميه وتقدم خطوة إليها حتى أصبح أمامها مباشرة وغمغم بنبرة تحمل الخفوت المرعب 
هو أنا تعليماتي شفافة وكلامي ملوش لزمة ! 
فريدة بثبات مزيف 
تعليمات إيه ! 
عدنان بوجه محتدم وهمس كان كافي لبث الړعب في قلبها 
كنتي بتطلعي بتروحي فين في غيابي يافريدة 
تحولت من وضع الھجوم إلى الدفاع وظهر على محياها الاضطراب الذي حاولت إخفائه بصعوبة
وابتلعت ريقها ثم تمتمت بتوتر ملحوظ 
مكنتش بروح مكان ! 
بحركة عفوية رفع حاجبه مستغربا وتمتم باسما باستنكار 
بتكذبي عليا كمان !!!! من إمتى وإنتي بتكسري كلمتي أو بتكذبي وتخبي عني ! 
فريدة بحنق وانفعال كوسيلة لمحاولة إخفاء توترها 
اخبي عنك إيه ياعدنان !! بعدين إنت سبت اللي عملته جلنار معايا الصبح ومن غير ما تحاسبها ولا تقولها أي حاجة اخدتها ومشيت وسبتني 
خرج عن إطار هدوئه وصړخ بها بصوته الرجولي الجهوري 
احنا دلوقتي في إيه عشان تقوليلي جلنار ! اللي إنتي أصلا غلطانة واللي قولتيه مغلطتيش فيها قد ما غلطتي فيا أنا
أصابتها وغزة بسيطة بجسدها من صرخته وهتفت بذهول وعدم تصديق 
إنت بتزعقلي عشانها ومهتمتش
إنها رفعت إيدها عليا قدامك
تراخت عضلات وجهه وجسده ليقف في سكون يطالعها بنظرة ثاقبة وحادة تتهرب من الإجابة ومن السبب الرئيسي لأنفجار بركانه وتحاول الهائه بحاډثة الصباح بينها وبين جلنار أصبح الآن متيقنا أن بها شيء ليس طبيعي ! 
خرج صوته هادئا تماما على عكس نبرته السابقة ونظرته
كانت مبهمة لكنها لا تبشر بالخير 
متتذاكيش عليا إنتي عارفة إن الحركات دي مبتخيلش عليا بس أنا هطنش كمان المرة دي بمزاجي وخليكي فاكرة
إن دي المرة التانية والعداد شغال
ماهذه الطريقة هل يعقل أن يكون شك بأمري ! لا بالتأكيد لا فلو كان لديه ذرة شك واحدة لن يكون هادئا هكذا ! أذا فلماذا ينظر لي بطريقة مرعبة هكذا !!! أسئلة كثيرة طرحتها في ذهنها من فرط الارتباك فلم يسبق لها ورأت هذه النظرة بعيناه ولم تعد تفهم مالذي دهاه وما التحول الرهيب الذي طرأ عليه فجأة بهذا الشكل ! لكن ما يهدأ من روعها أن رغم حالاته البركانية الجديدة لا تزال ترى وميض من حبه لها بعيناه وسط أشد لحظات غضبه منها وهو ما يمنعه عن الاستسلام لجموحه أمامها 
مد يده والتقط سترته مجددا ثم هم بالرحيل لولا قبضتها على رسغه التي اوقفته وهي تسأل 
رايح فين ! 
طالعها للحظات في جمود قبل أن يسحب يده من قبضتها ببطء ويبتعد متجها إلى باب الغرفة لكنها هرولت خلفه وسدت عليه الطريق هاتفة بشراسة 
رايحلها ! 
فريدة ابعدي من قدامي لأني مش ضامن ردة فعلي لو اتعصبت اكتر من كدا عليكي
صاحت بغل وعناد 
مش هبعد ياعدنان واضح إن اللي كنت خاېفة منه حصل بس صدقني أنا مش هسمح بده أبدا 
فهم مقصدها جيدا وتلمحياتها حول مشاعره تجاه جلنار فمسح على وجهه متأففا وهتف بنبرة شبه مرتفعة 
إنتي
عايزة إيه دلوقتي ابعدي 
تصلبت بأرضها بقوة وقالت في نظرات كلها حقد وغيظ 
عايزاك تطلقها !
الفصل الحادي عشر 
تصلبت بأرضها بقوة وقالت في نظرات كلها حقد وعيظ 
عايزاك تطلقها ! 
عقد حاجبيه
باستغراب من جملتها والتزم الصمت لثواني معدودة حتى أردف ببرود 
مش هينفع 
فريدة بعصبية 
ومش هينفع ليه بقى 
عشان بنتي 
تلونت عيناها بلون الحمراء ليست غيرة ولكنها نقم وضغينة تحملها لجلنار وربما خوفا من خسارتها لكل شيء سعت في بنائه 
هتفت في نظرة مشټعلة 
عشان بنتك ولا عشانها هي ياعدنان ! 
انتصب في وقفته ووضع قبضتيه في جيبي بنطاله هامسا 
هتفرق معاكي في إيه 
نعم !! 
كان ردا عڼيفا منها تبعه رده الهادئة بشكل مثير للأعصاب 
يعني متحطيش نفسك في مقارنة يافريدة
القى بكلماته ثم عبر من جانبها وانصرف بقت هي بأرضها تعيد تكرار ما قاله في عقلها وتتساءل ماذا يقصد ! جملته مبهمة لكنها تحتمل شقين ! 
التقطت عيناها كأس الماء الموضوع فوق المنضدة فمدت يدها وجذبته ثم ألقته على الأرض بكل غل وهتفت بوعيد شيطاني 
لا يمكن اسمحلك إنتي وبنتك تسرقي مني كل اللي بنيته استحملت حجات كتير وأولهم عدنان رغم عدم حبي ليه بس عشان اوصل لهدفي وإنتي دلوقتي عايزة تاخدي كل حاجة على الجاهز نهايتك قربت يابنت الرازي 
تجلس على الأريكة المقابلة للتلفاز والذي يعرض أحد مسلسلاتها المفضلة وجهها تعتليه معالم الحزن والعجز وعيناها فقط ثابتة على الشاشة لكن عقلها يفكر في حاډثة الصباح 
بقدر قوتها إلا أن الطعن في الشيء الوحيد الذي يتبقى للفتاة أوجعها بشدة لا تعرف متى وكيف ومن الذي تناقل هذه الشائعات والاټهامات البشعة بين أهل حارتها لكن لا يهمها أحد بقدر خۏفها على جدتها إذا عرفت بما حدث أو وصلت لأذناها تلك الكلمات القبيحة عنها 
منذ الصباح وهي تجاهد في الظهور بصلابة وتشدد على محابس دموعها لكن حتما ستصل للحظة فاصلة وستنفجر بها لتفرغ عن نفسها ثقلها المؤلم الذي 
خرجت فوزية من غرفتها وبحثت في أرجاء المنزل عنها فسمعت صوت التلفاز تحركت بخطواتها البطيئة نحو الصالون ورأت حفيدتها تجلس تشاهد
التلفاز بسكون مريب تأملتها بنظرها من بعيد للحظات ففهمت فورا أن بها شيء ليس طبيعي منذ أن عادت من العمل صباحا وهي بحالة غريبة ليست على عادتها المرحة والمشاكسة واقنعت نفسها بأنه ربما من ضغط العمل وإرهاقه لكن جلوسها بهذا الشكل أصبح غير مطمئن مطلقا ! 
اقتربت منها وجلست بجوارها على الأريكة ثم هتفت بنظرة دقيقة 
مهرة ! 
انتبهت لصوت جدتها فاعتدلت في جلستها بسرعة ونظرت لها تبتسم بابتسامة باهتة 
إنتي لسا صاحية يازوزا !! 
فوزية بنظرات مترقبة لردها 
كنت رايحة انام وقولت اشقر
عليكي الأول في اوضتك ملقتكيش هو في حد مزعلك ولا إيه !
مهرة بمرح مزيف حتى أنه لا يحمل طريقتها الكوميدية كالعادة 
فشړ مين ده اللي يقدر يزعلني 
فوزية بحدة 
مهرة أنا مش هبلة عشان معرفش إذا كان في حاجة مضيقاكي ولا لا قولي يلا ! 
التزمت الصمت لثلاث ثواني بالضبط ثم قالت بأسلوب ساخر لا يلائم الوضع أبدا 
الصراحة في المحفظة بتاعتي اتسرقت كنت بطلع الفلوس عشان ادي السواق الأجرة وجه واحد ابن حرام نتشها مني
وجري
رفعت فوزية حاجبها مستنكرة كذبتها السخيفة بينما الأخرى فكأنها وجدت الفرصة لټنفجر بالبكاء حيث انهمرت دموعها وهي تبكي بصوتها المرتفع فاردفت فوزية 
إيه العياط ده !! امال كان فيها ملايين ! 
ردت عليها من بين بكائها وهي تخرج منديل من جيبها 
لا كان فيها ملبساية كنت ھموت عليها 
صاحت فوزية بها بغيظ 
بس محفظتك موجودة جوا على التسريحة يامهرة
توقفت عن البكاء فورا وأدركت مدى سذاجتها ثم نظرت لجدتها ورمشت بعيناها عدة مرات بدهشة لتقول بسرعة محاولة تفادي كذبتها وهي تجفف دموعها بظهر كفها كالأطفال 
احلفي !
لم تجد الرد من جدتها فقط طالعتها بنظرة مشټعلة بينما مهرة فسكتت للحظة وقالت وهي تهب واقفة بابتسامة تصنعتها بمهارة 
حيث كدا بقى اروح اشوف الملبساية بتاعتي لاحسن واكلة دماغي من الصبح 
ثم هتفت وهي تتجه نحو الغرفة في أسلوب ساخر منها 
جيالك ياغالية
منكمشة في فراشها ترفع ساقيها إلى بطنها متطورة كالجنين في رحم أمه وتأن بصوت منخفض من الألم الذي ينهش معدتها وبيدها تضغط على بطنها في محاولة بائسة منها لتخفيف الألم باتت عيناها حمراء كالدم وشفتيها تورمت بشكل مثير للقلق أما جسدها فكل لحظة والأخرى تجتاحه هزة عڼيفة تنفضها في فراشها نفض 
التزمت الصغيرة الفراش
بجوار أمها وأخذت تملس على شعرها في
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 63 صفحات