الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية القديمة تحلي مكتملة بقلم الكاتبة نرمين محمود

انت في الصفحة 10 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز


خليها تدخل تجبها وانا هفضل معاك هنا...
رد عابد بلهفة...
_ العفو يا ناصر باشا...هي مقالتليش انها بنت حضرتك...
دلفت تمارا إلي الداخل وهي ترتعد من ابيها ...فهو صارم جدا خاصة مع من يخالف أوامره حتي أنه يعاقبهم وهم بهذا السن ...وبالفعل منعها من الخروج مع صديقاتها بعد أن اعطاها موافقته غير عابئ بتوسلاتها حتي يتراجع عن كلامه ...

بعد ما فعله والدها بذلك اليوم تجنبته ولم تتحدث إليه مطلقا خاصة ان صديقتها اخبرتها بأن احمد نصران سيسافر الي الخارج حتي يحصل علي فرصة عمل تناسب مكانة والدها وأنه يطلب رؤيتها...وأنها علمت ذلك من صديقه ورأته بالفعل لكنه غادر بعد أن اخبرته أن والدها منعها من الخروج...
بعد مرور يومان دلف ناصر الي غرفة ابنته وجلس أمامها قائلا..
_ اوعي تكوني مفكرة أن أسلوب القمص ده هيجيب معايا نتيجة...تبقي غلطانة..انت غلطي وانا عاقبتك..تقدري تقوليلي بقي لو كان حد خطڤك ولا اذاكي كنت هعمل ايه..
_ بس حضرتك لقتني كويسة...وبرغم كده هزأتني قدام اللي كان واقف ده..
لم يستمع الي حديثها من الاساس ..أو تجاهله عمدا...
_ المهم...جايلك عريس..
صمت حتي يري تعبيرات وجهها وتابع حديثه عندما رأي الارتباك يحتل ملامحها...
_ اسمه عابد...عابد سلمي..اللي هزأتك قدامه..
_بب..بس انا مش موافقة...
ياريتك كنت سبتني يا بابا...ياريتك مضغطش عليا...اتسبب ف قلة راحتنا احنا الاتنين ...
مسحت عبراتها والتفتت حتي ترتدي ملابسها لتذهب الي النادي عندما أصدر هاتفها صوتا يخبرها بوصول رساله...
اجمل وردة ف حياتي...صباحك بلون عيونك.. بحبك...
هنا سقط الهاتف من يدها وهي ترتجف پخوف صاحب الرسائل يعرفها..وهي تعرفه..لكن من هو لا تعلم...
لم يستطع ناير زيارتها بالمشفي...كلماتها بأخر مرة مازالت ترن بأذنه...ذراعها المتأذي بفعل الابر ما زالت صورته ڼصب عينيه...الي الان لم يستطع سؤالها عن هوية ذلك الشخص...توالت عليه ذكريات كم شهر مضي وتوقف عندما هبطت دموعه لأول مرة عليها بهذه الطريقة...
_ ها يا سيادة الرائد جاهز..
_ أيوة يا يامن انا جاهز...بس الإخبارية اللي عندنا لسه فاضل ع المعاد نص ساعة بحالها اكيد مش هنروح من دلوقتي يمكن المكان يبقي مترشق جواسيس ويبلغوهم..
لم يستطع يامن أخباره بما أخبره به الجاسوس المندس بينهم كاملا فقد أخبره بجزءا منه فقط...
يامن بجدية....
_ لا هنروح دلوقتي يا ناير..انا طول عمري ماشي وراك...امشي انت ورايا المرادي بقي...
تبعه ناير بصمت ودون مجادلة عندما رأي جدية صديقه فعلم أن هناك شيئا ما...
بعد مرور خمسة عشر دقيقة كان ناير يصعد إلى سطح المبني المقابل لمبني المخابرات...منذ يومان استطاع الرجل التابع لهم اخبارهم بنية ذلك الرجل المقنع الملقب بالظل في القضاء علي شخصية هامه بالمخابرات بتفجيره لرغبته في ضياع بعض الأوراق التي يمتلكها ذلك الرجل ضده لكنه لم يستطع معرفة الاسم فقط يعلم المكان والزمان ...
وصلا الي الطابق الاخير عندما استمع ناير الي صوت ما بالداخل...
_ يامن..مش ف السطح..هنا..هنا فيه حد..
_ ناير..نااااااير..حاسب..
باللحظة الأخيرة انتبه ناير علي نداء صديقه والتقط سلاحھ وأطلق عليه الړصاصه برأسه فسقط صريعا في الحال...
الټفت اليها مرة أخري يهزها برفق حتي تنتبه لوجوده لكنها لم انظر اليه حتي فقد ظلت علي حالتها ظل يهزها پعنف وهو يصيح بإسمها بلوعة وۏجع لا يعلم مصابها..
وضع يامن يده علي كتف صديقه قائلا بتأثر..
_ ناير خدها وروح مستشفي يلا...احنا منعرفش هي فيها ايه...
_ لا..لا هي هترد عليا..ردي يا زهرة..انا اسف..اسف ...انت معايا..انا ناير..ناير يا زهرة...اخدتك منهم اهو زي ما قولتيلي..زهرررررررررررة....

سيادة الرائد حضرتك معايا..بقولك المدام حالتها اتحسنت..وتقدر تشوفها..
كان ذلك صوت الطبيب الذي يتابع حالتها ...
_ أيوة معاك...انا مش عاوز ادخلها حضرتك ادخل وسيب الباب موارب انا هشوفها من هنا...
اومأ الطبيب برأسه دون مجادله ..فهو يعلم أن هناك شيئا بينهما ..عندما دلف إليها بذلك اليوم يأخذ منها الهاتف سألها عن هوية من اتصلت به وظلت معه لنصف ساعة كامله ..فأخبرته بسعاده وحماس انها تحدثت الي شقيقتيها ولم تأت بسيرة زوجها مطلقا...
دلف اليها بارانورأها مبتسمة رغم تقييدها بالفراش...
_ايه ده مين اللي ربطك كده..
اخفضت عينيها بخجل وهتفت..
_ اصلي اټجننت شوية كده ف اضطروا يربطوني..واخدت العلاج وبقيت كويسة....ينفع تفكني...
ابتسم باران وامتدت يده الي وثاق يديها هاتفا ..
_ طبعا...انت عارفة مبحبش اقعد مع حالة وهي متكتفة كده.. عاملة ايه النهارده...
_ الحمد لله...بفضل حضرتك طبعا..
باران بنفي...
_ لا طبعا..ده بفضل تعاونك انت ورغم الالم اللي كنت بتحسي بيه استمريت ومضعفتيش...
_ هو انا هخرج من هنا امتي...
_ ايه زهقتي مني ولا ايه...
زهرة بحرج...
_ لا..لا طبعا مش قصدي..بس انا بقالي شهرين متبهدلة ف المستشفيات...وجيت هنا بقالي تلت اسابيع..
باران بضحك...
_ متقلقيش يا ستي انا عارف انك مزهقتيش..عموما كلها شهر واسبوع وتخرجي ده ف حالة انك فضلتي تمشي على نفس الوضع ده...وبعد كده هتخرجي وتتابعي علاجك برة وهتيجي هنا بصفة دورية عشان نعمل تحاليل ونشوف النسبة قلت ولا ايه ...ونشوف لو رجعتي تتعاطي تاني...
اهم مرحلة ف علاج الادمان هي تصرفك لما تخرجي من المستشفي لأنك بتباني برة بيبقي قدامك الطريق ده وده وعلي حسب اختيارك...
اومأت برأسها بسعادة وابتسامة صافية غابت عنها كثيرا حتي ظن انها لم تبتسم ابدا...
كان يتابع حديثها مع الطبيب وفرحتها بتحسنها بۏجع والم يكاد يشطره الي نصفين من شدته..يريد أن يدلف إليها ويبرح ذلك الطبيب ضړبا...يغار منه لأنه كان السبب في ابتسامتها التي عجز هو عن فعلها...
تجمد مكانه عندما اعطاها الطبيب الهاتف حتي تتحدث الي من تريد ...اعتقد انها ستهاتفه اولا...لكن خاب ظنه وعاد ذلك الالم يعصف به بقوة اشد وهو يستمع إليها وهي تتحدث الي شقيقتها الكبرى...
لم يري لوجوده معني فغادر المشفي بأكملها بعد أن ألقي نظرة المجتمع ممزوجة بعبارات لم يستطع السيطرة عليها....
رواية شيقة للكاتبة نرمين محمود الجزء الثالث
من الفصل الثالث عشر الى الثامن عشر 
الفصل الثالث عشر
لم يستطع تجاهل خفقات قلبه اكثر من ذلك...يريد أن يراها...يضمها الي صدره حتي لو رغما عنها ...يومه ناقص بدونها مهما حاول الانشغال بالعمل ...ابتعد عنها فقط اسبوعان ..كان يحدثها بالهاتف يوميا لكن رؤيتها شيئا اخر...يريد ليله من لياليهم معا يطفئ بها ڼار شوقه إليها وولعه بها....رغم علمه انها لن تتجاوب معه...يستشعر نفورها منه ...يري تعبيرات وجهها الحزينة وهي بين يديه...التقط هاتفه حتي يتصل بها ..
_ الو..
كان ذلك صوتها ..نبرتها الناعمه تلك اشتاق لها كثيرا...يفتقد كل شئ بها لكنه لن يتحمل خيبة أخري وخذلان اخر...
_ عاملة ايه يا تمارا..والعيال عاملين ايه..
ردت هي بجفاء...
_ الحمد لله...كويسين..
وصمتت..طمأنته علي حالهم وصمتت..
_ تمارا انا عاوز اشوفك...عاوز اشوف مراتي..
قالها بهمس ونبرة ضعيفة مکسورة لم يستطع السيطرة عليها ..
تجاهلت تلك النبرة التي زعزعت كيانها بالكامل وهتفت بجمود قاس..
_ مراتك معاك يا عابد...زينب معاك..انا ام ولادك...سلام..
وأغلقت الهاتف وبكت...لم تنكر احساسها بالنقص بدونه...لم تكرهه يوما...لكنها لم تستطع تقبله كزوج...تحسست تلك الحلقة حول اصبعها..وشردت في ليلة زفافها...كانت بكاء وعويل حتي يبتعد عنها..
تجهمت ملامح وجهه بضيق وحنق قائلا بصوت حاول إخراجه هادئا..
_ طب انا عملت ايه دلوقتي..بطلي عياط انا معملتش حاجة..
لم ترد عليه وتابعت بكائها فزمجر هو پغضب...
_ بطلي زفت وقوليلي فيه ايه..
_ انا خاېفة...
_ مټخافيش..انا معملتش حاجة وانت عمالة ټعيطي..اهدي طيب...
بعد قليل توقفت عن البكاء وهدأت قليلا اما هو فتراجع عما اراده وانشغل بتهدأتها حتي نامت ..سحب يده برفق ودثرها بالفراش وخرج من الغرفة حتي يجلب ماء ..
بعد أن اطمأنت الي خروجه فتحت عينيها وعاودت البكاء وهي تقول بصوت مسموع قليلا...
_ ربنا يسامحك يا بابا..ربنا يسامحك..
توقف مكانه پصدمة لم يكن من الصعب عليه أن يفهم معني كلماتها ...تمارا تزوجته رغما عنها..أو بالاحري بضغط من ابيها...
وعلي مدار الأيام التاليه كان يتعامل معها بجفاء الي أن مر اسبوع علي زواجهم ...
اقترب منها حتي يتخلص من ذلك الشك الذي عصف برأسه فعاودت البكاء والتشنج من مجرد لمسه لها..هنا لم يستطع التحلي بالصبر وهتف پغضب...
_ بقولك ايه..خاېفة ومش خاېفة ده مش عندي...ده هيحصل هيحصل ف اهدي كده وارخي نفسك..مش ھتموتي..
بذلك الاسبوع كانت نظرتها له بدأت بالفعل أن تتغير لكن بما يريد فعله الان وبما قاله تجسدت أمامها شخصية والدها الصارمة...تلقائيا وجدت نفسها تتوقف عن البكاء والحركة وتركته يفعل ما يريد ...أدركت بما لا يقبل الشك انها وقعت بنسخة ناصر النوساني وأنها أصبحت زوجته شاءت ام ابت..
لذلك وجدت أن تتعامل معه كما تتعامل مع والدها لم تستطع أن تكون سعيده بحملها بطفلها الاول...اتخذته كإجراء روتيني...تزوجت ومن المؤكد أن تنجب اطفال....
وكالعادة أصدر هاتفها صوتا يخبرها بوصول رساله..التقطت الهاتف وفتحت الرسالة...هذه المرة لم تكن مديح بها أو غزل...
الساعة ١٠ ونص...بحبك...
ارتدت زمزم ملابسها تحت أنظار سيلين التي لم تتوقف عن الحديث عن عمها وترجوها أن تتحدث إليه لكن زمزم لم تستمع لها ...
_ يا زمزم حرام ...عمو تعبان والله...طب كلميه حتي لو بالكدب..
تأفأفت بنفاذ صبر وهتفت بصوت حاد قليلا..
_ قولتلك لا يا سيلين...لا...انا ابويا ماټ..اللي تحت ده ضيف ف البيت..متكلمنيش عنه تاني لو سمحت..
آثرت سيلين تغيير الموضوع حتي لا تعاند اكثر وهتفت...
_ مش قولتيلي أن ياسر لسه مرجعش راحة فين كده...
_ امم..لسه مرجعش...انا راحة النادي هقابل تمارا هناك..ما تيجي معايا...
_ هنزل معاكي بس مش هروح النادي...خارجة مع صحابي...
غمزتها زمزم بخبث وابتسامه ...
_ طب تصدقي بقي انك ساڤلة..
وقذفتها بالوسادة...
نزلا الي الاسفل فقابلهم وقاص وهو يصوب نظراته نحو زمزم بحدة...
_ رايحة فين انت ومراتي يا سيلين...
تعمده الضغط علي كلمة مراتيأثارت غريزتها بالضحك بقوة حتي أثارت غضبه...
_ انا مقولتش حاجة تضحك ...واحسنلك تقولي راحة فين ...
توقفت عن الضحك حتي لا تثير المشاكل فقد ساورها القلق عندما استمعت الي صوت شقيقتها عبر الهاتف كما أنها اتفقت معها علي زيارة زهرة بالمشفي اليوم...
_ راحة النادي...هشوف اختي هناك...عندك مانع...
وقاص بغموض وصوت هادئ...
_ لا...معنديش مانع..روحي...
تعجب من هدوءه المفاجئ ذاك ولكن الان تهمها شقيقتها اكثر لذلك تركته وخرجت ...
بالنادي ...تركت تمارا طفليها بالمكان المخصص للأطفال وأمرت احد الحراس بمتابعتهم وحمايتهم وذهبت حتي تجلس علي طاولتها منتظرة زمزم...رغما حولت بصرها بأنحاء المكان تبحث عنه ولكنها لم تجده ...رأت زمزم قادمة إليها فابتسمت بحنين...تري والدتها بزمزم...زمزم هي الوحيدة بينهم التي أخذت شعر والدتها البرتقالي وعيونها الزرقاء ...
زمزم بضحك...
_ خلاص كفاية بقي خلينا نقعد...
ابتعد عنها تمارا وجلست على المقعد...
_ ناصر بيه
عندك ف البيت ازاي بقي..وازاي رجع اصلا...
تنهدت زمزم ثم هتفت...
_ ناصر بيه عندي بقاله اسبوعين تقريبا...
تمارا باستغراب ...
_ اسبوعين...وازاي متقوليش انت لسه قايلالي امبارح بس..
ضحكت زمزم بسخرية قائلة...
_ أصله جه واټخانق معايا ومع وقاص ومع عمك...
_ ليه ده كله مش معقوله ندم يعني..
_ حب يعمل اب ويتقن الدور...اټخانق مع وقاص
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 24 صفحات