رواية القديمة تحلي مكتملة بقلم الكاتبة نرمين محمود
عشان اتجوز عليا واټخانق مع عمك عشان ممنعوش..واټخانق معايا عشان رضيت ومحاولتش أوصله...سيلين بتقولي أنه تعبان وعاوزاني أكلمه..شايفة أنه ابويا ومينفعش اقاطعه...عارفة با...عارفة ناصر بيه راجع ليه...راجع عشان هيطلع ع المعاش السنة الجاية..كان جاي هنا يقعد ف وسطنا...شاف أنه كفايا بقي حاجة وتلاتين سنة غربة..واحنا صغيرين مع ماما بترعانا...وبعدها احنا كبرنا وهو كان صارم معانا واتربينا من غيره...بس وحلف ع وقاص أنه يطلقني ووقاص مرضيش...وادينا قاعدين اهو...
_ امال لو عرف أن عابد اتجوز عليا انا كمان بعد تلت سنين بس جواز!!!..
_ ولو عرف اني بفضله وبفضل قراراته بقيت خاېنة...بخون اللي اتحسب عليا جوزي بواحد تاني...لو عرف أنه سابني بعد جوازنا بشهر وسافر برة بحجة الشغل ورجعلي متجوز ...لو عرف اني لسه بنت لحد دلوقتي...انا ادمرت ...ادمرت يا تمارا...بقيت حاسة أن ديه مش انا...بقيت حاسة اني ژبالة...ژبالة ومش هنضف....
_ يا حبيبتي اهدي ..انت ولا ژبالة ولا خاېنة ..ابوكي السبب ف اللي انت فيه ..بقولك ايه قومي نروح لزهرة يلا...
اومأت برأسها وسارت معها نحو سيارتها حتي يذهبا الي المشفي...
كعادته طوال الاسبوعين الماضيين يذهب إليها المشفي ويظل يراقبها من فتحة الباب كما يأمر الطبيب...كان يريدها أن تسأل عنه ...أو حتي تذكر اسمه ولو بالخطأ لكنها لم تفعل...نزعته من حياتها ولم تهتم به...فقط تتواصل مع شقيقتيها حتي انها لم تفكر في الاتصال بوالدها ...احتل الالم ملامحه عندما استمع الي حديثها مع الطبيب ...ازدادت ضربات قلبه حتي أوشكت أن ټحطم عظام صدره ...
_ أيوة لما اخرج من هنا هدور علي شغل ومكان اعيش فيه ..
_ مش قولتيلي انك متجوزة...وكمان عندك عيله واخوات وباباكي عايش...
ابتسمت زهرة عندما ذكر باران شقيقتيها ...
_ اممم...عندي فعلا....بس انا همشي من هنا وهروح اقعد مع اخواتي....هما كمان عاوزين يقعدوا لوحدهم ..
_ جوزك...جوزك فين يا زهرة...
تبدلت ملامح وجهها للانزعاج وهتفت بضيق...
_ أيوة بس انا مبحبوش...ومش عاوزاه...ويوم م اخرج من هنا مش هروح معاه...هو السبب في اللي انا فيه اصلا....
بالغرفة ...مدت زهرة يدها الي باران قائلة...
_ هو فين التليفون ...انا عاوزاه...
_ مالك يا زهرة...
_ محدش بيرد عليا ...اخواتي مبيردوش...زهقوا مني ...
ربت علي كتفها يهدئها ..
_اهدي بس يمكن التليفونات مش معاهم ...اه..
لم يستطع المتابعة إذ أن أحدهم طرق علي الباب فسمح له باران بالدخول ظنا منه أنه زوجها لكنه تفاجأ بفتاتان ...
_ مالك يا زهرة ..
_ طب اهدي طيب...خلاص..خلاص يا زهرة هعيط انا كمان والله...
تركهم باران وخرج من الغرفة تاركا إياها مع اختيها ...
_ انا مش مصدقة انكو جيتولي..انا كنت قربت اطق..
ربتت تمارا علي كتفها قائلة بابتسامة..
_ بعد الشړ عليكي...احنا هنجيلك علطول خلاص...التليفون ده
للطوارئ ...ربنا يكرمك وتخرجي من هنا...
ثم نظرت إليهم يأمل وحماية جديدة عليها...
_ لسه فيه حياة تانية مستنيانا يا بنات...مستنيانا احنا واللي نختارهم...
وامسكت بيدهم تضغط عليها برفق وبريق الحماسة والعزم يتلألأ في عيناها..
الفصل الرابع عشر....
بعد مرور شهر...
دلف الي المشفي ركضا حتي يلحق بها قبل أن تخرج من المشفي...فقد هاتفه طبيبها يطلب منه الحضور لاستلامها كما طلب عند تعافيها وللصدفة استمعت هي الي حديثه وأصرت علي الخروج وحدها ...
_ انا هخرج...انا مش فاقدة للاهلية عشان تمنعوني..وحضرتك يا دكتور واقف تتفرج!!..قولهم يسيبوني...
حاول باران تهدأتها قائلا...
_ يا زهرة اهدي ...دلوقتي جوزك ييجي ياخدك وتحلوا مشاكلكوا مع بعض...
صړخت هي بحدة وڠضب...
_ وانا مجبتش سيرة اي مشكلة بيني وبين جوزي...انا قولت عاوزة اخرج من هنا...
في تلك اللحظة كان ناير وصل إليهم ...لم يكن من الصعب الوصول إليها فقد خرقت أذنه بصوتها الغاضب وهي تنهرهم لمنعها من الخروج...
اقترب منها وجذبها من يدها على حين
غرة والټفت برأسه قائلا...
_ دكتور باران انا همشي دلوقتي وبكرة أن شاء الله هاجي عشان الإجراءات...
وخرج دون أن يأخذ إجابته منشغلا في تلك المخلوقة التي تحاول الفرار منه بشتي الطرق الي أن وصلا للسيارة فدفعها واغلق الباب...
_مش عاوزاك يا ناير ابعد عني وسبني ف حالي بقي...
نظر إليها بحدة وڠضب قائلا بهدوء ظاهري...
_ مش عاوز اسمع صوتك لحد م نروح البيت ..تمام...
حولت بصرها نحو زجاج السيارة تتابع حركة السيارات حتي يصلا الي المنزل...
اغمضت عيناها بتوتر وهي تقف علي ذلك الجهاز لقياس الوزن..شهران من المجهود المضني حتي تفقد وزنها ..كان من المفترض أن تقيس وزنها كل شهر لكن خۏفها من الاحباط منعها لكن اليوم زارتها زمزم وجلبت لها هدية وأصرت أن تقيس وزنها...
ضحكت زمزم بقوة وقالت...
_ يا بنتي خلاص فتحي عينك..خسيتي..
فتحت عيناها بسرعة عندما استمعت الي الكلمة الأخيرة وهي تقول بلهفة...
_ بجد!!..وحياة امك خسيت...
اومأت برأسها بسعادة بضحك مشيرة إلي الشاشة الصغيرة...
_ اهو شوفي كنت كام وبقيت كام...
وامدت يدها واخرجت كيس صغير من حقيبتها..
_ خدي...اكوي ده والبسيه بقي..هيبقي حلو اوي عليكي..انا هقضي اليوم معاكي النهاردة وهتصل بالزفتة ديه أشوفها اتأخرت ليه ..
أخذته تمارا منها ودلفت الي الغرفة وقامت بكيه وإرتدته..ظلت تدور حول نفسها بانبهار وهي تتفقد الثوب فقدت الكثير من الوزن ..نظرت إلى شعرها بالمرأة وابتسمت وهي تمد يدها نحو ربطة شعرها وحررته ثم خرجت من الغرفة...
خرجت زمزم من المطبخ بيدها زجاجة ماء قاطبة جبينها باستغراب...
_ البت ديه مبترودش بتكنسل...
واصدرت صفيرا دلالة على اعجابها بشقيقتها..
_ ايه الجمال ده !!...أيوة بقي هي ديه تمارا ...مش فاهمة انا ايه القرف اللي كنت عملاه ف نفسك ده...
اقتربت تمارا من زمزم وعانقتها بقوة وبادلتها زمزم العناق...
_ يلا..يلا روحي اقعدي عقبال م اشوف الزفته ديه فين ...
وعادوت الاتصال بها من جديد لكن هذه المرة اغلق الهاتف تماما...
علي الجهة الاخري ...خطڤ ناير الهاتف من يد زهرة واغلقه ..
_ ايه اللي انت عملته دهانت اټجننت...
صف السيارة پغضب محدثا صريرا مزعج والټفت إليها پغضب..
_ انزلي..
نظرت حولها باستغراب تحول إلى خوف وتوتر وهي تشاهد المنزل الذي سبق واختطفت به...تابع ناير تعبيراتها باستغراب ثم تحولت ملامحه الي الالم وشتم نفسه علي نسيانه مثل هذا الشي الهام...كيف نسي حاډثة اختطافها بهذا المنزل !!..
عاد يأمرها بصوت أقل حدة...
_ انزلي يا زهرة ...
فتحت الباب بأيادي مرتعشة تشعر بحاجتها الي الراحة ..تشعر ان قدميها ستخذلها...
امسك بيدها حتي يدلفا الي المنزل ...تركها ناير بعد أن اجلسها علي الاريكة وذهب حتي يجلب لها ماء ..
_ خدي..اشربي واهدي كده ...
اخذت منه الكوب وتجرعته كاملا ثم وضعته على الطاولة أمامها والتفتت إليه حتي تبدأ العراك...
_ انت جايبني هنا ليه...انا مش عاوزاك يا ناير..حاول تنساني..طلقني وانساني ..
من الغباء الان ان يستخدم اسلوب الشدة معها ..ببداية زواجهم رفضته صراحة بسبب عمله وأنها تخاف من ضباط الجيش والشرطة ولكنه وعدها انها ستكون خارج دائرة الخطړ تماما...ورغم اعتراضها بوقتها الا انه وجد والدها يهاتفه يتفق معه علي موعد حفلة الزفاف...
_ يا زهرة انت بتحاسبيني علي ايه..انا أمنت البيت كويس..بس اللي ربنا كاتبهولك اكيد هتشوفيه حتي لو انا عملت ايه..
دمعت عيناها وهي تتذكر حديثه معها وانتهاءه باعتذاره عن انقاذها...
_ بحاسبك علي ايه!!!...بحاسبك انك بديت شغلك عني وسبتني ف أيديهم...انت متعرفش كانوا بيعملوا فيا ايه...انا مبقتش مدمنه وبس..لا انا كنت يوميا بضړب الا بس الكام يوم اللي قبل م تلاقيني فيهم...كنت بترجاهم عشان يريحوني يا اما يدوني الجرعة يا اما ېموتوني..بس كانوا بيستمتعوا وهما شيفني بتلوي ...
فاكر قولتلي ايه لما اتصلت عشان تتصرف وتتجدني..قولتلي ايه كل ده تليفونات عندي شغل...سبني امشي يا ناير انا مش عاوزاك..
طوال فترة حديثها كان ينظر إلى الأرض لم يستطع رفع بصره إليها...خذلها كثيرا ويعلم ذلك..
_ امشي يا زهرة....
نظرت اليه مصعوقة من تخليه عنها بهذه السرعة...ثم تداركت نفسها سريعا واخذت هاتفها وحقيبتها وخرجت حيث اختيها....
انتقل ناصر النوساني الي منزله بعد ان انتهي من توضيبه...لم يستطع البقاء بمنزل أخيه وهو يري معاملة ابنته له وتجنبها إياه في كافة تصرفاتها ...كما أنه غاضب حقا من وقاص ولا يريد رؤيته ...
انتقل الي منزله منذ اسبوع فقط ...كان يحاول معرفة كل شئ عن حياة بناته ...صعق عندما علم ان عابد وناير متزوجان علي بناته..لكن ما دهشه اكثر هي زهرة..كيف توافق على زواج ناير من اخري!!!!...
وكيف يستجري عابد أن يتزوج علي ابنته التي سحرته من اول مرة رأها بها...
دلف إليه الخادم يقول بتهذيب...
_ وصلوا يا فندم ...ادخلهم..
اومأ برأسه إيجابا ..يجب أن يضع النقاط علي الحروف الان ويصلح ما اتلفه بحياتهم بجهل منه...
دلف ناير وعابد ووقاص الي المنزل منهم الذي يشعر بخطأه في الزواج مرة أخري ومنهم من يتبجح ويسير بكل عنجهية وغرور...
_ تعالوا اقعدوا...كلامنا احتمال يطول شوية ف اللي عنده معاد ...
توقف عن الحديث وحول بصره ناحية ناير
الذي تهللت اساريره فمن المؤكد أنه سيتحدث معه عن ابنته وهو غير مستعد الان...
تابع ناصر حديثه بحدة وصوت مرتفع قليلا...
_ يلغيه...
جلسوا جميعهم علي المقاعد منتظرين حديثه...الي أن هتف بجدية ..
_ تعالي ورايا يا وقاص...
دلفا الي غرفة المكتب الخاصة به حتي يستطيعا التحدث بحرية..
_ اتجوزت علي بنتي ليه يا وقاص...ناقصها ايه عشان تتجوز عليها...
_ ناقصها اني اكون بحبها...ناقصها اني اكون قابلها كزوجة حتي...وانا لا دي ولا دي ...زمزم طول عمرها بنت عمي اللي مبشوفهاش نهائي عارف اسمها بس... ف يوم وليلة ابويا يجبرني اني اتجوزها عشان عملت حاډثة وبقت معاقة!!!...مش ذنبي لا انا اللي خپطها ولا كنت السبب...
صدح صوت ناصر الجهوري پغضب اعمي...
_ بنتي مش معاقة يا وقاص...بنتي كاملة ..المعاق صح هو انت...انا ندمت اني اجبرتها عليك ..كنت مفكرك هتهون عليها وتخفف ۏجعها...مكنتش اعرف انك هتسافر بعد جوازك منها باسبوع عشان تجيب السنيورة مراتك...
ظهرت دهشت وقاص علي صفحة وجهه بوضوح...
_ مفكر اني مكنتش هعرف..قبل ما اجيبك هنا انا عرفت كل حاجة ...طلقها يا وقاص وكل واحد يروح لحاله...
وقاص بعناد...
_ لا..طلاق مش هطلق...
_ يبقي تطلق الجديدة بكرة وبنتي بس اللي تفضل علي ذمتك..
_ بردوا لا...مش هطلق واحدة منهم...بنتك لسه زي ما هي...مبقتش مدام...وانا مش هطلقها....اللي تستغفلني وتمشي مع واحد غيري وهي علي ذمتي حقها عندي اني اسففها التراب لحد م تقول حقي برقبتي...
لم يستطع تدارك الوضع كاملا...كيف تكون ابنته كما هي...متزوجه