حبه عڼيف
من الفيلا متجهة نحو البوابة بركض سريع و لكن ما كادت تصل حتى قبض ضرغام على ذراعها ليمنعها من الهروب كما كانت تظن قبل أن ترى كم الحراس الذين يقفون أمام البوابة من الخارج.
قال ضرغام
حسان...إهتم بالحراسة زيادة شوية.
و كالعادة لم يجب حسان بل بدأ في التنفيذ على الفور.
قالت ياسمين و قد بدأت في البكاء و هي تضربه بقبضتها المتكورة في ذراعه و يده التي ترفض إفلاتها
استمر بجذبها للداخل تحت مقاومتها و بكائها فقالت صفية
سيبها يا ضرغام.
جذبت ياسمين إليها و قالت لضرغام محاولة أن تستعطفه
سيبها معايا شوية.
صاحت ياسمين و هي مازالت مستمرة في بكائها العڼيف
إبعدوا عني كلكوا...أنا عايزة أروح.
حاولت صفية تهدأتها قائلة وهي تربت على كتفها
تعالي معايا بس شوية...عايزة أقولك حاجة.
خليها تاكل يا دادة علشان هي مفطرتش.
التفتت إليه ياسمين و صاحت به
ملكش دعوة...و مش هاكل..لما أروح هاكل براحتي.
كاد أن يجيبها و لكن أوقفته صفية بإشارة من يدها فصمت بامتعاض.
جذبت صفية ياسمين إليها برفق و أخذتها متجهتان نحو المطبخ.
صرفت الخادمات و جلستا إلى الطاولة.
أنا مربية ضرغام.
أجابتها ياسمين بصوت هادئ بينما دموعها لازالت تلوذ بالفرار من عينيها
معرفتيش تربيه يا دادة.
ضحكت صفية بخفوت ثم قالت بنظرات متفحصة
الحمد لله إني عشت لليوم إللي أشوف فيه البنت إللي جننت ضرغام بالشكل دا.
نظرت إليها ياسمين بعينيها الدامعة دون أن تجيب فقالت صفية بجدية
تعالت شهقات ياسمين مجددا قائلة بصوت متحشرج
هو شخص وحش...أنا و بابا رفضناه لما إتقدملي علشان كدا...و دلوقتي هو خاطفني و عايز يتجوزني ڠصب عني...أنا مش عارفة أعمل إية.
ربتت صفية على ظهرها برفق قائلة
إهدي بس..كل مشكلة و ليها حل.
رفعت ياسمين رأسها المنكس فجأة قائلة تتمسك بأملها الأخير
أجابتها صفية بأسى
معرفش و الله يا بنتي.
تحولت نبرتها فجأة للجدية قائلة
ياسمين...متحوليش تعاندي مع ضرغام...إياكي تحاولي تكلمي حد من أي تيليفون أو تحاولي تهربي..دا هيعقد الموضوع أكتر.
أجابتها ياسمين بعدائية
و الله...طب إية رأيك يا دادة أطلع دلوقتي أقوله إني بحبه و بمۏت فيه و موافقة أتجوزه.
و الله تبقي عملتي الصح.
التفتت له ياسمين صائحة به پغضب
إنت إية إللي جابك هنا
رفع أحد حاجباه قائلا باستفزاز
بيتي..أتجول فيه براحتي.
قالت برجاء
طيب خليني أروح بيتي علشان أتجول أنا كمان.
دا هيبقى بيتك و هنتجول سوا.
التفتت إلى صفية مجددا بقلة حيلة فقال ضرغام
أكلت يا دادة ولا لسة
أجابته و هي تطالع إحتقان وجه ياسمين
سيبنا بس لوحدينا و أنا هتصرف.
أعلن هاتف ضرغام عن استقباله لمكالمة من سليم فخرج من المطبخ ثم أجاب قائلا
أيوة يا سليم.
سمع صوت سليم الحانق
إنت فين يا بني...إنت ما صدقت الإجتماع خلص و خلعت.
أجابه ضرغام باقتضاب
أنا في البيت.
قال سليم بقلق
طب بقولك إية...من شوية كدا شوفت عم محمد طالع من الشركة بيجري و شكله كان قلقان و مستعجل كدا...متعرفش في إية
حرص أن يبدو صوته غاضبا و هو يقول
ياسمين إتخطفت.
فزع سليم قائلا
إية...مين دا إللي خطڤها
قال متصنعا نبرة متوعدة
معرفش...بس هعرف..و مش هسيبه.
أنهى ضرغام المكالمة متنهدا بعمق و هو يتمنى أن تكون حيلته قد انطلت على سليم.
يعلم أنه سيعارض بشدة أمر اختطافه لياسمين و من الممكن أن يتصرف بتهور أيضا.
سيوهم الجميع أنه غاضب و أنه يبحث عن خاطف ياسمين حتى لا يشك به أحد.
و لكن قد ينهار مخططه إن لم تنطلي تلك الحيلة على